رحب مشرعون أميركيون، الجمعة، بتوجيه جديد أصدره الرئيس، جو بايدن، بدا وأنه يخفف الانقسام بين الديمقراطيين بشأن حزمة المساعدات لإسرائيل التي يجري العمل على إقرارها في الكونغرس.

ويدعو التوجيه الجديد إلى قطع المساعدات العسكرية للدول التي تخرق الحماية الدولية للمدنيين، بحسب ما ذكرته أسوشيتد برس. 

وبالنسبة لبايدن، فإن الالتزام بشروط المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وغيرها من الحلفاء والشركاء الاستراتيجيين سيساعده على حشد الدعم بين الديمقراطيين من يسار الوسط  في مجلس الشيوخ من أجل تمرير حزمة المساعدات التي اقترحها والتي تبلغ قيمتها 95 مليار دولار، وهي تهدف في المقام الأول إلى تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا في حربها ضد روسيا وإسرائيل في حربها على حماس في غزة.

ووصف أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون، الجمعة، توجيهات بايدن، التي تهدف إلى توفير الشمولية والرقابة والمواعيد النهائية للجهود الرامية نحو ضمان عدم استخدام الحكومات الأجنبية للمساعدات العسكرية الأميركية ضد المدنيين،  بأنها "تاريخية"، وفق تقرير الوكالة.

وقالت السيناتورة إليزابيث وورين من ولاية ماساتشوستس، إن هذا تغيير جذري "فيما يتعلق بكيفية التعامل مع المساعدات العسكرية الأميركية وتأثيرها على المدنيين". 

وتحدثت وورين في مؤتمر صحفي في الكابيتول مع ديمقراطيين آخرين تفاوضوا مع البيت الأبيض لمدة شهرين حول هذه المسألة، في جهد قاده السيناتور عن ولاية ماريلاند، كريس فان هولن.

وقال المدافعون عن حقوق الإنسان إن التحدي أمام التوجيه الجديد سيكون هو ذاته الذي واجهته جميع الجهود السابقة لحجب الأسلحة والتمويل الأميركي عن منتهكي حقوق الإنسان: فيما لو كانت الإدارات الأميركية ستفرض بالفعل شروط حقوق الإنسان ضد الحلفاء والشركاء المهمين استراتيجيا.

وقال كينيث روث، الرئيس السابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش والأستاذ الزائر في كلية برينستون للشؤون العامة والدولية، لأسوشيتد برس إن "المسألة لم تكن قط بالمعرفة"، أي بمعرفة إن كانت المساعدات العسكرية الأميركية تستخدم بانتهاك القانون الدولي "بقدر ما كانت تتعلق بالإنفاذ"، أي بتنفيذ الشروط الأميركية.

ويأتي التوجيه الجديد من بايدن، والذي يعرف رسميا باسم "المذكرة الرئاسية"، وتتمتع تلك القوانين بقوة القانون، على الرغم من أن الرؤساء المتعاقبين يمكنهم إسقاطها.

ماذا يشمل التوجيه الجديد؟ 

الأمر الذي أصدره بايدن له تأثير فوري، وفق تعبير أسوشيتد برس، ويمنح وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، 45 يوما للحصول على “ضمانات مكتوبة موثوقة ويمكن الاعتماد عليها" من المستفيدين الأجانب من المساعدات العسكرية الأميركية الذين يخوضون صراعات على أرض الواقع، بما في ذلك إسرائيل وأوكرانيا، بأنهم يستخدمون المساعدة العسكرية الأميركية بما يتوافق مع القانون الإنساني الدولي. وقانون حقوق الإنسان والمعايير الأخرى.

والحكومات الأجنبية التي تفشل في تقديم هذه الضمانات في الوقت المحدد ستتوقف مساعداتها العسكرية مؤقتا. 

ولدى الإدارات أيضا خيار تعليق المساعدة العسكرية الأميركية إذا رأت أن حكومة أجنبية لا تمتثل حقا للقانون الإنساني وحماية المدنيين، حتى لو ادعت بالتزامها بذلك.

وتشمل المتطلبات الأخرى تقارير منتظمة من الإدارة بشأن الامتثال بالشروط مستقبلا، ويشمل ذلك الدول التي لا تخوض حربا قائمة حاليا.

يُستثنى من ذلك توريد أنظمة الدفاع الجوي وبعض المعدات الدفاعية الأخرى. 

وبينما يقول المؤيدون إن اللغة الصارمة للمذكرة الرئاسية ستحد من قدرة الإدارات الرئاسية على التهرب منها، تقول أسوشيتد برس إن المذكرة تسمح للإدارات بالتنازل عن المتطلبات في "ظروف نادرة وغير عادية".

وتشير الوكالة إلى أن إدارة بايدن أحبطت بعض الديمقراطيين في مجلس الشيوخ خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة من خلال إعلان حالة طوارئ للأمن القومي لتسريع المساعدات العسكرية لإسرائيل، متجنبة العملية المعتادة بإخطار الكونغرس.

