الخليج الجديد:
2024-10-01@23:31:59 GMT

النهضة في قفص الاتهام مجدّدا

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT

النهضة في قفص الاتهام مجدّدا

"النهضة" في قفص الاتهام مجدّداً

هل دخلت مسألة الاغتيالات السياسية مسارا قضائيا جدّيا يمكن أن يغلق القوس وينهي الجدل المستمر منذ 11 عاما؟

وهل يمكن تحديد مصلحة حركة النهضة في تلك الاغتيالات، لأن وراء كل جريمة طرفا مستفيدا؟

قضية الاغتيالات قُتلت بحثا، وأن جهة التنفيذ هي نفسها التي اتخذت قرارا بالاغتيال، في إشارة إلى "جماعة أنصار الشريعة".

بقدر قوة الأدلة وانتفاء التوظيف السياسي للمعطيات والوقائع، تتوفر للمحكمة شروط المحاكمة العادلة الضامنة للعدل والمنحازة فقط للحقيقة.

المسألة الجوهرية أن قرار ختم البحث الذي عقدت جلسة الاستماع على أساسه لم يتهم الحركة بالوقوف وراء جريمة الاغتيالات، ولم يتعرّض لرئيسها.

* * *

تزداد الخصومة عمقا واتساعا بين نظام الرئيس قيس سعيّد وحركة النهضة، فالحكم بثلاث سنوات سجنا ضد زعيم الحركة راشد الغنوشي (82 عاما) وصهره وزير الخارجية الأسبق، رفيق عبد السلام، دليل آخر على تعميق القطيعة بين الطرفين في ظرف يخضع فيه المعارضون لمزيد الحصار والتضييق.

فبعد الحكم بسنة وثلاثة أشهر بتهمة تمجيد الإرهاب، يتهم هذه المرة بـ"تلقي تمويل أجنبي" لمصلحة حزبه (حركة النهضة). ولن يقف الأمر عند هذا الحد، فالقضايا المرفوعة ضده عديدة، لعل أهمها وأخطرها المتعلقة باغتيال شكري بلعيد ومحمّد البراهمي.

في هذه الأجواء السياسية المحتقنة، والتي تعتبرها المعارضة "قاتمة"، في إشارة إلى وضع الحريات، انطلقت الجلسة التي عينتها دائرة مكافحة الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة، والمتعلقة بالنظر في ملابسات تصفية الرجلين.

واعتبر عميد المحامين حاتم المزيو هذه الجلسة منطلقا لدخول "مرحلة حاسمة" من أطوار القضية، داعيا إلى "ضرورة الكشف عن الطرف الذي أمر بالتنفيذ ومن كان وراء التخطيط وعدم الاقتصار على جهة التنفيذ".

وما جاء على لسان العميد متطابقٌ مع وجهة نظر هيئة الدفاع عن الشهيدين، وكذلك قيادة حزب الديمقراطيين الموحد، وهي رواية تعتبر أن المُحالين على المحاكمة عناصر تنفيذية، وأن المطلوب هو الكشف عمّن خطط لهذا الاغتيال. ويتهمون حركة النهضة، ورئيسها راشد الغنوشي بالتحديد، بالوقوف وراء ذلك.

لكن المسألة الجوهرية في هذا السياق أن قرار ختم البحث الذي عقدت جلسة الاستماع على أساسه لم يتهم الحركة بالوقوف وراء الجريمة، ولم يتعرّض لرئيسها.

كما أن القاضي الموقع على قرار ختم البحث هو البشير العكرمي وكيل الجمهورية الذي يوجد حاليا في السجن، والمتّهم بالقرب من حركة النهضة رغم مطالبته منذ أشهر بالاستماع إلى أقواله!

