الدور العالمي الأليق بالجزيرة العربية
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
الدور العالمي الأليق بالجزيرة العربية
هل المملكة بحاجة إلى وساطة طرف ثالث للتعامل مع واشنطن ولماذا؟
هل المملكة بحاجة إلى إسرائيل وإسرائيل بالذات وشروطها في تعاملها مع واشنطن ولماذا؟
ألم تفضح عبقرية السنوار واستشهادية رفاقه عنكبوتية آلة إسرائيل العسكرية وتبعيتها المطلقة لراعيتها الأميركية؟
لا يجوز أن تعاني المملكة وسدنة الحرمين من مركّب النقص أو الهلع أو جنون العظمة الذي تعاني منه الإمارات أو البحرين أو المغرب ولماذا؟
هل تتمتع واشنطن باحتكار صنع الأسلحة المتطورة بحيث يتعذر الحصول عليها إلا منها وبشروطها؟ هل ينطبق الأمر ذاته على خبرات واشنطن النووية؟
هل يليق بسدنة الحرمَين تعميق الخلاف المذهبي الداخلي بين أهل السنّة والشيعة بالتواطؤ مع ألدّ أعداء الإسلام من بين زعماء الصهيونية نتنياهو وغلاة الصهيونية؟
هل يليق بالجزيرة العربية منبت العربية والعروبة ومنشأ رسولنا ومورد النبوّة والإسلام الوقوف موقف الأصلخ الأصمّ الأبكم تجاه دواهي غزة هاشم.
.. وامعتصماه!
ألا يدور في خلد أُولي الأمر بالمملكة أنه في أي حلف ثلاثي يضمهم إلى التوأمين واشنطن وتل أبيب، فإنّ دورهم حتماً هو دور المولى المهمَّش بعد امتصاص دولاراتهم؟
* * *
من الجليّ كلّ الجلاء لكلّ من يتابع جولات بلينكن المتكررة في ما تسمّيه وسائل الإعلام الغربي بـ"العالم العربي" أي تخصيصاً الإمارات والمملكة (على اعتبار أن سائر حواضر الأعاريب أصفار من منظار واشنطن)..
من الجليّ لمن يتابع هذه الجولات أن هاجس القابع في البيت الأبيض/ الأسود في ما يخص مشرقنا هو هاجس سلفه الأخرق، أي السعي المتهالك لإبرام صفقة ثلاثية بين السعودية (على رأس تحالف عربي سنّي ذليل تابع) وكل من واشنطن وتل أبيب تؤمن للطرفين الأخيرين هيمنة ناجزة على المشرق العربي بحجة التصدي لعدوانية إيران.
وذلك عن طريق تجذير الخلاف السنّي الشيعي العتيق تجذيراً أبدياً يضمن سيادة إسرائيل التلمودية على المقدسات الإسلامية المقدسية إلى كامل التراب الفلسطيني باسم أبراهامية زائفة برضى سدنة الحرمين ورضوانهم استثابةً لخبراتٍ نووية وأسلحة متطورة وضمانات أمنية أميركية يحصلون عليها بفضل وساطة نتنياهو المحظيّة مع أُولي الأمر في العاصمة الأميركية.
والشاهد على ما سلف تكرار تطمينات بلينكن إياه لوسائط إعلامه عقب كل جولة من جولاته هذه إلى الإمارات والسعودية عن ثبات نوايا المحمدَين في حواضرهما في صدد المضيّ بمسار التطبيع، رغم أهوال ما يحدث في غزة هاشم وإن كان لأحد المحمدَين هذا التحفظ أو ذاك على سابق ما بدر منه.
ويشهد بالأمر ذاته ما يرد على ألسِنة هذا السيل غير المنقطع منـذ السابع من أكتوبر من الزائرين الأميركيين إلى محمد بن سلمان تخصيصاً من أمثال الصحافي توماس فريدمان والخبير دينيس روس ومن أعضاء مجلس الشيوخ ولجانه المتخصصة.
وعلى رأسهم العَلِج ليندزي غراهم وأقرانه من ممثلي الشركات الأميركية الكبرى من تطمينات تؤكد ثبات التزام المحمدَين بمسار التطبيع يضمن جنيهم لثمرات سمسرتهم إثر إنجاز صفقات الخبرات النووية والأسلحة المتطورة المرتقبة.
