نهيان بن مبارك : الإمارات والعراق تربطهما علاقات أخوية راسخة
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
استقبل معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش في قصره أمس معالي إيفان فائق جابرو وزيرة الهجرة والمهجرين في جمهورية العراق الشقيق.
وفي بداية اللقاء .. رحب معاليه بوزيرة الهجرة والمهجرين في العراق ، و بحث معها سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية العراق بما يخدم المصالح المشتركة ،كما تبادلا وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان حرص دولة الإمارات على تعزيز علاقاتها مع دول العالم أجمع انطلاقاً من مبادئها الراسخة في التعايش والحوار والسلام والتضامن الإنساني بين المجتمعات والشعوب بما يحقق الاستقرار و الازدهار على مستوى العالم.
وقال معاليه إن دولة الإمارات وجمهورية العراق الشقيق تربطهما علاقات أخوية راسخة تعززها أواصر التعاون المشترك في مختلف المجالات والقطاعات بما يحقق تطلعات قيادتي البلدين الشقيقين وشعبيهما نحو مستقبل أكثر تطورا وازدهارا.
من جانبها أكدت معالي إيفان فائق جابرو حرص جمهورية العراق على تعزيز التعاون مع دولة الإمارات بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين ، مشيدة بجهود الإمارات في إرساء قيم السلام والتسامح والتعايش على مستوى العالم بما يعزز مبادئ الأخوة الإنسانية.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
هل يمكن إنشاء تحالف بين تركيا وسوريا والعراق؟
أحيت التطورات التي تشهدها المنطقة أحلاما قديمة متعلقة بالتحالفات بين دولها، لتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار فيها، بعيدا عن تدخلات القوى الدولية. ومن تلك الأحلام ما ذكره المفكر والشاعر التركي الراحل، سزائي قره قوج، عام 1975 في كتاب له وسماه "فيدرالية دجلة والفرات الإسلامية"، أي تحالف بين ثلاث دول يمر من أراضيها نهرا دجلة والفرات، وهي تركيا وسوريا والعراق. وكان قره قوج الذي توفي عام 2021، يدعو إلى إنشاء تحالفات إقليمية بين الدول الإسلامية للوصول إلى اتحاد إسلامي موسَّع.
الرئيس السابق لوكالة الأناضول للأنباء، الكاتب الصحفي التركي كمال أوزتورك، يشير إلى أن الفكرة التي طرحها قره قوج قبل سنوات، تُناقَش اليوم بعد سقوط النظام السوري بين المثقفين المقربين من حزب العدالة والتنمية، ويقول إنه "شخصيا من الذين يرون الوحدة ضرورية، وأن إمكانية تحقيقها أصبحت أكبر في الظروف الجيوسياسي الراهن"، مضيفا أن "العوائق أمام الوحدة ليست غير حواجز نفسية ناتجة عن الدعاية السلبية". كما يدور الحديث في أنقرة حول احتمال انضمام سوريا إلى مشروع "طريق التنمية" بعد تغيير مساره، ليبدأ من ميناء الفاو العراقي، ويتجه غربا بعد مروره ببغداد، ويصل إلى دير الزور ومنها إلى حلب، ثم يدخل محافظة غازي عنتاب التركية. ويرى خبراء ومحللون أن انضمام سوريا إلى هذا المشروع سيقلل التكاليف، ويختصر الوقت، ويسهم في إعادة إعمار سوريا.
التحالف بين تركيا وسوريا والعراق حلم كبير، إلا أن وصف العوائق التي تحول دون تحقق هذا الحلم بـ"حواجز نفسية" غير واقعي وتبسيط مبالغ فيه؛ لأن العراق اليوم تحت سيطرة القوى السياسية والمليشيات الطائفية الموالية لإيران. وكانت بغداد أرسلت تلك المليشيات إلى سوريا لنصرة النظام البائد وقتل الشعب السوري، بقرار رئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي، وفتوى المرجع الشيعي الأعلى في النجف، علي السيستاني، كما يقول وزير العدل العراقي الأسبق حسن الشمري.
