فنزويلا تتحرك على حدود غويانا والأقمار الصناعية ترصد إنشاء قاعدة عسكرية
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
الاقتصاد نيوز — متابعة
تقوم فنزويلا بدعم تهديداتها بضم جزء من غويانا وتأمين الوصول إلى بعض أكبر اكتشافات النفط في العالم من خلال نقل الدبابات الخفيفة وقوارب الدوريات المجهزة بالصواريخ والحاملات المدرعة إلى الحدود بين البلدين، وهو ما يتحول بسرعة إلى تحدي أمني جديد لإدارة الرئيس الأمريكي، بايدن، بحسب تقرير لـThe Wall Street Journal ترجمته الاقتصاد نيوز.
ويعد نشر فنزويلا لقواتها، والذي ظهر عبر صور الأقمار الصناعية التي نشرت يوم الجمعة ومن خلال مقاطع الفيديو التي نشرها الجيش الفنزويلي مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي، تصعيداً كبيراً في محاولاتها لبسط نفوذها على احتياطيات الطاقة المكتشفة حديثاً لدى جارتها، غويانا.
ويأتي ذلك على الرغم من وجود اتفاق مكتوب، جرى توقيعه خلال ديسمبر الماضي بين الرئيس الغوياني عرفان علي والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أدان استخدام القوة ودعا إلى إنشاء لجنة لمعالجة النزاعات الإقليمية.
ومنذ نهاية العام الماضي، صعدت فنزويلا، والتي تمتلك جيشاً قوامه 150 ألف مقاتل نشط ومعدات عسكرية حديثة زودتها بها حليفتها روسيا، من ادعائها بأحقية امتلاك "إيسيكويبو"، وهي منطقة تكاد تكون مغطاة بالكامل بالغابات كما أنها تشكل ثلثي مساحة غويانا.
إن نشر القوات واللغة العدائية المتصاعدة من العاصمة الفنزويلية، كاراكاس، جعلتا من غويانا واحدة من أكثر مناطق العالم سخونة بعد اكتشافات النفط البحرية من قبل كونسورتيوم شركات تقوده إكسون موبيل الأميركية.
وتمتلك غويانا، المستعمرة البريطانية السابقة والتي يبلغ عدد سكانها 800 ألف نسمة، قوةً دفاعية قوامها 3 آلاف جندي فقط، مما يدفع الحكومة إلى العمل بشكل أوثق مع الولايات المتحدة لتعزيز قدراتها الدفاعية.
وعند سؤاله عن قيام فنزويلا بنشرها القوات العسكرية على الحدود بين البلدين، أجاب وزير خارجية غويانا لـ WSJ بأنه" لسنا متفاجئين بنوايا فنزويلا السيئة. نحن مصابون بخيبة أمل أكثر مما نحن متفاجئون". أما وزارة الإعلام الفنزويلية فقد رفضت الإجابة على ذات السؤال.
وصرحت فنزويلا بأنها تعزز دفاعاتها رداً على التدريبات العسكرية الأمريكية في غويانا في ديسمبر، ونشر المملكة المتحدة سفينة صغيرة لمكافحة المخدرات "HMS Trent" في مياه غويانا.
واتهم وزير الدفاع الفنزويلي، فلاديمير بادرينو، يوم الأربعاء، شركة إكسون موبيل الأمريكية بأنها تتكئ على الجيش الأمريكي من أجل حمايتها أثناء استغلالها غويانا لمصلحتها الشخصية. حيث كتب عبر X (تويتر سابقاً): "سيتلقون رداً عسكرياً متناسباً وقوياً في المنطقة البحرية التي تنتمي أحقيتها إلى فنزويلا، الإيسيكويبو لنا".
النشر الذي قام به الرئيس الفنزويلي مادورو، جنباً إلى جنب مع الاستفتاء الذي أجراه في ديسمبر والذي أكد فيه أن ملايين الفنزويليين وافقوا على خطط الاستيلاء على منطقة إيسيكويبو، أقلقت صناع السياسات في إدارة بايدن التي تواجه بالفعل تحدياً في صنع رد لتحالفات فنزويلا مع كل من روسيا وإيران والصين.
