فاينينشال تايمز: العلاقات التجارية بين أبوظبي وتل أبيب لم تتأثر بالحرب على غزة
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
الإمارات أكثر الأماكن أمانا للصهاينة في العالم
ذكرت صحيفة فاينينشال تايمز البريطانية، أن الحرب المستمرة التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة منذ نحو 5 أشهر لم تؤثر على علاقاته التجارية مع الإمارات.
وقالت الصحيفة، إن رائد الأعمال الصهيوني رون دانيال غادر إمارة دبي، التي عاش فيها منذ عام 2021؛ خوفاً من أن يكون «جالساً فوق بركان»، وتأثير حرب غزة على العلاقات التجارية بين أبوظبي وتل أبيب.
لكن الرئيس التنفيذي لشركة Liquidity Group، المتخصصة في إدارة الأصول والتكنولوجيا المالية، عاد مرة أخرى إلى الإمارات بعد شهر من مغادرته، بعد أن اتخذ قراراً بأن هذه المخاوف كانت «في أغلب الأحوال في ذهنه» وحسب.
ويعد دانيال واحداً ضمن مجموعة صغيرة من الصهاينة الذين يعيشون في الإمارات ويعملون فيها، منذ تطبيع العلاقات قبل أربع سنوات.
ويعكس قراره العودة إلى الدولة الخليجية، الآمال التي يحملها رجال الأعمال في كيان العدو بأن تطبيع العلاقات الذي أُبرم بوساطة أمريكية بين إسرائيل والإمارات وثلاث دول عربية أخرى -والذي أتاح لهم السعي علناً لإبرام صفقات في الشرق الأوسط- قادرٌ على أن يصمد أمام الغضب والألم اللذين خلفتهما الحرب التي تشنها «إسرائيل» ضد غزة.
وقال دانيال: «بقي السلام، وبقيت المصالح، وبقيت الصداقات»، مضيفاً أنه برغم أن الأمر كان «غريباً ومحرجاً» مع الأصدقاء الإماراتيين في البداية، صار بسرعة كبيرة كما لو أنه «لا علاقة له بنا”.
وأدانت الإمارات، مثل الدول العربية الأخرى، الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي ضد غزة، والذي أغضب الإماراتيين وقطاعاً كبيراً من السكان المغتربين الذين يشكلون غالبية سكان البلاد.
“لكن الغضب والألم جرى احتواؤهما ليقتصرا على المحادثات الخاصة في هذه الدولة الاستبدادية، حيث تُحظر الاحتجاجات، أدى هذا إلى غياب التظاهرات واسعة النطاق دعماً للفلسطينيين، التي شوهدت في أنحاء المنطقة وفي مناطق أخرى من العالم. وحذرت السلطات كذلك من إظهار الدعم الصريح للفلسطينيين»، وفقاً للصحيفة.
وصرح القادة الإماراتيون بالتزامهم تجاه الاتفاقية مع «إسرائيل»، التي تُعرف بـ”الاتفاقيات الإبراهيمية” .
كانت غالبية الأعمال التي أعقبت اتفاقية التطبيع ، تُنفذ مع كيانات منتمية إلى الدولة، لا سيما الكيانات الموجودة في أبوظبي، العاصمة الإماراتية الغنية بالنفط، التي قادت صفقة التطبيع.
حتى قبل الحرب، كان استغلال المكاتب العائلية الخاصة في الإمارات أصعب مما توقع رواد الأعمال «الإسرائيليون»، الذين أرادوا استخدام الاتفاقيات الإبراهيمية لكسب موطئ قدم إقليمي لهم والوصول إلى المستثمرين الخليجيين أصحاب الثروات.
قال إيلي وورتمان، الشريك المؤسس لشركة PICO Venture Partners في القدس، إنه كانت هناك فكرة تفيد بأن “رواد الأعمال اليهود سوف يصلون، ويجمعون كثيراً من رؤوس الأموال ويعودون، (لكن) تلك ليست الطريقة التي تدور بها الأعمال هناك”.
تسببت الحرب التي يشنها الكيان ضد غزة في تهدئة فورة الآفاق الوليدة للشركات الإماراتية الخاصة، التي تبرم صفقات مع الشركات «الإسرائيلية»؛ وذلك بسبب الغضب الشديد بين عائلات التجار بسبب الدمار في غزة؛ إذ أن كثيراً من هؤلاء كانوا حذرين بالفعل من التعامل مع “الإسرائيليين”.
وقال مسؤول تنفيذي إماراتي: “سواء كانت العلاقة تجارية بين أبوظبي وتل أبيب، سوف يفكر كل شخص هنا مرتين”.
وأضاف “إذا كان لدي أعمال مع شركة «إسرائيلية» فسوف أوقفها فوراً. العواطف مرتفعة للغاية”.
وانطوت غالبية الصفقات الكبيرة هنا على الشركات المرتبطة بالدولة في أبوظبي.
كانت شركة المجموعة 42- وهي شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي مقرها بأبوظبي ويرأسها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن القومي النافذ- أول شركة إماراتية تفتح مكتباً لها في “إسرائيل”.
واستثمرت شركة مبادلة للاستثمار المملوكة لحكومة إمارة أبوظبي، مليار دولار في حقل غاز «إسرائيلي»، و100 مليون دولار في رأس المال الاستثماري والشركات الناشئة بالكيان.
وحتى لو كان هناك تباطؤ مشهود في العلاقات التجارية بين أبوظبي والإمارات من جانب بعض الأعمال، ثمة إشارات على مضي الأمور قدماً في الجوانب الأخرى.
