الجزيرة:
2025-02-08@01:49:06 GMT

ما حكاية أسد غزة حمزة أبو حليمة؟

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT

ما حكاية أسد غزة حمزة أبو حليمة؟

غزة- "رغم الإصابة وتكبيل يديه.. يبقى الأسد أسدا"، واحد من تعليقات كثيرة تفاخر أصحابها بشاب فلسطيني جريح ومكبّل اليدين وعاري الجسد، يحدّق بنظرات حادة أمام جندي إسرائيلي مدجج بالسلاح في مدينة غزة.

خلال الأيام القليلة الماضية، انتشرت صورة كالنار في الهشيم، لشاب فلسطيني اعتقلته قوات الاحتلال في مدينة غزة، ويبدو فيها عاريا، مصابا بجروح في ساقه، وقد أجلسه جندي إسرائيلي على كرسي، مكبّل اليدين من الخلف.

وتقول أوساط قريبة من الشاب "ربما أراد هذا الجندي بنشره الصورة أن يكسره، لكن نظراته اختصرت كل معاني البطولة (..) كان حمزة بطلا في مواجهة جندي معتدٍ وجبان".

صاحب هذه الصورة هو "ابن حي الشجاعية البطل" حمزة خميس أبو حليمة، كما وصفته كثير من التعليقات، التي ضجت بها منصات التواصل الاجتماعي.

حكاية صورة

في ديسمبر/كانون الأول الماضي اقتحمت قوات الاحتلال منزلا لأحد أعمام حمزة في منطقة "اليرموك" بمدينة غزة، كان قد نزح إليه مع عائلته من حي الشجاعية شرق المدينة، إثر احتدام المعارك والغارات العنيفة التي استهدفت مربعات سكنية بأكملها في هذا الحي، الذي ناله نصيب وافر من القتل والتدمير منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

يقول ابن عم حمزة للجزيرة نت، مفضلا عدم الكشف عن هويته، اعتقل جنود الاحتلال حمزة بعد إصابته بشظية في ساقه اليمنى أثناء اقتحام المنزل، وقاموا بتعريته من ملابسه، واقتياده من منطقة "اليرموك" شرق المدينة إلى "ملعب فلسطين" غربا.

جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل مدنيين في غزة (مواقع التواصل)

وكانت قوات الاحتلال التي توغلت في عمق المدينة برا قد حولت "ملعب فلسطين" في حي الرمال إلى مركز اعتقال وتحقيق، ونشر جنودها الكثير من الصور ومقاطع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي لفلسطينيين من مختلف الأعمار والفئات وهم عراة ومكبلو الأيدي ومعصوبو الأعين، وتحيط بهم الدبابات والآليات العسكرية.

وخضع حمزة لتحقيق قاسٍ نحو 4 ساعات قبل أن تفرج عنه قوات الاحتلال. وبحسب ابن عمه، فإن "الجندي الإسرائيلي غبي، وهذه الصورة لن تكسر حمزة كما أراد، ولكنها ستظل خالدة في الذاكرة، تعكس كبرياءه وشجاعته".

وحاولت الجزيرة نت الحديث مع حمزة نفسه، لكن ابن عمه لم يفضّل ذلك، وقال إنه "بخير، لكنه لا يرغب بالحديث مع الإعلام، خشية على أفراد أسرته".

قتل ونزوح

قبيل اعتقاله بوقت قصير قتلت قوات الاحتلال والد حمزة الستيني خميس أبو حليمة، وزوجة أخيه صقر وطفليها خميس (6 أعوام) وهيا (3 أعوام).

رفض حمزة وعدد من أفراد أسرته النزوح ومغادرة مدينة غزة إلى المناطق التي حددتها قوات الاحتلال بـ"جنوب وادي غزة". وبحسب ابن عمه فإنه "يعيش ضغوطا نفسية شديدة، ويخشى على أفراد أسرته المقيمين في مدينة غزة أو الذين فضلوا مغادرتها نحو الجنوب، ويرفض التعليق على الصورة التي انتشرت له، وفوجئ بالصدى الواسع الذي أحدثته، رغم مرور حوالي 40 يوما على التقاطها دون معرفته".

