هل يمكن لجرعة يومية من القرفة أن تساعد في خفض نسبة السكر في الدم؟
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
تم استخدام القرفة كتوابل وزيت دهن وعلاجي، لأطول فترة في التاريخ، واستخدمه المصريون القدماء للنكهة والرائحة، واستخدمه الرومان لعلاج أمراض الجهاز التنفسي والمعدة.
وتمت دراسة المزايا الصحية للقرفة بدقة في الآونة الأخيرة، ووفقًا للدراسات، قد يكون للتوابل خصائص مضادة للبكتيريا، ومضادة لمرض السكر، ومضادة للالتهابات، ومضادة للأكسدة، وحتى مضادة للسرطان.
واكتشف الباحثون أن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على القرفة قد يساعد في خفض مستويات الجلوكوز (السكر) في الدم لدى أولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة، أو زيادة الوزن، أو مرضى السكري.
وفي تجربة عشوائية مزدوجة التعمية لمكملات القرفة لمدة 4 أسابيع، قام الباحثون بتسجيل 18 فردًا يعانون من مرض السكري، وهي حالة تكون فيها مستويات الجلوكوز في الدم مرتفعة باستمرار ويمكن أن تؤدي إلى مرض السكري من النوع 2، وزيادة الوزن أو السمنة (متوسط مؤشر كتلة الجسم).
أولًا، طلبوا من المشاركين الامتناع عن جميع العناصر التي تحتوي على القرفة واتباع نظام غذائي منخفض البوليفينول.
واستمر النظام الغذائي لمدة أسبوعين وبعد ذلك، قاموا بتقسيم الأشخاص إلى مجموعتين بشكل عشوائي: واحدة للعلاج والأخرى للعلاج الوهمي.
وتم إعطاء إجمالي 16 كبسولة متطابقة جسديًا لكل مجموعة كل يوم؛ يجب تناول 8 منها مع وجبة الإفطار و8 مع العشاء.
وتحتوي كل كبسولة دواء وهمي على 250 ملليجرام من مالتوديكسترين، أو 4 جرام من مالتوديكسترين يوميًا، في حين أن الكبسولات في مجموعة العلاج تحتوي على 4 جرام من القرفة بشكل عام.
وطُلب من الأشخاص الالتزام بنظامهم الغذائي وتناول الكبسولات وفقًا لتوجيهات الباحثين لمدة أربعة أسابيع. وبعد أربعة أسابيع، قام الباحثون بتبديل المجموعات بعد فترة مدتها أسبوعين لم يتناولوا خلالها أي كبسولات، ولم يكن الباحثون والأشخاص على علم بمن تم إعطاؤه دواءً وهميًا ومن تم إعطاؤه القرفة.
واستخدم الباحثون جهاز مراقبة مستمر للجلوكوز، تم ربطه بالجزء العلوي من الذراع وتقييم مستويات الجلوكوز كل 15 دقيقة، لمراقبة مستويات الجلوكوز في الدم لدى المشاركين، وبالإضافة إلى ذلك، قدم المشاركون عينات دم لاختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم (OGTT) في أوقات مختلفة أثناء الدراسة:
بعد النظام الغذائي التمهيدي لمدة أسبوعين، بعد أول تجربة مدتها 4 أسابيعوبعد أن صام المشاركون لمدة 8-12 ساعة، جمع الباحثون عينات دم وأعطوهم 75 جرامًا من الجلوكوز كولا و8 كبسولات من الدواء الوهمي أو القرفة. ولمدة ثلاث ساعات، أخذوا عينات دم إضافية كل ثلاثين دقيقة، وأظهر المشاركون الذين تناولوا القرفة انخفاضًا مستمرًا في مستويات الجلوكوز في الدم أقل للجلوكوز مقارنة بأولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي، وفقًا للمراقبة المستمرة للجلوكوز.لماذا تساعد القرفة في خفض نسبة السكر في الدم؟القرفة قد تساعد في صحة الأمعا، وتعتبر البكتيريا Bifidobacterium وLactobacillus من البكتيريا المفيدة التي يمكن أن تعزز وظيفة حاجز الأمعاء وتقلل الالتهابات الجهازية.