وفي الأشهر الأخيرة، زار مسؤولون أميركيون من وزارة الدفاع والبيت الأبيض عاصمة غويانا، جورجتاون، لإجراء محادثات حول توثيق التعاون، حيث صرح علي عرفان، الرئيس الغوياني، بأن حكومته ستشتري قريباً طائرات هليكوبتر وطائرات بدون طيار بالإضافة إلى معدات دفاعية أمريكية أخرى.
وذكر خوان غونزاليس، أحد كبار مستشاري الرئيس بايدن، للصحفيين في كولومبيا يوم الاثنين أي بعد يوم واحد من لقائه برئيس غويانا في جورجتاون، إن "دعم غويانا لتعزيز قدرتها الدفاعية مع استمرار تحقيقها لمكاسب نفطية هائلة في السوق شيء لدينا مصلحة مباشرة فيه. وبالتأكيد، نحن لا نريد تصعيد التوترات، ولكننا نملك علاقة استراتيجية خاصة بنا مع غويانا".
وجد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في واشنطن، عبر استخدامه صور الأقمار الصناعية زودته بها شركة "Maxar Technologies"، بأنه في الفترة ما بين أواخر عام 2023 وشهر يناير من العام 2024 قامت فنزويلا بتحريك مركبات مدرعة يبدو وأنها دبابات خفيفة إلى جزيرة أناكوكو الواقعة على نهر كويوني وعلى بعد ياردات من غويانا. كما شوهدت أيضاً الأعمال الإنشائية والتي تشير إلى توسيع قاعدة هناك.
وقامت فنزويلا، ما بين 18 يناير و22 يناير بنشر على الأقل ثلاث قوارب دوريات مضادة للسفن مزودة بصواريخ موجهة من طراز "Peykaap III" الإيرانية الصنع في ميناء غويريا الأطلسي في فنزويلا، كما هو مرئي في الصور الفضائية المستخدمة من قبل مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن. وفي 31 يناير، أنشأ الجيش نظاماً للدفاع الجوي من طراز " Buk M2E" الروسي الصنع في غويريا، على مسافة تقريبية تقدر ب 400 ميلا شرقاً من موقعهم المعتاد بالقرب من العاصمة الفنزويلية كاراكاس. وكما يتم تجديد مركز صغير لحرس السواحل في بونتا باريما، الواقعة على بعد 50 ميلاً من الإيسيكويبو الذي تسيطر عليه غويانا، من أجل تحويله إلى قاعدة بحرية وجوية. وتقع عمليات النشر هذه ضمن متناول سهل ل Stabroek Block التي تديرها شركة إكسون موبيل وشركاؤها من شيفرون وشركة سينوك الصينية، قبالة سواحل غويانا، حيث ارتفع إنتاج النفط الخام إلى 645 ألف برميل يومياً، وهو رقم ليس ببعيد عما تنتجه فنزويلا.
وزاد التوتر المتصاعد في شمال أمريكا الجنوبية من التقييمات الخاصة بمخاطر صناعة الشحن في جمعية Lloyd’s Market في لندن لوضع غويانا على قائمتها العالمية للمناطق المتأثرة بالحروب والقرصنة والإرهاب. وترفع هذه التصنيفات تكاليف التأمين للمشغلين وتضع مياه غويانا على نفس مستوى المخاطر الأخرى كمخاطر مياه البحر الأحمر، حيث هاجم الحوثيون المدعومون من إيران السفن، وطرق البحر السوداء المعرضة للخطر بسبب غزو روسيا لأوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم شركة إكسون موبيل، ميشيل جراي، في بيان: "لن نذهب إلى أي مكان، سيظل تركيزنا على تنمية الموارد بكفاءة ومسؤولية، بموجب اتفاقنا مع حكومة غويانا".
