عربي21:
2025-02-02@19:07:53 GMT

متى نصر الله؟

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT

 السؤال التاريخي المعتاد من أي فئة مؤمنة مستضعفة في كل مكان وكل زمان.. يسألون رسولهم: متى نصر الله؟ يسألونه من بعد أن يبلغ بهم البلاء درجة نفاد الصبر، أو الوصول إلى النقطة الأخيرة من منحنى الصبر، أو ذروته، ليبدأ بعدها المنحنى بالنزول، في إشارة إلى بداية نهاية البلاء والعذاب والشقاء، والاقتراب من النصر الموعود كما في الآية (متى نصر الله، ألا إن نصر الله قريب).



   أم حسبتم أن تدخلوا الجنة، ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم، مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله؟ ألا إن نصر الله قريب. هكذا الآية الكريمة، وهكذا خاطب الله الجماعة المسلمة الأولى - كما في ظلال القرآن - وهكذا وجهها إلى تجارب الجماعات المؤمنة قبلها، وإلى سنته سبحانه في تربية عباده المختارين، الذين يكل إليهم رايته، وينوط بهم أمانته في الأرض ومنهجه وشريعته. إن هذا السؤال من الرسول الموصول بالله، والمؤمنين الذين آمنوا بالله.
    إن سؤالهم متى نصر الله، ليصور مدى المحنة التي تزلزل مثل هذه القلوب الموصولة. ولن تكون إلا محنة فوق الوصف، تلقي ظلالها على مثل هاتيك القلوب، فتبعث منها ذلك السؤال المكروب: متى نصر الله؟ وعندما تثبت القلوب على مثل هذه المحنة المزلزلة، عندئذ تتم كلمة الله، ويجيء النصر من الله (ألا إن نصر الله قريب).


   نصر قريب، لكنه ليس لأي أحد، بل للذين ثبتوا حتى النهاية. صبروا على الفقر والجوع والمرض وأنواع البلايا، من التهديد بالقتل والنفي والسجن وأخذ الأموال وانتهاك الأعراض وغيرها. نعم إن هذا النصر يحتاج صبراً عظيماً لا يمكن وصفه.

 ربنا أفرغ علينا صبرا
مع تساؤلات الفئة المؤمنة عن موعد نصر الله لهم متى يكون أو يحين، تجدهم قبل ذلك مبتهلين إلى الله يسألون صبراً غير صبر عامة الناس. صبراً يشبه ذاك الذي طلبته ورددته الفئة المؤمنة الصابرة التي صمدت مع طالوت، وهم في طريقهم لمواجهة طاغية عصره، جالوت وجنوده، وكانوا يفوقونهم عدداً وعدة. لكنهم دعوا الله أن يفرغ عليهم صبراً، في صورة بلاغية جميلة توحي لك كما لو أن الصبر سائل يتم تفريغه في إناء حتى يفيض ذاك الإناء.

  بعد أن سألوا الله ذاك الصبر أن يفرغه عليهم، واجهوا مشهداً حقيقياً في ميدان معركة، ستكون حاسمة بين الحق والباطل. وسيكون للصبر المفروغ عليهم بإذن الله، دوره المؤثر في الصمود والثبات. معركة وقعت في زمن النبي داوود عليه السلام قبل أن يوحى إليه ويكون نبياً من أنبياء الله إلى بني إسرائيل.

   ترى ها هنا مشهداً حقيقياً لا بلاغياً.. فئة مؤمنة قليلة محتسبة، تتوجه إلى ربها، تسأله أن يفيض عليهم صبراً ويغمرهم به حتى ينسكب سكينة وطمأنينة على قلوبهم. حتى إذا ما وقعت تلك السكينة والطمأنينة في القلوب، كانت نتيجتها بإذن الله تثبيت الأقدام في أرض المعركة، في مواجهة أعداء الله.

الثلة الصابرة في غزة
تلك الدعوة إذن كانت الشحنة الإيمانية – كما يقول الشعراوي في تفسيره - الشحنة الإيمانية لمن يريد أن يواجه عدوه، فهو ينادي قائلاً: ربنا. إنه لم يقل: يا الله، بل يقول: ربنا؛ لأن الرب هو الذي يتولى التربية والعطاء، بينما مطلوب (الله) هو العبودية والتكاليف؛ لذلك ينادي المؤمن ربه في الموقف الصعب « يا ربنا « أي يا من خلقتنا وتتولانا وتمدنا بالأسباب. قال المؤمنون مع طالوت: (ربنا أَفرغ علينا صبراً).

غمرهم الصبر، فهدأت نفوسهم، وثبتت أقدامهم، فكان النصر حليفهم، وقتل داود جالوت، فكان يوماً من أيام الله المشهودة، ظهر الحق وزهق الباطل. المشهد نفسه هو الحاصل في غزة الآن. الأهالي يواجهون عدواً مستأسداً، تقف قوى الباطل معه بالمال والسلاح، ويستخدم كل أسلحة الدمار في إهلاك الحرث والنسل، دون أن يواجه المقاتلين الحقيقيين على أرض المعركة، بل يعتدي على أهاليهم وبيوتهم وحتى حيواناتهم، أعزكم الله.

