الخليج الجديد:
2024-11-26@14:55:39 GMT

تزايد العوامل الضاغطة لوقف إطلاق النار

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT

تزايد العوامل الضاغطة لوقف إطلاق النار

تزايد العوامل الضاغطة لوقف النار

تأزّم موقف نتنياهو مع مصر وقطر. وهو الذي طالما تغنّى بعلاقاته بالدول العربية.

اللقاء التركي - الإيراني وتلويحه المشترك بتحرك إسلامي في موضوع العدوان على غزة.

أمام هذه العوامل، فإن هزيمة الكيان الصهيوني بقيادة نتنياهو، ومجلس حربه مؤكدة.

لا بد للكيان الصهيوني ونتنياهو من الرضوخ لموازين القوى، مهما طالت المعاندة، أو الاستعداد لتحمل الخسائر الفادحة.

التناقضات السياسية ما بين قادة الكيان الصهيوني، وضد نتنياهو، وبداية انقسام حاد في الرأي العام ولا سيما بسبب الفشل العسكري.

العامل الأهم فهو المتعلق بالنتائج العسكرية لحرب العدوان، وقد جاءت في مصلحة المقاومة، وفي غير مصلحة الجيش الصهيوني.

تدهور وضع زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، وصولاً إلى احتمال إقالته، ما راح يشكل أزمة أطلسية في حرب أوكرانيا.

الويل لمن يخسرون المستقبل. فكيف إذا كان قريباً بإذن الله، أو يقربونه هم، إذ يخربون بيوتهم بأيديهم، وبأيدي المقاومين، وبسفكهم لدماء الأطفال.

يعاني الكيان الصهيوني العزلة العالمية، وتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة، وخسارة معركة الرأي العام العالمي، والمعركة الأخلاقية، ما يعني خسارة المستقبل.

* * *

لعل واحدة من السمات التي حكمت الحرب الدائرة في قطاع غزة، هي التزايد اليومي لقوّة العوامل الضاغطة على نتنياهو والقيادة الصهيونية، لوقف إطلاق النار، فيما راح نتنياهو، ومعه قيادة الحرب، يزدادان عناداً وتصميماً على مواصلة حرب العدوان على المقاومة، وحرب الإبادة والتدمير على الشعب والعمران في قطاع غزة.وإن ما يجب أن يُلاحظ في هذه السمة، هو استمرار الرفض الأميركي لوقف الحرب، ولكن مع الضغط على نتنياهو ليقبل بهدنة، وتبادل جزئي للأسرى.

لقد شملت هذه السمة الرأي العام العالمي، والتظاهرات الشعبية، والموقف الأميركي الداخلي، والأوروبي الرسمي، كما مواقف دول العالم عموماً. وذلك إلى جانب نتائج الحرب في الميدان، كما جبهات المشاركة التي فُتحت في لبنان والعراق واليمن (محور المقاومة). هذا مع متابعة الوضع الداخلي للكيان الصهيوني وتناقضاته، وملاحظة مزدوجي الموقف من الدول التي تدعمه، مع المطالبة بهدنة، أو بوقف إطلاق النار.

ووصل فعل هذه المعادلة خلال الأسبوع الفائت إلى حدّ دخول مخابرات عدد من الدول في تفاوض حثيث لإيجاد اتفاق تهدئة، لعدة أسابيع، مع تبادل جزئي للأسرى، ودخول المعونات الطبية والغذائية، بما في ذلك النفط والماء.

فكان الانتقال إلى مفاوضات جادّة وحثيثة من جانب أميركا، خاصة، وبمشاركة الموساد والشاباك، يشير إلى تزايد قوّة العوامل الضاغطة لوقف إطلاق النار، كما يتضمّن تراجعاً في موقف نتنياهو ومجلس حربه، وزيادة للضغط الأميركي والبريطاني عليهما.

ثمة واحدٌ من الإشكالات في القوى التي تحضر لمثل هذه الاتفاقية، هو عدم وجود طرف منحاز إلى وجهة نظر قيادة المقاومة وفلسطين، كما هو حال الطرف الأميركي الذي لا يُعتبر منحازاً إلى الموقف الصهيوني فحسب، وإنما هو أيضاً شريك في الحرب واستمرارها، وعدم المطالبة بوقفها.

ولهذا ليس هنالك من يصرّ على وقف إطلاق النار، بداية وقبل كل شيء، يُسأَل المفاوضون الذين يرفضون طرح وقف إطلاق النار، ما السبب أنكم لا تناقشون مشروع اتفاق يبدأ بوقف إطلاق النار؟ أفلا يتضمّن أي اتفاق دون سقف وقف إطلاق النار، العودة إلى إطلاق النار؟ أي إلى الحرب، خصوصاً حرب إبادة البشر، وتدمير الحجر (البيوت والأبنية).

طبعاً ليس بجواب إن قيل إن نتنياهو وعضوَي مجلس الحرب لن يقبلوا باتفاق يشمل وقف إطلاق النار. ولكن، في المقابل، لا تقبل المقاومة باتفاق لا يتضمن وقف إطلاق النار، أو في الأقل يمهّد، حقيقة، لاتفاق لا يتضمن العودة إلى حرب العدوان، وحرب الإبادة.

علماً أن المقاومة وقيادتها يدهما هي العليا في ميدان الحرب البريّة. ولا شيء يضغط سوى حرب إبادة المدنيين، وتدمير الحجر. وهي حرب مدانة من القانون الإنساني الدولي، ولا يستطيع أحد غير الطرف الصهيوني أن يُسوّغها أو يُدافع عنها.

ولا يحق لأي مفاوض أن يدخل دماء المدنيين في المساومة، ويضغط بسببها، أو استغلالها لعقد اتفاق لا يقوم أولاً على أساس وقف إطلاق النار (وقف القتل الجماعي للمدنيين).

طبعاً قرار قيادة المقاومة، يرفض ما يُعرض عليها من اتفاق لا يتضمن أولاً وقف إطلاق النار، وسحب قوات العدوان، وفك الحصار، وعدم عودة حرب الإبادة، وهي شروط عادلة يجب أن تُؤيَّد بلا تحفظ.

أمّا إذا عادت قيادة المقاومة لقبول اتفاق بصيغ أخرى، ولاعتبارات تكتيكية تتعلق بوقف قتل المدنيين، ولو مؤقتاً، فلها ذلك، ولها التأييد الفلسطيني والعربي والإسلامي، وبلا تردّد. فالقيادة الموثوقة في الميدان والحرب، موثوقة في توقيع أي اتفاق هدنة مؤقت. وما تجربةُ المقاومة في اتفاق التهدئة الإنسانية السابق (سبعة أيام) إلا قدوة وتعزيزٌ للثقة بها.

لقد طرأت المتغيّرات التالية في الأسبوع الأخير، وصبّت في تزايد قوّة العوامل الضاغطة لوقف إطلاق النار، وهزّت موقف مجلس الحرب الصهيوني، ونتنياهو هزاً، ومجملها الآتي:

- تعزّزت قوّة الرأي العام العالمي، ولا سيما الأميركي والغربي الضاغط لوقف إطلاق النار مع قرار محكمة العدل الدولية التي وضعت الكيان الصهيوني، عملياً، في قفص الاتهام بتهمة ارتكاب جريمة إبادة بشرية. الأمر الذي وجّه صفعة إلى الكيان الصهيوني وقادته.

- ارتباك الرئيس الأميركي جو بايدن، في حملته الانتخابية الرئاسية حيث لم يعقد اجتماعاً انتخابياً واحداً لأعضاء حزبه، إلاّ وانتهى بالفشل، بسبب موقفه من حرب العدوان، وحرب الإبادة البشرية في غزة.

- زاد الموقف الغربي تصدّعاً بسبب الانقسام حول الموقف من وقف إطلاق النار. وقد أعلن بايدن، وديفيد كاميرون، وزير خارجية بريطانيا، مواقف خادعة تتعلق بالاعتراف بدولة فلسطينية، ولكنها تعكس في الآن نفسه تراجعاً سياسياً «تاريخياً» بالنسبة إلى دولتيهما. وذلك بسبب ما حدث من تغيير في موازين القوى فرضته المقاومة، وصمود الشعب في غزة، ورأي عام عالمي ندّد بالكيان الصهيوني، وأعلى صوته بدعم فلسطين.

- تدهور وضع زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، وصولاً إلى احتمال إقالته، ما راح يشكل أزمة أطلسية في حرب أوكرانيا.

- تأزّم موقف نتنياهو مع كل من مصر وقطر. وهو الذي طالما تغنّى بعلاقاته بالدول العربية.

- اللقاء التركي - الإيراني وتلويحه المشترك بتحرك إسلامي في موضوع العدوان على غزة.

- أخذت تبرز إلى العلن التناقضات السياسية ما بين قادة الكيان الصهيوني، وضد نتنياهو، وبداية انقسام حاد في الرأي العام ولا سيما بسبب الفشل العسكري.

