اسطنبول - صفا

** وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بكلمة في منتدى شباب منظمة التعاون الإسلامي:
ـ الرأي العام العالمي، وخصوصا الدول الغربية، ملتزم الصمت أو داعم للإبادة الجماعية في غزة
ـ الصمت تطور يفضي إلى انعدام المرجعية الأخلاقية أو القانونية للصراعات المستقبلية
ـ التصدعات والتبعات الجيوستراتيجية قد تأتي بأعباء وصعوبات لا يستطيع العالم تحملها

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن الرأي العام العالمي وخصوصا الدول الغربية، ملتزم الصمت أو داعم للإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في غزة، محذرا من أن "هذا الصمت يزعزع أسس النظام العالمي".

وأضاف فيدان خلال كلمة ألقاها الجمعة، في منتدى شباب منظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول: "هذا الصمت تطور يفضي إلى أنه لم يبق في العالم أي قيم أخلاقية أو أسس للقانون الدولي يمكن استخدامها مرجعية للصراعات المستقبلية".

وأشار إلى أن "إسرائيل" تواصل احتلال أراض منذ عقود، وأن "نحو 30 ألف شخص بريء قتلوا عمداً دون تمييز في المذبحة التي بدأت (بقطاع غزة) في 7 أكتوبر (تشرين الأول) وتستمر منذ أكثر من 100 يوم".

وحذر الوزير من امتداد تداعيات الحرب على غزة إلى العالم قائلا: "قد تتحول إلى حرب تؤثر على العالم بأسره، هذه التصدعات والتبعات الجيوستراتيجية قد تأتي بأعباء وصعوبات لا يستطيع العالم تحملها، لذا على الجميع بذل ما في وسعه لوقف الإبادة بأقرب وقت، وتنفيذ حل الدولتين".

وأساس المشكلة في فلسطين، بحسب الوزير التركي، هو استخدام "إسرائيل" للقوة، مبينا أنها "مأساة يقوم بها طرف قوي ومحتل ومعتدٍ، إسرائيل تقتل الناس عشوائيا".

ولفت فيدان إلى أنّ الطريق المختصر لوقف هذه المأساة هو ظهور قوة تتصدى للقوة "الإسرائيلية" مستدركا: "الإمكانات المحدودة المتاحة لإخوتنا الفلسطينيين لا تجعل ذلك ممكنا".

وتابع: "لهذا السبب نعتقد أن استخدام كافة السبل الدبلوماسية والضغط على إسرائيل لوقف الإبادة الجماعية في أقرب وقت، وضمان وقف إطلاق النار وتنفيذ حل الدولتين، سيكون في مصلحة الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني وشعوب المنطقة".

ـ مأسسة التعاون ضرورة لحل مشكلات العالم الإسلامي

كما أشار وزير الخارجية إلى وجود قصور لدى العالم الإسلامي في حل المشكلات العالقة متمثلة بالتعاون المؤسساتي.

وبين أن السياسة الخارجية لتركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، عملت جاهدة في الفترة الماضية من أجل مأسسة التعاون في العالم الإسلامي وجعل منظمات التعاون الإسلامي أكثر نشاطا في السياسة الخارجية.

وتقدم تركيا بحسب فيدان، كافة أنواع الدعم للمؤسسات والمنظمات داخل منظمة التعاون الإسلامي لإبراز جهودها في حل مشكلات العالم الإسلامي، وتمثيل العالم الإسلامي أمام بقية العالم، معربا عن سعادته بالمشاركة في المنتدى.

وتعمل منظمة التعاون الإسلامي بحسب فيدان، على عدة أصعدة من الاقتصاد إلى التعليم المالي والثقافة، قائلاً: "الحاجة إلى منصة تمكن المجتمعات الإسلامية من التفاعل في مجال الشباب كانت حاجة شعر بها الجميع منذ مدة".

وهنأ فيدان، طه أيهان لانتخابه مجددا رئيسا لمنتدى شباب التعاون الإسلامي، كما هنأ الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، بفوزه في انتخابات الرئاسة ببلاده.

ـ معاداة المسلمين وتشويه الإسلام في تصاعد

وقال فيدان: "معاداة المسلمين وتشويه سمعتهم وسمعة الإسلام في البلدان الأخرى، والإهانة والتمييز على الهوية وممارسة السياسة القائمة على معاداة المسلمين في تصاعد".