القوى السياسية والمليشيات التي تشكل حاليا الحكومة العراقية، ترى نجاح الثورة السورية في إسقاط نظام الأسد وإخراج إيران من سوريا، خطرا كبيرا يهددها، رغم الرسائل التي تبعثها الإدارة الجديدة في دمشق لطمأنة جيران سوريا بما فيهم العراق، مشددة على أن الأراضي السورية لن تكون منصة لأنشطة تهدد أمن دول الجوار واستقرارها. ويؤدي هذا الشعور في العراق، إلى حشد طائفي وتحريض ضد سوريا التي تحررت من نظام الأسد وحلفائه، ويهدد مستقبل العلاقات بين البلدين.
رئيس الوزراء العراقي الأسبق وزعيم ائتلاف دولة القانون، الشريك في الإطار التنسيقي الشيعي الحاكم في العراق، نوري المالكي، قال قبل أيام في كلمته التي ألقاها في المؤتمر التأسيسي لمجلس رؤساء قبائل وعشائر كربلاء، إن سوريا انتهت تحت "حكم الإدارة التركية الإسرائيلية"، ويحكمها "إرهابيون كانوا في سجون العراق". كما وصف نجاح الثورة السورية في إسقاط نظام الأسد بــ"الفتنة الخطيرة" التي تهدد المنطقة برمتها. ومن المؤكد أن هذه التصريحات تشير إلى أن حلم إنشاء تحالف بين أنقرة ودمشق وبغداد، بعيد المنال، ما دام أمثال المالكي هم الذين يحكمون العراق.
الرئيس السوري أحمد الشرع الذي يصفه نوري المالكي بــ"الإرهابي"، زار أنقرة أمس الثلاثاء، تلبية لدعوة رئيس الجمهورية التركي، رجب طيب أردوغان. وبعد الاجتماع الثنائي الذي استغرق أكثر من ثلاث ساعات، عقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا، أعرب فيه أردوغان عن سعادته البالغة لاستضافة "أخيه" والوفد المرافق له في العاصمة التركية، مؤكدا أن تركيا ستقدم الدعم اللازم إلى السوريين في المرحلة الجديدة أيضا، مثلما دعمتهم في أيامهم الصعبة. كما ذكر الشرع أن الشعب السوري لن ينسى ما قدمته تركيا إليه طيلة السنوات الماضية، وأن اليوم هناك علاقات أخوية متميزة بين تركيا وسوريا، مشيرا إلى رغبة الإدارة السورية الجديدة في تحويل تلك العلاقات إلى شراكة استراتيجية عميقة في كافة المجالات.
العلاقات التركية العراقية تحسنت في الآونة الأخيرة، ووقعت أنقرة وبغداد في نيسان/ أبريل الماضي خلال زيارة أردوغان للعاصمة العراقية، اتفاق إطار استراتيجي للتعاون بين البلدين في مجالات الأمن والطاقة والاقتصاد. كما أن العلاقات التركية السورية مقبلة على قفزة نوعية، في ظل عزم تركيا على دعم الإدارة الجديدة في دمشق بكل ما تملك من قوة وخبرة وثقل، كي تنجح في مواجهة محاولات الثورة المضادة، والحفاظ على مكتسبات الثورة، وحماية وحدة أراضي سوريا، وإرساء الأمن والاستقرار فيها، بالإضافة إلى إعادة إعمارها. ويمكن لأنقرة أن تستخدم علاقاتها مع بغداد في إقناع حكومة السوداني بأن التصعيد ضد حكام سوريا الجدد لن يخدم المصالح العراقية، وأن تبنّي سياسة حسن الجوار سيكون لصالح سوريا والعراق والمنطقة، وأن الدولتين العربيتين الجارتين يمكن أن تتعاونا في إطار المصالح المشتركة، حتى وإن لم تصل علاقاتهما مستوى التحالف الاستراتيجي.
x.com/ismail_yasa