يقوم الغرب الأطلسي بجمع قذائف المدفعية لكييف من مختلف الدول، ويحاول الحصول على مخزون تركيا منها، فهل توافق أنقرة؟ حول ذلك، كتب دميتري نيفزوروف، في "أرغومينتي إي فاكتي":

 

تجري الآن مناقشة موضوع النقص في قذائف الناتو الرئيسية من عيار 155 ملم، على نطاق واسع في وسائل الإعلام الغربية وفي مختلف منصات التفاوض للدول التي تسلح نظام كييف.

"الحيلة" الرئيسية في المرحلة الحالية من المساعدة العسكرية لأوكرانيا هي حلقة التمرير، حيث تحصل الدول الراعية لنظام زيلينسكي على الذخيرة والأسلحة، وتعطيها لكييف.

يبدو أن صفقة القذائف اليابانية لتمريرها من اليابان إلى المملكة المتحدة ثم أوكرانيا قد فشلت. وبصرف النظر عن مدى قوة الدفع بهذا المشروع، فإن القذائف اليابانية لن تصل إلى المدفعية البريطانية. وبينما يقوم البريطانيون بحل المشكلة مع اليابان، أخذ الأمريكيون الأمر على عاتقهم، وقرروا التحدث مع تركيا ومحاولة إشراكها في دائرة التمرير.

وفي تحليله للوضع، قال الأستاذ المساعد في قسم علم الاجتماع بالجامعة المالية التابعة لحكومة روسيا، فلاديمير ييرانوسيان، لـ"أرغومينتي إي فاكتي": "سؤال ما إذا كانت تركيا سترسل قذائف من عيار الناتو إلى أوكرانيا مباشرة، كبير. تحاول تركيا الحفاظ على علاقات سلسة مع روسيا، وعلى الأرجح لن تفعل ذلك. لكن التمرير واقعي تمامًا. فقد تصدّر تركيا كمية معينة من القذائف عيار 155 ملم إلى الأميركيين (وهم بدورهم يحولونها إلى أوكرانيا). لا توجد الآن منشآت إنتاج كبيرة في العالم تسمح بتزويد المدفعية الأوكرانية بالقذائف. وكما صرح وزير الدفاع الأوكراني فإنهم يحتاجون إلى 200 ألف قذيفة 155 ملم شهريًا. في الوقت الحالي، ومن أجل تلبية مطالب أوكرانيا من القذائف بشكل كامل، يتعين على حلف شمال الأطلسي أن يفرغ ترساناته منها، وأن ينقل كل ما لديه إلى القوات المسلحة الأوكرانية. لن يوافقوا على هذا أبدًا. لذا فإن ممارسة التمرير ومحاولات العثور على منتجين جدد ستستمر".

لقد أراد الغرب معركة استنزاف لروسيا: ولكن، بينما هم يسيرون في دوائرهم، تتسارع عجلة الإنتاج في صناعة الدفاع الروسية.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية أنقرة الأزمة الأوكرانية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو فلاديمير زيلينسكي كييف واشنطن

إقرأ أيضاً:

كيف يسير بايدن نحو الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط؟

قال الخبير السياسي الأمريكي، جاستن لوغان، إنه "بدون الدعم العسكري من جانب الولايات المتحدة، لا يمكن لأوكرانيا أو إسرائيل مواصلة الحروب التي تخوضها حاليا".

وأوضح لوغان، عبر تقرير نشره معهد كاتو الأمريكي، أنه "منذ اليوم الأول لغزو روسيا لأوكرانيا، اعتمدت أوكرانيا تماما على الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية الأمريكية، من أجل الدفاع عن نفسها".

وتابع: "بالمثل، اعتمدت إسرائيل على مليارات الدولارات من الأسلحة الأمريكية لخوض حملتها على غزة. وحرب إسرائيل مع حزب الله سوف تعتمد على مساعدات أمريكية أوسع نطاقا للدفاع عن إسرائيل في مواجهة الصواريخ وغيرها من الذخائر، وكذلك لمحاولة ردع إيران".

"للولايات المتحدة مصالح في أوكرانيا وإسرائيل، ولكن هذه المصالح ليست متوائمة مع مصلحة أي من الدولتين في حد ذاتها" أضاف  لوغان، عبر التقرير نفسه، مستطردا بأن "إدارة بايدن غير قادرة على الدفاع عن المصالح الأمريكية عندما تختلف مع مصالح شركائها. وتبدو واشنطن مشاهدا سلبيا للتصعيد في الحربين على الرغم من التداعيات بالنسبة للأمريكيين".

وأكّد أنه "بالنسبة لأوكرانيا، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان، إن مهمتنا هي دعم الأوكرانيين. وهم الذين سوف يحددون الأهداف العسكرية. وهم الذين سوف يحددون الأهداف على مائدة التفاوض". 


واسترسل: "لن نقوم بتحديد نتيجة هذا للأوكرانيين. فهم عليهم التحديد وعلينا دعمهم في ذلك". فيما أبرز أنه "من جهة أخرى، رفضت الولايات المتحدة طلبات الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، المتكررة بأن تدخل الولايات المتحدة الحرب عن طريق منطقة محظور الطيران فيها".

وتابع: "بالمثل، عندما ألقى زيلينسكي باللوم على روسيا بسبب صاروخ طائش قتل مواطنين بولنديين، أوضحت إدارة بايدن علانية أن صاروخا أوكرانيا هو الذي قتل البولنديين، رافضة مرة أخرى فرصة تصعيد الحرب".

وأردف: "عندما خطط الأوكرانيون للقيام بهجوم واسع النطاق في موسكو خلال الذكرى الأولى للحرب، طلب منهم الأمريكيون عدم القيام بذلك. وفيما يتعلق بغزو أوكرانيا البرّي لروسيا من الواضح أن أوكرانيا لم تخطر واشنطن بأنها سوف تقوم بغزو الأراضي الروسية خوفا من أن يرفض الأمريكيون ذلك أو أن يقوموا بتسريب الخطة".

إلى ذلك، يشير لوغان إلى أن "نفس الأسلوب اتبعته إسرائيل في حربها على غزة. فغزو رفح كان أحد الأمثلة التي قامت فيها الإدارة الأمريكية بعمل شىء ملموس لمحاولة احتواء بنيامين نتنياهو، لكنها لم تنجح. إذ قامت إدارة بايدن بتأجيل شحنة قنابل للإعراب عن معارضتها لاجتياح رفح. وفي نهاية الأمر أفرجت عن جزء من الشحنة التي تم تأخيرها".


وتابع: "إسرائيل أيضا تعلمت عدم سؤال الادارة الأمريكية عندما تعرف أن الاجابة ستكون بالرفض. وفيما يتعلق بعملية تفجير أجهزة البيجر في لبنان، أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، لنظيره الأمريكي فقط قبل العملية مباشرة؛ دون الكشف عن أي تفاصيل؛ وفقا لما نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال".
 
وأردف: "بالمثل لم تبلغ إسرائيل الأمريكيين عن قرارها الخاص ببدء قصف بيروت في 20 أيلول/ سبتمبر الجاري". فيما أكد أنه: "في أوكرانيا وإسرائيل، يقوم شركاء أمريكا بدفع الولايات المتحدة نحو نتائج تقول إنها لا تريدها، وغالبا ما تفعل الدولتان ذلك دون إخطار الإدارة الأمريكية بقراراتها التصعيدية".

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تعترض عددا من الصواريخ الإيرانية الموجهة لإسرائيل
  • تركيا تتصدر قائمة أقوى جيوش الشرق الأوسط
  • الاحتلال: تصفية هرم قيادة منظومة الصواريخ والقذائف في حزب الله
  • حصيلة قتلى إعصار هيلين في الولايات المتحدة ترتفع لـ93 شخصاً
  • هل رفضت روسيا انضمام تركيا إلى مجموعة البريكس؟
  • بايدن: سنواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا
  • خبير: أمريكا تحاول «غسل يدها» من اغتيال حسن نصر الله
  • كيف يسير بايدن نحو الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط؟
  • الاحتلال يواجه أزمة في إقناع اليهود بالهجرة إلى فلسطين المحتلة
  • هل تحاول إسرائيل جر أمريكا إلى حرب ضد إيران؟