وتظهر الصور أن حركة العتاد والقوات كانت تحدث في نفس الوقت الذي كان فيه وزيرا خارجية فنزويلا وغويانا في اجتماع بالبرازيل، أواخر الشهر الماضي تحت رعاية الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، من أجل إنشاء لجنة لمعالجة النزاعات الإقليمية.
وقال كريستوفر هيرنانديز-روي، نائب مدير برنامج الأمريكيتينِ في CSIS: "الفنزويليون يقومون بنقل الكثير من الأمور التي توحي إلى أعمال عسكرية، ويعرضون كل ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي بينما يحاولون أيضاً إخبار الغويانايين:'حسناً، فلنتفاوض على شروط ودية'. هذا ليس تصرفاً يدل على كونك جار جيد. إنهم يقومون بتدريبات دبابات على بُعد 140 ياردة من الإيسيكويبو".
بينما أشار أندريه سيربين بونت، رئيس مجموعة "كرايس" للبحوث ومقرها بوينس آيرس والتي تتبع عن كثب المناورات العسكرية الفنزويلية، إن مقاطع الفيديو التي نشرها الجيش الفنزويلي على وسائل التواصل الاجتماعي تدل على وجود العمل المستمر لتحديث عدد من مواقع الدوريات النهرية على طول نهر إيسيكويبو، وبناء مركز قيادة متعدد الطوابق للقوات المتخصصة في عمليات الغابة.
ويرى، أندريه سيربين بونت، تشابهاً سياسياً صارخاً مع الغزو الأرجنتيني عام 1982، حين سعى المجلس العسكري اليائس إلى صرف انتباه الجمهور عن المشاكل الاقتصادية المحلية عبر الغزو الفاشل لجزر فوكلاند التابعة للمملكة المتحدة. إذ انكمش اقتصاد فنزويلا، خلال ما يقرب من 11 عاماً من حكم مادورو، بنسبة 70٪ تقريباً بينما ربع سكان فنزويلا، أي 7.7 مليون شخص، فروا هاربين.
وأضاف سيربين بونت: "إذا وضعنا هذا في سياق فنزويلا، فإن النظام يهيئ الظروف ليخرج من أزمته من خلال المطالبة التاريخية بالأراضي".
ويرى الضباط العسكريون الفنزويليون السابقون ذوو الرتب العالية والمحللون في الجيش إن النظام لا يخطط لغزو، إذ يعتقدون بدلاً من ذلك أن النظام، بعد مشاهدته تحول غويانا الصغيرة من مجرد منطقة مهملة فقيرة إلى منتجة للنفط ذات أهمية، يرغب في التفاوض من أجل الحصول على صفقة يمكن أن تعود بالفائدة على فنزويلا.
وأشار إيسيدرو بيريز، العقيد السابق في الجيش الفنزويلي والذي يدرس استخدام النظام للجيش ضد الخصوم، إلى أن: "ما يحاولون القيام به هو الابتزاز".
وفي كثير من الأحيان ما أعلن، مادورو ومسؤولون فنزويليون آخرون، رغبتهم في أن تتخلى غويانا عن قضية حل الحدود التي رفعتها أمام المحكمة الدولية للعدل التابعة للأمم المتحدة من أجل وضع حد للمطالب الفنزويلية التي تمتد لقرن من الزمان، والدخول بدلاً من ذلك في مفاوضات مباشرة. كما أنهم أشاروا إلى رغبتهم في أن تستفيد فنزويلا من مشاريع الطاقة والتعدين في منطقة الإيسيكويبو.
وكتب مادورو في ديسمبر عبرX: "غويانا وإكسون موبيل سيضطران إلى الجلوس والتفاوض معنا"
وجاء تزايد النشاط العسكري الفنزويلي بالقرب من غويانا بعد أن خففت الولايات المتحدة بعضاً من عقوباتها الاقتصادية لدفع مادورو إلى إجراء انتخابات نزيهة واستقبال المهاجرين الفنزويليين المرحلين من الولايات المتحدة. وذكرت مجموعات حقوق الإنسان أن مادورو، بدلاً من ذلك، قام بسجن المعارضين ومنع منافسيه من الترشح ضده في الانتخابات الرئاسية المقررة أن تجرى في وقت لاحق من هذا العام.
