بخروق متواصلة لـ"قواعد الاشتباك"، استهدفت المسيرات الإسرائيلية يوم الجمعة، ولليوم الثاني على التوالي، محيط مدينة النبطية، فيما أعلن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين، أن إسرائيل تهدف إلى تغيير الوضع الأمني في الشمال، قرب الحدود مع لبنان، على نحو «سيتيح لنا إعادة السكان بأمان».
ونقل المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي بحسابه على منصة «إكس» عن غوردين قوله: «عازمون على تغيير الواقع الأمني الذي بات يتغير هذه الأيام بالفعل، ونواصل الاستعداد لتوسيع رقعة الحرب».



وشنت مسيرة إسرائيلية الجمعة، غارة على منزل غير مأهول في حي السكرة عند المدخل الشمالي لبلدة يحمر الشقيف بمحافظة النبطية، وأطلقت صاروخين على دفعتين اخترقا سقف المنزل وأحدثا أضراراً كبيرة فيه. ولم تُفِد الوكالة عن وقوع أي إصابات في المنطقة. وفي وقت لاحق، أفادت مواقع إعلامية لبنانية عن غارة ثانية استهدفت موقعاً بين بلدتي أرنون ويحمر في النبطية. وتبعد يحمر نحو 8 كلم عن مدينة النبطية التي كانت تعرضت، ولأول مرة يوم الخميس، لغارة أُطلقت من مسيّرة باتجاه سيارة في محاولة اغتيال مسؤول عسكري في «حزب الله».

بين القرار 1701 و«تفاهم نيسان»
وكتبت" الشرق الاوسط"؛ تستغرب مصادر اوروبية ما بدأ يتردد حول إمكانية تفادي ارتفاع وتيرة المواجهة بين الحزب وتل أبيب بإعادة الاعتبار لـ«تفاهم نيسان» الذي تم التوصل إليه عبر مفاوضات غير مباشرة، في أعقاب قيام إسرائيل بعملية «عناقيد الغضب» عام 1996، وتقول إن الدعوة لاستنساخه، ولو منقّحاً هذه المرة، في غير محلها. وتضيف أن مجرد التلويح به ما هو إلا «هرطقة» لافتقاده إلى الغطاء الدولي، بخلاف القرار 1701.
وتضيف المصادر أن الاحتكام إلى «تفاهم نيسان» لوضع حد للمواجهة في جنوب لبنان يتعارض في الشكل والمضمون مع القرار 1701، لأنه يكرس الأمر الواقع جنوباً، بينما القرار 1701 لا يخضع إلى تعديل، ويخلق واقعاً جديداً يعيد للدولة سيادتها على كامل أراضيها، طالما أنه يستمد قوته من أعلى مرجعية دولية ممثلة بمجلس الأمن الدولي، وأنيط بالقوات الدولية «يونيفيل» بمؤازرة الجيش اللبناني لتطبيقه في منطقة العمليات المشتركة في جنوب لبنان، بخلاف «تفاهم نيسان» الذي كان وراء التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وسمح باحتفاظ «حزب الله» بسلاحه، على خلفية أنه أدى إلى وضع إطار للحؤول دون المساس بقواعد الاشتباك، وأتاح لإسرائيل تمديد احتلالها لقسم من الجنوب، اضطرت إلى الانسحاب منه في 25 مايو (أيار) عام 2000، وفرار ما يسمى حينها «جيش لبنان الجنوبي» بقيادة اللواء أنطوان لحد إلى إسرائيل.
وتؤكد المصادر أن الإشراف على تطبيق «تفاهم نيسان» أنيط في حينها بلجنة عسكرية تضم، إلى جانب قيادتي «يونيفيل» والجيش اللبناني، ممثلين لفرنسا وسوريا وإسرائيل، تجتمع دورياً في مقر القوات الدولية في الناقورة. وتقول إن تطبيق القرار 1701 لا يعني في المطلق أن هناك حاجة لدخول لبنان في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق على غرار «تفاهم نيسان» الذي يفترض أن يوقع عليه رئيس الجمهورية.
فالإطار العام لتطبيق القرار 1701 لا يحتاج إلى تعديل يفتح الباب أمام التوصل إلى اتفاق جديد، بمقدار ما أن وضع تنفيذه على نار حامية يشترط على «حزب الله» وإسرائيل الالتزام بحرفية القرار وامتناعهما عن التمادي في خرقه، فيما الدولة اللبنانية تلتزم بمضامينه، لكن لا قدرة لها للسيطرة على جنوب الليطاني بمؤازرة «يونيفيل»، بسبب استمرار إسرائيل في خرق القرار وإبقاء الحزب على سلاحه للتصدي للخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة منذ صدوره عن مجلس الأمن.
لذلك، ترى المصادر أن تطبيق القرار 1701 يُملي على الأمم المتحدة أن ترعى المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل عبر «يونيفيل»، وأنه لا مانع من دخول واشنطن، ممثلة بهوكستين على خط الوساطة للإسراع في السيطرة على كل ما يحول دون تطبيقه.

