دبي: «الخليج»

يرعى صندوق الفرجان، المشروع المجتمعي الذي يستهدف تمويل الأفكار والمشاريع التطويرية والمجتمعية في الأحياء السكنية، ودعماً لأجندة دبي الاجتماعية 33، وتعزيزاً لرفاه مجتمع دبي وأفراده، الدورة الثانية من مهرجان «بين الغاف» الذي تنظمه «فرجان دبي»، المؤسسة الاجتماعية التطوعية الهادفة إلى تعزيز التواصل الاجتماعي بين سكان الأحياء في دبي عبر المنصات الافتراضية، بالتعاون مع بلدية دبي، ومؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القُصّر (أوقاف دبي)، خلال الفترة من 8 إلى 18 فبراير الجاري.

ويستهدف المهرجان في نسخته الثانية التي تقام في حديقة وغابات مشرف الوطنية في دبي، تقديم فعاليات تسهم في ترسيخ التقارب والتلاقي بين أفراد أحياء وفرجان دبي وتتيح مناخاً يخدم في تقوية أواصر التضامن المجتمعي لدى أبناء الإمارة.

ويلبي مهرجان «بين الغاف» مستهدفات أجندة دبي الاجتماعية 33، الساعية إلى تحقيق نموذج الأُسَر الأسعد والأكثر ترابطاً وضمان الاستقرار الأسري والاجتماعي للإماراتيين وتمكين المنظومة الاجتماعية الأكثر فعالية واستباقية في الرعاية والتمكين، عبر مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تستهدف الارتقاء بجودة الحياة داخل فرجان دبي.

ويضم المهرجان عدداً من المناطق المختلفة منها منطقة أصحاب المشاريع المنزلية، ومنطقة المطاعم، والمنطقة الشبابية، ومنطقة المسرح الرئيسي والتي تتميز بجلسات عائلية أمام المسرح، ومنطقة ألعاب الأطفال، ومنطقة الرسم الحي لفناني الفرجان.

يرافق الحدث الذي يستمر على مدار 11 يوماً، أجواء اجتماعية وترفيهية وتراثية وتعليمية يتلاقى خلالها أبناء الفرجان في دبي عبر عدد من الفعاليات والأنشطة المتنوعة، التي تجمع بين الموسيقى والرسم والتصوير والألعاب الشعبية وتحديات الطبخ إلى جانب المشاريع المنزلية.

وتشهد النسخة الثانية من مهرجان بين الغاف مشاركة 150 موهبة مختلفة في عروض وأنشطة متنوعة يشهدها المهرجان، و45 مشروعاً منزلياً ومطعماً ومقهى فضلاً عن مشاركة 150 متطوعاً.

تشجيع المشاركة المجتمعية

وقال راشد الهاجري،مدير مشروع صندوق الفرجان: تجسد رعاية الصندوق لمهرجان بين الغاف التزامه بتمكين الكوادر المواطنة من بناء حياة اجتماعية متماسكة وتشجيع المشاركة المجتمعية وترسيخ ثقافة التطوع وتنظيم الفعاليات والبرامج الهادفة إلى صقل المواهب ورعاية المشاريع المبتكرة التي تخلق تجربة مجتمعية مميزة للمواطنين وترتقي بجودة حياتهم داخل أحيائهم السكنية، وهو ما يُعدّ من أولويات أجندة دبي الاجتماعية 33.

وأضاف: «يلبي المهرجان مستهدفات الصندوق الساعي إلى تعزيز التنمية الشاملة وتحسين جودة حياة الأفراد من خلال توجيه الاستثمار في المشاريع الاجتماعية المهمة، الرامية إلى ترسيخ رفاهية وسعادة المجتمع وتعزيز التواصل بين المواطنين في الأحياء السكنية في دبي».

ودعا مدير مشروع صندوق الفرجان، مواطني دبي إلى تقديم أفكار مشاريع اجتماعية مبتكرة من المتوقع أن تحقق أثراً إيجابياً يعزز جودة حياة المواطنين داخل أحياء الإمارة، وذلك عبر الموقع الإلكتروني للصندوق، مؤكداً أن مجلس أمناء الصندوق يتابع كافة الأفكار التي تصله من أهالي الفرجان.