هل يمكن القول إن مسألة الاغتيالات السياسية قد دخلت مسارا قضائيا جدّيا من شأنه أن يغلق القوس وينهي الجدل المستمر في تونس منذ 11 عاما؟ وهل يمكن تحديد مصلحة حركة النهضة في تلك الاغتيالات، لأن وراء كل جريمة طرفا مستفيدا؟

لا أحد يمكن أن يجزم بذلك، لكن المؤكّد أن المناخ العام أصبح يساعد على كشف الجوانب التي ربما لا تزال خفية، رغم أن الأطراف التي تناولت ملفّ الاغتيالات من قبل أكّدت، في مناسبات عديدة، أن القضية قُتلت بحثا، وأن جهة التنفيذ هي نفسها التي اتخذت قرارا بالاغتيال، في إشارة إلى "جماعة أنصار الشريعة".

وأن هيئة الدفاع عن الشهيدين هي التي أجلت البتّ في الملفّ، بحجة اتهام خصومها بالتلاعب بالمعطيات ومحاولة طمس الأدلة.

تم التخلص اليوم من هؤلاء الخصوم. منحت رئاسة الجمهورية فرصة للقضاء لكشف الحقيقة. أبعدت "النهضة" عن دوائر الحكم. تغيرت هيكلية القضاء وصلاحيات القضاة. كل مراكز القوى التي تشكلت بعد الثورة أطيحت، والتي اتهم العديد منها بـ "طمس الأدلة المؤدية إلى الحقيقة".

لم يبق سوى أن يجتهد المدافعون عن دم الشهيدين في استعراض الأدلة القاطعة والقطعية والكاشفة عن "تورّط النهضة" في تصفية خصومها. وأن تكون المحاكمة علنية، ولمَ لا تنقل تفاصيلها عبر وسائل الإعلام، نظراً إلى أهميتها وخطورتها.

وبقدر قوة الأدلة وانتفاء التوظيف السياسي للمعطيات والوقائع، تتوفر للمحكمة شروط المحاكمة العادلة الضامنة للعدل والمنحازة فقط للحقيقة.

عندها، يصبح الرأي العام قادرا على التمييز بين الخيطين، الأسود والأبيض. وسيتأكّد يومها من تورّط "النهضة" وقيادتها في هذه الجريمة البشعة، وأنها كانت توهمه بأنها حزب مدني لا يعتمد العنف، ويحتكم للقوانين والانتخابات، أم أنها اتُهمت باطلا من أعدائها الأيديولوجيين.

وبالتالي لا ناقة لها ولا جمل في هذه الجريمة السياسية التي غيّرت مجرى الأحداث في تونس. عندها على خصومها التسليم بحكم المحكمة، ولمَ لا تقديم الاعتذار سياسيا وأخلاقيا لمن اتهموهم ظلما. للقصة فصول أخرى.

*صلاح الدين الجورشي كاتب وناشط تونسي في المجتمع المدني

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تونس الثورة النهضة قيس سعيد الاغتيالات شكري بلعيد راشد الغنوشي حرکة النهضة

إقرأ أيضاً:

لم تقتصر على حزب الله.. لماذا توسع إسرائيل دائرة الاغتيالات في لبنان؟

وسّعت إسرائيل نطاق الاغتيالات، في لبنان لتطال قيادات فلسطينية، بعد أن كانت تستهدف حتى قريب قادة الصف الأول في حزب الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وأعلنت حماس، اليوم الإثنين، مقتل قائدها في لبنان، فتح شريف أبوالأمين مع زوجته وابنيه، في حين أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مقتل 3 من قادتها في قصف استهدف منطقة الكولا في العاصمة اللبنانية بيروت. لا خطوط حمراء ويقول الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أحمد عوض، إن "إسرائيل تريد ملاحقة كل الحركات المتحالفة مع إيران وحزب الله، وبالتالي استهدفت حماس والجبهة الشعبية، وهما تنظيمان لهما ثقل تنظيمي في لبنان".
وأضاف لـ24 أن "الاستهداف كان في منطقة الكولا خارج الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو رسالة واضحة مفادها أن لا خطوط حمراء أمام الاغتيالات التي ستنفذها إسرائيل، وهي تعزيز لرسالة اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله".

