9 فبراير، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

زكي الساعدي

تعتبر أسعار صرف الدولار في العراق موضوعاً يستحق الاهتمام والتحليل الدقيق، حيث يتأثر سوق الصرف بعدة عوامل من بينها السياسية والاقتصادية والأمنية. يظل الفارق بين السعر الرسمي والسوق السوداء واضحاً، مما يعكس حجم الطلب على العملة الأجنبية وتداولها في السوق الموازية.

رغم معاقبة بعض المصارف العراقية خلال الفترة الأخيرة، إلا أن الأسعار لم تشهد ارتفاعات ملحوظة، مما يثير تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا الاستقرار النسبي. يمكن أن تفسر هذه الظاهرة من خلال عدة عوامل:

أولاً، التحول التدريجي نحو التحويل المباشر وتقليل الاعتماد على الدولار الموازي قد أسهم في تخفيض الطلب على العملة الأجنبية، وبالتالي استقرار الأسعار.

ثانياً، زيادة مستوى الامتثال لضوابط الفيدرالي وتحسن سرعة انجاز الحوالات، بالإضافة إلى حجم استيرادات المصارف للدولار الخارجي، قد عزز من استقرار الأسعار ومنع ارتفاعها بشكل مفرط.

ومع ذلك، يظل النظام المصرفي العراقي هشاً ومعرضاً لتداعيات العقوبات الفيدرالية المستمرة، مما يجعله عرضة للتقلبات في أي وقت. ينعكس هذا الوضع على الجهود الاقتصادية والاستثمارية في العراق، حيث يميل المواطنون نحو الاكتناز بدلاً من إيداع أموالهم في البنوك، مما يعكس قلة الثقة في النظام المصرفي الحالي.

مع تفعيل نظام مصرفي آمن وموثوق، يمكن أن تتحول الأموال المكتنزة إلى نشاط مصرفي فعّال، مما يعزز المشاريع التنموية ويدعم الاقتصاد الوطني. لذلك، يتعين علينا تطوير النظام المصرفي ليحفز على تطوير القطاع الخاص ويشجع على مشاركته في مشاريع استثمارية جديدة تعمل على دعم وتعزيز مصلحة الوطن وتحقيق التنمية المستدامة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

