اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء الدول الغربية باستخدام اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية -الذي انسحبت منه موسكو هذا الأسبوع- أداة "للابتزاز السياسي"، غير أنه قال إن روسيا ستعود للاتفاق على الفور إذا لُبّيت كل شروطها.

وقال بوتين خلال اجتماع لحكومته "بدل مساعدة الدول التي هي في حاجة ماسّة، استخدم الغرب اتفاق الحبوب لأغراض ابتزاز سياسي، وجعله أداة لإثراء (الشركات) المتعددة الجنسية والمضاربين في السوق العالمية".

وأضاف الرئيس الروسي أن بلاده تستطيع تعويض الحبوب الأوكرانية في السوق العالمية، سواء كان ذلك مجانا أو على أساس تجاري.

وأمهلت موسكو الأمم المتحدة ثلاثة أشهر لتنفيذ بنود مذكرة من شأنها تسهيل الصادرات الزراعية الروسية، إذا أرادت أن تستأنف موسكو المحادثات حول السماح بمواصلة تصدير الحبوب الأوكرانية.

وقالت روسيا الاثنين الماضي إنها علّقت مشاركتها في اتفاق استمر عاما توسطت الأمم المتحدة وتركيا في إبرامه وسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وذلك بسبب شكواها من عدم الوفاء بوعود بتسهيل تصديرها للمواد الغذائية والأسمدة، موضحة أن العقوبات الغربية تعرقل صادراتها من الغذاء والأسمدة.


وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال قبل أيام إن انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب الأوكرانية يعني أيضا تعليق الاتفاق المتعلق بالمساعدة على تسهيل تصدير الحبوب والأسمدة الروسية.

ومدد اتفاق الحبوب الأوكرانية ثلاث مرات وانتهى سريانه الاثنين الماضي، وسهّل الاتفاق تصدير أطنان من الحبوب والمواد الغذائية في إطار محاولات معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تصاعدت إلى مستويات قياسية بعد بدء شن روسيا الحرب على أوكرانيا.

شحنات عسكرية

وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها ستتعامل ابتداء من غد الخميس مع جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية على أنها ناقلات محتملة لشحنات عسكرية، وذلك بعد أيام من انهيار الاتفاق الذي دأبت روسيا على انتقاده في الأسابيع الأخيرة.

وأضافت الوزارة أن الدول التي ترفع السفن المذكورة أعلامها ستعتبر أطرافا في النزاع، في إشارة إلى الحرب الروسية الأوكرانية.

في المقابل، قال ميخايلو بودولياك مستشار الرئاسة الأوكرانية اليوم الأربعاء إن بلاده تقترح تسيير دوريات عسكرية دولية تحمل تفويضا من الأمم المتحدة لضمان أمن صادرات الحبوب في البحر الأسود، وذلك بعد انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب.

وأضاف بودولياك أنه ينبغي مشاركة الدول المطلة على البحر الأسود -مثل تركيا وبلغاريا- في الدوريات العسكرية الدولية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحبوب الأوکرانیة تصدیر الحبوب اتفاق الحبوب البحر الأسود

إقرأ أيضاً:

واشنطن وكييف تقتربان من اتفاق حول الموارد المعدنية مقابل الدعم العسكري   

في تطور جديد في المفاوضات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، أفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية نقلاً عن مصدر مطلع أن الإدارة الأمريكية والحكومة الأوكرانية تقتربان من التوصل إلى اتفاق بشأن حصول الولايات المتحدة على الموارد المعدنية الأوكرانية مقابل استمرار المساعدة الأمنية والمالية في الحرب مع روسيا.

تقدم في المفاوضات الأمريكية الأوكرانية

في سياق متصل، أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، عن تقدم كبير في المحادثات بين البلدين، مشيرًا إلى أن الرئيس الأوكراني قد يوقع قريبًا صفقة استراتيجية مع واشنطن، وفقًا لصحيفة «فاينانشال تايمز» الأمريكية.

وأكد والتز في مؤتمر أمس الجمعة: أنه «في عهد ترامب، ستنتهي هذه الحرب وستنتهي قريبًا»، ووصف ترامب «إنه رئيس السلام».

وكان هذا التحول في المفاوضات نتيجة لرفض أوكرانيا للعرض الأول الذي قدمه وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، والذي يتضمن انتقال نحو 50% من حقوق المعادن النادرة في أوكرانيا إلى الولايات المتحدة مقابل المساعدات العسكرية التي قدمتها واشنطن لكييف خلال الحرب. 

حيث أثار هذا الاقتراح اعتراضات من المسؤولين الأوكرانيين الذين اعتبروا أن قيمته تفوق بكثير الدعم العسكري المقدم لهم.

وردًا على الرفض، قامت واشنطن بممارسة الضغط على كييف بعدة طرق منها الإعلان عن إمكانية قطع خدمة الإنترنت «ستارلينك»، وهو ما أثار قلق الحكومة الأوكرانية.

مساعي ترامب وزيلينسكي بشأن المعادن

وأسهم التقدم في المفاوضات في التخفيف من حدة الخلافات بين ترامب وزيلينسكي.

وجاء الخلاف بين الجانبين على خلفية مساعي زيلينسكي إلى تطوير المعادن الحيوية في أوكرانيا بتعاون استثماري من الجانب الأمريكي فقط. 

في المقابل، تسعى الإدارة الأمريكية للحصول على هذه المعادن واستثمارها بشكل منفرد.

ورغم هذه الضغوطات، أعرب زيلينسكي عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق يتضمن نجاحًا طويل الأمد. وفي مقطع فيديو على منصة «إكس»، قال زيلينسكي أمس إن المناقشات تحرز تقدما، وأنه: «يمكن أن تضيف هذه الاتفاقية قيمة إلى علاقاتنا»، مضيفًا: «أتطلع إلى نتيجة عادلة».

ترامب عن المفاوضات مع أوكرانيا

من جهته، أشار الرئيس ترامب إلى أنه لا يرى أن المفاوضات مع أوكرانيا مثمرة كما هو الحال مع روسيا. 

كما ووصف زيلينسكي بأنه «ديكتاتور»، مشيرًا إلى أنه أجرى  محادثات «جيدة جدا» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأعرب عن احترامه لبوتين، وأكد أنه «لم أجر محادثات جيدة مع أوكرانيا».

مقالات مشابهة

  • ترامب: سأنهي الحرب الروسية الأوكرانية وسنستعيد أموالنا التي دفعناها لأوكرانيا
  • واشنطن وكييف تقتربان من اتفاق حول الموارد المعدنية مقابل الدعم العسكري   
  • مشروع قرار أمريكي أمام الجمعية العام للأمم المتحدة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
  • لافروف: لن نثير قضية العقوبات الغربية خلال مفاوضات "تسوية الأزمة الأوكرانية"
  • واشنطن وكييف تتفاوضان حول المعادن الأوكرانية النادرة
  • منتدى: استثمار التكامل الاقتصادي بين البلدان الإفريقية أداة حاسمة لتحقيق الاستقرار والسلم
  • الكرملين: شعبية زيلينسكي تتراجع وكييف تفضّل التبعية واستخدام أموال الغرب دون رقابة
  • أستاذ علاقات دولية: نتنياهو لن يكون جزءًا من المشهد السياسي بعد حرب غزة
  • ترامب يشكر ولي العهد السعودي على استضافة بلاده لمحادثات بشأن الحرب الروسية الأوكرانية
  • القوات الروسية تهاجم البنية التحتية للطاقة في منطقة أوديسا الأوكرانية