بين النرجسية وتحطيم الآخرين... هذا ما يفعله المتنمّر وهكذا تحصّن نفسك ضده
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
"أنا إليسا يا حبيبي، وعملت شي بحياتي". بهذه القوّة تلقّفت النجمة الشهيرة تعرّضها للتنمر على شكل فمها إثر عمليات تجميل فاشلة. إلا أن تحت هذه القوة، معاناة كبيرة مع التنمرالذي كشفت عن وقوعها ضحيته على يد أقرب الأشخاص وليس فقط الجمهور، وذلك في رحلة وثائقية مؤلفة من 3 حلقات عرضتها منصة نتفليكس. تجربة إليسا هذه سلّطت الضوء على مدى أهمية التحصّن ضد التنمر، فكيف يمكن للبالغين تخطيه؟
أشكال التنمر
الإختصاصية في علم النفس العيادي، الأستاذة الجامعية وأمين عام الجمعية اللبنانية لعلم النفس د.
وتحدثت سعادة في حديث لـ"لبنان 24" عن أشكال التنمر التي يتعرض لها الكبار، وتتراوح بين التنمر اللفظي، المباشر أو من خلال وسائل التواصل الإجتماعي، التحكم بالآخر، الإستهزاء عبر إطلاق ألقاب وأحكام مع التجريح بكرامة الشخص المتنمّر عليه وبانعكاس صورته الذاتية على المجتمع الذي يعيش فيه.
كما أوضحت أن التنمر عند البالغين هو جزء من التحكم أو التلاعب بالآخر، مع كل ما يتخلل ذلك من الإحساس بالذنب، الترهيب والتخويف، إطلاق الشائعات أو الإبتزاز.
كما يمكن للتنمّر أن يكون جسدياً عن طريق العنف والضرب، أو حتى عن طريق إهمال الشخص الآخر بشكل مباشر وعدم إعطائه أي أهمية وحتى الإستهزاء بمشاعره مهما كانت.
المتنمر جلاد... وضحية
ولفتت إلى أن الشخص الذي يتنمّر على الآخرين "هو بالفعل يعاني من جروحات معينة في شخصيته، كي لا نقول إنه يعاني من اضطراب نفسي معيّن على مستوى الثقة بالنفس إذ يلجأ إلى التنمر كي يثبت بطريقة ما أن لديه سلطة معيّنة ناتجة عن انعدام الثقة بالإيجابية بالنفس، فيعطي نفسه قوّة مزيفة من خلال تحطيم الآخر".
وعن الشخص المتنمّر أيضاً، قالت سعادة إنه من الممكن أن يكون ضحية تعرضه للتنمر على يد أهله والمقربين منه بشكل متكرر خلال حياته، كما أن أصحاب الشخصية النرجسية قد يكونون متنمرّين لأنهم يعتبرون أن لهم قيمة أكثر من غيرهم.
يتأثر الأطفال بتعرضهم للتنمر بشكل أكبر من البالغين، بحسب سعادة، إذ أن شخصيتهم تكون في طور النمو بعكس الراشد الذي بنى شخصيته وباتت لديه حصانة أقوى نوعاً ما من تلك التي يملكها الطفل لمكافحة التنمر.
وأضافت: "لا يجوز التعميم بطبيعة الحال لأن العلاقة مع المتنمرّ تختلف، كما أن شخصيات البالغين تختلف بدورها"، لافتة إلى أن الشخصية القلقة التي تتعلق كثيراً بالآخرين هي أكثر قابلية للتأثر بتعرضها للتنمر.
هل التحصّن ممكن؟
يؤثر التنمّر عند البالغين على صحتهم النفسية والجسدية حتى ولو كان الأمر بطريقة مختلفة بين الأفراد، إلا أن الأساس هو الشعور بالإحباط والإكتئاب الذي قد يؤدي به إلى الإدمان، التفكير بالإنتحار، المعاناة من اضطرابات الأكل والنوم، كما يؤثر على ثقة الشخص بنفسه خاصة حين يكون التنمر صادراً من أحد قريب كأحد أفراد العائلة أو شريك الحياة.
وعمّا إذا كان ممكناً ألا يتأثر الشخص البالغ بتعرضه للتنمر، أوضحت سعادة أن الأمر ممكن من خلال بذله مجهوداً على تقوية شخصيته وحبّه لنفسه وتعزيز ثقته بذاته، والعمل على تحسين زوايا عدة في شخصيته والتخلّص من أي عقدة من الممكن أنه يعاني منها.
وفي الختام، شددت على ضرورة رسم الحدود مع الأشخاص الذين يعتبرون سامّين، كي لا يتمكنوا من التأثير على نفسية الشخص، فضلاً عن اللجوء إلى العلاج النفسي لتعزيز بنية الشخصية والتصالح مع النفس، فالخروج من موقع الضحية هو قرار شخصي، وفق سعادة.
