كم دفعوا ضحايا هجمات القرصنة للمهاجمين خلال 2023؟.. "الغارديان" تكشف خفايا "صادمة"
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
الاقتصاد نيوز — متابعة
أفاد تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، يوم السبت، بارتفاع موجة الدفع مقابل فك تشفير البيانات نتيجة هجمات برمجيات الفدية.
وبحسب التقرير، فإن مجموعات برامج الفدية شهدت "عودة قوية" العام الماضي 2023، وقد دفع ضحايا هجمات القرصنة مبلغا قياسيا قدره 1.1 مليار دولار للمهاجمين.
وصعد مجرمو الإنترنت عملياتهم العالمية في العام 2023 بعد فترة هدوء (نسبي) في العام 2022، وشملت قائمة الضحايا مستشفيات ومدارس وشركات كبرى.
وأظهر تقرير صادر عن شركة "تشينا لكزس" لأبحاث العملات المشفرة أن حجم المبالغ المدفوعة ل "عصابات المجرمين" عقب التعرض للهجمات يسجل ارتفاعا كبيرا مقارنة بعام 2022 الذي شهد دفع 567 مليون دولار.
وأضاف التقرير أن "اصطياد الأسود الكبيرة" أصبح سمة من سمات الهجمات العام الماضي، حيث شكلت مبالغ الفدية التي تبلغ مليون دولار أو أكثر حصة أكبر مع استهداف كيانات أكثر ثراء.
وسلطت Chainalysis للأبحاث الضوء على زيادة هائلة في مدفوعات الفدية في العام 2023 وحذر من المزيد من الهجمات في المستقبل
وقالت شركة تشينا لكزس لأبحاث العملات المشفرة: "يمثل العام 2023 عودة قوية لبرامج الفدية، مع مدفوعات قياسية وزيادة كبيرة في نطاق وتعقيد الهجمات- وهذا عكس كبير للانخفاض الذي لوحظ في عام 2022."
وعادة ما تنطوي هجمات برامج الفدية على دخول قراصنة نظام الحاسب المستهدف وتعطيله باستخدام البرامج الضارة التي تشفر الملفات وتجعلها غير قابلة للوصول، ثم تطلب العصابة الدفع بعملة مشفرة، عادة بيتكوين ، لإلغاء قفل الملفات أو حذف نسختهم من البيانات المسروقة.
وقالت تشيناليزس إن عددا من العوامل أسهم في انخفاض المدفوعات في العام 2022، بما في ذلك "الحرب في أوكرانيا".
وتربط معظم مجموعات برامج الفدية بأوروبا الشرقية والجمهوريات السوفيتية السابقة وروسيا على وجه الخصوص، حيث أفادت تشيناليزس بأن بعض العصابات الإلكترونية إما تعطلت أو غيرت تركيزها من برامج الفدية إلى التجسس الإلكتروني بدافع سياسي.
كما عطل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) مجموعة برامج الفدية Hive من خلال الاستيلاء على مفاتيح فك التشفير الخاصة بها ومنع الضحايا من دفع 130 مليون دولار كأموال فدية.
واستشهدت تشيناليزس أيضا بأبحاث تظهر أن الهجمات العام الماضي كشفت عن زيادة في عدد المهاجمين وأنواع برامج الفدية.
وقال المحلل في شركة Recorded Future للأمن الإلكتروني، آلان ليسكا: "أحد أهم الأشياء التي نراها هو النمو الفلكي في عدد الجهات الفاعلة في التهديد التي تنفذ هجمات برامج الفدية".
ووفقا لشركة Recorded Future، كان هناك 538 نوعا جديدا من برامج الفدية في العام 2023، مما يشير إلى ظهور مجموعات جديدة ومستقلة.
وظهرت مجموعة Clop كلاعب مهم العام الماضي، حيث أعلنت مسؤوليتها عن اختراق مزود الرواتب Zellis، الذي استهدف ثغرة أمنية في برنامج MOVEit، والذي يستخدم لنقل الملفات عبر الشبكات الداخلية. وشمل العملاء المتضررون الخطوط الجوية البريطانية و Boots و BBC.