وتسبب تهديد فنزويلا في زيادة القلق بين الجيران الآخرين، بما في ذلك الحليف الوثيق لمادورو، البرازيل، التي نشرت في الأيام الأخيرة عشرات المركبات المدرعة والقوات لتعزيز الأمن على حدودها مع فنزويلا وغويانا.
وفي عام 2014، تم اتهام فنزويلا باستخدام سفن بحرية لتهديد جزيرة أروبا الهولندية في البحر الكاريبي لتسهيل الإفراج عن مسؤول كبير في النظام كان محتجزاً بموجب مذكرة توقيف صادرة عن الولايات المتحدة بتهمة تهريب المخدرات. وفي الماضي، أرسلت كاراكاس أيضاً قوارب حربية لطرد سفن المسح النفطي التي استأجرتها غويانا في المياه المتنازع عليها.
ووجه مادورو الكثير من غضبه نحو شركة إكسون موبيل، التي تخلت عن عملياتها في فنزويلا منذ سنوات بسبب خلاف مع الحكومة الاشتراكية ومنذ ذلك الحين رعت الشركة تحول غويانا إلى مركز في مجال الطاقة.
وقال مادورو في ديسمبر بعد الاستفتاء على ضم الإيسيكويبو:"الفائز الوحيد هو شعب فنزويلا". وكشفت حكومته آنذاك عن خريطة جديدة بحدود موسعة تشمل منطقة بحجم فلوريدا وأضاف قائلاً: "الخاسرون الوحيدون هم حكومة غويانا وإكسون موبيل والإمبراطورية الأمريكية".
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الولایات المتحدة شرکة إکسون موبیل من غویانا غویانا فی فی دیسمبر من أجل
إقرأ أيضاً:
يمكن لمنشئي YouTube الآن إنشاء ريمكسات أغاني AI لمقاطع Shorts
يمكن لمنشئي YouTube المحددين الآن إنتاج ريمكسات خاصة بهم لأغاني موجودة. أعلن YouTube عن ميزة جديدة لأداة Dream Track التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتي تسمح للأفراد "بإعادة تصميم" أغنية وإنشاء نغمة مدتها 30 ثانية لاستخدامها في مقطع Short.
يمكن للمنشئين في مجموعة التجربة لهذه الميزة الاختيار من بين الأغاني المؤهلة ثم تقديم شرح للذكاء الاصطناعي حول كيفية إعادة مزجها. يمكن أن تركز هذه التغييرات على إعطاء الأغنية نوعًا أو مزاجًا مختلفًا - أيًا كان التغيير الذي يتخيلونه. من هناك يتم إنتاج أغنية جديدة "تعيد تصور الموسيقى مع الحفاظ على جوهر غناء الأغنية الأصلية وكلماتها"، كما جاء في إعلان YouTube. "ستكون هذه الموسيقى التصويرية المعاد تصميمها ذات صلة واضحة بالأغنية الأصلية من خلال المقطع Short نفسه وصفحة الصوت المحورية لمقاطع Shorts، وستشير أيضًا بوضوح إلى أن المقطع أعيد تصميمه باستخدام الذكاء الاصطناعي".
طرح YouTube أداة Dream Track في نوفمبر 2023، مدعومة بنموذج Lyria من Google DeepMind. لقد سمح لمجموعة مختارة من المبدعين في الولايات المتحدة بإنشاء أغانٍ باستخدام أصوات الفنانين المشاركين التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي. تضمنت الميزة صفقة مع Universal Music Group وشراكات مع مجموعة من الموسيقيين، بما في ذلك John Legend وCharli XCX وTroye Sivan. لقد توسعت في توفرها لجميع المبدعين في الولايات المتحدة في العام منذ ذلك الحين.