وتشير تقديرات محلية ودولية إلى أن زهاء مليوني فلسطيني لا يتواجدون داخل منازلهم ومناطق سكنهم، وأجبروا على النزوح سواء داخل المدينة الواحدة أو إلى جنوب القطاع، ويقيم غالبيتهم في خيام ومراكز الإيواء، بفعل الجرائم وإنذارات الإخلاء الإسرائيلية.

وفي المقابل فإن حمزة وابن عمه، وبضع مئات آلاف الفلسطينيين في مدينة غزة ومناطق شمال القطاع، آثروا الصمود وعدم النزوح إلى مخيمات ومدن جنوب القطاع، ويتحملون ضغوطا هائلة نتيجة سياسة القتل والتجويع الإسرائيلية.

أخونا الأسير حمزة ابو حليمة من الشجاعية

عِزة النفس ھي أن الوقوف أمام عدوي واكون شامخا وفي داخلي جحیم مشتعل .#غزة pic.twitter.com/epp1tq57R1

— ???????????????? | ????‍☠️ ???????? ???? (@GIF1109) February 8, 2024

أسد غزة

وتداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي صورة حمزة أمام الجندي الإسرائيلي على نطاق واسع، وكتب صديقه محمد سكر في منشور أرفقه بهذه الصورة على حسابه بمنصة فيسبوك "رغم الإصابة ورغم تكبيل اليدين.. يبقى الأسد أسدا، نظرات الصمود والتحدي أمام العدو الجبان تكفيك فخرا.. الصديق الحبيب حمزة أبو حليمة".

وعلى المنشور ذاته علق محمد أبو نصر "للتاريخ ستبقى هذه الصورة أيقونة ورمزا للصمود والتحدي وشاهدة على جرائم هذا الكيان".

وكتب حساب "القدس ينتفض" على منصة إكس "أسد غزة ولا عزاء للمتخاذلين"، وأرفق المنشور بصورتين لحمزة، إحداهما أمام الجندي الإسرائيلي، وأخرى قبل اندلاع الحرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات الاحتلال فی مدینة غزة ابن عمه

إقرأ أيضاً:

«حماة التراث».. مكتبة حمزة قصفها الاحتلال الإسرائيلي مرتين فعاد صاحبها لبنائها من جديد

منزل مهدم وحجراته وصالته وأركانه حجارة متناثرة، حاله كحال أغلب بيوت مخيم جباليا شمال قطاع غزة، التى طالتها آلة الحرب والقتل والقصف الإسرائيلية، حتى أصبحت أثراً بعد عين، إلا أن الشاب الثلاثينى حمزة أبوتوهة، والذى يحمل شهادة الدكتوراه فى اللغة العربية ويدرِّسها بالجامعة الإسلامية فى غزة.

كان تفكيره وعيناه تنظران صوب شىء آخر بعيداً عن إعادة بناء مأواه من جديد بعد إعلان الهدنة والعودة إلى الديار، فى قلب المخيم المنكوب الذى لم تعد فيه بنايات قائمة على أعمدتها، وإذا وجدت فإنها ما تلبث أن تتهاوى على المارة بمجرد مرور سيارة بجانبها يقودها سائقها على سرعة متوسطة.

يرتدى «حمزة» صاحب الجسد النحيف والبدن المنحول حذاءه الأسود المهترئ الشاهد على المجازر والدماء والأشلاء والنزوح لأكثر من 11 مرة رفقة زوجته وأطفاله الثلاثة، إذ لم يستبدله منذ بداية العدوان على القطاع، بينما يرتدى بنطالاً وسترة باللون ذاته، يتجول بين الركام، يقلب نظره فى السوق التى بدأت تنتعش بالمنتجات المتنوعة والبضاعة بفعل إدخال المساعدات الإنسانية، ليتوقف فجأة عن السير، فقد وجد ضالته التى يبحث عنها منذ أن قصفت الطائرات الحربية منزله فى الثامن والعشرين من شهر أكتوبر عام 2023.

