الجديد برس:

قالت الباحثة الفرنسية هيلين لاكنر، إن الضربات الأمريكية على اليمن لا ترتبط بالتحالف الأمريكي العسكري في البحر الأحمر لتأمين الملاحة الدولية كما تدعي الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أن التدخل الأمريكي في المنطقة أو حتى خارج المنطقة خلال العقود القليلة الماضية، يقود إلى التساؤل بجدية عن المعايير وعلى أي أساس تقوم الولايات المتحدة بما تفعله، مؤكدةً أن اليمنيين لا يحبون أن يهاجمهم أو يغزوهم أجنبي مهما كان وصفه.

وتحدثت الباحثة الفرنسية المتخصصة في الشأن اليمني، هيلين لاكنر، في مقابلة مطولة أجراها معها دانييل دينفير لمجلة “جاكوبين”، عن مدى فاعلية الضربات الأمريكية على اليمن وهل ستوقف عمليات الحوثيين في البحر الأحمر، حيث قالت: “أعتقد أن هناك عدداً من الجوانب التي يجب ملاحظتها. أولاً، ظل الحوثيون يحركون الأمور يميناً ويساراً ووسطاً في البحر الأحمر منذ أوائل أو منتصف نوفمبر. إذن نحن الآن بعد شهرين. لقد استغرق الأمر شهرين حتى تتخذ الولايات المتحدة أي إجراء. لذا فإن السؤال الأول هو: لماذا لم يفعلوا أي شيء من قبل؟”.

وبشأن التحالف العسكري الأمريكي في البحر الأحمر، قالت هيلين: “كان إنشاء عملية “حارس الازدهار” هذه مهزلة، لأنها لم تفعل شيئاً أكثر مما فعلته العملية السابقة، والتي تسمى فرقة العمل المشتركة 153، والتي تم تأسيسها في أبريل 2022. لم يتم فعل أي شيء. أعني: إذا نظرت إلى البيانات الأمريكية، ستجد أن الهجمات الحالية تنص صراحة على أنها ليست مرتبطة بحارس الازدهار”، منوهةً بأن “الدول الأوروبية الرئيسية رفضت المشاركة في حارس الازدهار”، وتابعت: “ليس لدي أي فكرة عما إذا كانت عملية “حارس الازدهار” قد فعلت أي شيء. وليس هناك دليل على أنني رأيت أنه فعل أي شيء. ربما يكون هناك بعض الأدلة التي لم أرها. لكن كما قلت للتو، لم أواجه أي شيء. ولقد تابعت الأمور عن كثب إلى حد ما”.

وأوضحت: “لذا، أعتقد أن سبب تأخير الأمريكيين، والذي يشبه الأسباب التي تجعل السعوديين يردون بمثل هذا التواضع على تصرفات الحوثيين، هو أن الأمريكيين والسعوديين كانوا يأملون في تحقيق اتفاق السلام اليمني. كانوا لا يزالون يأملون أن يحدث هذا. وكانت هناك شائعات بأن ذلك سيحدث في الأيام القليلة الأولى من هذا العام. لذلك، كانوا يأملون أن يتمكنوا من تحقيق ذلك قبل تدهور الوضع. ومن الواضح أنهم لم يفعلوا ذلك. وقد تدهور الوضع الآن”.

وفيما يتعلق بتبرير الولايات المتحدة قصف اليمن بأنه لوقف الهجمات على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، أوضحت هيلين: “أعتقد أنهم يزعمون أن ذلك سوف [يقيد] الحوثيين على المدى الطويل. أعني، على افتراض أنهم كانوا قادرين على تدمير كل طائرة حوثية بدون طيار وصاروخ وكل نوع آخر من المقذوفات التي قد يمتلكها الحوثيون، فمن المفترض أن يضع ذلك حداً لتصرفات الحوثيين في البحر الأحمر. لكنني لا أرى أن هذا محتمل الحدوث، ومن الواضح جداً بالنسبة لي أن الحوثيين لن يتوقفوا بالتأكيد”.