ولا تزال المكتبة البريطانية تتعافى من هجوم برامج الفدية من قبل مجموعة معاد تسميتها، Rhysida، التي استهدفت المؤسسة في أكتوبر، ورفضت المكتبة دفع فدية.
كما أدى نمو "برامج الفدية كخدمة"، حيث يتم تأجير البرامج الضارة للمجرمين مقابل نسبة من العائدات، إلى زيادة النشاط، جنبا إلى جنب مع "وسطاء الوصول الأولي" الذين يبيعون نقاط الضعف في شبكات الأهداف المحتملة لمهاجمي برامج الفدية.
وقالت إيلي لودلام، الشريكة المتخصصة في الأمن الإلكتروني في شركة المحاماة البريطانية Pinsent Masons، إنها تتوقع استمرار زيادة الهجمات.
وأضافت: "من المتوقع أن يستمر هذا الارتفاع في العام 2024، ومع التركيز المستمر على استخراج كميات كبيرة من البيانات من قبل مجموعات الجهات الفاعلة في التهديد، مما يحمل إمكانية دفع فدى أعلى من قبل الشركات المتضررة".
وتشير العديد من الأبحاث أن يصل حجم الأضرار الناجمة عن برمجيات الفدية إلى أكثر من 8 مليارات دولار بحلول عام 2030.
وتعرض الدكتور شريف هاشم، المحاضر في جامعة جورج ميسون، لتلك النوعية من الهجمات الإلكترونية والتي تمثل واحدة من أصعب الهجمات، حيث تهدد الحياة العامة للمواطنين في الدول، لا سيما إذا استهدفت المرافق العامة مثل في مجالات الصحة والتعليم وغيرها.
ويؤكد على أن العالم شهد خلال الفترات الأخيرة سلسلة هجمات من هذا النوع آثرت على تأدية خدمات الرعاية الصحية في بعض الدول الكبرى مثل المملكة المتحدة وألمانيا وغيرهما، وتسببت في أزمات هائلة وربما عطلت إجراء العمليات الجراحية لكثير من الحالات الحرجة.
ووفقا لإحصاءات صادرة عن شركة "سوفوس" لحلول الأمن السيبراني استهدفت برمجيات الفدية 66 بالمئة من المؤسسات التي تعرضت لهجمات إلكترونية في 2023.
من جانبه، يرى رئيس قطاع التطوير في شركة MCS، محمد مصطفى، أن برمجيات الفدية الخبيثة من أسوأ الهجمات التي يمكن أن يتعرض لها أي نظام سواء في الشركات والمؤسسات أو على مستوى الدول، وفي العصر الذي يعتمد بشكل كامل على التكنولوجيا والتطبيقات تمثل هجمات الفدية الحل الأنجح للعصابات الرقمية للحصول على مستهدفاتها المالية.
وتطرق إلى واحد من أسوأ هجمات الفدية التي أصابت 150 دولة حول العالم، وهو فيروس "WannaCry" الذي تسبب في خسائر قدرت وقتها بحوالي 8 مليار دولار، مؤكدا على أن طريقة التعامل مع هذه النوعية من الفيروسات تختلف على حسب البيانات المشفرة ومدى تأثر العمل اليومي بتشفير تلك البيانات لاسيما وإن كانت الشركات أو المؤسسات المصابة لم تعتمد نسخ احتياطية من بياناتها.
وأردف: من الضروري رفع حجم توعية الموظفين والعاملين في المجالات المختلفة حيث تمثل الأخطاء البشرية نسبة غير قليلة من أسباب التعرض للهجمات الإلكترونية المختلة، وفيروسات الفدية على وجه الخصوص ".
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار برامج الفدیة العام الماضی العام 2023 فی العام
إقرأ أيضاً:
الغارديان: لا منتصر في حرب ترامب التجارية والصين تتبنى منظورا طويل الأمد
شددت صحيفة "الغارديان" البريطانية في افتتاحية لها، على أن "لا أحد سيفوز" في الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدة أن المستهلكين والعمال سيكونون من أبرز المتضررين من هذه المواجهة الاقتصادية.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذه الحرب تشكل "لعبة من يتحمل المزيد من الألم"، ولفتت إلى أن العلاقات الثنائية بين واشنطن وبكين مرشحة لمزيد من التدهور، لا سيما وأن التجارة تُعد جوهر العلاقة بين البلدين.
