أولوية العمل العربي المشترك
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
أولوية العمل العربي المشترك
تأكيد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، خلال مشاركة سموه في الاجتماع التشاوري الوزاري العربي بشأن غزة الذي عُقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك، يبين ما يمثله ذلك من أولوية على وقع التحديات غير المسبوقة التي تشهدها المنطقة والتي توجب بدورها التنسيق التام والعمل الجماعي الفاعل، ومشدداً سموه على أهمية “الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها تحت الاحتلال”، ومشيراً إلى “أن التوصل لوقف مستدام لإطلاق النار يشكل أولوية ملحة خلال المرحلة الراهنة”، وهو موقف يعكس حرص الإمارات التام على أمن واستقرار المنطقة وسلامة شعوبها، ومن هنا تبدو أهمية تحقيق السلام العادل والشامل وضرورة تكثيف المساعي والعمل الجماعي المنظم والتعاون مع الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي لإنهاء التطرف والتوتر والعنف، والدفع نحو تحقيق “حل الدولتين” وفق المرجعيات المعتمدة وهو ما يوجب إيجاد أفق سياسي جاد وبنّاء لإحياء المفاوضات.
سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أشار خلال الاجتماع الذي شارك فيه وزراء خارجية السعودية وقطر والأردن ومصر وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وزير الشؤون المدنية، وشهد بحث تطورات الشرق الأوسط وأزمة غزة وتداعياتها الإنسانية على الشعب الفلسطيني الشقيق.. إلى أهمية تكثيف الجهود لمنع اتساع دائرة الصراع والضرورة القصوى لحماية المدنيين ودعمهم بالمساعدات الإنسانية وتمكينهم من الحصول عليها دون أي عراقيل أو عوائق، وذلك في تأكيد لرؤية الدولة الهادفة والمسارات اللازمة التي يتوجب على المجتمع الدولي برمته التركيز عليها سواء للحد من تداعيات الأزمة المأساوية على حياة أكثر من مليوني إنسان، أو لتكثيف الجهود لوضع حد نهائي لها عبر الدفع نحو تحقيق السلام لكونه الضامن الوحيد للانتقال نحو حقبة جديدة قوامها التعايش والاستقرار، خاصة أن العالم أجمع يدرك بدوره خطورة استمرار التصعيد وعليه أن يتحمل مسؤولياته الواجبة لحقن الدماء ووضع حد للنزيف الذي يدفع ثمنه الأبرياء والمدنيون وغالبية ضحاياه من الأطفال والنساء وكبار السن.
الأزمة تحتاج إلى حل دائم وجذري ولا شك أن الوقف الفوري والتام لإطلاق النار يشكل أولى خطواته، وضرورة تفعيل كافة المسارات الدبلوماسية لإنهاء الصراع المتواصل منذ زمن طويل، إذ أنه من غير الجائز أن تكون حياة مئات آلاف المدنيين عرضة للخطر بين حين وآخر جراء غياب الحل الجذري والعادل، فضلا عما يشكله الصراع من تهديد لأمن واستقرار المنطقة، ومن هنا فإن التعامل مع أزمة غزة وغيرها من التحديات يتطلب أعلى درجات العمل العربي المشترك وكذلك وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته والتنسيق معه لإنهائها.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الوضع “مخزٍ” في غزة.. البابا فرنسيس يدعو المجتمع الدولي للعمل من أجل السلام والعدالة بالشرق الأوسط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وصف البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، أمس الأربعاء، الوضع في غزة بأنه “مخز” في إشارة إلى الأوضاع الإنسانية المتدهورة هناك.
وهذا التصريح، جاء في إطار تصعيد تصريحات البابا بشأن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي اندلع منذ أكثر من ثلاثة شهور، حيث اشتدت المعارك بشكل كبير منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل.
وأدان البابا فرنسيس، الذي كان دائمًا من دعاة السلام وحل النزاعات بالحوار، في تصريحات سابقة تصاعد العنف في غزة وأكد على ضرورة التوصل إلى حلول سلمية. لكن مع مرور الوقت، ازدادت المأساة الإنسانية في القطاع الفلسطيني نتيجة للغارات الجوية الإسرائيلية والهجمات الصاروخية، مما دفعه إلى التصعيد في تصريحاته.
في هذا السياق، أشار البابا إلى أن الوضع في غزة أصبح “مخز” ليس فقط بسبب عدد الضحايا من المدنيين، ولكن أيضًا بسبب تدمير البنية التحتية الأساسية وحرمان الناس من الغذاء والماء والمستلزمات الطبية.
وصرح البابا ان الدمار اخلف عنه عدة أمور، أولا الدمار الشامل: البابا وصف الوضع في غزة بأنه يتسم بالدمار غير المسبوق، بما في ذلك تدمير المستشفيات والمدارس والمنازل.
المدنيون ضحايا أساسية:
أكد البابا أن المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، هم الضحايا الرئيسيون لهذا النزاع، وأن العديد منهم يعانون من قصف عنيف وحصار خانق.
إدانة الانتهاكات:
ودعا البابا إلى وقف العنف والقتل المستمر، مشددًا على ضرورة احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني من قبل جميع الأطراف.
الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية:
البابا طالب بفتح ممرات إنسانية لتقديم المساعدات للأهالي في غزة، مؤكداً أن آلاف الأرواح يمكن إنقاذها إذا تم السماح بالوصول إلى المستشفيات والملاجئ الآمنة.
دعوة للمجتمع الدولي:
دعا البابا المجتمع الدولي، بما في ذلك القوى الكبرى، إلى تحمل المسؤولية واتخاذ خطوات جادة لإنهاء الصراع، مؤكدًا على ضرورة وجود مبادرة سلام حقيقية من أجل التوصل إلى حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقد لاقت تصريحات البابا فرنسيس ردود فعل متباينة. من جانب، قوبلت بتقدير من قبل جماعات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، الذين أشادوا بموقفه الحازم في مواجهة ما وصفوه بالانتهاكات الإسرائيلية في غزة.
فمن جانب آخر، اتهم بعض مؤيدي إسرائيل البابا بتوجيه اللوم بشكل غير عادل إلى الدولة العبرية في حين لم يوجه نفس الانتقادات لحركة حماس.
ويواصل البابا فرنسيس في تصريحاته الأخيرة، دعوته للمجتمع الدولي للعمل من أجل السلام والعدالة في الشرق الأوسط، ويركز على ضرورة إنهاء دائرة العنف والدمار المستمرة في غزة. إن هذا التصعيد في خطابه يوضح التزامه بالقيم الإنسانية والدينية التي يسعى لتعزيزها في جميع أنحاء العالم.