منصة فريدة

من جهتها، قالت علياء الشملان، مؤسس ومدير عام «فرجان دبي»: تشهد النسخة الثانية من مهرجان بين الغاف عدداً من التطورات سواء على مستوى المساحة التي تضاعفت هذا العام أو على مستوى الفعاليات والتي من المتوقع أن تسهم في زيادة عدد حضور هذه الدورة، حيث يشهد الحدث تنظيم فعاليات تلبي تطلعات واهتمامات كافة أفراد المجتمع، وتعمل على تطوير مهاراتهم، وخبراتهم، المهنية، والاجتماعية، والفنية.

علياء الشملان

وأضافت: «يعتبر المهرجان منصة فريدة تسلّط الضوء على المشاريع المنزلية التي تحظى بتشجيع دائم في دبي نتيجة أهميتها في التنويع الاقتصادي وتسريع وتيرة التنمية وتعزيز قدرات الكوادر المواطنة، حيث يستعرض المهرجان 45 مشروعاً منزلياً ملهماً في قطاعات مختلفة ومطعماً ومقهى مشاركاً في المهرجان، الأمر الذي يسهم في تعزيز دخل أصحاب هذه المشاريع ويدفعهم إلى العمل على تطويرها والتوسع فيها».

وتابعت: «تشهد النسخة الثانية من المهرجان مشاركة 150 متطوعاً يؤدون أدواراً متنوعة لضمان نجاح الفعاليات تتضمن استقبال حضور المهرجان وتوجيههم نحو المواقع التي يرغبون في زيارتها، إضافة إلى تقديم معلومات حول الفعاليات والجدول الزمني لها،» مثمنةً دعم «دو» التابعة لشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة، للمهرجان وحرصها على المساهمة في إنجاح المبادرات الهادفة إلى تعزيز الترابط المجتمعي ودعم المشاريع المبتكرة، والأنشطة التطوعية التي تعود بالفائدة على سكان فرجان دبي.

قيمة وطنية

قال أحمد الزرعوني، مدير إدارة الحدائق العامة والمرافق الترفيهية في بلدية دبي: «تجسد مشاركة البلدية في تنظيم النسخة الثانية من مهرجان بين الغاف وللعام الثاني على التوالي التزامها بالتعاون والتكامل مع كافة مؤسسات دبي، من أجل دعم الفعاليات المساهمة في الارتقاء بجودة الحياة داخل أحياء دبي وتسريع تحقيق غايات ومستهدفات الاستراتيجيات الطموحة لدبي».

أحمد الزرعوني

وأضاف: «بعد نجاح النسخة الأولى من المهرجان، تمت مضاعفة المساحة الخاصة بالمهرجان هذا العام لاستقبال واستيعاب المشاريع المنزلية المشاركة والفعاليات والجمهور الكبير الذي من المتوقع حضوره للاستمتاع بأجواء تمزج بين الماضي والحاضر في رحاب أشجار الغاف التي تمثل قيمة وطنية كبيرة لاقترانها بهوية الإمارات وتراثها وتوجد بكثافة في حديقة وغابات مشرف الوطنية».

تكامل الجهود

بدوره، ثمّن خالد آل ثاني، نائب الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصر «أوقاف دبي»، الدور الحيوي الذي يلعبه «صندوق الفرجان» في رعاية المشاريع الاجتماعية في الأحياء والفرجان السكنية في دبي، بما يسهم في الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين، وترسيخ أواصر الترابط، مشيراً إلى أهمية التعاون وتكامل الجهود بين جميع الهيئات والمؤسسات في دبي بما يعود بالفائدة على جميع شرائح المجتمع ويعزز مسيرة التنمية الشاملة في دبي.

خالد آل ثاني

وقال: «ينسجم تعاوننا مع (فرجان دبي) لتنظيم الدورة الثانية من مهرجان (بين الغاف)، مع أهداف المؤسسة وسعيها لتعزيز التكافل الاجتماعي الذي من شأنه تأمين الترابط بين أفراد المجتمع ورعاية الشأن المجتمعي في الإمارات، وهو ما يتسق مع مستهدفات أجندة دبي الاجتماعية 33، وغاياتها في تحقيق الأسر الأسعد والأكثر ترابطاً وتسامحاً وتمسكاً بالقيم والهوية الوطنية، وتمكين مواطني دبي ورفع إنتاجيتهم ومساهمتهم الاقتصادية بما يحقّق اكتفاءهم الذاتي واستقلالهم المادي».

مشاريع ريادية

يسعى مهرجان بين الغاف إلى دعم المشاريع المنزلية والريادية والناشئة، حيث تشهد النسخة الثانية من المهرجان مشاركة 20 مشروعاً منزلياً متنوعاً، فيما يعتبر المهرجان منصة جيدة تسهم في خلق فرص عمل جديدة للشباب، الأمر الذي يسهم في رفع معدلات دخل المشاركين واكتسابهم مهارات جديدة.

