يرى كل من روبي جرامر، مراسل الشؤون الدبلوماسية والأمن القومي في مجلة "فورين بوليسي"، وجاك ديتش، مراسل البنتاجون والأمن القومي في نفس المجلة، أن "متوالية الضربات الحوثية ضد سفن بالبحر الأحمر والضربات الأمريكية والبريطانية المضادة للجماعة اليمنية، المدعومة من إيران، ليس لها أي نهاية في الأفق حتى الآن".

لكن لماذا توصل الكاتبان إلى هذه النتيجة؟

في محاولة للإجابة، يستعرض جرامر وديتش عاملين مهمين، الأول هو حجم الضرر الذي قد يحدثه الحوثيون، أما الثاني فيتعلق بترسانة الجماعة من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وغيراها، وقدرتها على الحفاظ على تلك المخزونات في ظل استمرار الضربات الأمريكية والبريطانية.

اقرأ أيضاً

زعيم الحوثيين: أوقفنا حركة السفن الإسرائيلية تماما بالبحر الأحمر.. وغارات أمريكا لم تؤثر بنا

القدرة على الضرر

وفيما يتعلق بالعامل الأول، يقول الكاتبان إن الحوثيون أحدثوا بالفعل ضررا اقتصاديا صادما بعد تحول شركات الشحن البحري بعيدا، بسبب هجماتهم ضد السفن، ومع تأثر الملاحة البحرية زاد الضغط على سلاسل الإمدادات الغذائية وأيضا إمدادات الطاقة.

ثم هناك خطر تصاعد الصراع. ولا تريد الولايات المتحدة أو إيران أن تتحول هذه الصراعات المحدودة بالوكالة إلى حرب شاملة.

لكن هذا لا يزيل التصعيد الكبير، من خلال صاروخ حوثي أو طائرة مسيرة يحالفهما الحظ للمرور من الدفاعات الأمريكية والبريطانية المرفقة بالسفن الحربية.

ترسانة الأسلحة الحوثية

يقول التحليل إن الذراع الاستخباراتية لوزارة الدفاع الأمريكية أصدرت، هذا الأسبوع، تقريرا غير سري، يشرح بشيء من التفصيل ما يوجد في ترسانة الحوثيين - ومعظمها من التكنولوجيا التي يمكن ربطها بإيران.

ويشمل ذلك المركبات الجوية بدون طيار (UAV) التي تعمل كمفجرين انتحاريين عن بعد.

ويزعم الحوثيون أن طائرات "صماد" الهجومية أحادية الاتجاه الخاصة بهم يبلغ مداها أكثر من 1100 ميل ويمكن أن تحمل حمولة تتراوح بين 45 إلى 110 رطل. (تبدو طائرة صماد متطابقة تقريبًا مع نموذج طائرة بدون طيار إيرانية تسمى "صياد" أو KAS-04).

اقرأ أيضاً

وكالة الطاقة: هجمات الحوثيين تضر بأسواق النفط في أوروبا

وتتمتع الطائرات بدون طيار الأطول مدى التي منحتها إيران للحوثيين بالقدرة على ضرب أهداف تصل إلى مسافة تصل إلى 1500 ميل، مما قد يعرض جميع القوات الأمريكية المتمركزة الآن في المنطقة والتي يبلغ عددها 30 ألف جندي تقريبًا للخطر.

ومنذ عام 2015، كما يشير تقرير الاستخبارات الدفاعية، زودت إيران الحوثيين بترسانة من الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، بما في ذلك صاروخ "آصف" الباليستي المضاد للسفن الذي تم إطلاقه على أهداف في البحر الأحمر والصواريخ الأطول.

الحرب ضد السعودية

ولا يوجد الكثير من المعلومات المتاحة للعامة حول الحجم الدقيق لترسانة الحوثيين، لكن حربهم الأهلية المستمرة منذ سنوات ضد القوات المدعومة من السعودية في اليمن توفر لمحة جزئية على الأقل عن هذا السؤال.

وبين عام 2015 ونهاية عام 2021، أطلق الحوثيون 851 طائرة بدون طيار و430 صاروخا وقذائف باليستية ضد أهداف سعودية، وفقا لبيانات القوات المسلحة السعودية.

عاملان مهمان

ويقول الكاتبان إن هناك شيئان يجب أخذهما في الاعتبار.

الأول هو أنه على الرغم من أن إمدادات الحوثيين ليست بلا حدود، فقد أظهرت الجماعة بالفعل أنها قادرة على إحداث الكثير من الضرر بعدد محدود من الضربات.