لكن غالبية الأهالي ومعهم المقاتلون، اتخذوا صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وأتباع الأنبياء والرسل، قدوة ونبراسا. أظهروا صبراً وثباتاً أدهش العالم. وما ذلكم الصبر والتصابر، والصمود والثبات إلا نتائج سنوات وسنوات من تربية إيمانية قرآنية، واستعداداً نفسياً وروحياً لمثل هذه الأيام العصيبة، أو المعركة الفاصلة الحاسمة بإذن الله، كما كان مع طالوت وهو يواجه مجرم عصره جالوت، وليس مع طالوت سوى ثلة قليلة مؤمنة صابرة، وبهم نصره الله وأعز جنده، وهو ما سيكون بإذن الله في غزة.

   إن الثلة المجاهدة الصابرة القليلة، مقارنة بالعدو، وبالوضع الذي تعيشه تلك الفئة الصابرة من ظلم ذوي القربى، وتخاذل الأقربين قبل الأبعدين، وتآزر العالم الغربي القوي الرسمي مع الإجرام الصهيوني.. مع كل أولئكم، فإن الله لن يترك هذه الثلة المجاهدة دون مكافأة دنيوية وأخروية. نصر منه سبحانه كجزاء أو مكافأة دنيوية، وأخرى في الآخرة، جنة عرضها السماوات والأرض.
إنه وعد إلهي للصابرين، وهو أكرم الأكرمين.
(الشرق القطرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة فلسطين غزة الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة رياضة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

زوج درة يؤدي مناسك العمرة.. وزوجته: ربنا يتقبل منك يا حبيبي

أدى هاني سعد، زوج الفنانة درة، مناسك العمرة، مؤخرًا، ونشر صورًا له عبر حسابه الرسمي على تطبيق “إنستجرام” داخل الحرم المكي وهو يؤدي المناسك. 

وعلق هاني سعد على الصور قائلًا: «الحمد لله على تمام العمرة.. اللهم تقبل منا ولا تترك لنا دعاءً إلا وقد أجبته ولا ذنبا إلا غفرته يا رب.. الحمد لله الذي بلغني هواء مكة، وسكينه مكة، وأرض مكة.. الحمد لله على تمام العمرة.. اللهّم لا تجعل هذا آخر عهدنا ببيتك الحرام #اللهم_صل_وسلم_وبارك_على_نبينا_محمد». 

فيما حرصت الفنانة درة على تهنئة زوجها هاني سعد، بالتعليق على الصورة قائلة: «ربنا يتقبل منك يا حبيبي صالح الأعمال». 

View this post on Instagram

A post shared by Hany Saad - هاني سعد (@hanysaad.hs)

أحدث أعمال درة في السينما

انتهت درة من تصوير مسلسل "الذنب" مع هاني سلامة، وميرهان حسين، وماجد المصري، وبسنت شوقي، وريم سامي، وطارق النهري، قصة شاهيناز الفقي وسيناريو وحوار وإخراج رضا عبد الرازق.

فيلم “وين صرنا”

فيلم "وين صرنا!" أخرجته وأنتجته النجمة درة في أولى تجاربها الإخراجية والإنتاجية، ويحكي عن نادين، امرأة شابة من غزة، وصلت إلى مصر بعد ثلاثة أشهر من الحرب، برفقة ابنتيها الرضيعتين، اللتين أنجبتهما قبل الحرب ببضعة أشهر بعد معاناة خمس سنوات في مصر، وتنتظر زوجها الذي لم يتمكن من الانضمام إليها إلا بعد شهرين.

انطلق عرض الفيلم الذي تبلغ مدته 79 دقيقة، في تمام الساعة السادسة مساءً، بالمسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، وهو من إخراج درة زروق.

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. والدة التيكتوكر رنده خليل تنظم الأشعار في حق قائد الجيش وتغني له: (البرهان ما بنوم غالبو الصبر إلا الخرطوم تتحرر ظهر)
  • عملت ذنب وعايز تتوب.. اعرف كيف تكون التوبة خالصة لله
  • نجوم الفن يساندون مصطفى شعبان في وداع شقيقه!
  • زوج درة يؤدي مناسك العمرة.. وزوجته: ربنا يتقبل منك يا حبيبي
  • دعاء دخول شهر شعبان 2025
  • رئيسة الأوبرا تنعى هاني عبد القادر أحد أبنائها
  • حليم يفجر مفاجأة عن طلاقه لـ"أمل".. رسائل متبادلة تكشف المستور (ما القصة؟)
  • رحيل ناصر الصالح.. نجوم الفن يودعون قبطان الطرب الخليجي
  • دعاء الجمعة الأولى من شعبان.. 110 أدعية تقضي حوائجك وترزقك من حيث لا تحتسب
  • أيها الإنسان.. أنت في ذمة الله.. لا في ذمة البشر