فى «سوق جباليا»، وبمجرد أن لمحت عينا «حمزة» قطعة قماش بالية وتتراص فوقها مجموعات مختلفة من الكتب التى غطاها رماد القنابل والصواريخ والردم، حتى هرول نحوها وانكب على ركبتيه يبحث فيها عن مراده وتحديداً كتب اللغة العربية والنحو والأدب، فمكتبته المنزلية التى كانت تعج بآلاف الكتب التى اشتراها من أماكن ومكتبات ودور نشر خارج فلسطين.

وعكف على جمعها عشرات السنين لم يعد لها أثر، يحكى الشاب الثلاثينى بينما تمتزج نبرة صوته بالسعادة تارة وبالحزن تارة أخرى: «مر عام كامل على تدمير البيت والمكتبة»، لا شىء يشبه ذلك الشاب الذى يتلذذ بأن يحمل على أكتافه عشرات الكيلوات من الورق، رغم كونه هزيل البنية، غير أنه إذا وصل إلى القاهرة، وأنفق فيها آلاف الدولارات فى سبيل جمع الكتب، كأن الله يعطيه من الطاقة ما يتوزع فى عشرة من الرجال غيره، «كان أول شىء أقوم به بمجرد العودة إلى المخيم هو التفكير والعمل على إعادة بناء المكتبة مرة أخرى».

يقول «حمزة» إنه مثل كل سنة يقضى شهره المفضل من الصيف حول جنبات الجامع الأزهر، حيث الشوارع -خصوصاً درب الأتراك- تعج بما لذ وطاب من المكتبات، عشرة كتب يشتريها من هذه المكتبة القديمة، وعشرة كتب من تلك الحديثة، وعشرون كتاباً يهديها له مؤلفوها مع كتابة إهداءاتهم له فى الجزء الفارغ من أول ورقة، ويواصل سرده فى الاستمتاع باقتناء الكتب - «حتى إذا اجتمعت لى حديقة غناء من تلك الطيبات من الكتب حَزَمتها فى حقائب السفر بدلاً من ملابسى، أحملها من القاهرة إلى حيث أسكن فى شمال غزة، لا شىء يعدل تلك الفرحة التى أعيشها حينما أعود من سفرى، فلا أنام قبل أن أضع كل كتاب فى مكانه، بعد أن أشمه وأقبله وأعطيه حقه من حواسى الخمس»، يقول «حمزة»، إنه لم يكن أمراً غريباً عليه أن يخصص نصف حقائب النزوح لدس الكتب داخلها وحملها معه حيث المجهول: «جلست فى ليلة نزوحى الأولى أفاضل بين الكتب التى سآخذها معى، كان شعوراً صعباً جداً أن أترك مكتبتى وحدها، كان وقع خبر قصفها وضياعها كالصاعقة على قلبى».

مقالات مشابهة

  • فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق الرصاص الحي اتجاه المواطنين خلال اقتحام مدينة قلقيلية
  • الاحتلال الإسرائيلي يجبر الفلسطينيين على النزوح من مدينة طولكرم (صور)
  • «حماة التراث».. مكتبة حمزة قصفها الاحتلال الإسرائيلي مرتين فعاد صاحبها لبنائها من جديد
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل ثلاثة فلسطينيين من مدينة القدس المحتلة
  • الاحتلال يفجر مخزنا في مدينة نابلس
  • الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ11
  • الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ 11
  • إعلام فلسطيني: سماع دوي انفجار في مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة
  • حكاية مدينة أثرية عملاقة تحت الأرض.. كيف عاش 20 ألف شخص في ديرينكويو؟
  • قوات الاحتلال تقتحم المنطقة الجنوبية في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية