3 ملايين طفل نزحوا داخلياً منذ اندلاع القتال بالإضافة إلى مليوني طفل نازح في الأزمات السابقة وهو أكبر عدد من الأطفال النازحين داخلياً على مستوى العالم

 

جنيف: التغيير : سارة تاج السر

توقعت اليونسيف، إصابة قرابة 4 ملايين طفل سوداني بسوء التغذية الحاد والوخيم، هذا العام، مع دخول الحرب الدامية في البلاد إلى يومها الـ 300 .


وقال المتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر، في مؤتمر صحفي عقده أمس الجمعة بقصر الأمم المتحدة بجنيف :” من المحتمل ان يعاني، حوالي 3.5 مليون طفل من سوء التغذية الحاد هذا العام، و 700 ألف آخرين، من أخطر أشكال سوء التغذية”.
وأضاف “لن نتمكن من علاج أكثر من 300 ألف منهم دون تحسين القدرة على الوصول والدعم الإضافي. ومن المرجح أن يموت عشرات الآلاف”.
وذكر بيان صحفي للمنظمة اطلعت عليه (التغيير) أن حوالي 3 ملايين طفل نزحوا داخلياً منذ اندلاع القتال، بالإضافة إلى مليوني طفل نازح في الأزمات السابقة – وهو أكبر عدد من الأطفال النازحين داخلياً على مستوى العالم.
وأظهر أحدث تقييم للأمن الغذائي في السودان أعلى مستويات جوع مسجلة على الإطلاق خلال موسم الحصاد من أكتوبر إلى فبراير في أعقاب انتشار انعدام الأمن مؤخرًا في ولاية الجزيرة ، وقالت اليونسيف ما لم يتم زيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير، فإن أجزاء من الخرطوم وكردفان ودارفور ستواجه مخاطر متزايدة من ظروف الجوع الكارثية بحلول موسم الجفاف القادم، والذي يمكن أن يبدأ في وقت مبكر من شهر مارس من هذا العام.
وأشار البيان إلى أن التقارير المتداولة، تفيد باحتمالية ارتفاع الوفيات بين الأطفال في مواقع النزوح المكتظة وغير الصحية، حيث يشكل انتشار المرض مخاطر مميتة بشكل خاص على الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، الذين هم أكثر عرضة للوفاة بالمرض بما يصل إلى 10 مرات مقارنة بالأطفال الأصحاء.
ووفقا للإحصاءات الصادرة من المنظمة فقد نزح أربعة ملايين طفل أي 13 ألف طفل كل يوم لمدة 300 يوم، كما ارتفعت حالات القتل والعنف الجنسي والتجنيد بمقدار ستة أضعاف عما كانت عليه قبل عام. واعتبر إلدر ان هذا يعادل أعدادا مرعبة من الأطفال الذين قتلوا أو اغتصبوا أو تم تجنيدهم.
وقال : “لقد زرت دارفور لآخر مرة منذ 20 عامًا. كانت هذه العودة، للأسف، تجربة مألوفة من النوع القاتل. ولكن بالنسبة لأطفال دارفور، والشبان الذين كانوا أطفالاً في دارفور ذات يوم، كان الأمر أسوأ” ومضى “عندما عدت الأسبوع الماضي – سمعت قصصاً عن الوفيات بسبب سوء التغذية والوفيات الناجمة عن العنف – التقيت أيضاً بعدد لا يحصى من الشبان في العشرينيات ممن ماتت أحلامهم”.
وخرجت اكثر من 70% من المرافق الصحية في المناطق المتضررة من النزاع عن العمل، بينما لم يحصل العاملون في مجال الصحة على رواتبهم منذ أشهر كما ذكرت المنظمة .
وتضاعف عدد حالات الكوليرا حيث تم تسجيل أكثر من 10 آلاف حالة مشتبه بها و300 حالة وفاة، بنسبة 16% بين الأطفال دون سن الخامسة، حتى نهاية يناير الماضي، الى جانب تفشي مرض الحصبة في المناطق التي يوجد فيها أعداد كبيرة من الأطفال النازحين.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل:”التركيبة القاتلة من سوء التغذية والنزوح الجماعي والمرض تتزايد يوما بعد يوم، وأن لديهم فترة قصيرة للغاية لمنع وقوع خسائر فادحة في الأرواح” وأضافت: “نحن بحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق عبر خطوط النزاع وعبر الحدود – ونحتاج إلى دعم دولي للمساعدة في الحفاظ على الخدمات والأنظمة الأساسية التي يعتمد عليها الأطفال من أجل البقاء.”
وناشدت اليونيسف، المجتمع الدولي، للحصول على 840 مليون دولار أمريكي للوصول إلى 9.9 مليون شخص، بما في ذلك 7.6 مليون من الأطفال الأكثر هشاشة في السودان، بالمساعدات الإنسانية. وعلى الرغم من حجم الاحتياجات، لم تتلق المنظمة سوى 28 في المائة من نداءها لعام 2023.
وقالت راسل “لا يمكننا التخلى عن أطفال السودان”. واعتبرت “إن تأثير حوالي 10 أشهر من الحرب والنزوح والمرض والحرمان على 24 مليون طفل في السودان أمر مروع. وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة وموارد إضافية، فإن البلاد تخاطر بكارثة جيلية سيكون لها آثار خطيرة على البلاد والمنطقة وخارجها. وقبل كل شيء، يحتاج أطفال السودان إلى وقف إطلاق النار والسلام”.