وتكشف المصادر أن الموفدين الأوروبيين إلى لبنان أجمعوا على ضرورة تعزيز دور الجيش اللبناني وتحصين مواقعه بمؤازرة «يونيفيل»، لتمكين الدولة اللبنانية من استعادة سيطرتها على كامل أراضيها، وصولاً إلى الحدود المعترف بها دولياً، وتدعو للكف عن التحريض على القوات الدولية، التي هي الشاهد الدولي الوحيد للإشراف على سير تنفيذه.
وتؤكد المصادر نفسها لـ«الشرق الأوسط» أن معظم الدول الأوروبية، ومعها الولايات المتحدة، كانت أعلمت قيادة الجيش اللبناني بأنها على استعداد لتوفير الدعم المالي واللوجيستي للمؤسسة العسكرية، ليكون في مقدورها فتح الباب أمام تطويع دفعات من العسكريين لصالح الجيش، لأن هناك ضرورة لتكثيف حضوره في منطقة جنوب الليطاني، وتنفي في الوقت نفسه أن يكون وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، قد أبدى، لدى زيارته لبيروت، استعداد بلاده لتمويل كلفة استحداث أبراج مراقبة في الجنوب، شبيهة بتلك التي أُنشئت على طول الحدود اللبنانية - السورية لمكافحة التهريب ولمنع تنظيم «داعش» من التسلل إلى داخل الأراضي اللبنانية للإخلال بالأمن وتهديد الاستقرار من خلال نشر خلاياه النائمة في عدد من المناطق، وبالأخص تلك التي يسيطر عليها «حزب الله».

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجیش اللبنانی المصادر أن القرار 1701 حزب الله

إقرأ أيضاً:

7 جرحى في غارة إسرائيلية على منطقة النبطية في لبنان

سرايا - شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على مدينة النبطية- الفوقا، مساء اليوم الثلاثاء، ما أدى الى 7 إصابات كحصيلة أولية، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني، في بيان، أن العدو الإسرائيلي أطلق النار باتجاه عناصر الجيش والمواطنين على طريق يارون مارون الراس، ما أسفر عن إصابة عسكري و3مواطنين، أثناء مواكبة الجيش للأهالي العائدين إلى البلدات الحدودية الجنوبية.





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 2198  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 28-01-2025 09:51 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
قطعة من القمر تنفصل وتدور حول الأرض .. حقيقة مذهلة يكتشفها علماء الفلك ظاهرة كونية .. كواكب خارج المجموعة الشمسية "تتفكك" 10 حقائق صادمة عن الأثرياء في العالم بالفيديو .. امرأة تدهس حشدا بسيارتها في مدينة أميركية اشخاص يعتدون على ستيني في الأغوار الشمالية أثناء... ستيني ينهي حياته برصاصة في رأسه بالزرقاء بالفيديو .. الممثلة الامريكية سيلينا غوميز تنهار... حادث سير مروع على طريق المفرق الخالدية يودي بحياة... ترامب: تحدثت مع السيسي بشأن نقل سكان غزة ترامب يوقف جميع المنح والقروض الاتحاديةهل قرّر الشرع تقديم زوجته كـ"سيدة أولى"...ما هو الفيروس الرئوي HMPV المنتشر في الصين ومدى...سوريا تستقبل أول مسؤول روسي منذ سقوط الأسدوزير الحرب الإسرائيلي: سنبقى على جبل الشيخ لأجل غير...تأكيد قطري أميركي على استمرار جهود الوساطة في غزة حماس تنشر تفاصيل حول لقاء وفدها مع رئيس المخابرات...الإجابة قد تكون خلال 100 يوم .. ماذا ستفعل مصر...ترامب: تطبيق "ديب سيك" الصينى بمثابة جرس... بعد قبلة عبدالمجيد عبدالله .. أنغام تعود للغناء في... أزمة قانونية تهدد عرض فيلم السيرة الذاتية لمايكل... تامر حسني يطلب من جمهوره الدعاء سميرة أحمد تكشف كواليس إجازة "البريء" ..... صدمة وفاة فنان مصري شاب بعد معاناة مع "مرض... تراجع الإسترليني مقابل الدولار وارتفاعه أمام اليورو سيتي وباريس أبرز المهددين .. كل ما يهم عن الجولة الأخيرة لأبطال أوروبا بعد 10 سنوات على رحيله .. الأهلي المصري يتعاقد مع تريزيغيه خلال ساعة واحدة .. نفاد تذاكر مباراة ألمانيا وإيطاليا في دوري الأمم المنتخب الوطني يتعادل وديا مع نظيره الأوزبكي قطعة من القمر تنفصل وتدور حول الأرض .. حقيقة مذهلة يكتشفها علماء الفلك ظاهرة كونية .. كواكب خارج المجموعة الشمسية "تتفكك" 10 حقائق صادمة عن الأثرياء في العالم بالفيديو .. امرأة تدهس حشدا بسيارتها في مدينة أميركية بالفيديو .. ميت يفتح عينيه للتصوير في جنازة على غرار كورونا .. تحذير من تسرب سلالات فيروسية قاتلة من مختبر دولة إفريقية تتويج اليابان بكأس العالم للحلويات التحقيق مع "كوكا كولا" بعد سحب مشروباتها من بريطانيا بسبب منشورات زوجته خلال إجازة عائلية .. القبض على زعيم عصابة مخدرات خطير صور عبر غوغل إيرث تكشف لافتات غامضة في لوس أنجلوس

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • النائب رعد يعلق على العدوان الصهيوني في النبطية
  • النائب محمد رعد يعلق على الاعتداء الصهيوني على النبطية
  • بعد الخرق في النبطية أمس.. الجيش الاسرائيلي يخطط لمواصلة استهداف مخازن حزب الله وتقرير يكشف الكواليس
  • الغارات الاسرائيلية على النبطية: جس نبض ام رسالة الى المستوطنين؟
  • غارتان اسرائيليتان على النبطية توقعان 24 جريحا.. ميقاتي:انتهاك للاتفاق وللقرار 1701
  • سقوط 24 جريحًا جراء غارة إسرائيلية في بلدة النبطية
  • 14 جريحاً بعد غارة إسرائيلة على النبطية في جنوب لبنان
  • إصابة 14 شخصا في غارة إسرائيلية على النبطية جنوب لبنان
  • 7 جرحى في غارة إسرائيلية على منطقة النبطية في لبنان
  • غارة إسرائيلية على بلدة النبطية الفوقا جنوبي لبنان