وقالت الوكالة إن الإدارة الأميركية مارست "بهدوء ضغوطا" ضد التحركات التي قام بها السيناتور المستقل، بيرني ساندرز، وآخرون لربط شروط المساعدات العسكرية لإسرائيل بالتشريع المخصص لذلك الدعم، وذلك بهدف الضغط على إسرائيل لبذل المزيد من الجهد من أجل الحفاظ على أرواح المدنيين الفلسطينيين.

وقتل ما يقرب من 28 ألف فلسطيني، ثلثاهم من النساء والأطفال، منذ شنت إسرائيل حملتها العسكرية على غزة. وجاء ذلك في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر التي نفذتها حماس وأسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل.

وتقول الوكالة إنه لا يبدو أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، قد تراجعت بشكل كبير عن الغارات الجوية اليومية التي تودي بحياة المدنيين على الرغم من الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة، أهم حليف لها وداعم عسكري لها. 

وقالت إن الولايات المتحدة تشعر أيضا بالإحباط إزاء القيود التي تفرضها إسرائيل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ووجه بايدن هذا الأسبوع بعضا من أقوى انتقاداته للعمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل في غزة، ووصفها بأنها "مبالغ فيها".

وشددت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، الجمعة، على أن الإدارة "لا تفرض معايير جديدة للمساعدات العسكرية" في المذكرة الرئاسية، مشيرة إلى أن ذلك تم من أجل تحسين الشفافية.

وأضافت أنه تم إطلاع المسؤولين الإسرائيليين على المذكرة قبل نشرها.

وقالت جان بيير: "لقد أكدوا مجددا استعدادهم لتقديم هذا النوع من الضمانات".

قوانين أخرى

ولدى الولايات المتحدة بالفعل قوانين بهذا الشأن، بما في ذلك قانون المساعدات الخارجية (Foreign Assistance Act) وقانون ليهي (Leahy Law) تهدف إلى منع المساعدة الأمنية للحكومات التي ترتكب انتهاكات متكررة لحقوق الإنسان. .

وقال روث: "إذا كانت الإدارة غير مبالية إلى هذا الحد بالقانون الحالي، فليس من الواضح ما الفرق الذي ستحدثه مجموعة جديدة من التقارير".

وأكد أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون، الجمعة، أنهم سيواصلون العمل لتعزيز النظام الجديد المنصوص عليه في التوجيه الرئاسي.

ويتضمن ذلك السعي للحصول على تمويل للرقابة الحكومية الإضافية وتدوينها في تشريعات بحيث يصعب على الرؤساء المستقبليين التخلص منها.

وقال فان هولن: "هذا أمر عظيم للغاية.. وسوف يمنح الرئيس بايدن والولايات المتحدة المزيد من الأدوات والمزيد من النفوذ... لضمان امتثال المساعدة العسكرية الأميركية للقيم الأميركية والمعايير الأميركية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المساعدات العسکریة الأمیرکیة التوجیه الجدید حقوق الإنسان مجلس الشیوخ

إقرأ أيضاً:

فنان أمريكي: ما تفعله إسرائيل غير أخلاقي وغير قانوني.. وإدارة بايدن متورطة

قال الفنان الأمريكي، مارك روفالو المناصر للفلسطينيين، إن ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين أمر غير قانوني وغير أخلاقي، مهاجما إدارة الرئيس جو بايدن الداعمة للاحتلال.

وقال روفالو إنه "لا توجد نهاية في الأفق، إذ تتكشف معاناة لا توصف وكارثة للأمريكيين والإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".

وأشار الفنان الهوليودي إلى البيان الذي وقعة مسؤولون مستقيلون في إدارة بايدن، شجبوا فيه تعامل الإدارة مع الحرب على غزة.

Now from within what we have all been saying from the outside. What Israel is doing to the Palestinians is illegal and amoral and Biden’s administration has signed off on the worst of it. There is no end in sight—untold suffering unfolding and a disaster for Americans, Israelis,… — Mark Ruffalo (@MarkRuffalo) July 3, 2024

وحذر 12 مسؤولا أمريكيا استقالوا من مناصبهم احتجاجا على الحرب الإسرائيلية على غزة، الأربعاء، من أن سياسة الرئيس جو بايدن حيال الحرب تمثل "فشلا وتهديدا للأمن القومي".

جاء ذلك في بيان مشترك وقّعه 4 مسؤولين سابقين من وزارة الخارجية، وواحد من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، و3 من الجيش الأمريكي و4 سياسيين، قدموا فيه مقترحات سياسية لإدارة بايدن بخصوص الحرب على غزة.

وقال المسؤولون في البيان إن "الغطاء الدبلوماسي الأمريكي والتدفق المستمر للأسلحة إلى إسرائيل هو تواطؤ لا يمكن إنكاره في عمليات القتل والتجويع القسري للفلسطينيين المحاصرين في غزة".