عندما نشاهد الفنانين على الشاشة، قد يخيّل إلينا أنهم لا يتأثرون بالتعليقات السلبية. إلا أنه في لحظات معينة، يزاح هذا القناع الذي صنعناه لهم بأنفسنا ليكشف عن مدى هشاشتهم. فالتنمر، إحدى الظواهر المنتشرة كالفطر في عصرنا، بات أداة مدمرة بإمكانها سحق شخص ما، وإلحاق ضرر أزلي لديه إذا لم يتصدى له. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
سعادة طفل تنتهي بمأساة في سوهاج.. تفاصيل
في صباح هادئ بمركز جزيرة شندويل بمحافظة سوهاج، كان الطفل ممدوح يلهو أمام منزل أسرته، يركض ويضحك كعادته، سعيدًا بلعبه البسيط، غير مدرك للمخاطر التي قد تحيط به، كان الهواء العليل ينعش وجهه، بينما كانت والدته تراقب من نافذة المنزل، تخاف عليه من أي خطر قد يمر بجانبه.
وفي لحظة لا تُنسى، تغير كل شيء بينما كان الطفل يركض، فوجئ قائد سيارة النقل “طارق- 31 عامًا”، الذي كان يقود سيارته النقل بحذر في تلك المنطقة الضيقة، برؤية الطفل أمامه فجأة، حاول بكل جهده أن يوقف السيارة أو يتجنب الاصطدام، ولكن سرعان ما أدرك أنه لا مجال للمناورة، واصطدم بالطفل الذي كان قد ظهر أمامه دون أن يراه في البداية.
الصدمة كانت كبيرة بالنسبة للجميع في لحظات، انقضت حياة طفل بريء كانت تنتظره أحلام كبيرة في المستقبل. نقل الطفل ممدوح إلى المستشفى في حالة حرجة، ولكن الأقدار لم تكن في صفه، وبينما كانت العائلة تتجمع حول المستشفى، كان الألم يعتصر قلوبهم، وكل لحظة تمر كانت تؤكد أن الفقد كان حتميًا.
والده، الذي كان قد فقد الأمل في لحظات، تمسك بالذكريات الوحيدة التي تركها له ابنه الصغير ضحكاته، وابتسامته التي كانت تملأ المنزل بالسعادة، ووسط الحزن العميق، أصر والده على أن الحادث كان مجرد قضاء وقدر، وأنه لا يوجد ما يمكن فعله لإعادة الحياة إلى ممدوح.
وبعد توقيع الطبيب الشرعي على تقرير الوفاة، تبين أن الطفل قد فارق الحياة بسبب "هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية" نتيجة الاصطدام. ولم يكن الأمر يتعلق بشبهة جنائية، بل كان مجرد حادث مؤلم جلب الحزن لعائلة كانت تأمل في أن ترى طفلها يكبر، ويحقق أحلامه.
في النهاية، تركت الواقعة جرحًا عميقًا في قلب كل من عرف ممدوح. كان صغيرًا، ولكن ذكراه ستظل محفورة في ذاكرة والديه وأهله إلى الأبد.
انتهاء حياة ثلاثيني أسفل قطار "الإسكندرية/ الأقصر" في سوهاج انطلاق التصفيات النهائية للبطولة الإقليمية لجنوب الصعيد لذوي الهمم في سوهاج تفاصيل الواقعةوتعود تفاصيل الواقعة تلقى مركز شرطة جزيرة شندويل بلاغًا يفيد بوصول الطفل ممدوح ع خ ه سنتان ونصف إلى مستشفى جزيرة شندويل المركزي جثة هامدة إثر تعرضه لحادث سير أمام منزله، وأفاد والد الطفل المدعو "عادل خ ه ح" 58 عامًا عامل زراعي، أن نجله كان يلهو أمام المنزل عندما اصطدمت به سيارة "نقل" يقودها المدعو "طارق ع ف ا" 31 عامًا تاجر من ذات الناحية، مما أدى إلى وفاته.
وأكد السائق في أقواله أنه فوجئ بالطفل أمامه ولم يتمكن من مفاداته فصدمه بطريق الخطأ، نافيًا الشبهة الجنائية، تم ضبط السيارة وقائدها، وتبين من التحقيقات الأولية أن الحادث وقع نتيجة تصادم مفاجئ.
بتوقيع الكشف الطبي على الجثة بمعرفة مفتش الصحة، أفاد أن سبب الوفاة هو "هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية" نتيجة الاصطدام بجسم صلب.
حرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.