اقرأ أيضاً

احتواء الحوثيين في اليمن: أمل زائف

وحتى ترسانة مكونة من بضع عشرات من الصواريخ وبضع عشرات من الطائرات بدون طيار يمكنها مواصلة الضغط على التجارة في البحر الأحمر، وعلى الدوريات البحرية الأمريكية فيه، لأشهر قادمة.

والثاني هو أن الحوثيين منخرطون في حرب لمدة ثماني سنوات ضد الحكومة المدعومة من السعودية في اليمن، وقد حافظوا على ترسانتهم تحت سنوات من الضربات الجوية السعودية.

ولسوء الحظ بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، فقد أصبحت المجموعة جيدة جدًا في ذلك.

المصدر | روبي جرامر وجاك ديتش / فورين بوليسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الحوثيين البحر الاحمر طائرات مسيرة صواريخ باليستية اليمن بدون طیار

إقرأ أيضاً:

ترامب: لن نتسامح مع هجوم الحوثيين على السفن الأمريكية

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لن يتم التسامح مع هجوم الحوثيين على السفن الأمريكية، مشددًا على أن بلاده ستستخدم "القوة المميتة الساحقة" لتحقيق أهدافها.

ترامب يعلن بدء الضربات الأمريكية على الحوثيين.. توقف إمدادات المياه والوقود يزيد من معاناة سكان غزة| أخبار التوك شوعضو بإدارة ترامب: أمريكا لن تسمح للحوثيين وإيران بتهديد مصالحها

وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة لن تتوانى عن اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان حماية مصالحها وأمنها في المنطقة، بحسب عاجل لـ"القاهرة الإخبارية".

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن بدء ضربات جوية تستهدف مواقع تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، في تطور لافت في الصراع اليمني.

وتأتي هذه الخطوة، في إطار جهود الولايات المتحدة لتعزيز الأمن الإقليمي وحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر.

ووفقًا لبيان صادر عن القيادة المركزية الأمريكية، استهدفت الضربات الجوية، منشآت تستخدمها جماعة الحوثي؛ لشن هجمات على السفن التجارية.

وشملت الأهداف مراكز قيادة وسيطرة، أنظمة صواريخ، مرافق تشغيل الطائرات المُسيّرة، رادارات، ومروحيات، بالإضافة إلى عدة مرافق تخزين تحت الأرض.

وتهدف هذه العمليات إلى إضعاف قدرات الحوثيين على مواصلة هجماتهم المتهورة وغير القانونية.

من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن الضربات تهدف إلى تعطيل وتقليص قدرات جماعة الحوثي المدعومة من إيران على شن هجماتها المزعزعة للاستقرار ضد السفن الأمريكية والدولية التي تعبر البحر الأحمر.

يُذكر أن الولايات المتحدة قد شكلت تحالفًا بحريًا متعدد الجنسيات في المنطقة؛ ردًا على الهجمات التي ينفذها الحوثيون منذ أشهر قبالة سواحل اليمن، والتي تعطل حركة الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، وهما طريقان حيويان للتجارة الدولية.

وتُبرز هذه الأحداث تعقيد المشهد اليمني، وتداخل المصالح الإقليمية والدولية فيه، مما يستدعي جهودًا دبلوماسية مكثفة للوصول إلى حلول تُنهي الصراع المستمر وتحقق الاستقرار في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • 5 أسباب وراء الهجمات الأمريكية على الحوثيين
  • بعد هجمات اليمن.. إيران غاضبة وروسيا تدعو لـ«وقف فوري لاستخدام القوّة»
  • خبير إستراتيجى: الغارات الأمريكية على الحوثيين هدفها ردع إيران
  • القيادة المركزية الأمريكية: الضربات العسكرية على الحوثيين مستمرة
  • وزير الدفاع الأمريكي: إيران تعي جيدا أننا لن نتسامح مع هجمات الحوثيين
  • مسؤول أميركي: الضربات على الحوثيين ستستمر أياما وربما أسابيع
  • خبير عسكري: اليمن قد يواجه اجتياحا بريا أميركيا لمنع هجمات الحوثيين
  • ترامب: لن نتسامح مع هجوم الحوثيين على السفن الأمريكية
  • (نيويورك تايمز).. الضربات الأمريكية ضد الحوثيين ستستمر عدة أيام وقد تتوسع حسب ردهم
  • لهذه الأسباب نتنياهو خائف