اليونسيف: 3 ولايات سودانية مهددة بـ (الجوع الكارثي) مع حلول مارس
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
3 ملايين طفل نزحوا داخلياً منذ اندلاع القتال بالإضافة إلى مليوني طفل نازح في الأزمات السابقة وهو أكبر عدد من الأطفال النازحين داخلياً على مستوى العالم
جنيف: التغيير : سارة تاج السر
توقعت اليونسيف، إصابة قرابة 4 ملايين طفل سوداني بسوء التغذية الحاد والوخيم، هذا العام، مع دخول الحرب الدامية في البلاد إلى يومها الـ 300 .
وقال المتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر، في مؤتمر صحفي عقده أمس الجمعة بقصر الأمم المتحدة بجنيف :” من المحتمل ان يعاني، حوالي 3.5 مليون طفل من سوء التغذية الحاد هذا العام، و 700 ألف آخرين، من أخطر أشكال سوء التغذية”.
وأضاف “لن نتمكن من علاج أكثر من 300 ألف منهم دون تحسين القدرة على الوصول والدعم الإضافي. ومن المرجح أن يموت عشرات الآلاف”.
وذكر بيان صحفي للمنظمة اطلعت عليه (التغيير) أن حوالي 3 ملايين طفل نزحوا داخلياً منذ اندلاع القتال، بالإضافة إلى مليوني طفل نازح في الأزمات السابقة – وهو أكبر عدد من الأطفال النازحين داخلياً على مستوى العالم.
وأظهر أحدث تقييم للأمن الغذائي في السودان أعلى مستويات جوع مسجلة على الإطلاق خلال موسم الحصاد من أكتوبر إلى فبراير في أعقاب انتشار انعدام الأمن مؤخرًا في ولاية الجزيرة ، وقالت اليونسيف ما لم يتم زيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير، فإن أجزاء من الخرطوم وكردفان ودارفور ستواجه مخاطر متزايدة من ظروف الجوع الكارثية بحلول موسم الجفاف القادم، والذي يمكن أن يبدأ في وقت مبكر من شهر مارس من هذا العام.
وأشار البيان إلى أن التقارير المتداولة، تفيد باحتمالية ارتفاع الوفيات بين الأطفال في مواقع النزوح المكتظة وغير الصحية، حيث يشكل انتشار المرض مخاطر مميتة بشكل خاص على الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، الذين هم أكثر عرضة للوفاة بالمرض بما يصل إلى 10 مرات مقارنة بالأطفال الأصحاء.
ووفقا للإحصاءات الصادرة من المنظمة فقد نزح أربعة ملايين طفل أي 13 ألف طفل كل يوم لمدة 300 يوم، كما ارتفعت حالات القتل والعنف الجنسي والتجنيد بمقدار ستة أضعاف عما كانت عليه قبل عام. واعتبر إلدر ان هذا يعادل أعدادا مرعبة من الأطفال الذين قتلوا أو اغتصبوا أو تم تجنيدهم.
وقال : “لقد زرت دارفور لآخر مرة منذ 20 عامًا. كانت هذه العودة، للأسف، تجربة مألوفة من النوع القاتل. ولكن بالنسبة لأطفال دارفور، والشبان الذين كانوا أطفالاً في دارفور ذات يوم، كان الأمر أسوأ” ومضى “عندما عدت الأسبوع الماضي – سمعت قصصاً عن الوفيات بسبب سوء التغذية والوفيات الناجمة عن العنف – التقيت أيضاً بعدد لا يحصى من الشبان في العشرينيات ممن ماتت أحلامهم”.
وخرجت اكثر من 70% من المرافق الصحية في المناطق المتضررة من النزاع عن العمل، بينما لم يحصل العاملون في مجال الصحة على رواتبهم منذ أشهر كما ذكرت المنظمة .
وتضاعف عدد حالات الكوليرا حيث تم تسجيل أكثر من 10 آلاف حالة مشتبه بها و300 حالة وفاة، بنسبة 16% بين الأطفال دون سن الخامسة، حتى نهاية يناير الماضي، الى جانب تفشي مرض الحصبة في المناطق التي يوجد فيها أعداد كبيرة من الأطفال النازحين.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل:”التركيبة القاتلة من سوء التغذية والنزوح الجماعي والمرض تتزايد يوما بعد يوم، وأن لديهم فترة قصيرة للغاية لمنع وقوع خسائر فادحة في الأرواح” وأضافت: “نحن بحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق عبر خطوط النزاع وعبر الحدود – ونحتاج إلى دعم دولي للمساعدة في الحفاظ على الخدمات والأنظمة الأساسية التي يعتمد عليها الأطفال من أجل البقاء.”
وناشدت اليونيسف، المجتمع الدولي، للحصول على 840 مليون دولار أمريكي للوصول إلى 9.9 مليون شخص، بما في ذلك 7.6 مليون من الأطفال الأكثر هشاشة في السودان، بالمساعدات الإنسانية. وعلى الرغم من حجم الاحتياجات، لم تتلق المنظمة سوى 28 في المائة من نداءها لعام 2023.