- أما العامل الأهم فهو المتعلق بالنتائج العسكرية لحرب العدوان، وقد جاءت في مصلحة المقاومة، وفي غير مصلحة الجيش الصهيوني.

هذا وتفاقمت مشاهد جنائز الضباط والجنود القتلى، وأرقام آلاف الجرحى، ودمار الآليات والدبابات يومياً، ما زاد التأكيد على عبثية استمرار جيش الكيان الصهيوني في الحرب البريّة، كما حرب القتل الجماعي ضد المدنيين.

من هنا زادت هذه العوامل، بدورها، الضغط لإطلاق المفاوضات في باريس، ورفع مستوى احتمال التوصل إلى اتفاق قد يخرج نتنياهو من ورطته. لأن سبباً رئيسياً في عناد نتنياهو، ومجلس الحرب في رفض وقف إطلاق النار، يعود لعدم القدرة على ابتلاع الهزيمة، ورؤية قيادة المقاومة والمقاومة والشعب يسيطرون على غزة في صبيحة «اليوم التالي».

والخلاصة، أمام مجموع هذه العوامل، وفي مقدّمها الفشل تلو الفشل يومياً في المواجهة العسكرية البريّة، ومقابلها عناد المقامر الذي يعوّض خسارته بمزيد من الخسائر، أو عناد فاقد الصواب الذي لا مرتكز له في موازين القوى، فإن هزيمة الكيان الصهيوني بقيادة نتنياهو، ومجلس حربه مؤكدة.

من ثم لا بد لهما من الرضوخ لموازين القوى، مهما طالت المعاندة، أو الاستعداد لتحمل الخسائر الفادحة. وأضف إلى ذلك العزلة العالمية، وتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة، وخسارة معركة الرأي العام العالمي، كما خسران المعركة الأخلاقية، ما يعني خسارة المستقبل. والويل لمن يخسرون المستقبل. فكيف إذا كان قريباً بإذن الله، أو يقربونه هم، إذ يخربون بيوتهم بأيديهم، وبأيدي المقاومين، وبسفكهم لدماء الأطفال.

*منير شفيق كاتب ومفكر وسياسي فلسطيني

المصدر | الأخبار

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العدوان غزة الإبادة نتنياهو الكيان الصهيوني موازين القوى اليوم التالي وقف إطلاق النار ة الرأی العام العالمی لوقف إطلاق النار الکیان الصهیونی وقف إطلاق النار قیادة المقاومة حرب العدوان حرب الإبادة اتفاق لا

إقرأ أيضاً:

قلق إسرائيلي من تزايد قتلى الجيش نتيجة الإرهاق وطول فترة الحرب

دخلت حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مرحلة جديدة من التصعيد بعد تزايد عدد القتلى في صفوف جيش الاحتلال وتوسع نطاق القتال على عدة جبهات، وهو ما أثار شعورًا متزايدًا بالإرهاق.

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا للصحفية شيرا روبين من تل أبيب قالت إن جندي الاحتياط في لواء جولاني في الجيش الإسرائيلي، آري كراوس، قال إنه قضى أيامه داخل غزة في تفجير الأنفاق تحت الأرض، وفي الليل، يتذكر أنه كان ينضم إلى الآباء الآخرين بالزي العسكري على تلة رملية.

وبدأ عمله اليومي وكأنه ذكرى بعيدة، ففي وقت مبكر من الحرب، أرسل اللواء خطابا إلى شركته يعتذر فيه عن تجنيده ولكنه لم يلتزم بتحديد موعد لعودته الكاملة، وأوضحت الرسالة أن كونه جنديا هي الآن مهمته الرئيسية.


وقال كراوس، الذي قضى أربعة أشهر في القتال بغزة ويستعد للعودة الشهر المقبل: "ذات يوم، كانت لدي حياتي المهنية في مجال التكنولوجيا الفائقة وحياتي العائلية، وكان علي إيجاد التوازن.. الآن عليّ أن أدخِل في هذه المعادلة حقيقة أنني مضطر أن أختفي لأسابيع أو أشهر متواصلة".

إن معضلة كراوس، أو نسخة ما منها، يتقاسمها نحو 80 ألف جندي احتياطي إسرائيلي يخططون لمغادرة، أو تركوا بالفعل، عائلاتهم ووظائفهم ودراساتهم للخدمة على الخطوط الأمامية في حروب إسرائيل الطاحنة في غزة ولبنان.

وعلى نحو متزايد، يختار البعض عدم العودة إلى الخدمة، مما يزيد من الضغوط على الجيش الذي تتزايد عليه الضغوط وسط حرب إقليمية متوسعة باستمرار.

