هل تنجح مساعي السنوسي في عودة الملكية إلى ليبيا؟
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
نشرت وكالة الأنباء الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن فرص عودة الملكية في ليبيا، بعد نحو ستة عقود على انتهائها.
وأوضحت الوكالة أن الأمير محمد الرضا السنوسي عاد صوته مجددا للرنين في أسماع الناس أكثر فأكثر، وشرع في تمهيد الطريق لنفسه من أجل لعب دور سياسي كبير في مستقبل بلاده.
فمنذ عدة أشهر، وبوتيرة متزايدة منذ منتصف كانون الثاني/يناير الماضي، كان الأمير يضاعف من لقاءاته الدبلوماسية في الخارج مع أعضاء من مختلف القبائل والشخصيات الليبية.
هذا الأمير، الذي يعيش في المنفى في لندن منذ طفولته، ليس سوى حفيد الملك الليبي إدريس الأول، الذي حكم البلاد بين عامي 1951 و1969، قبل أن يطيح به العقيد معمر القذافي في انقلاب عسكري أطلق عليه من بعد "ثورة الفاتح من سبتمبر".
في تصريحاته المتعددة والمتكررة، يحاول وريث العرش الليبي الظهور بمظهر صانع السلام الذي يسعى إلى إقامة حوار وطني "ينقذ بلادنا من ويلات الحروب والشقاق والانقسام". "إن هدفنا جميعنا يتمثل في إنقاذ بلدنا والعمل على بناء دولة المؤسسات والقانون"، كما نشر على "إكس".
يأمل جزء من الطبقة السياسية الليبية في عودة الأمير المنفي إلى قيادة البلاد على الرغم من إلغاء
النظام الملكي منذ أكثر من نصف قرن. استفتاء يجري على خلفية مأزق سياسي. لا تزال ليبيا ممزقة بين حكومتين تتنافسان على السلطة، حكومة طرابلس المعترف بها من قبل الأمم المتحدة من جهة، وحكومة بنغازي في شرق البلاد الواقعة تحت سيطرة المشير حفتر.
وكذبت العائلة الملكية الليبية الشائعات المنتشرة عن زيارته المرتقبة للبلاد بدعوة من رئيس وزراء سلطة طرابلس عبد الحميد دبيبة. وأكدت العائلة أن دبيبة وحاشيته "يسعون إلى استغلال التقدم الذي أحرزه صاحب السمو الملكي في إطار الحوار الوطني الجاري".
"الرمزية والتاريخ ليست كافية"
يقول جلال حرشاوي، المتخصص في ليبيا والباحث المساعد في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، الذي التقى بالفعل مع ولي العهد الذي يعيش في العاصمة البريطانية: "إنه رجل ذكي، يسهل التواصل معه، ولديه وعي بشؤون بلاده. ويعيش واقعها بكافة تفاصيله، وهو أمر مستغرب من شخص يعيش في المنفى منذ عقود. وهو يتوق ويرغب – هذا ما يصرح به على أية حال- في أن يساهم بصورة إيجابية في تشكيل ليبيا 2024".
لكن عودة الملكية لحكم البلاد تظل موضع شك كبير لدى هذا الخبير الذي يقول: "إن شعبية الأسرة المالكة ورمزيتها وتراثها في التاريخ الليبي ليس بكاف على الإطلاق". ويحذر حرشاوي من الاستخدام السياسي لشخصية ملكية يمكن استخدامها "كأداة".
فوفقا له، فإنه من الوهم أن نتخيل أن الأمير يمكن أن يظل شخصية "محايدة" ترمز إلى وحدة البلاد، دون الارتباط بأي قوة سياسية أو ميليشيا عسكرية محلية. "فالأمير يمتلك رأس مال سياسيًا سيعمل على تفعيله على الفور، بمجرد أن تطأ قدمه أرض ليبيا حيث سيتعين عليه طلب الحماية الشخصية من فصيل ما".
إن جميع الفصائل تأمل في عودته "لأنها جميعها ترغب في استغلاله"، يقول الباحث، الذي يؤكد أن الجماعات المسلحة الليبية "تتواصل معه بالفعل منذ سنوات".
إعادة الدستور إلى ليبيا
لكن من وجهة نظر جلال حرشاوي، فإن الأمير يمكنه أداء دور أكثر إثارة للاهتمام إذا وضع عودته شرطا لإيجاد توازن مع الطبقة السياسية الليبية من أجل دفعها إلى المضي قدما في اعتماد دستور جديد للبلاد.