وقالت راسل “لا يمكننا التخلى عن أطفال السودان”. واعتبرت “إن تأثير حوالي 10 أشهر من الحرب والنزوح والمرض والحرمان على 24 مليون طفل في السودان أمر مروع. وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة وموارد إضافية، فإن البلاد تخاطر بكارثة جيلية سيكون لها آثار خطيرة على البلاد والمنطقة وخارجها. وقبل كل شيء، يحتاج أطفال السودان إلى وقف إطلاق النار والسلام”. الوسومأطفال السودان الجفاف الجوع الحرب المساعدات الإنسانية اليونسيف
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أطفال السودان الجفاف الجوع الحرب المساعدات الإنسانية اليونسيف
إقرأ أيضاً:
الإمارات تخصص 200 مليون دولار مساعدات للسودان وتدعو لهدنة إنسانية خلال رمضان
أديس أبابا - وام
عقدت دولة الإمارات مع جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “إيغاد” اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا “المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان”.
حضر المؤتمر الدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، والدكتور ويليام ساموي روتو رئيس جمهورية كينيا، وأنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، وموسى فكي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وممثلون عن هيئة «إيغاد»، كما شاركت فيه عدد من الدول الإقليمية والدولية والمنظمات الدولية الرائدة.
وهدف المؤتمر إلى حشد الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة الأزمة الكارثية في السودان، وإطلاق دعوة قوية وموحدة لهدنة إنسانية خلال شهر رمضان.
وفي هذا الصدد، عبرت العديد من الدول عن دعم دعوة دولة الإمارات إلى هدنة إنسانية ووقف الحرب خلال الشهر المبارك.
وقال الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان أنه مع اقتراب شهر رمضان المبارك، عقدت دولة الإمارات، بالتعاون مع حكومة إثيوبيا والاتحاد الأفريقي وهيئة «إيغاد»، مؤتمرًا يجمع الدول والمنظمات الدولية لتجديد الالتزامات في إطار الجهود المشتركة للحد من معاناة الشعب السوداني الشقيق.
وأضاف الشيخ شخبوط، أنه باعتباره أول مؤتمر للسودان يُعقد هذا العام، سيعمل هذا المؤتمر الهام على تحديد المسار للمؤتمرات المستقبلية المقررة لمساعدة الشعب السوداني وتواصل دولة الإمارات تعاونها مع الشركاء الإقليميين والدوليين وخاصة مع شركائها في أفريقيا لتقديم المساعدات بكافة الوسائل المتاحة.
ودعا معاليه الأطراف المتحاربة إلى احترام قدسية شهر رمضان المبارك من خلال تنفيذ هدنة إنسانية لضمان الوصول الآمن والعاجل ودون أية عوائق للمساعدات الإنسانية الأساسية لأولئك الأكثر احتياجًا، وخاصة الأطفال وكبار السن والنساء.
وأكد الشيخ شخبوط بن نهيان أنه لا يوجد «فيتو» على وصول المساعدات الإنسانية، داعيًا المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أنه من الضروري التأكيد على أنه لا يحق لأي جهة أن تعيق بشكل تعسفي وصول المساعدات المنقذة للحياة.
وشدد الشيخ شخبوط بن نهيان على أن دولة الإمارات تواصل التزامها كواحدة من الدول الرائدة في تقديم المساعدات لتخفيف الأزمة الإنسانية التي يواجهها الشعب السوداني الشقيق، مشيراً إلى أنه في هذا السياق، قدّمت دولة الإمارات 200 مليون دولار إضافية من المساعدات الإنسانية، ليصل إجمالي المساعدات إلى 600.4 مليون دولار منذ اندلاع الصراع.
وأضاف الشيخ شخبوط بن نهيان أن دولة الإمارات قدمت 3.5 مليار دولار من المساعدات للشعب السوداني، على مدى العقد الماضي، ما يؤكد جهودها الراسخة في دعم من هم بأمس الحاجة في أوقات الأزمات.وجدد التأكيد على موقف دولة الإمارات الثابت في الدعوة إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، ومعالجة الأزمة الإنسانية من خلال توفير المساعدات الإغاثية العاجلة، بما يلبي تطلعات الشعب السوداني الشقيق نحو التنمية والازدهار.
من جانبه، قال الدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية.. «كإحدى الدول المجاورة والقريبة من السودان وبصفتها دولة شقيقة، تعرب إثيوبيا عن تضامنها مع الشعب السوداني خلال هذه الأوقات الصعبة. يرتبط بلدانا بروابط عميقة، وأجيال من النضال والطموحات والروابط الثقافية المشتركة. وقد قامت إثيوبيا خلال الست سنوات الماضية بشكل فعال بدعم جهود تحقيق السلام والاستقرار في السودان، كما ساهمت في تعزيز الجهود الاقتصادية من خلال توفير الكهرباء عبر خطوط الطاقة المخصصة».