الباحثة ربطت تاريخ التدخل الأمريكي في المنطقة بما تفعله الولايات المتحدة بهجماتها على اليمن وما يحتمل أن يترتب عليه من نتائج، قائلةً: “إذا نظرت إلى تاريخ التدخل الأمريكي في المنطقة أو حتى خارج المنطقة في العقود القليلة الماضية، فإن ذلك يقودك إلى التساؤل بجدية عن المعايير وعلى أي أساس تقوم الولايات المتحدة بما تفعله. انظر إلى السجل. إن أفغانستان هي الحالة الأكثر وضوحاً وإذهالاً لعشرين عاماً من التدخل، وعشرين عاماً من قتل الناس، وعشرين عاماً من القصف، وعشرين عاماً من تدريب الأفغان على الشؤون العسكرية وتزويدهم بالسلاح. وهذه هي الأسلحة التي كانت طالبان تشير إليها في أغسطس 2021 عندما غادرت [الولايات المتحدة] أخيراً”.

وتابعت: “وبالتالي لديك تاريخ من هذه التدخلات التي لها تأثير معاكس تماماً للتأثير المذكور. ولا يوجد سبب للاعتقاد بأن مهاجمة الحوثيين ستكون مختلفة. لذا فإن الأمر محير إلى حد ما، وربما يكون الأشخاص الأكثر خبرة في السياسة الأمريكية في وضع أفضل مني لتفسير ذلك. لكن أعتقد أنه عندما تنظر إلى الحوثيين، وتتحدث عن فرحتهم بالحرب واتساع نطاق الحرب، فإن الشعار الأساسي لهم يحتوي على معاداة أمريكا وإسرائيل، لذا فإن مهاجمة الأمريكيين لهم هو وضع مرغوب فيه للغاية من الناحية الأيديولوجية من وجهة نظرهم”.

وقالت إن اليمنيين “مؤيدون للغاية للفلسطينيين، كما أنهم لا يحبون أن يتعرضوا للهجوم أو الغزو من قبل أي أجنبي مهما كان وصفه. لقد جمع الحوثيون الناس حولهم طوال السنوات التسع الماضية إلى حد كبير، رداً على الهجوم السعودي، وما اعتبروه هجوماً سعودياً، وما قدموه على أنه هجوم سعودي: أي أن الأجانب يهاجموننا، ويجب علينا الدفاع عن أنفسنا”.

وأكدت: “على عكس الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين تدعيان الدفاع عن النفس بينما تهاجمان الآخرين، فإن [الحوثيين في الواقع] لديهم كل الحق في الحديث عن الدفاع عن النفس. أعني أن الصواريخ الأمريكية لا تهاجم جمهورية الكونغو الديمقراطية، بل تهاجم الأراضي اليمنية، والتي هي بالتأكيد جزء من المكان الذي يعيشون فيه. لذا فإن هذا يتناسب مع تعريف أكثر منطقية للدفاع عن النفس من قول الأمريكيين إنهم في حالة دفاع عن النفس عندما يهاجمون مكاناً يبعد آلاف الأميال”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر الأمریکی فی الدفاع عن أعتقد أن عن النفس أی شیء

إقرأ أيضاً:

الرسوم الجمركية المتبادلة التي تفرضها الولايات المتحدة ستضرّ بالآخرين ونفسها أخيرًا

في يوم 2 أبريل/ نيسان، أعلنت الولايات المتحدة فرض "الرسوم الجمركية المتبادلة" على جميع الشركاء التجاريين، من بينها فرض الرسوم الجمركية الإضافية بنسبة 34% على الصين، وفرض الرسوم الجمركية التي تتراوح بين 10% و39% على قطر، والسعودية، والأردن، والعراق وغيرها من الدول العربية.

أثار هذا التصرف استياءً شديدًا في جميع أنحاء العالم، وحتى داخل الولايات المتحدة. في الواقع، من الصعب أن يساعد ما يسمى بـ"الرسوم الجمركية المتبادلة" على تحقيق هدفها المعلن "التوازن التجاري"، وبالمقابل، سيؤدي إلى ركود الاقتصاد الأميركي، وحتى الاقتصاد العالمي.

"الرسوم الجمركية المتبادلة" التي تفرضها الولايات المتحدة، ستؤثر على النظام الاقتصادي والتجاري الدولي الحالي. يدّعي الجانب الأميركي أنه خسر في التجارة الدولية، ويستخدم ذريعة "التبادل" لزيادة الرسوم الجمركية.

هذا التصرّف يتجاهل نتائج توازن المصالح، التي تم التوصل إليها في المفاوضات التجارية متعددة الأطراف منذ سنوات طويلة، ويتجاهل أيضًا حقيقة استفادة الجانب الأميركي كثيرًا من التجارة الدولية على المدى الطويل.

