“كهرباء ومياه دبي” تدشن مختبراً جديداً للتقنيات الإحلالية
تاريخ النشر: 20th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الإمارات عن “كهرباء ومياه دبي” تدشن مختبراً جديداً للتقنيات الإحلالية، دشنت هيئة كهرباء ومياه دبي مختبراً جديداً للتقنيات الإحلالية في مجمّع قطاع توزيع الطاقة في منطقة الرويّة في دبي. افتتح المختبر المهندس راشد بن .،بحسب ما نشر جريدة الوطن، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات “كهرباء ومياه دبي” تدشن مختبراً جديداً للتقنيات الإحلالية، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
دشنت هيئة كهرباء ومياه دبي مختبراً جديداً للتقنيات الإحلالية في مجمّع قطاع توزيع الطاقة في منطقة الرويّة في دبي. افتتح المختبر المهندس راشد بن حميدان، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع توزيع الطاقة وعدد من مسؤولي الهيئة. ويعد المختبر منصة جديدة لتطبيق إطار “الابتكار وصناعة المستقبل” في الهيئة، حيث يوفر بيئة علمية محفزة للمهندسين والمبتكرين في الهيئة لتطوير واختبار التقنيات الإحلالية للثورة الصناعية الرابعة، إضافة إلى دور المختبر في تعزيز الشراكات وتبادل الخبرات مع المؤسسات العالمية الرائدة في مجالات عمل الهيئة.
و قال معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: نعمل في إطار توجيهات القيادة الرشيدة لاستشراف مستقبل القطاعات الاستراتيجية وفق أسس علمية سليمة ورؤية واضحة لاستباق تحديات المستقبل وتحويلها إلى فرص واعدة. وتدعم مختبرات التقنيات الإحلالية التي تنفذها الهيئة (إطار الابتكار وصناعة المستقبل) الذي استوحيناه من الكلمات الملهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، “المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه”، حيث أصبحت المراحل الثلاث لإطار الابتكار وصناعة المستقبل الخاص بالهيئة: (تخيل المستقبل؛ وتصميمه؛ وتنفيذه)، ونعمل على ترجمة كلمات سموه لتعزيز مكانة دبي كحاضنة للإبداع ومنارة للابتكار عبر إعادة صياغة المفاهيم التقليدية لآليات العمل لتتناسب مع التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم. ونحرص على تسخير جميع الموارد والإمكانات وتوفير البيئة المحفزة للابتكار والإبداع ومساعدة الكفاءات المواطنة على استشراف وصناعة المستقبل للمساهمة في تحقيق رؤية هيئة كهرباء ومياه دبي كمؤسسة رائدة عالمياً مستدامة ومبتكرة ملتزمة بتحقيق الحیاد الكربوني بحلول عام 2050.
من جهته، أشار المهندس مروان بن حيدر، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع الابتكار والمستقبل في الهيئة، إلى أن “إطار الابتكار وصناعة المستقبل” يتضمن ثلاث مراحل رئيسية يتم استخدام أدوات مختلفة في كل مرحلة تتضمن استراتيجيات وخطط عمل ومبادرات رائدة، إضافة إلى تسع ممكنات تشمل: أدوات استشراف المستقبل، وإدارة المعرفة، سياسات الابتكار والمستقبل، والشراكات، والبحث والتطوير، والموارد البشرية، وإدارة الأداء، ومنصات المستقبل، ومنصات الابتكار.