وترتبط زيادة حساسية الأنسولين بانخفاض الالتهاب كما يتم إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، مثل الزبدات والأسيتات والبروبيونات، عندما تخمر البكتيريا المفيدة الألياف الغذائية.
ويمكن لهذه الأحماض الدهنية أن تعزز حساسية الأنسولين وتنظم إنفاق الطاقة وتخزينها، مما يمكن أن يحسن استقلاب الجلوكوز.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مستویات الجلوکوز فی الدم
إقرأ أيضاً:
تقنية جديدة تحوّل إشارات الدماغ إلى كلام طبيعي في أقل من ثانية
في إنجاز علمي بارز يجمع بين علوم الأعصاب والذكاء الاصطناعي، تمكَّن باحثون من جامعتَيْ كاليفورنيا في بيركلي وسان فرنسيسكو من تطوير واجهة دماغ-حاسوب «BCI» قادرة على استعادة القدرة على الكلام الطبيعي للأشخاص المصابين بشلل حاد.وقد نُشرت نتائج الدراسة، هذا الأسبوع، في مجلة «نيتشور نيوروساينس «Nature Neuroscience» مُشكّلةً خطوةً كبيرةً نحو التواصل الصوتي الفوري عبر إشارات الدماغ، مما يعيد الأمل والاستقلالية لأولئك الذين فقدوا القدرة على الكلام.
تقنية بلا تأخير
تعتمد هذه التكنولوجيا المتقدمة على نظام مدعوم بالذكاء الاصطناعي قادر على تحويل الإشارات الدماغية إلى كلام مسموع في الوقت شبه الحقيقي، وهو ما يشكل نقلة نوعية في حل مشكلة التأخير الزمني التي طالما عانى منها هذا النوع من التقنيات. يقول الدكتور جوبالا أنومانشيباللي، أستاذ مساعد بقسم الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب بجامعة كاليفورنيا-بيركلي والمحقق الرئيسي المشارك في الدراسة، إن النهج الذي جرى اعتماده في البث اللحظي يقدم قدرة فك شفرة الكلام بسرعة مشابِهة لتلك التي نراها في أجهزة مثل «أليكسا» و«سيري»، ولكن في خدمة المرضى.
ولطالما شكّل التأخير بين المتحدث والكلام الناتج عن واجهات الدماغ والحاسوب عائقًا كبيرًا أمام التواصل الطبيعي. ففي التجارب السابقة، كان على المستخدم الانتظار نحو 8 ثوانٍ لسماع جملة واحدة. أما النظام الجديد فقد قلّص هذه المدة إلى أقل من ثانية واحدة، ما سمح بتدفق الكلام بشكل طبيعي ومتواصل.
تحسين جودة الحياة
يتوقع الدكتور إدوارد تشانغ، جرّاح الأعصاب في «UCSF» والمحقق الرئيسي الآخر في الدراسة، أن التكنولوجيا الجديدة قد تُحدث فرقًا جذريًّا في حياة المرضى. ويشرح أن هذه التقنية تحمل إمكانات هائلة لتحسين جودة حياة الأشخاص المصابين بشللٍ يؤثر على الكلام. ويرى أنه من المثير أن تُسهم تطورات الذكاء الاصطناعي المتسارعة في جعل هذه الواجهات أقرب إلى الواقع. مِن أبرز نقاط القوة في هذا الابتكار هو مرونته، فقد أثبت الباحثون أن التقنية لا تقتصر على نوع واحد من الأجهزة، بل تعمل بكفاءة مع واجهات دماغية متعددة، مثل الأقطاب الدقيقة المزروعة داخل الدماغ، أو الأجهزة غير التوغلية مثل أجهزة الاستشعار على الوجه التي تقيس النشاط العضلي. يوضح كايلو ليتلجون، طالب الدكتوراه في بيركلي والمؤلف المشارك في الدراسة، أن الخوارزمية نفسها يمكن تطبيقها على تقنيات مختلفة، متى ما توفرت إشارات دماغية واضحة.