الوسومأطفال السودان الجفاف الجوع الحرب المساعدات الإنسانية اليونسيف

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أطفال السودان الجفاف الجوع الحرب المساعدات الإنسانية اليونسيف

إقرأ أيضاً:

توقعات بموت عشرة ملايين سوداني جوعا

منتدي الاعلام السوداني : غرفة التحرير المشتركة
إعداد وتحرير : صحيفة التغيير

كمبالا:6:سبتمبر 2024- خابت آمال السودانيين بعد تعلقها بمحادثات سويسرا التي كانت تهدف إلى وقف العدائيات وإدخال المساعدات الإنسانية إلى الولايات المتضررة من الجوع. ومع فشل هذه المحاولات وتوقع تجدد المعارك، يبقى التحدي هو كيفية إيصال المساعدات إلى السودانيين. فهل سيقف المجتمع الدولي متفرجاً أم سيتدخل لضمان وصول المساعدات؟



أكد تقرير صادر عن المعهد الهولندي للعلاقات الدولية أن السودان يشهد أسوأ مجاعة في العالم منذ 40 عاما ، ورجح أن 10 ملايين سوداني مهددون بالموت بحلول عام 2027 في حال عدم توقف الحرب.

ونشرت مجلة “الإيكونوميست” الاسبوع الماضي تقريراً مفاده أنه إذا توقفت الحرب في السودان الآن ونجح موسم الزراعة في أكتوبر، سيكون هناك 6 ملايين شخص مهددين بالموت بحلول عام 2027؛ وإذا لم تتوقف الحرب، وهو السيناريو الأكثر احتمالاً، فإن 10 ملايين شخص مهددون بالموت بحلول عام 2027.

وعلى الصعيد نفسه، قال بيان مشترك من المجلس النرويجي للاجئين والمجلس الدنماركي للاجئين ومؤسسة «ميرسي كوربس» العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية في السودان إن السودان "يشهد أزمة جوع ذات مستويات تاريخية غير مشهودة. ومع ذلك، فإن الصمت يصم الآذان ويموت الناس من الجوع كل يوم”.

مجاعة مدمرة

قبل ثلاثة أشهر، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من تدهور الأمن الغذائي في السودان، واشار إلى أن خمسة ملايين شخص يواجهون خطر المجاعة، بينما يعاني 18 مليون آخرون من انعدام حاد في الأمن الغذائي. وفي توقعات جديدة مثيرة للقلق، حذرت وكالات أممية من أن السودان يواجه "كارثة مجاعة مدمرة" لم يشهد لها مثيلاً منذ أزمة دارفور في بداية العقد الأول من القرن الحالي.

