الخليج الجديد:
2025-01-31@01:18:48 GMT

المقاومة لا تفنى ولا تُستحدَث من عدم

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT

المقاومة لا تفنى ولا تُستحدَث من عدم

المقاومة لا تفنى ولا تُستحدَث من عدم

ينبئنا التاريخ بيقين أنّه حيثما وُجِد الاحتلال وجدت المقاومة، إذ هي مثل الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم.

طرح أميركي إسرائيلي عربي ينزع سلاح المقاومة، وينهي وجودها في غزّة مقابل دولة فلسطينية منزوعة السلاح والسيادة: صيغة أقرب لنسخة من الضفة الغربية.

لا يمكن تصوّر بعد حرب تدخل الشهر الخامس، هي الأشرس في تاريخ الحروب العربية ضد الاحتلال، أن يهبط السقف لما دون المحدّدات الفلسطينية في حرب 2014.

عارٌ تاريخيٌّ أن يذهب السلاح العربي إلى فلسطين لضمان عدم المقاومة، بعد أن تخاذل عن الذهاب، أو حتى التلويح في الهواء وقتما كانت غزّة تذبح، والشعب الشقيق يُباد.

* * *

الثقة بالمقاومة الفلسطينية وهي تفاوض، عبر الوسطاء، لا تقلّ عن الثقة بها وهي تحارب عدوًا يعيش في وهمِ القضاء عليها منذ عقود، غير أنّها، في هذه المرّة، تبدو تحت الحصارين، العسكري الإسرائيلي والدبلوماسي من أطرافٍ تنشط في صفقة التهدئة أو الهدن الطويلة والممتدة، وتتعاطى الوهم ذاته بأنّ بالإمكان التوّصل إلى معادلاتٍ جديدةٍ تتخلّى فيها غزّة عن سلاحها ومقاومتها.

الطرح الأميركي الإسرائيلي، المدعوم من أطرافٍ إقليمية، مبنيٌّ على فكرة نزع سلاح المقاومة، وبالتالي، إنهاء وجودها في غزّة، مقابل دولة فلسطينية منزوعة السلاح والسيادة، وهي صيغة أقرب إلى تحويل غزّة إلى نسخة أخرى من الضفة الغربية، لتمتد سلطة حاكم المقاطعة في رام الله، أيًّا كان اسمُه، إلى غزّة، حاملًا معه المعايير والأدوات ذاتها: لا للمقاومة المسلحة، نعم للتنسيق الأمني، وللمفاوضات التي تتحوّل مع الوقت من وسيلةٍ إلى غاية.

ليس ثمّة شك في أنّ المقاومة، بمختلف فصائلها، واعية تماماً لهذا الفخّ، لكن معطيات اللحظة الراهنة عربيًا، وعلى مستوى الداخل الفلسطيني، أسوأ بكثير مما كانت عليه في حرب 2014 وما بعدها من جولات مواجهة سريعة، إذ كان النظام الرسمي العربي لا يزال قادرًا على إنتاج خطابات لا تخجل من التذكير بحقّ الشعوب في مقاومة الاحتلال، وتسمية الاحتلال بالاحتلال، وعدم الدخول معه في شراكاتٍ اقتصادية وتحالفات استثمارية، بما تتضمنه من صفقات الغاز الطبيعي، وصولًا إلى الزمالة العسكرية تحت القيادة المركزية الأميركية.

والحال كذلك، فإنّ القبول بوضع قضايا مثل الخروج الآمن للقيادات ونزع سلاح المقاومة على موائد الوساطة التفاوضية سيكون بمثابة الانتحار للفلسطينيين، والوصول بالخذلان العربي لدماء نحو 28 ألف شهيد في العدوان الحالي على غزّة إلى مستوى التآمر والخيانة.

وإذا كان الطرف الصهيوني ممثلاً في مجرم الحرب بنيامين نتنياهو يرفع سقف مطالبه وشروطه للهدنة إلى الذروة، فإنّ على الطرف الفلسطيني المقاوم ألا ينزل عن السقف الأعلى للشروط والمطالب.

إذ لا يمكن تصوّر بعد حرب تتواصل للشهر الخامس تواليًا، هي الأقوى والأشرس في تاريخ الحروب العربية ضد الاحتلال، أن يهبط السقف إلى ما دون المحدّدات الفلسطينية في حرب العام 2014، والتي كانت المطالب في مباحثات القاهرة لوقف إطلاق النار وقتها تتضمن إنهاء الحصار المفروض على غزّة والحصول على ميناء بحري ومطار، بحيث لا تعيش غزّة معزولة عن العالم.

وأن يتمتّع نحو مليون و800 ألف إنسان بالحياة كما يعيش البشر، وينالوا حقوقهم الوطنية، وأن يسافروا برًا وبحرًا وجوًا، كما روى لي في ذلك الوقت رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إبان مفاوضات 2014.

على أنّ العنصر الأهم في أيّة تفاهمات أو مفاوضات يبقى عدم الرضوخ للمساومة بنسخة أخرى من الضفة الغربية وإعادة إعمار غزّة في مقابل نزع السلاح، كما يريد نتنياهو وبلينكن وتوابعهما، وهي المساومة الممتدّة طوال مراحل الصراع كما في حروب 2008، 2009 و2012، فهذا هو الخط الأحمر قبل أيّة خطوط أخرى، ذلك أنّ التنازل عن حق المقاومة لن يُجهز على القضية الفلسطينية فقط، بل سيجعل النظام العربي ذاته بلا قيمة.