وقال المتحدث باسم القوات الإسرائيلية نداف شوشاني، في إفادة الأسبوع الماضي إن أعداد المجندين في الجيش انخفضت بنحو 15% منذ الفترة التي أعقبت هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عندما تقدم مئات الآلاف من الإسرائيليين من جميع مناحي الحياة للقتال، وكثير منهم دون استدعائهم.

وتاريخيا، حافظت البلاد على جيش دائم صغير، يعتمد على جنود الاحتياط لملء صفوفه خلال سلسلة من الحروب القصيرة الأمد، ولكن الهياج الذي تسبب فيه عملية طوفان الأقصى دفع إسرائيل إلى أطول صراع في تاريخها. ففي الأشهر الأولى من الحرب، تم استدعاء نحو 350 ألف إسرائيلي، وهو رقم مذهل في بلد يقل عدد سكانه عن 10 ملايين نسمة، وكانت الخسائر أيضا غير مسبوقة، فقد قُتل أكثر من 800 جندي منذ تشرين الأول / أكتوبر 2023.


قالت المحللة السياسية في الجامعة العبرية جاييل تالشير: "أينما نظرت - الأزمة الاقتصادية، والثمن الذي يتكبده جنود الاحتياط وعائلاتهم، وبالطبع القتلى والجرحى - فإن المجتمع الإسرائيلي بالتأكيد على حافة إمكاناته".

يُعدّ جنود الاحتياط رسائل وداع في حالة عدم تمكنهم من الخروج: رسائل فيديو للأطفال، وكلمات السر لحساباتهم البنكية بنكية لزوجاتهم.

وتتذكر تشافا لاندو زينيلمان، التي قاتل زوجها آري في 7  تشرين الأول/ أكتوبر وقُتل في القتال بعد شهرين في خان يونس، جنوب غزة، الخوف الشديد في أعقاب الهجمات، وتتذكر قائلة: "كنا نتخيل الإرهابيين يأتون إلى منزلهم، لقتل الأطفال في أسرّتهم".

كان آري يُستدعى للخدمة الاحتياطية كل ثلاثة أشهر في السنوات الأخيرة؛ وفي بعض الأحيان، كان يحتاج إلى إقناعها. هذه المرة لم يكن هناك شك في أنه سيذهب.

وتقول: "هذه المعضلات هي واقعنا من قبل، لكن هذه الحرب صارمة". وقالت إنها بالكاد أكلت أو نامت عندما كان في غزة، وحاولت منع نفسها من تخيل "طرق الباب". وعندما جاء، شعرت بالحزن الشديد، لكنها قالت إنها لا تندم: "كان يقاتل من أجل أطفالنا".

ويتطلب التجنيد الإلزامي في إسرائيل من أغلب الرجال اليهود أن يخدموا لمدة ثلاث سنوات تقريبا والنساء اليهوديات لمدة سنتين، كما يلتحق بالخدمة أفراد الأقلية العربية، بما في ذلك المواطنون البدو والدروز، ولكن المجتمع الأرثوذكسي المتنامي والمؤثر سياسيا معفي إلى حد كبير من التجنيد الإلزامي، وهي القضية التي أزعجت المجتمع الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة.


وحكمت المحكمة العليا هذا العام بضرورة تجنيد طلاب المدارس الدينية الأرثوذكسية المتطرفة في الجيش، الأمر الذي يهدد الائتلاف السياسي اليميني الهش لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وعندما وقع وزير دفاعه على إشعارات التجنيد الأولى هذا الشهر، طرده نتنياهو.

وتخطط المؤسسة العسكرية، التي تواجه نقصا محتملا في القوات، لتمديد الخدمة الإلزامية في الجيش النظامي وزيادة الحد الأقصى لسن الاحتياط. والعديد من الجنود وصلوا بالفعل إلى نقطة الانهيار.

قال جندي احتياطي في القوات الخاصة خدم لمدة 300 يوم تقريبا على مدار العام الماضي. وتحدث بشرط عدم الكشف عن هويته امتثالا للبروتوكول العسكري: "أشعر وكأن الحكومة تجعلني أطلب من زوجتي قضاء عطلة نهاية الأسبوع مع الأولاد في لاس فيغاس، ولكن في الواقع الأمر يتطلب الذهاب لأسابيع إلى لبنان للدفاع عن البلاد".

انخفض عدد وحدته المكونة من 12 فردا إلى خمسة أفراد بعد أن رفض سبعة منهم الانضمام، وقال: "لم نتخيل أبدا أن حربا ستستمر إلى هذا الحد العميق ولفترة طويلة. وأيضا، لا يوجد أحد ليحل محلنا".