ولكن على رِسلكم أيها السادة فريدمان وروس وغراهم ومن لفّ لفكم: ما هي مصلحة المملكة وسدنة الحرمين في عقد الصفقة المبتغاة؟
هل يحقق الحلف العسكري مع الغريب البعيد المتعدد المصالح العالمية المتضاربة الضمان الحقيقي لأمن المملكة تجاه الجار التاريخي الجغرافي الثابت الأكبر والأهم إيران، أم هل ثمة سبل شتى غير ذلك توجب التقصي؟
هل تتمتع واشنطن باحتكار صنع الأسلحة المتطورة بحيث يتعذر الحصول عليها إلا منها وبشروطها؟
هل ينطبق الأمر ذاته على خبرات واشنطن النووية؟
هل المملكة بحاجة إلى وساطة طرف ثالث للتعامل مع واشنطن ولماذا؟
هل المملكة بحاجة إلى إسرائيل وإسرائيل بالذات وشروطها في تعاملها مع واشنطن ولماذا؟
هل يليق بسدنة الحرمَين تعميق الخلاف المذهبي الداخلي بين أهل السنّة وأهل الشيعة بالتواطؤ مع ألدّ أعداء الإسلام من بين زعماء الصهيونية بنيامين نتنياهو وغلاة التلمودية الصهيونية؟
هل يليق بالجزيرة العربية منبت العربية والعروبة ومنشأ رسولنا ومورد النبوّة والإسلام الوقوف موقف الأصلخ الأصمّ الأبكم تجاه دواهي غزة هاشم... وامعتصماه!
ألم تفضح عبقرية السنوار واستشهادية رفاقه عنكبوتية آلة إسرائيل العسكرية وتبعيتها المطلقة لراعيتها الأميركية؟
ألا يدور في خلد أُولي الأمر في المملكة أنه في أي حلف ثلاثي يضمهم إلى التوأمين واشنطن وتل أبيب، فإنّ دورهم حتماً هو دور المولى المهمَّش بعد امتصاص دولاراتهم؟
حاشى أن تعاني المملكة وسدنة الحرمين من مركّب النقص أو الهلوع أو جنون العظمة الذي تعاني الإمارات أو البحرين أو المملكة المغربية منه ولماذا؟
وبعد، فالدور الذي يرتئيه القدَر لأُولي الأمر في الجزيرة وسدنة الحرمين باسم ما يقارب البليونين من المؤمنين هو دور الحامي لبيضة الدين وشرف الإسلام والصائن لحرمة مقدساته أينما كانت والضامد لجراحه والمخفف من آلامه والجامع لمذاهبه والموفق بين بنيه والرفيق بمستضعفيه ومحتاجيه.
أما في الباحة الدولية، فإن الأليق بحماة الإسلام نهج المنهج الوسطي في خضمّ الخلافات بين الكتَل العالمية الكبرى (الولايات المتحدة وأوروبا الغربية من ناحية، وروسيا والصين من الناحية الأخرى) ولا ضير باقتفائهم خطى من سلف باتّباع ما سمّي بالحياد الإيجابي بين المعسكرين لما فيه من مصلحة الإسلام الذاتية والخير للإنسانية وشعوب العالم أجمعين
*د. وليد الخالدي مؤرخ وأكاديمي، مؤسس مؤسسة الدراسات الفلسطينية
المصدر | الأخبارالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية بن سلمان أميركا التطبيع إسرائيل الإمارات الإسلام الجزيرة العربية المنهج الوسطي ولی الأمر
إقرأ أيضاً:
واشنطن ترد على اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة
رأت الولايات المتحدة، الخميس، أن "لا أساس" لاعتبار لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة بأن ممارسات إسرائيل خلال حرب غزة "تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل للصحفيين: "هذا أمر نختلف معه بشكل لا لبس فيه".
وأضاف باتيل: "نعتقد أن صياغات كهذه واتهامات كهذه لا أساس لها بالتأكيد".
وكانت لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة اعتبرت في وقت سابق، أن ممارسات إسرائيل خلال حرب غزة "تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية".
واتهمت اللجنة إسرائيل بـ"استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب".
وأفادت أن "سياسات إسرائيل وممارساتها خلال الفترة المشمولة بالتقرير تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية".
وأشارت إلى "استهداف الفلسطينيين كجماعة، والظروف المهددة للحياة المفروضة على الفلسطينيين في غزة خلال الحرب والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية".
وتشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة منذ أزيد من سنة، قتل خلالها العديد من قادة حركة حماس أبرزهم رئيس الحركة يحيي السنوار.
ومنذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي في أكتوبر 2023، ارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 43736، أغلبيتهم من الأطفال والنساء بحسب مصادر طبية.