وشددوا على أن "هذا ليس فقط مستهجنًا أخلاقيًا وانتهاكًا واضحًا للقانون الإنساني الدولي والقوانين الأمريكية، لكنه أيضًا يضع عبئًا على ظهر الولايات المتحدة".

وأضاف المسؤولون المستقيلون: "هذه السياسة المتعنتة تهدد الأمن القومي الأمريكي وحياة جنودنا ودبلوماسيينا، كما حصل مع مقتل 3 من جنودنا في الأردن في يناير/كانون الثاني 2024، وإجلاء المنشآت الدبلوماسية في الشرق الأوسط، كما تشكل خطرا أمنيًا على المواطنين الأميركيين في الداخل والخارج".



واتهم المستقيلون سياسة إدارة بايدن بتهديد المصالح الأمريكية في المنطقة، لافتين إلى أن مصداقية الولايات المتحدة "تقوّضت بشدة في جميع أنحاء العالم".

ووفقاً للمسؤولين السابقين فإن السياسة الحالية في غزة التي وصفوها بأنها "فاشلة"، وأنها "لم تجعل الإسرائيليين أكثر أمانًا" و"شجعت المتطرفين"، وكانت مدمرة للشعب الفلسطيني.

وأضافوا: "باعتبارنا أمريكيين متفانين في خدمة بلادنا، نصرّ على أن هناك طريقة أخرى".

وأشاروا إلى الخطوات اللازم اتباعها لضمان "عدم حدوث فشل سياسي كارثي (على مستوى إدارة البلاد) مثل هذا مرة أخرى أبدًا".

ومن بين الخطوات التي لفتوا إليه، تنفيذ القوانين الأمريكية التي تحظر تقديم المساعدة العسكرية لقوات أجنبية متورطة في انتهاكات حقوق الإنسان، واستخدام "كل النفوذ المتاح لإنهاء الصراع على الفور".

كما دعوا الإدارة الأمريكية إلى "ضمان توسيع توصيل المساعدات الإنسانية لشعب غزة وإعادة إعمار المنطقة، بالإضافة إلى دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير".

وأكدوا على أن "هناك حاجة ملحّة للتغيير في الثقافة المؤسسية والهياكل التنظيمية التي مكّنت النهج الأمريكي الحالي (الداعم لإسرائيل رغم جرائمها)".

ووفق البيان ذاته، يشمل ذلك "تعزيز آليات الرقابة والمساءلة داخل السلطة التنفيذية، وزيادة الشفافية فيما يتعلق بنقل الأسلحة والمداولات القانونية، ووضع حد لإسكات وتهميش الأصوات المنتقدة، والتغيير القانوني من خلال العملية التشريعية".



وختم المستقيلون بيانهم بمخاطبة زملائهم الذين ما زالوا على رأس عملهم ضمن إدارة بايدن، بالقول: "نحثكم على عدم التواطؤ".

الموقعون على البيان هم: المسؤولون السابقون بوزارة الخارجية جوش بول، وأنيل شيلين، وستيسي جيلبرت، وهالة هاريت، ومستشار السياسات السابق والمعين السياسي بوزارة التعليم الأمريكية طارق حبش.

كذلك وقّع البيان المسؤولون السابقون في القوات الجوية الأمريكية محمد أبو هاشم ورايلي ليفرمور، ونائبة مدير مكتب التنظيم والميزانية بالبيت الأبيض آنا ديل كاستيّو.

كما وقّعه الموظفة السابقة في الداخلية الأمريكية ليلي غرينبيرغ كول، والمساعدة الخاصة السابقة في الداخلية مريم حسنين التي استقالت صباح الأربعاء الماضي.

يضاف إلى الموقعين الضابطة السابقة بالجيش من وكالة استخبارات الدفاع هاريسون مان، والمستشار الأول السابق للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ألكسندر سميث.

مقالات مشابهة

  • بايدن يؤكد قدرته على هزيمة ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية
  • "ستولتنبرج" يأمل انضمام أوكرانيا للناتو خلال 10 سنوات.. ويدعو لزيادة المساعدات العسكرية
  • مدبولي: توجيه رئاسي بالتواصل مع المواطنين وحل شكاواهم بالتعاون مع الجهات المختصة
  • وزير الصحة بعد استمراره يكشف عن توجيه رئاسي جديد بخصوص هذين الملفين (فيديو)
  • أخطر 48 ساعة في مسيرة بايدن السياسية.. هذا ما ينتظره
  • ممثل أمريكي: ما تفعله إسرائيل غير أخلاقي وغير قانوني.. وإدارة بايدن متورطة
  • فنان أمريكي: ما تفعله إسرائيل غير أخلاقي وغير قانوني.. وإدارة بايدن متورطة
  • «حياة كريمة»: هدفنا الارتقاء بحياة المواطن وحفظ كرامة الإنسان
  • زيلينسكي يشكر الولايات المتحدة على حزمة المساعدات العسكرية الجديدة
  • أنتونوف: المساعدات العسكرية الأمريكية لنظام كييف تشجعه على ارتكاب جرائم جديدة