ويتبادل الجنود قصصا عن الشركاء الذين يهددون بالطلاق وعن أرباب العمل - العديد من جنود الاحتياط أنفسهم - الذين ينفد صبرهم. تكافح العديد من النساء كأمهات وحيدات، ويقلصن ساعات عملهن لتلبية احتياجات رعاية الأطفال، مع انخفاض الإنتاجية في جميع المجالات.

وقال رئيس برنامج السياسة الاقتصادية في مركز تاوب للسياسات الاجتماعية في إسرائيل بنيامين بنتال، إن النمو الاقتصادي في إسرائيل انخفض بنسبة 2% العام الماضي، ومن المتوقع أن ينكمش بنسبة 1.5% في عام 2024.

قبل الحرب، كان متوسط غياب 3200 عامل عن العمل كل شهر للخدمة الاحتياطية، وعادة لجزء من الأسبوع فقط، وفقا لدراسة أجراها معهد الديمقراطية الإسرائيلي في القدس. في الفترة ما بين تشرين الأول/ أكتوبر وكانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، بلغ متوسط عدد العمال الذين غادروا القطاع نحو 130 ألف شخص شهريا، مع غياب معظم العمال تماما.


أغلقت الشركات الصغيرة أبوابها، وخسرت الشركات الناشئة رأس المال، وتفكر الشركات الناجحة المحتملة في الانتقال إلى أماكن أخرى.

وقال مستشار الأعمال المستقل والجندي الاحتياطي شموليك موسكوفيتز: "هناك إرهاق شديد". وقد أمضى موسكوفيتز، وهو أب لأربعة أطفال صغار، أكثر من 250 يوما على الخطوط الأمامية، وفي إحدى المرات تزامنت فترة عمله مع شقيقه في غزة.

خسر موسكوفيتز زبائنه بعد استدعائه، وقال إن برامج المساعدة الحكومية كانت غير كافية. ومع ذلك، قال إنه خلص إلى "كون الانخراط أكثر أهمية من البقاء في المنزل".

وقال موسكوفيتز: "نحن البلد. إذا لم نشارك، فلن يكون هناك بلد".

بالنسبة للعديد من الإسرائيليين، فإن التكاليف الاجتماعية والاقتصادية والبشرية المتزايدة للحروب لا تزيد إلا من إلحاح تحقيق أهدافهم: هزيمة حماس في غزة، وإطلاق سراح أكثر من 100 رهينة ما زالوا محتجزين هناك، وعودة 60 ألف إسرائيلي أجبروا على ترك منازلهم في الشمال.


إن قصص مثل قصة دور زيميل، الرائد في قوات الاحتياط، هي رمز لعزيمة البلد. في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، سارع زيميل إلى الحدود مع لبنان للانضمام إلى بقية وحدته. وبعد بضعة أسابيع، تقدم لخطبة صديقته بخاتم ألماس أهداه له صائغ قُتل ابنه في هجمات حماس. وفي نيسان/ أبريل، فقد زيميل حياته في قصف مسيرات وصواريخ أطلقها حزب الله على شمال إسرائيل.

يريد والد زيميل، ألون، أن يواصل الجيش الإسرائيلي القتال في لبنان، وإنشاء منطقة عازلة في جنوب البلاد ــ لحماية إسرائيل من النوع من الهجمات التي قتلت ابنه. وقال متسائلا: "وإلا، فما الغرض من ذلك؟".

مقالات مشابهة

  • وفد من اللقاء الديموقراطي زار المطران عوده: الأولوية لوقف إطلاق النار
  • كيف تفاعل مغردون مع قرب التوصل لوقف اتفاق إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل؟
  • أكد رفضه لوقف إطلاق النار.. بن غفير: يجب تركيع حزب الله
  • قلق إسرائيلي من تزايد قتلى الجيش نتيجة الإرهاق وطول فترة الحرب
  • محللون: نتنياهو يناور بوقف إطلاق النار مع لبنان وينتظر ترامب
  • إعلان محتمل لوقف إطلاق النار بلبنان في غضون ساعات
  • إسرائيل تعلن شروطها لوقف إطلاق النار في لبنان
  • مطالب وشروط نتنياهو أبعد من مجرّد صفقة لوقف الحرب
  • سمير فرج: نتنياهو لن يوقف إطلاق النار إلا بعد القضاء على قوة حزب الله
  • عبدالمنعم سعيد: بايدن يسعى لوقف إطلاق النار بغزة ولبنان قبل مغادرة البيت الأبيض