وأوضح المهندس راشد بن حميدان، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع توزيع الطاقة في الهيئة، أن النماذج الأولية التي طورها مختبر التقنيات الإحلالية في مجمّع قطاع توزيع الطاقة التابع للهيئة تشمل تطبيق ذكي لتحويل الكلام الشفهي إلى نصوص مكتوبة بما يسهل عمل المهندسين والفنيين الميدانيين عند كتابة الملاحظات والتقارير والتي يمكن رفعها لاحقاً على نظام الهيئة أو مشاركتها مع زملاء آخرين. كما يعمل المختبر حالياً على تطوير مشروع لتصنيع شاحن للسيارات الكهربائية قادر على شحن أنواع مختلفة من السيارات الكهربائية بما يعزز الكفاءة ويقلل التكاليف.وام
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس کهرباء ومیاه دبی توزیع الطاقة فی الهیئة
إقرأ أيضاً:
«لحظات كوداك» والاستباقية في الابتكار
في عام (2012م)، تقدمت شركة (كوداك) رسميا بطلب الحماية من الإفلاس، وتُعدُّ هذه الخطوة بمثابة الفصل الأخير من سلسلة تراجع هيمنة هذه الشركة على صناعة التصوير الفوتوغرافي لأكثر من قرن من الزمن، وهذا ما جعل من قصتها مادة ثرية للبحث والقراءة الاستراتيجية العميقة، وكأنها قصة تحذيرية لشركات التكنولوجيا، والسؤال: ما الدروس المستفادة من الأخطاء المصيرية التي أزاحت ابتكارات كوداك عن المشهد التنافسي في صناعة التصوير الفوتوغرافي؟
في البدء لا بد من الإشارة إلى أنه ومع توالي الثورات العلمية والتكنولوجية، لم يعد الابتكار خيارًا، بل ضرورة حتمية للبقاء في محيط الأعمال، والابتكارات التي تفشل في تبني التقنيات الجديدة، ومواكبة متطلبات التغيير، وإعادة ابتكار نفسها باستمرار تكون الأكثر عرضةً للزوال، حيث أن الوتيرة المتسارعة للتطورات التقنية تفرض على المبتكرين وشركات الابتكار ضرورة مراقبة المشهد التنافسي، والوقوف على التقنيات والاتجاهات الناشئة التي قد تُحدث تغييرًا جذريًا في الصناعة، ثم تحليل أدوات ومسارات التكييف معها بشكل مستدام، وذلك مع الانفتاح على التغيير، وهي جميعها مهارات حاسمة تتطلب الحس الاستراتيجي والتكتيكي معا.
فإذا قرأنا تاريخ شركة (كوداك)، سنجد بأن فكرة الابتكار قد ظهرت في عام (1888م) عندما أحدث رائد الأعمال (جورج إيستمان) ثورة في صناعة التصوير الفوتوغرافي، وكان ذلك مع طرح أول كاميرا فيلمية ناجحة تجاريًا، والذي أسماه (كوداك براوني). كان الدافع الحقيقي وراء هذا الابتكار التحويلي آنذاك هو شغف المؤسسين بوجوب تعميم التصوير الفوتوغرافي، وإتاحته لأكبر شريحة ممكنة من المستهلكين، وكان الداعم الأساسي الذي دفع هذا الابتكار الرائد إلى الصعود؛ هو تفوق (إيستمان) في وضع استراتيجيات تسويقية ثاقبة، ومن بينها حملة «لحظات كوداك» الشهيرة، التي استثمرت في الرابط العاطفي الذي يجمع الناس بذكرياتهم عبر التصوير الفوتوغرافي، ولاقت صدىً عميقًا لدى المستهلكين، ما ساهم في تعزيز انتشار الابتكار، وصعود الشركة إلى الصدارة في صناعة التصوير الفوتوغرافي.
واصلت الشركة نجاحاتها في منتصف سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ولكن أدت ابتكارات التصوير الرقمي في أواخر التسعينيات إلى نشوء حقبة تحولية في هذه الصناعة، حيث بدأت وحدات البحث والتطوير في الاستثمار في مختلف الأفكار الابتكارية ذات الصلة بالتصوير الرقمي، وظهرت الكثير من المقالات العلمية التي تستشرف مستقبل التصوير، ما شكّل فرصةً سانحة لدخول العديد من المنافسين إلى عالم الصناعة التي كانت لعقود طويلة تحت هيمنة (كوداك). ومع كل هذا الحراك، تباطأت شركة (كوداك) في إدراك إمكانات التقنية الناشئة، بل تمسكت بمنتجاتها التقليدية القائمة على التصوير بالأفلام، وأحجمت عن الاستثمار في الابتكار الرقمي، وعوَّلت على إسهامها التاريخي في ابتكار التصوير الفوتوغرافي الحديث، وتوثيق الأحداث والمناسبات والذكريات، وكان ذلك هو الخطأ الاستراتيجي الأول الذي كلفها موقعها في صدارة الصناعة.