بناءً على التقييم الذاتي من جانبه فقط، اختار الجانب الأميركي ما يسمى بـ"الرسوم الجمركية المتبادلة"، هذا يشكّل انتهاكًا شديدًا لقواعد منظمة التجارة العالمية، ويضّر بالمصالح المشروعة للأطراف المعنية، حتى النظام التجاري متعدد الأطراف القائم على القواعد، ضررًا شديدًا.

إعلان

"الرسوم الجمركية المتبادلة" التي تفرضها الولايات المتحدة، ستؤثر على التشغيل المستقرّ للاقتصاد العالمي. وفقًا للتقديرات الأولية لمنظمة التجارة العالمية، فإن الإجراءات الجمركية التي أطلقتها الولايات المتحدة منذ بداية العام الجاري، قد تؤدي إلى انكماش حجم التجارة السلعية العالمية بنحو 1% في عام 2025، بانخفاض يقارب 4 نقاط مئوية عن التوقعات السابقة.

وستقوّض "الرسوم الجمركية المتبادلة" استقرار سلسلة الصناعة والإمداد العالمية، وتؤثر على آفاق تنمية العولمة الاقتصادية، وتضرب بشدة دورة الاقتصاد العالمي، وحتى قد تثير أزمة مالية واقتصادية عالمية.

"الرسوم الجمركية المتبادلة" التي تفرضها الولايات المتحدة ستضرّ بها في نهاية المطاف. لقد عبر الاتحاد الأوروبي وكندا وغيرهما من الاقتصادات عن الاستعداد لإصدار التدابير المضادة على الولايات المتحدة.

وفقًا للتوقعات من مختبر الميزانية بجامعة ييل الأميركية، إذا اتخذت الدول الأخرى الإجراءات الانتقامية، فسيرتفع الإنفاق الاستهلاكي الفردي في الولايات المتحدة بنسبة 2.1%، وسينخفض معدل نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بنسبة 1%.

حاليًا، تنخفض ثقة المستهلكين الأميركيين باستمرار، وستزيد "الرسوم الجمركية المتبادلة" من إنفاق السلع المنزلية على نحو متزايد، مما يثقل كاهل العائلات الأميركية، كما سترفع أيضًا تكاليف التصنيع، وتضعف القدرة التنافسية للشركات الأميركية، حتى تدفع الاقتصاد الأميركي نحو الركود.

لا رابحَ في الحروب التجارية، ولا مخرجَ للحمائية. إن الجانب الأميركي يفرض الرسوم الجمركية تحت شعار "التبادل"، إن هذا يعد ممارسة التنمر أحادي الجانب الذي يضر بالآخرين وبأميركا، ويعارض الجانب الصيني ذلك بشكل قاطع، وسيتخذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على مصالحه الذاتية المشروعة بحزم.

إعلان

إننا نحثّ الجانب الأميركي على تصحيح ممارساته الخاطئة، والتفاوض مع مختلف دول العالم بما فيها الصين؛ لتسوية الخلافات التجارية بالأسلوب القائم على المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • ناشيونال إنترست: اليمنيون يفرضون معادلة بحرية جديدة والبحرية الأمريكية منهكة وغير قادرة على المواجهة
  • شاهد | اليمنيون أحرزوا نصرا استراتيجيا على الولايات المتحدة
  • وزير الدفاع الأمريكي يصل القاهرة ويلتقي بنظيره المصري لمناقشة ملفات الحرب في المنطقة
  • مباحثات مصرية أمريكية لمواجهة تهديدات الملاحة في البحر الأحمر
  • وزيرا الدفاع الأمريكي والمصري يؤكدان أهمية أمن البحر الأحمر
  • تحليل أمريكي: ما أبرز التحديات التي ستواجه ترامب بشأن القضاء على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • مباحثات يمنية أمريكية حول جهود إنهاء حصار الحوثيين واستعادة حرية الملاحة
  • الرسوم الجمركية المتبادلة التي تفرضها الولايات المتحدة ستضرّ بالآخرين ونفسها أخيرًا
  • «القوة المميتة».. ماذا وراء حملة ترامب الجوية ضد الحوثيين في اليمن؟
  • وزيرا دفاع أمريكا والسعودية يبحثان التعاون الدفاعي والتطورات في البحر الأحمر والمنطقة