بعمليات نوعية.. قيادات بارزة في #حماس و #حزب_الله اغتالتهم #إسرائيلhttps://t.co/O0xxzanb64

— 24.ae (@20fourMedia) September 28, 2024 وقال المحلل السياسي إن "الاغتيالات رسالة تؤكد أن إسرائيل قادرة للوصول إلى أي هدف تريده وعلى كل المستويات، ولقطع حلقات التواصل بين البنية التنظيمية للفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة من جهة، وقادتها وحلفائهم خارج الأراضي الفلسطينية".
وفي السياق ذاته، قال إن توسيع إسرائيل استهداف الفصائل الفلسطينية في لبنان، قد يمتد للمخيمات الفلسطينية في لبنان، مضيفاً أنها "ستدفع ثمناً غالياً لتعمق الحرب بين حزب الله وإسرائيل، خاصة أنها في خط المواجهة الأول وليس لديها ما تدافع به عن نفسها".
وقال إن "هذه المخيمات كانت بمثابة مخازن استراتيجية للحضور التنظيمي للفصائل الفلسطينية في لبنان، وبالتالي قد يندرج ضمن أهداف إسرائيل أي سياسة تفريغ المخيمات لاستكمال حرب إسرائيل على أونروا".
وأوضح كذلك أن "مثل هذه الاغتيالات هي رسالة ربما للتحذير من اغتيالات ممكنة في إيران لمسؤولين فلسطينيين باعتبارهم أهدافاً مشروعة، على غرار الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران". واقع جديد من جانبه، يقول المحلل السياسي الفلسطيني محمد هواش إن "إسرائيل مستمرة في محاولة فرض واقع جديد، لا تهديد فيه لأمنها من لبنان، وبالتالي هي تحاول ضرب كل من يشارك في عمليات ضد إسرائيل من لبنان".
وأضاف لـ24 أن "هذه الهجمات تسبق الغزو الوشيك والعملية البرية جنوب لبنان، وتعتقد إسرائيل أن القوات الفلسطينية المنظمة في لبنان قد يكون لها دور في مواجهة إسرائيل".

لتدميره مثل غزة..خلال ساعات: مؤشرات جدية على غزو إسرائيل لـ #لبنان https://t.co/ep4xXugVnX

— 24.ae (@20fourMedia) September 30, 2024 وتابع "إسرائيل بدأت مرحلة جديدة تضرب فيها كل من يلحق الضرر بها أو يقدر على إلحاق الضرر بها مهما كانت النتائج"، مشيراً إلى أن المرحلة الجديدة من الحرب في لبنان استكمال لما بدأته إسرائيل في غزة.
وقال إن "إسرائيل تعمل على ضرب قدرات حماس وتفكيك بنيتها القيادية والعسكرية بعد اغتيال القائدين السياسي إسماعيل هنية، والعسكري محمد الضيف، وقبلهما صالح العاروري في لبنان".

مقالات مشابهة

  • الاغتيالات السياسية الكبرى..!
  • بيان جديد بشأن مراكز الايواء التي يمكن أن تستقبل النازحين
  • ألمانيا: قضية تهرب ضريبي جديدة بـ 428 مليون يورو في فضيحة "كام/ إكس"
  • من الاغتيالات وتفجيرات «البيجر» إلى الاجتياح.. 14 يوما نزف فيها لبنان
  • لم تقتصر على حزب الله.. لماذا توسع إسرائيل دائرة الاغتيالات في لبنان؟
  • بعد الجيش.. الخارجية السودانية تدخل على خط الاتهام الإماراتي
  • بشير التابعي: الأهلي كان مرعوب من الزمالك .. وهي المرة الأولى التي أراهم بتلك الصورة
  • 4 شخصيات تتصدر قائمة الاغتيالات الإسرائيلية.. من هم؟
  • كيف يخدع نتنياهو الإسرائيليين ويغطي على فشله عبر الاغتيالات؟
  • أبرز الاغتيالات التي طالت قادة حزب الله.. آخرهم نصر الله (إنفوغراف)