أما الخطأ الثاني - الذي قد يقع فيه أي مبتكر أو شركة ابتكارية - فهو البحث عن مسارات بديلة وسريعة، حيث قررت شركة (كوداك) بأن الحل الأسرع لتآكل حصتها السوقية سيكون عن طريق تنويع أعمالها لتشمل قطاعات إنتاجية أخرى، مثل صناعة الكيماويات، وتقديم خدمات الرعاية الصحية، ولكن في الواقع، لم يكن هذا القرار صائبا استراتيجيا، بل كان تشتيتا مكلفا من الناحية التمويلية، وكذلك على مستوى السمعة الخارجية للشركة، إذ حوّل هذا القرار الموارد الأساسية من التركيز على خط الإنتاج، وعملياته الأساسية إلى خطوط أخرى جديدة، ومزدحمة بالمنافسين الذي لا يحتاجون في الأصل للميزة التنافسية، كما هو الحال في صناعة التصوير الفوتوغرافي.
ويأتي ملف إدارة الملكية الفكرية الذي فشلت فيه إدارة شركة (كوداك)، حيث لم تتمكن الشركة من إدارة محفظة ملكيتها الفكرية بفعالية، ففي الوقت الذي كانت فيه بحاجة إلى اتخاذ قرارات حاسمة بشأن ترخيص تقنياتها الحاصلة على براءات اختراع؛ لم تتخذ الشركة قرارات واضحة، وكانت هذه الجزئية مهمة ومصيرية، ولو أنها قد وفقت في هذا الشأن لكان بالإمكان تدارك قيمتها السوقية ولو بشكل جزئي، ولكن التردد الطويل في حسم ترخيص براءات الاختراع أعاق قدرتها على التكيف مع مشهد السوق المتغير، وأدى في نهاية المطاف إلى اكتساب المنافسين ميزة تنافسية مكنتهم من الاستحواذ على نصيبها الصناعي، وكان ذلك هو الخطأ الاستراتيجي الثالث والحاسم.
وعلى الرغم من تراجعها، إلا أن إرث شركة (كوداك) لا يخلو من الدروس والمزايا. فإذا نظرنا إلى ابتكارها الأول، سنجد بأن الشركة التي كانت رائدة في مجال التصوير الفوتوغرافي لم يقتصر أثرها على تخليد الذكريات أو اللحظات، ولكنها شكلت بطريقة ابتكارية تجارب المستهلكين في التقاط اللحظات التي تخلد ذكرياتها، ومع غياب شركة (كوداك) عن المشهد التنافسي الراهن؛ إلا أن مساهماتها في مجال التصوير الفوتوغرافي لا تزال بالغة الأهمية، وهي محل دراسة الباحثين والمهتمين. والدرس الأكبر من صعود وانهيار ابتكارات (كوداك) هو أن البقاء داخل النجاح الأول هو أكثر خطرا على الابتكار من المنافسين الخارجيين، وأن الوصول إلى مرحلة الرضا بالذات هو أولى خطوات التراجع، ويستوجب على المبتكرين وشركات الابتكار الناشئة الإدراك الواعي بهذه المخاطر الساكنة، فتراجع شركة (كوداك) لم يكن بسبب فشلها في مواكبة الثورة الرقمية وحسب، ولكن في سلسلة الأخطاء الاستراتيجية التي رافقت عملية اتخاذ القرارات في المرحلة التي بدأت فيها الشركة باستشعار صعود المنافسين.
وبذلك فإن متطلبات البقاء في عالم الأعمال تتجاوز مسألة النجاح الأول في الابتكار والوصول للقيمة السوقية، ما يستوجب على المبتكرين وشركات الابتكار الناشئة تطوير مهارات عديدة أخرى، وفي مقدمتها مهارات صناعة واتخاذ القرار، وكذلك مهارات الاستجابة الذكية للمتغيرات، فالطبيعة الديناميكية للابتكارات العلمية لا تدع مجالا للتردد والتريث أو انتظار الأحداث، بل يجب الوصول إلى درجة عالية من الاستعداد لتكييف الاستراتيجيات، والعمليات للاستجابة للعوامل الخارجية المتغيرة، وهذا بدوره يتطلب ثقافة الاستعداد لتجربة أفكار جديدة، والتعامل مع التغيير بمنظور إيجابي وتطويري، وتعزيز ثقافة الاقتناع بأهمية الحفاظ على الاستباقية في السعي نحو الابتكار.
د. جميلة الهنائية باحثة فـي سياسات العلوم والتكنولوجيا والابتكار