والحال كذلك، فإنّ أي تفكير، أو اقتراح بذهاب قوات من أيّة دولة عربية إلى غزّة ضمن ترتيبات ما بعد توّقف القتال، هو مشاركة فعلية في تلبية مطالب الاحتلال وتحقيق أحلامه، ناهيك أن يضع شعبًا فقد عشرات الآلاف من الشهداء ويعيش في العراء بمواجهة السلاح العربي.

وهذا عارٌ تاريخيٌّ آخر أن يذهب السلاح العربي إلى فلسطين لضمان عدم قدرتها على المقاومة، بعد أن جبن وتخاذل عن الذهاب، أو حتى التلويح في الهواء وقتما كانت غزّة تذبح، والشعب الشقيق يُباد.

مرّة أخرى، ينبئنا التاريخ بيقين أنّه حيثما وُجِد الاحتلال وجدت المقاومة، إذ هي مثل الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم.

*وائل قنديل كاتب صحفي مصري

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين المقاومة الاحتلال غزة نتنياهو بلينكن التنسيق الأمني دولة فلسطينية

إقرأ أيضاً:

شهيدان و26 مُصاباً في اعتداءات إسرائيلية جديدة بلبنان

قالت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الثلاثاء، إن الاعتداءت التي يشنها جيش الاحتلال تسبب في ارتقاء شهيدين و26 مصاباً.

اقرأ أيضاً: صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى

أوكرانيا: مقتل وإصابة 4 أشخاص في هجمات روسية على خيرسون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني يحذر من نوايا الاحتلال بتصعيد عدوانه بالضفة

وجاء التطورات الأخيرة نتيجة لاعتداءات الاحتلال على المواطنين في بلدات العديسة وبني حيان وبرج الملوك وحولا وكفر كلا ومركبا ويارون.

وكان قيادة اليونيفيل قد أكدت قبل يومين على ضرورة إعادة انتشار القوات المسلحة اللبنانية في جميع أنحاء الجنوب وضمان العودة الآمنة للمدنيين النازحين على جانبي الخط الأزرق.

 وشددت قيادة اليونيفيل على ضرورة الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من لبنان وإزالة أي أسلحة أو أصول غير مصرح بها جنوب نهر الليطاني.

 وجاء ذلك بعد أن كان الجيش اللبناني أصدر، يوم الأحد الماضي، بيانًا أكد فيه استشهاد أحد العسكريين على طريق مروحين – الضهيرة جراء الاعتداء الإسرائيلي المُتواصل. 

 وتسبب العدوان الإسرائيلي في إصابة عسكري آخر في ميس الجبل- مرجعيون بعد ان تم استهدافه ببنيران إسرائيلية.

 وفي هذا السياق، شنّ نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، هجومًا لاذعًا على دولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك على خلفية العدوان الذي تقوم به على بلاده.

 ودعا بري المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها في الجنوب. 

 وقال بري: "إسرائيل تواصل انتهاك بنود اتفاق وقف إطلاق النار، وتُمعن في انتهاك السيادة اللبنانية".

أهالي جنوب لبنان لعبوا دورًا محوريًا في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، حيث شكّلوا العمود الفقري لصمود المقاومة الوطنية والإسلامية على مدار العقود الماضية. انطلاقًا من إيمانهم بحقهم في الدفاع عن أرضهم وعزتهم، وقفوا في وجه الاحتلال بصلابة وإرادة لا تلين، مقدمين تضحيات كبيرة في سبيل تحرير أرضهم وحماية سيادتهم.

برز هذا الدور في البداية من خلال التمسك بالأرض وعدم الرضوخ لمحاولات التهجير القسري أو التخويف، حيث اختار كثيرون البقاء في قراهم رغم المخاطر الجسيمة. كما لعب الأهالي دورًا مهمًا في دعم المقاومين، سواء عبر تقديم الدعم اللوجستي وتأمين المأوى والمعلومات، أو من خلال المشاركة المباشرة في العمليات العسكرية والمواجهات.

لم يقتصر الدور على الجانب العسكري، بل امتد إلى تعزيز الروح الوطنية وتربية أجيال جديدة على قيم المقاومة والكرامة. كذلك، كانت المرأة الجنوبية رمزًا للصمود، حيث وقفت بجانب الرجال وشاركت في المقاومة بشتى الطرق، من الدعم النفسي والمعنوي إلى المشاركة الميدانية.

التضحيات التي قدمها أهالي الجنوب تجسدت في آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين، لكنهم حققوا انتصارات كبرى، أبرزها تحرير معظم الجنوب اللبناني عام 2000، في سابقة تاريخية تمثلت في انسحاب إسرائيلي بدون شروط. هذه التجربة أثبتت أن الإرادة الشعبية والتلاحم الوطني قادران على هزيمة أي قوة احتلال مهما كانت تفوقها العسكري.

مقالات مشابهة

  • مصرع جندي “إسرائيلي” وإصابة آخرين باشتباك مع المقاومة في جنين
  • بعد الإعلان عن استشهاد الضيف... بيان من التوحيد العربي
  • جيش الاحتلال يعترف بخرق اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • الانتصار في تحرير الرهائن مقابل أسرى الحرب
  • نصر عبده: ما عشناه في غزة يتكرر في جنين
  • عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين يتدفقون إلى شمال غزة لليوم الثاني
  • هيونداي فيرنا للبيع بـ 350 ألف جنيه.. صور
  • المقاومة تفاجئ الاحتلال بمزيد من الانتصارات في غزة واستعدادات لفتح اهم معابر القطاع
  • خبير عسكري لـعربي21: أداء المقاومة أسطوري والاحتلال فشل بتحقيق أهدافه (شاهد)
  • شهيدان و26 مُصاباً في اعتداءات إسرائيلية جديدة بلبنان