في الواقع، فإن الحياة السياسية في ليبيا المحكومة دون دستور منذ سقوط معمر القذافي في عام 2011، وصلت بالفعل إلى طريق مسدود. "فقد كان مقررا التوقيع على إعلان دستوري مؤقت في عام 2011، وكان من المفترض أن يتم استبداله بدستور دائم حقيقي. لكن هذا لم يتحقق أبدا بسبب انعدام الكفاءة [بين القادة الليبيين - أسرة التحرير]، إضافة إلى استمرار القتال بين الفصائل المتناحرة"، كما يوضح الباحث.
يقول جلال حرشاوي: "يبقى الشاغل الرئيس لليبيين هو الحصول على قوت يومهم، والتأكد من توفر الكهرباء واستلام رواتبهم"، مشيرا إلى أن 60 بالمئة من سكان البلاد تقل أعمارهم عن 30 عاما ولم يعيشوا ويعايشوا أبدا النظام الملكي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية ليبيا السنوسي القذافي حفتر ليبيا القذافي حفتر السنوسي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
هآرتس: خطة نتنياهو لاستنزاف القضاة وتمديد محاكمته تنجح
أشار تقرير بصحيفة هآرتس إلى نجاح إستراتيجية محامي دفاع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإرهاق القضاة وإطالة أمد محاكمة الرشى والفساد التي يواجهها منذ 2020.
ووفق التقرير، فإن نتنياهو متهم بتلقي رشوة تتمثل بتغطية إعلامية خاصة وإيجابية من شاؤول ألوفيتش مالك موقع "والا" الإعلامي، وزوجته آيريس ألوفيتش، مقابل تسهيلات وقرارات تصب في مصلحة ألوفيتش وشركاته، بما في ذلك شركته للاتصالات "بيزك".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل يمكن أن يوفر البعوض لقاحات ضد الملاريا؟list 2 of 2تقرير بهآرتس: كاريزما نتنياهو مجرد نرجسية جوفاءend of list خطة الدفاع: هل كان نتنياهو على علم بالرشوة؟ومن جهة قانونية، تعتمد إدانة نتنياهو بتهمة الرشوة على مقدرة النيابة إثبات أنه كان على وعي تام بأن التغطية الإيجابية من الموقع قدمت كجزء من صفقة رشوة غير قانونية، وليس في سياق علاقات مهنية مشروعة، حسب التقرير.
وفي تقريرها وجدت مراسلة الشؤون القانونية في صحيفة هآرتس يائيل فريدسون أن الفريق القانوني لنتنياهو ركز بشكل خاص في السنوات السابقة على الطعن في مدى إدراكه للاتهامات الموجهة إليه، خصوصا أن الادعاء يعتمد على شهادات من موظفي "والا" ورسائل نصية من عائلة إلوفيتش، مما يصعب ربطه برئيس الوزراء.
واستغل محامو نتنياهو وألوفيتش ذلك في 2020 عندما قدموا طلبا إلى النيابة بأن تعدل لائحة الاتهام لتوضيح طبيعة الفوائد التي جناها رئيس الوزراء من الرشوة المزعومة، وتفصيل كل بند فيها، وإثبات وعيه بأن كل فائدة قدمت كانت رشوة، مما أطال المحاكمة وأدى إلى لائحة اتهام بـ315 بندا.
إعلان جلسة استماع خاصةوفي جلسة الاستماع الرابعة للقضية التي عقدت الأربعاء الماضي، خرج "محامو نتنياهو مبتسمين" بعد نجاحهم بتمديد المحاكمة مجددا عبر طلب استبعاد 82 بندا تتضمن تصرفات من جانب إدارة موقع "والا" بناء على تعليمات من المالك إلوفيتش، من دون تدخل نتنياهو ومعارفه.
وطلب الدفاع أيضا استبعاد 59 بندا يتعلق بتغييرات في التغطية الإعلامية تمت بناء على طلبات من زيف روبنشتاين صديق رئيس الوزراء، ومستشاره السابق نير حيفيتز، حسب التقرير.
وقبل القضاة جزءا من مطالب الدفاع مما أدى إلى جلسة استماع خامسة اليوم الاثنين، بجانب جلسة استماع خاصة يوم الأربعاء بخصوص البنود الـ82.
وترى فريدسون أنه من المتوقع أن تركز القضايا هذا الأسبوع على سؤال محوري واحد: ما مدى علم رئيس الوزراء بالنشاط الإجرامي المزعوم؟ ولن تتقدم المحاكمة دون حل هذا السؤال.