وأضافت الغارديان أن الصين، ورغم ما واجهته من صعوبات اقتصادية في السنوات الأخيرة، تبدو مستعدة للنظر إلى الأزمة من زاوية استراتيجية طويلة الأمد، موضحة أن رد بكين على الرسوم الأمريكية كان متزنا في البداية، لكنها الآن تتعهد "بالقتال حتى النهاية"، بعد أن فرضت رسوما إضافية بنسبة 50 بالمئة على السلع الأمريكية، ليرتفع إجمالي الرسوم إلى 84 بالمئة، ردا على إجراءات ترامب التي قال إنها ستصل إلى 125 بالمئة.
وأكدت الصحيفة أن من غير المرجح أن تكون الصين هي الطرف الذي سيتراجع أولا، لأن "التنازلات قد تُعتبر علامة ضعف"، وهو ما قد يدفع واشنطن إلى تصعيد الضغوط.
كما لفتت إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ عزز النزعة القومية في بلاده رغم تباطؤ النمو، مشيرة إلى أن التراجع سيكون "مهينا" في ظل التصريحات الأمريكية المستفزة، ومنها وصف نائب الرئيس جيه دي فانس للمزارعين الصينيين باستخفاف.
وقالت الصحيفة إن بكين سمحت بالفعل بانخفاض قيمة اليوان، رغم أن انخفاضا كبيرا غير مرجح، مضيفة أنها كانت تعد نفسها لهذه اللحظة من خلال تنويع وارداتها الزراعية، وإيجاد أسواق جديدة، وخفض الاعتماد على الصادرات إلى الولايات المتحدة التي تمثل أقل من 3 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي.
كما أشارت "الغارديان" إلى أن الصين أعلنت في الشهر الماضي عن خطط لتعزيز الاستهلاك المحلي، رغم أن تنفيذ هذه الخطط لم يرقَ إلى مستوى الخطاب حتى الآن.
وفي سياق متصل، أوضحت الصحيفة أن تعليق ترامب المفاجئ للرسوم على دول أخرى لمدة 90 يوما يكشف عن نية لعزل الصين ومنع استخدام هذه الدول كقنوات لتوريد سلعها، إلا أن هذه السياسة قد تؤدي، وفق الصحيفة، إلى نتائج عكسية تدفع هذه الدول نحو بكين.
وأضافت أن هذه الخطوة تعكس أيضا مخاوف لدى ترامب من تأثير الرسوم على قاعدته الشعبية، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة من "المليارديرات، والعمال المتقاعدين والمزارعين والموظفين والمستهلكين" الذين يتخوفون من ارتفاع أسعار السلع مثل هواتف آيفون والمواد الغذائية.
ولم تستبعد الصحيفة إمكانية التوصل إلى اتفاق بين البلدين، مشيرة إلى أن بكين "لا ترضى بما ينتظرها" لكنها تملك ثقة متزايدة بمسارها المستقبلي. واستعادت في هذا السياق تجربة حزمة التحفيز الضخمة التي أطلقتها الصين في 2008، وتوقها إلى "مستقبل بثقة متجددة" بعد ما وصفته
بـ"لحظة سبوتنيك" الجديدة في كانون الثاني /يناير مع إطلاق منصة DeepSeek للذكاء الاصطناعي.
وأشارت الصحيفة إلى أن بكين تسعى إلى أن تُنظر إليها كقوة استقرار، خاصة بعد تصريحات وزير خارجيتها، وانغ يي، في مؤتمر ميونيخ للأمن، والتي تعهد فيها بأن تكون الصين "قوة بناءة راسخة وعامل يقين في هذا النظام متعدد الأقطاب".
واختتمت "الغارديان" افتتاحيتها بالقول إن هذه اللحظة "تحولية في النظام العالمي"، مضيفة أن الصين تتوقع المعاناة، لكنها "لن تحزن وهي تشاهد الولايات المتحدة تتجه نحو الانحدار".