وقالت الباحثة البارزة المستقرة بتل ابيب، يويل مارك، الشهر الماضي، إنها كانت تمضي قدماً في افتتاح فرع بمدينة حيفا لمعهد الابتكار التكنولوجي بأبوظبي، المعروف بنموذجه اللغوي الضخم “فالكون”.
وقال المعهد إنه رسخ أقدامه بإسرائيل في العام الماضي، وإن يويل «كانت في عملية تعيين معنا منذ صيف عام 2023?، أي قبل بداية الحرب، وإنها الآن “قد انضمت إلينا”.
واستمرت شركات الطيران بالدولة الخليجية في تقديم رحلاتها إلى تل أبيب، حتى في الوقت الذي ألغت فيه كثير من شركات الطيران رحلاتها إلى هناك، مما يؤكد المصالح المتمثلة في المحافظة على العلاقة مع الكيان. وقالت نوا جاستفروند، الشريكة المؤسسة لمنتدى الأعمال الإسرائيلي الإماراتي UAE-IL Tech zone: «منذ السابع من أكتوبر، ربما لم تعد الاتفاقيات الإبراهيمية في مرحلة شهر العسل، ولكنها لا تزال مستقبلنا”.
وجرت إعادة تسمية المنتدى ليصير ببساطة( Tech Zone )بعد حذف المقطع الأول من الاسم الذي يشير إلى الإمارات وإسرائيل)، وذلك “في ضوء الحساسيات والحاجة إلى أوجه التعاون بالمنطقة الأوسع”.
وقال أريك شتيلمان، الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا المالية الإسرائيلية Rapyd، التي لديها نحو 100 موظف في الإمارات، إن تأثير الحرب على الأعمال كان «غير موجود حرفياً”.
فيما أشار وورتمان، من شركة PICO Venture Partners، إلى أن أحد الجوانب الحاسمة أن الإسرائيليين لا يزالون يشعرون بالترحاب هنا في الدولة الخليجية.
وأوضح: «إنها أحد أكثر الأماكن أماناً في العالم اليوم بالنسبة للإسرائيليين”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: بین أبوظبی
إقرأ أيضاً:
«غرفة أبوظبي» تؤسس مجموعة عمل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، تأسيس مجموعة عمل جديدة تتخصص في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، في خطوة تهدف إلى دعم نمو القطاع، وإيجاد الحلول الفاعلة لمعالجة التحديات التي تواجهه.
ويأتي تشكيل المجموعة ضمن مبادرات الغرفة التي تعكس التزامها، وحرصها على تعزيز منظومة الأعمال الديناميكية في الإمارة.
وتضم المجموعة التي يترأسها الدكتور أوليفر إلبرخت، رئيس شركة سيمنس أدفانتا الشرق الأوسط، عدداً من ممثلي قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بما في ذلك قادة القطاع، وخبراء التكنولوجيا، وصناع القرار والسياسات، فيما ستركز المجموعة على صياغة استراتيجيات تطويرية تعزز من مستويات الابتكار في القطاع، وتسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي مركزاً رئيساً للتميز التكنولوجي.
وانطلاقاً من حرص الغرفة على دعم الأعمال، تهدف المبادرة أيضاً إلى إيجاد الحلول للتحديات الرئيسة التي تواجه القطاع، وذلك بما يُمهد الطريق لشركات القطاع للتوسع في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية.وانسجاماً مع تحوّل أبوظبي نحو اقتصاد ذكي ومتنوع ومستدام، تم تشكيل مجموعات العمل التابعة للغرفة لتتمكن من دعم منظومة الأعمال عبر تبادل الرؤى المعرفية والخبرات التكنولوجية. ومن خلالها، ستسهم الغرفة في ترسيخ مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً للاستثمار والابتكار ونمو الأعمال.
وفي هذا الصدد، قال شامس علي خلفان الظاهري، النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة أبوظبي، والعضو المنتدب: «ينسجم إطلاق مجموعة عمل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع التزام الغرفة بتفعيل ركيزة«دعم السياسات»، والتي تعد إحدى الركائز الرئيسة في خريطة الطريق الجديدة التي أطلقتها الغرفة للأعوام (2025-2027)، علماً أننا نسعى، من خلال هذا الإطلاق، إلى توطيد سبل التواصل والتعاون بين مجتمع الأعمال وصناع القرار، والإسهام في بناء منظومة أعمال ديناميكية تتماشى مع التطلعات والتوجهات الاقتصادية للإمارة، فضلاً عن ترسيخ مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً للابتكار والاستثمار والريادة في مجال التكنولوجيا. كما تجسد تلك المبادرة جهودنا الرامية إلى دفع عجلة النمو المستدام، وفتح آفاق جديدة للأعمال والشركات على مستوى الدولة».
ومن جانب آخر، تحرص الغرفة على توطيد شراكتها مع الجهات الحكومية، ومجالس الأعمال لتعزيز تنافسية الإمارة، وتواصل مساعيها لإيجاد الحلول للتحديات التي تواجه شركات القطاع الخاص ضمن مختلف الأنشطة الاقتصادية، وذلك بما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، ويمكن الشركات من الازدهار في أبوظبي.
وتجدر الإشارة إلى أن غرفة أبوظبي تحتضن تحت مظلتها 15 مجموعة عمل تركز على مختلف القطاعات الاقتصادية الرئيسة، كما تمكنت من رصد أكثر من 126 فرصة تطويرية، لتعزيز نمو شركات القطاع الخاص.