الأزمات الإنسانية المتفاقمة لا تقتصرعلى مناطق النزاع فقط، بل تمتد أيضاً إلى الولايات المحاصرة من قبل قوات الدعم السريع، خاصة بعد توقف الشاحنات التي كانت توفر المواد التموينية والسلع الغذائية في ولايات الجزيرة والنيل الأبيض والنيل الأزرق وسنار، حيث يشتكي المواطنون من تدهور الإمدادات الغذائية وزيادة معدلات سوء التغذية، نتيجة توقف المطابخ المجتمعية بسبب نقص التمويل وصعوبة توفير المواد التموينية.
ووفقا لمتطوع في غرفة الطوارئ بربك، بولاية النيل الأبيض، فضل حجب هويته لدواع أمنية، فان الأوضاع الإنسانية في الولاية تزداد سوءاً، مع ارتفاع أعداد المتأثرين بسوء التغذية.

وأوضح أن الحصار المفروض من قبل قوات الدعم السريع على جميع مداخل الولاية أدى إلى توقف عمل غرف الطوارئ بشكل شبه كامل.واعتبر في حديثه مع (التغيير) أن استمرار هذا الوضع قد يقود إلى المجاعة، داعياً إلى فتح الطرق لإدخال الإغاثة الإنسانية، ومطالباً المجتمع الدولي بابتكار آليات جديدة للتخفيف من معاناة المدنيين

عجز مالى بـ 459 مليون دولار

برنامج الأغذية العالمي أشار الى وجود مجاعة في معسكر زمزم بشمال دارفور، وذكر أن 13 منطقة أخرى تواجه ذات الخطر.وقال المتحدث باسم البرنامج محمد جمال الدين ل (التغيير) : "رغم خطورة الوضع، لا يزال ممكناً إنقاذ الوضع الإنساني في هذه المناطق، بشرط تكثيف الجهود الإنسانية وزيادة الضغط على الأطراف المتقاتلة لتأمين ممرات آمنة للسماح بدخول المساعدات عبر الحدود وخطوط القتال".

وجدد مناشدة برنامج الاغذية للمجتمع الدولي بالالتفات للسودان لمنع تفشي أكبر كارثة جوع في العالم، وذلك بتوفير الدعم الكافي للوكالات الانسانية حيث يعاني البرنامج، من عجز مالي يقدر بـ 459 مليون دولار حتى نهاية عام 2024.

الوضع الإنساني المزري للملايين من السودانيين، يتحمله طرفا النزاع، كما اشار الناشط المجتمعي محمد عبد الله، بما في ذلك الولايات التي شهدت اشتباكات والأخرى المحاصرة من قبل قوات الدعم السريع.
وقال عبدالله لـ"التغيير" إن أزمة الجوع تزداد تعقيداً مع تصلب المواقف بشأن كيفية إدخال المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن الوضع قد يصبح أكثر فتكاً في المرحلة القادمة مع تزايد أعداد المحتاجين للغذاء. وأعرب عن أمله في تحرك المجتمع الدولي لإنقاذ السودانيين من المجاعة التي أصبحت واقعاً ملموساً، مُستغرباً من إنكار حكومة الأمر الواقع، لواقع انعدام الغذاء، واكد أن الوضع خطير ويجب تداركه قبل فوات الأوان.

نقل 1,253 طن متري من المساعدات

رغم دعوة الأمم المتحدة إلى إزالة العوائق البيروقراطية وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، لا تزال التحديات قائمة. ففي 16 أغسطس، رحب منسق الأمم المتحدة الإنساني المقيم في السودان بإعادة فتح معبر أدرى، ودعا إلى تسهيل توصيل المساعدات دون عوائق عبر جميع الطرق الممكنة إلى داخل البلاد.