من جانبه، قال فكي محمد.. «يدل النزاع القائم وغير المحتمل في السودان على فشل قيادة الأطراف المتحاربة في منح دولتهم والشعب السوداني فرصة لتحقيق السلام والعدالة والكرامة وإنشاء وطن. حيث يُعد هذا الوضع - إضافةً إلى الرفض المستمر من أولئك الذين يتخذون من هذا الصراع العالمي ذريعةً بحجة تخليص السودان من الحرب والانقسام المستمر - فشلاً أخلاقياً وسياسياً وعليه، أكرر مرة أخرى دعوتي للجيش السوداني ولقوات الدعم السريع وحلفائهما إلى تبني وقف إطلاق نار دائم وشامل وفوري ودون شروط».
كما صرح قائلاً: «سيمهد وقف إطلاق النار الطريق لحوار سياسي سوداني شامل لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاع وإعادة السودان إلى النظام الدستوري».
بدوره، اعتبر الدكتور ورقنه جيبيهو سكرتير عام هيئة «الإيغاد» أنّ «مستقبل ملايين السودانيين على المحك، وقد وضع التاريخ علينا مسؤولية التصرف والآن، أكثر من أي وقت مضى، يتعين علينا أن نتجاوز التعهدات ونركز على خطوات عملية ومنسقة بهدف تخفيف المعاناة، ووضع الأساس للتعافي الطويل الأجل لصالح شعب وجمهورية السودان».
وفيما يلي النص الكامل لبيان الإمارات العربية المتحدة:
الضيوف الكرام،
الدول المضيفة الموقرة،
يسعدني أن أرحب بكم جميعاً في هذا المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان، وأود أن أعبر عن خالص تقديري لشركائنا في تنظيمه - إثيوبيا والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد - على جهودهم القيمة في هذا المؤتمر الحاسم والمهم.
إلى الدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية: إن قيادتكم لا حدود لها. كما أتقدم لكم بجزيل الشكر لجهودكم التي أدت إلى جمعنا اليوم في أول مؤتمر إنساني لعام 2025 من أجل شعب السودان، الذي سيكون منبراً لإطلاق العديد من المبادرات الهادفة إلى حشد الجهود لمعالجةالوضع الكارثي في السودان.
إلى الرئيس روتو: شكراً على خطابك
وإلى الأمين العام غوتيريش: شكراً لحضورك اليوم.
شهدنا طوال عامين تطوّر أحد أخطر الكوارث الإنسانية على مستوى العالم، حيث تتطلّب هذه الأزمة عملنا الفوري والجماعي.
يؤكّد هذا الحضور الكبير والمتنوع اليوم أهمية الرسالة التي تهدف إلى معالجة الوضع في السودان، وضرورة مواجهته بصورة جماعية.
يستقبل العالم الإسلامي بعد أسبوعين شهر رمضان الكريم، وندعو خلال هذه الفترة المقدسة إلى احترام هذه الأيام والموافقة على وقف إطلاق النار، ما يعكس قيم الرحمة والتضامن الإنساني التي يجسّدها شهر رمضان، والذي يوفّر فرصة بارزة ومهمة لتخفيف المعاناة الهائلة للشعب السوداني - والذي تشكل النساء والأطفال غالبيته.
إنّ هذا المؤتمر سيعمل على ضمان توفير الموارد اللازمة للمنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات للشعب السوداني خلال هذا الشهر الفضيل.
ومنذ أبريل 2023، قدّمت دولة الإمارات ما يزيد عن 400 مليون دولار أمريكي لدعم الشعب السوداني (في السودان وفي الدول المجاورة التي استقبلت أعداداً كبيرة من اللاجئين). واليوم، نعيد تأكيد التزامنا الثابت للشعب السوداني من خلال الإعلان عن تخصيص 200 مليون دولار أمريكي إضافية من المساعدات الإنسانية. ويؤكد هذا الدعم تضامننا الراسخ في العقد الماضي، والذي قدّمنا خلاله 3.5 مليار دولار أمريكي لإخواننا وأخواتنا في السودان.
نتفق جميعاً على أهمية صون حقوق الشعب السوداني، فلأبنائه حق الأمان وحق الطعام والحق في أساسيات الحياة والرعاية الطبية والمياه النظيفة والمأوى. وهذه الحقوق لا يمكن تسييسها، ولا ينبغي تحديها، من خلال العمليات أو الآليات البيروقراطية.
إنّ هذا المؤتمر يسلط الضوء على أهمية تكثيف الجهود الدولية لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. كما أنه من الضروري التأكيد على أنه لا يحق لأي جهة أن تعيق بشكل تعسفي وصول المساعدات المنقذة للحياة.
وفي هذا المقام، نؤكد على أهمية التزام كافة الأطراف بواجباتهم الملزمة حسب القانون الدولي الإنساني. وأن يتم محاسبة المسؤولين عن عرقلة المساعدات الإنسانية دون تردد.
وعليه، نجدد دعوتنا لجميع الأطراف بضمان الوصول الآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية وبلا أية عوائق، وضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني والمنشآت الإنسانية، ووقف الهجمات على العمليات الإنسانية.
وبينما لا يمكننا التأكيد بما فيه الكفاية على أهمية هذه اللحظة الحاسمة، تؤكد دولة الإمارات دعمها الثابت والراسخ للشعب السوداني.