وزاد: "نحن المسلمين، يجب علينا الوصول إلى مصدر هذه المشكلة ومحاربتها، نحن بحاجة إلى بذل قصارى جهدنا لتمثيل الإسلام بأفضل طريقة".

وأردف: "وخاصة العداء المتمركز في الغرب للإسلام والقرآن تحول من تحدٍ فكري إلى اعتداء جسدي وإهانة، وهذا لا علاقة له بالحضارة أو النضج أو الانفتاح".

ولفت فيدان إلى تزايد حالات حرق القرآن والإساءة إليه، واستفزاز المسلمين باستمرار ومحاولات الوصول إلى السلطة من خلال معاداة المسلمين.

وبين أنّ هذا الأسلوب السياسي ولى زمنه منذ أمد بعيد، قائلاً: "لسوء الحظ، هذا الأمر أصبح شائعا بشكل متزايد في الغرب، إن معاداة الإسلام ومعاداة الآخر تجبرنا على أن نكون أكثر يقظة بشأن هذه المسألة".

وأشار إلى أنّ معظم الحروب الداخلية والاحتلالات الأجنبية موجودة في العالم الإسلامي، داعيا للوقوف عليها ودراستها وتحليلها.

واعتبر وزير الخارجية التركي أن امتلاك العالم الإسلامي آلية لتقييم مشاكله والمبادرة لحلها دون انتظار المنقذ الخارجي كفيل لاختفاء الكثير من مشاكله.

وفي الوقت نفسه، حذر فيدان من عبثية انتظار الحل من أطراف كانت سببا في اندلاع المشاكل في العالم الإسلامي.

- على العالم الإسلامي الاستفادة من التطورات التكنولوجية

وأشار فيدان إلى أن العالم يشهد تطورات تكنولوجية كبرى لن تترك أثرها على العالم الإسلامي فحسب، بل أيضا على كافة الثقافات والأديان وأنماط الحياة في العالم.

وقال: "مع زيادة الاتصال المرتكز على التكنولوجيا، تم تشكيل الأرضية التي تمهد لانتشار الموجة الثقافية أحادية الجانب وأحادية البعد بسرعة أكبر في كافة أنحاء العالم"

وختم فيدان: "نحن بحاجة للاستفادة بشكل كبير من التكنولوجيا والرقمنة والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، ولكن يجب علينا أيضًا دراسة التأثيرات الاجتماعية والفكرية والأفكار الفلسفية وتحديد العوامل التي تهدد ثقافتنا، بطريقة تحليلية قائمة على الفكر. وعلى المفكرين وعلماء الاجتماع والسياسيين لدينا تقديم مقترحات وانتقادات بهذا الصدد".

المصدر: الأناضول 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: طوفان الاقصى منظمة التعاون الإسلامی العالم الإسلامی معاداة المسلمین وزیر الخارجیة فی العالم إلى أن

إقرأ أيضاً:

فيدان يدعو نظام الأسد لاستغلال حالة الهدوء لتحقيق السلام وإعادة اللاجئين

شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، على أن "استقرار سوريا ووحدتها سيعززان مكافحة الإرهاب ويمكن أن يساعدا في عودة ملايين اللاجئين الذين فروا من البلاد"، مشيرا إلى أن أنقرة تريد من النظام السوري استغلال حالة الهدوء في البلاد من أجل حل المشاكل الدستورية وتحقيق السلام مع معارضيه.

جاء ذلك خلال لقاء أجرته قناة "خبر تورك" التركية مساء الاثنين مع وزير الخارجية التركي، بالتزامن مع تقارير عن استئناف مسار التطبيع بين الجانبين بوساطة من العراق.

وقال فيدان، إن "أهم شيء حققته تركيا وروسيا في الشأن السوري هو وقف القتال بين النظام والمعارضة"، مشيرا إلى أن استقرار سوريا ووحدتها سيعززان "مكافحة الإرهـاب" ويمكن أن يساعدا في عودة ملايين اللاجئين الذين فروا من البلاد.

وأضاف أن ما تريده أنقرة "هو أن يقيّم النظام السوري هذه الفترة من حالة عدم الصراع، هذه الفترة من الهدوء بعقلانية، وأن يستغل كل هذه السنوات كفرصة لحل مشاكله الدستورية، وتحقيق السلام مع معارضيه".