و قامت الفرق الإنسانية فوراً بتنسيق وتنظيم أول دفعة من الشاحنات للعبور إلى السودان. اعتباراً من 26 أغسطس، عبرت 38 شاحنة، بما في ذلك شاحنات من المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP). من بين الشاحنات الـ38 التي عبرت، عبرت 16 شاحنة بين 20 و21 أغسطس (4 من IOM، و4 من UNHCR، و8 من WFP)، بينما عبرت شاحنتان إضافيتان من IOM وخمس شاحنات من WFP في 25 أغسطس.

وفي 26 أغسطس، عبرت 10 شاحنات من WFP، و4 من UNICEF، WHO. وتم نقل 1,253 طن متري، وهو ما سيساعد حوالي 119,000 شخص في مواقع مختلفة. يتم حالياً تجهيز شاحنات إضافية للعبور إلى السودان بمجرد استكمال الإجراءات مع الهيئة العامة للإغاثة، حسب تقرير مكتب الامم المتحدة للشؤون الانسانية(اوشا) امس الثلاثاء.

ورغم عبور 38 شاحنة مساعدات إلى السودان بين 20 و26 أغسطس، فإن الحاجة إلى المزيد من الدعم لا تزال ملحة.

المجتمع الدولي لن يقف متفرجا

الخبير العسكري العميد المتقاعد جمال عبد الوهاب، اعتبر في مقابلة مع (التغيير) أن المجتمع الدولي لن يظل مكتوف الأيدي تجاه أزمة نقص الغذاء في السودان، الذي يعد بمثابة القلق الأكبر للمواطنين حالياً مقارنة بالعمليات العسكرية. وقال :" ستتبع تحركات منبر جنيف خطوات أخرى لإنقاذ المدنيين من شبح الجوع." وأشار إلى أن هناك محاولات لتشويه أي جهود تهدف إلى تقديم المساعدات.، وشدد على ضرورة احترام الطرفين المتحاربين للمدنيين وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية.

المحلل السياسي صلاح الدومة أكد ضرورة دعم المجتمع الدولي للشعب السوداني الذي يعاني من الحرب والجوع. وأوضح الدومة لـ"التغيير" أن الفاعلين الدوليين دعوا الأطراف المتنازعة إلى منبر جنيف، للتوصل إلى مخرجات قد تسهم في حل الأزمة، خاصةً في مجال الإغاثة لمنع كارثة الجوع. وأشار إلى أن تنفيذ مخرجات جنيف، التي شملت فتح المعابر ودخول المساعدات وفتح أربعة مطارات في إقليم دارفور، سيكون حاسماً في إنقاذ الشعب السوداني.

وتناول الدومة أيضاً تصعيد الحرب، قائلاً إن هذا الخطاب يأتي من أعضاء حزب المؤتمر الوطني المحلول، الذين يروجون لاستمرار النزاع بينما يتطلع معظم السودانيين إلى إنهاء معاناتهم.

ينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء بمنتدى الإعلام السوداني

#ساندوا_السودان
#Standwithsudan

 

مقالات مشابهة

  • "الصحة العالمية" تحذر: سكان السودان يواجهون أخطار الجوع والأوبئة
  • مليون جرعة تطعيم من الإمارات لمواجهة شلل الأطفال في غزة
  • الأمم المتحدة: السودان يواجه أزمة الجوع الأكثر مأساوية في تاريخه
  • بكري يعلق على إجبار قوات الدعم في السودان لطفلة سودانية على حفر قبرها بيدها
  • كادت تدمع عيناه.. مصطفى بكري يعرض مشهدا مروعا لإجبار «الدعم السريع» طفلة سودانية على حفر قبرها بيدها
  • 336 يوماً من الإبادة.. 50 ألف طفل يصارعون الجوع وأﻣﺮﻳﻜﺎ ﺗﻮاﺻﻞ اﻟﻜﺬب
  • توقعات بموت عشرة ملايين سوداني جوعا
  • منظمة دولية: سيعاني أكثر 832 ألف طفل وامرأة حامل في اليمن من سوء التغذية الحاد خلال أكتوبر القادم
  • اليونيسيف: 50 ألف طفل بغزة يُعانون من سوء التغذية الحاد
  • يونيسيف: 50 ألف طفل بغزة يعانون من سوء التغذية الحاد