إدارة ترامب ونظام ملالي طهران

آخر تحديث: 20 فبراير 2025 - 9:35 صبقلم: د. عبدالرزاق محمد الدليمي من المهم أن نلاحظ أن تصريحات المسؤولين في إدارة ترامب حول “خطورة النظام الإيراني” كانت تتكرر بشكل كبير طوال فترة رئاسته، خاصة فيما يتعلق بالأنشطة النووية الإيرانية، دعم إيران للجماعات المسلحة في المنطقة، وأسلحتها الصاروخية. ولكن رغم التصريحات القوية، كانت هناك مفارقة بين التصريحات والخطوات العملية المتخذة من قبل الإدارة في بعض الحالات. أسباب هذا التناقض المحتمل:
1. الضغط الدبلوماسي والعقوبات:
إدارة ترامب بالفعل اتخذت إجراءات كبيرة للحد من نفوذ إيران على المستوى الدولي، ومنها انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني (الاتفاق الذي أبرم في عهد أوباما)، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية القاسية على إيران، ما جعل الاقتصاد الإيراني يعاني بشدة. هذه العقوبات كانت تهدف إلى الضغط على النظام الإيراني لتغيير سياساته المتعلقة بالبرنامج النووي، الدعم العسكري للمجموعات المسلحة في الشرق الأوسط، والانتهاكات لحقوق الإنسان.ومع ذلك، لم تكن هذه العقوبات كافية لإحداث تغيير جذري في سلوك إيران. العقوبات تسببت في عزلة إيران الاقتصادية لكنها لم تصل إلى الحد الذي يجبر النظام الإيراني على التراجع عن سياساته، خاصة أن إيران كانت تتمتع ببعض الدعم من دول أخرى مثل الصين وروسيا التي حاولت التخفيف من تأثير العقوبات.
2. القيود العسكرية:
على الرغم من التصريحات القوية والتهديدات العسكرية، إدارة ترامب كانت حريصة على عدم التصعيد العسكري المباشر مع إيران، لا سيما بعد حادثة قتل الجنرال قاسم سليماني، الذي كان بمثابة تحذير شديد اللهجة للنظام الإيراني. رغم ذلك، لم تُتبع هذه الخطوات بمزيد من الإجراءات العسكرية المتجددة ضد إيران في شكل حرب شاملة أو تدخل مباشر.
3. التحالفات الدولية:
كانت إدارة ترامب قد وجهت انتقادات لاذعة للنظام الإيراني، ولكنها في ذات الوقت لم تكن قادرة على تشكيل تحالف دولي واسع للضغط على إيران بشكل أكبر. الدول الأوروبية، على سبيل المثال، كانت متحفظة على فرض عقوبات جديدة أو التصعيد ضد إيران بسبب الاتفاق النووي، حيث كانت هناك بعض الدول الأوروبية التي أرادت التمسك بالاتفاق النووي واستمرار التعاون مع إيران في إطار الاتفاقية.
4. التحديات الداخلية في إيران:
رغم أن الإدارة الأمريكية قد كانت تتهم إيران بتوسيع نفوذها في المنطقة، إلا أن النظام الإيراني نفسه كان يواجه تحديات كبيرة داخليًا، مثل الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. مع ذلك، إدارة ترامب لم تركز على دعم الاحتجاجات الشعبية بشكل واضح، حيث كانت توجهاتها أكثر تجاه الضغوط العسكرية والاقتصادية على النظام.
5. أولويات الإدارة الأمريكية:
رغم الحديث المستمر عن “التهديد الإيراني”، كانت أولويات إدارة ترامب في بعض الأحيان موجهة نحو قضايا أخرى مثل الصين، كوريا الشمالية، أو حتى الاقتصاد الأمريكي الداخلي. وبالتالي، كانت السياسات تجاه إيران جزئية، وأحيانًا لم تأخذ الشكل الذي يتوقعه البعض، حيث كان يتطلب الأمر توجيه سياسة أمريكية أكثر تركيزًا على الحصار التام أو التصعيد العسكري. على الرغم من التصريحات الحادة حول إيران من قبل مسؤولي إدارة ترامب، فإن الإجراءات العملية التي اتخذتها الإدارة كانت مركزة بشكل أكبر على الضغط الاقتصادي والسياسي من خلال العقوبات، مع الحد الأدنى من التدخل العسكري المباشر. وفي النهاية، كانت إدارة ترامب تسعى إلى ممارسة الضغط دون التورط في تصعيد شامل، وهو ما قد يفسر السبب في أن التهديدات والتصريحات لم تترجم دائمًا إلى إجراءات أكثر تطورًا ضد إيران.

مقالات مشابهة

  • أسعار الخضروات والفاكهة في أسواق الوادي الجديد
  • استقرار أسعار الدواجن في الوادي الجديد اليوم السبت
  • توقعات بوجود استقرار نسبي في أسعار الدواجن خلال رمضان
  • رئيس شعبة الدواجن يكشف توقعاته للأسعار في رمضان
  • كاتب صحفي: المعارض الموسمية تلعب دورا حيويا في دعم المواطنين
  • تراجع الأسهم الآسيوية بعد إشارات إبطاء الفيدرالي لخفض الفائدة
  • وزير التجارة: تخفيض أسعار 800 منتوج خلال رمضان
  • استقرار أسعار العملات الأجنبية في البنوك المصرية اليوم الخميس 20 فبراير 2025
  • إدارة ترامب ونظام ملالي طهران
  • بنوك تخفض الفائدة بين 1% و3% لتحقيق التوازن المصرفي