وتشهد النسخة الثانية من المهرجان تخصيص 4 جداريات لأصحاب المواهب الفنية المميزة والخطاطين وذلك لتقديم رسومات حية أمام جميع زوار المهرجان، حيث تمنح هذه الجداريات الفرصة للجمهور للتعرف عن قرب إلى المشوار الذي يقطعه الفنان حتى اكتمال اللوحة وتحولها من مجرد فكرة إلى عمل فني، في الوقت نفسه تمنح هذه الفعالية الفنان فرصة معرفة رد فعل الجمهور المباشر تجاه عمله، من خلال قراءة ملامح وجوههم، والإجابة عن أسئلتهم، وتعليقاتهم.

معرض المواهب

ينظم مهرجان بين الغاف، معرض المواهب، الذي يعمل على إبراز الشخصيات الموهوبة داخل الفرجان، عبر عرض صورهم واستعراض إنجازاتهم، بهدف تقديم نماذج يمكن أن تكون شخصيات ملهمة للأجيال الجديدة، وبما يسهم في خلق حافز التميز لديها.

كما تشمل فعاليات المهرجان عرض أعمال أهالي فرجان دبي الفنية في الرسم والتشكيل والتصوير الفوتوغرافي أمام زوار الحدث، الأمر الذي يسهم في تسليط الضوء على المواهب المحلية ويعزز مكانتها في المشهد الفني ويسهم في تقديم أعمال فنية فريدة، ويساعدها على اكتساب خبرات وتجربة أفكار جديدة وتقنيات مبتكرة.

كما يشهد مهرجان بين الغاف تنظيم أكثر من 25 ورشة عمل حرفية ومهنية وإبداعية تستهدف كافة الفئات العمرية من أبناء فرجان دبي، وذلك بهدف تعزيز جودة حياة المواطنين وتمكينهم اقتصادياً واجتماعياً عبر تنمية مهارات المشاركين في كافة المجالات، وتعزيز قدراتهم الإبداعية، وإثراء خبراتهم وتجاربهم، وتشجيعهم على الدخول إلى مجال ريادة الأعمال وتزويدهم بالمهارات التي تساعدهم على الانطلاق في عالم المشاريع الناشئة.

كما يشارك في تقديم الورش «ميداف ستوديو» وهو مساحة فنية انطلقت بدعم من صندوق محمد بن راشد لدعم المشاريع، بهدف تحفيز الحس الإبداعي والفني إضافة إلى ورش العمل والدورات التعليمية التي تسعى إلى تنمية روح الفنان لدى المشاركين.

ملتقى الأسرة

يحفل مهرجان بين الغاف بورش مختلفة منها ورشة لرائدة الأعمال الإماراتية والشيف عبير اللوز حول أسرار صناعة الحلويات والخبز والمعجنات، فضلاً عن ورش في صناعة العطور والبخور بالإضافة إلى الفعاليات التراثية التي تسعى إلى إحياء التراث الشعبي والحفاظ على تراث الأجداد في إطار يربط بين الماضي والحاضر، ليكون المهرجان ملتقى الأسرة الإماراتية.

كما ينظم المهرجان ورشاً فنية لتعليم الأطفال والكبار طرقاً متعددة للتعبيرعن أنفسهم من خلال الريشة والألوان، حيث تسعى هذه الورش إلى تعزيز الإبداع لدى الأطفال والشباب، من خلال مجموعة من الممارسات الفنية التي تسهم في بناء المهارات والمواهب في عالم الرسم والتشكيل.

استكشاف المواهب

يخصص مهرجان بين الغاف منطقة ترفيهية للأطفال، تختزل في فعالياتها جوانب تعليمية وتثقيفية متعددة، وتتضمن قسما لركوب الخيل، وحديقة حيوانات مصغرة، ومنطقة لألعاب القفز، فضلاً عن منطقة للألعاب الشعبية الإماراتية ومنطقة ترفيهية لمسابقات الأطفال، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من ورش العمل التي تشجع الأطفال على تنمية مهاراتهم واستكشاف مواهبهم، وتمنحهم فرصاً متميزة للتفاعل واكتشاف الذات وتنمي لديهم الحس الإبداعي وروح العمل الجماعي ضمن أجواء أسرية مميزة.