ولفت إلى ضرورة أن يستغل النظام السوري فترة الهدوء هذه أيضا من أجل "إعادة الملايين من السوريين الذين فروا إلى الخارج أو غادروا أو هاجروا من جديد إلى بلدهم، ليعيدوا بناء بلادهم وينعشوا اقتصادها".

واستدرك وزير الخارجية التركي بالقول: "إلا أننا من هنا لا نرى أنه (النظام) يستفيد من ذلك بما فيه الكفاية"، وفقا لوكالة الأناضول.

وقبل أيام، نقلت صحيفة "آيدن ليك" (Aydınlık) التركية، عن مصادر لم تسمها، أن مسؤولين عسكريين من تركيا اجتمعوا مع النظام السوري على الأراضي السورية لأول مرة منذ انقطاع العلاقات بين الجانبين في أعقاب انطلاق الثورة عام 2011،  مشيرة إلى وجود مساع لعقد لقاء ثان بين الطرفين في العاصمة العراقية بغداد.

في المقابل، نفت مصادر مقربة من النظام السوري، صحة لقاء وفد من النظام مع مسؤولين من تركيا في قاعدة حميميم التي تتخذها روسيا مقرا لها في محافظة اللاذقية المطلة على البحر الأبيض المتوسط،  مشددة على شروط دمشق المسبوقة لإعادة استئناف العلاقات الدبلوماسية مع أنقرة.

ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصادر مقربة من نظام بشار الأسد، قولها إنه "لم يطرأ أي تغيير في الموقف السوري تجاه شروط التقارب مع أنقرة، لا سيما ما يخص إبداء الاستعداد للانسحاب من الأراضي السوري، وما يخص توصيف الجماعات المسلحة المنتشرة في مناطق شمال شرق البلاد من جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) وغيرها بوضوح على أنها إرهابية".

وأضافت المصادر أن "عدم صدور أي رد سوري رسمي حول ما أثير مؤخرا في وسائل الإعلام التركية (حول اللقاء مع وفد أنقرة على الأراضي السورية)، يأتي في سياق سياسة دمشق المعروفة بعدم الرد على تقارير صحفية".

مسار التطبيع
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن العام الماضي عن استعداده للقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد، وذلك ضمن مسار بدأته أنقرة قبيل الانتخابات العامة منتصف العام الماضي من أجل إعادة تطبيع العلاقات مع دمشق عقب انقطاعها إثر اندلاع الثورة السورية عام 2011.


وفي أيار/ مايو 2023، عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري، في العاصمة الروسية موسكو، وذلك ضمن ما عرف بـ"الصيغة الرباعية". 

وجاء هذا الاجتماع تتويجا للعديد من اللقاءات التي جمعت رؤساء استخبارات تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري، فضلا عن لقاء وزير الدفاع التركي بنظيره في حكومة الأسد بموسكو في كانون الثاني/ ديسمبر عام 2022، حيث اتفقا على تشكيل لجان مشتركة من مسؤولي الدفاع والمخابرات.

لكن المساعي التركية لإعادة تطبيع العلاقات، تعثرت بعدما اعتبر الأسد أن "هدف أردوغان من الجلوس معه هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا"، زاعما أن الإرهاب في سوريا "صناعة تركية"، ومطالبا بسحب القوات التركية بشكل كامل من شمال غرب البلاد.

مقالات مشابهة

  • فيدان: على الدول التي تقدم الدعم لـ"إسرائيل" مراجعة موقفها
  • أردوغان: "إسرائيل" دمرت غزة والآن عينها على لبنان
  • المشروع الصهيوني ومشاريع تفكيك العالم الإسلامي
  • الدورة العاشرة من منتدى قراءات بريماكوف في موسكو تناقش النظام العالمي البديل
  • رابطة العالم الإسلامي تدين الهجوم الإرهابي في داغستان بروسيا
  • ارتفاع حوادث معاداة الإسلام في ألمانيا تزامنا مع الحرب على غزة
  • فيدان: على النظام السوري استغلال الهدوء وتحقيق سلام مع معارضيه
  • فيدان يدعو نظام الأسد لاستغلال حالة الهدوء لتحقيق السلام وإعادة اللاجئين
  • فيدان: توقف الصراع في سوريا هو الإنجاز الرئيسي لتركيا وروسيا
  • لم تعد الشوارع والمساجد آمنة.. زيادة كبرى بحوادث معاداة المسلمين ببلد أوروبي