ترجمة إشارات الدماغ
تبدأ عملية التحويل من منطقة القشرة الحركية في الدماغ، المسؤولة عن التحكم في عضلات النطق. هناك يجري التقاط الإشارات العصبية وفك تشفيرها باستخدام نماذج ذكية مدرَّبة مسبقًا لفهم أنماط معينة مرتبطة بالكلام. ويشرح شاول جون تشو، المؤلف المشارك في الدراسة، أنه تجري ترجمة الإشارات التي تأتي بعد أن يقرر الشخص ما يريد قوله، وبعد أن يختار الكلمات والحركات اللازمة للنطق.
لتدريب النموذج، تعاوَنَ الباحثون مع مريضة فقدت القدرة على الكلام بعد إصابتها بسكتة دماغية. في جلسات التدريب، كانتِ المريضة تنظر إلى شاشة تعرض جملة مثل: «مرحبًا، كيف حالك؟»، وتحاول قولها بصمت. وعلى الرغم من عدم قدرتها على إصدار أي صوت، تمكَّن النظام من ربط نشاطها العصبي بالجملة المقصودة.
محاكاة الصوت الأصلي
ولأن المريضة لا تملك قدرة على النطق الفعلي، لم يكن لدى الباحثين تسجيلات صوتية حديثة للمقارنة. لذلك، استعانوا بنموذج ذكاء اصطناعي مسبق التدريب لإنشاء صوت اصطناعي يحاكي صوتها قبل الإصابة. ووفق أنومانشيباللي، أدى سماعها صوتها القديم في الزمن الحقيقي إلى جعل التجربة أكثر شعورًا بالتحكم والاندماج. وللتأكد من قدرة النظام على تجاوز حدود البيانات التي تدرَّب عليها، اختبر الباحثون النموذج باستخدام كلمات جديدة مثل أسماء حروف الناتو الصوتية «ألفا، برافو، تشارلي»، فنجح في توليد أصوات مفهومة بدقة، ما يدل على أن النموذج لا يكرر فحسب، بل يتعلم فعليًّا بناء الصوت.
المثير أيضًا أن النظام حافظ على دقته العالية رغم السرعة الكبيرة. يقول ليتلجون: «لقد كان من غير المعروف سابقًا ما إذا كان بالإمكان بث كلام واضح في الزمن الحقيقي مباشرة من الدماغ.. .لكن الآن لدينا هذا الإثبات».
لغة تحمل العاطفة
وفي حين يتطلع الفريق إلى المستقبل، يعمل الباحثون على تحسين الجوانب العاطفية والتعبيرية للكلام، مثل النبرة والحِدّة ومستوى الصوت، بما يعكس المشاعر أو الانفعالات الطبيعية في الحديث.
ففي عالمٍ يزداد فيه اندماج الدماغ مع التكنولوجيا، تمثل هذه الخطوة نقطةَ تحول في استعادة القدرة على التعبير الصوتي، مما يعيد ربط الإنسان بعالمه، من خلال إحدى أكثر أدوات التواصل أساسية، وهي الصوت.
اقرأ أيضًاتحت رعاية وزير الصحة.. انطلاق المؤتمر الدولي الثاني للسكتة الدماغية والقسطرة المخية بالقاهرة
دراسة تكشف تأثير تقليل استخدام الهواتف الذكية على نشاط الدماغ
تمهيداً للتشغيل التجريبي: عميد طب طنطا يتفقد تجهيزات مبنى السكتة الدماغية الجديد بمركز الطب النفسي