ويحفل مسرح مهرجان بين الغاف بالعديد من المسابقات التي تستهدف كافة فئات الجمهور، بداية من مسابقة البحث عن الكنز مع حسن الملا، ومسابقة أجمل سيارة كلاسيكية، مروراً بمسابقة تحدي الطبخ مع عبد الله إسماعيل وعبير اللوز، ومسابقة التصوير مع علا اللوز لأجمل صورة فنية في المهرجان، وانتهاء بالمسابقات اليومية للجمهور والمقدمة من قبل علياء بوجسيم وفريق بصمة زايد التطوعي.

كما يشهد مهرجان بين الغاف تقديم الفنان الإماراتي خالد محمد توليفة متنوعة من الأغاني التي تتميز بالألحان التراثية والكلمات الشعبية الإماراتية.

وكانت النسخة الأولى من مهرجان بين الغاف قد شهدت مشاركة 15 مشروعاً منزلياً و70 موهبة إماراتية استعرضت قدراتها أمام حضور المهرجان الذي بلغ نحو 25 ألف زائر للحدث الذي استضافته حديقة وغابات مشرف الوطنية التي تتميز باحتوائها المكثف لأشجار الغاف التي تعد رمزاً للصمود والتعايش في الصحراء، وتعتبر من الأشجار الوطنية الأصيلة في الإمارات.

يُذكر أن «صندوق الفرجان» الذي تم إطلاقه تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، رئيس اللجنة العليا للتنمية وشؤون المواطنين، ودشنه سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، عضو مجلس دبي، يستهدف تمويل الأفكار والمشاريع الاجتماعية في الأحياء والفرجان السكنية بدبي، والهادفة إلى تعزيز جودة حياة المواطنين وتمكينهم اقتصادياً واجتماعياً.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات أجندة دبي الاجتماعية إمارة دبي بلدية دبي أوقاف دبي النسخة الثانیة من الثانیة من مهرجان دبی الاجتماعیة 33 صندوق الفرجان من المهرجان فی الأحیاء إلى تعزیز جودة حیاة تسهم فی من خلال یسهم فی فی دبی

إقرأ أيضاً:

مهرجان ليوا الدولي.. «قوة ناعمة» تصون الموروث

لكبيرة التونسي (أبوظبي)
بين كثبان «صحراء ليوا»، حيث تلتقي الحكايات بالسماء، وكل زاوية تحمل قصة، تختتم فعاليات «مهرجان ليوا الدولي 2025» اليوم وسط إشادة واسعة، حيث أثنى زواره من مختلف الجنسيات على ما تضمنه من أنشطة ثقافية وتراثية ورياضية استثنائية. 
ونجح المهرجان الأكبر في المنطقة بطابعه المتفرد في إبراز العادات والتقاليد الإماراتية وفن عيش الأجداد، وتعزيز الموروث المتدفق، الحاضر والمستدام، حيث يقبل عليه الأبناء من الشباب والأطفال، بما يرسخ هذه القيم ويحملها للمستقبل، ويترجم أهداف الحدث الأبرز في المنطقة في صون موروث الأسلاف وحفظه للأجيال، بمختلف تجلياته من قيم وحرف وفنون وعادات وتقاليد ورياضات تراثية، ممارسات ما زالت قائمة وحية إلى اليوم، بل يحرص عليها الأبناء ويتعلمونها ويمارسونها بدورهم بفخر واعتزاز. 
وسط أجواء مفعمة بمشاعر الفخر والاعتزاز، تمارس الحرفيات ضمن «قرية ليوا» في متحف حي، مختلف الحرف التراثية الأصيلة، ما يعزز لدى الزوار الموروث العريق والعادات والتقاليد الأصيلة من قيَم مارسها الأسلاف، ويسير على نهجها الأبناء والأحفاد، ويحرص الحرفيون من كبار المواطنين على نقل أسرار الحرف التراثية إلى الزوار من مختلف الجنسيات، والرد على استفساراتهم، ويشبعون نهمهم المعرفي، وتظهر فرحة الأمهات والآباء جليَّة، وهم يزاولون الحرف التراثية، ويقدمون القهوة العربية والأكلات الشعبية للضيوف، يعكسون فن عيش الأولين وعاداتهم وتقاليدهم، تعبيراً عن فخرهم واعتزازهم بهويتهم التي يعملون على غرسها ونقلها للأجيال وللعالم أجمع، تقديراً لما قدمه الأجداد في سبيل الوطن.

وضمن مشاهد حيّة تنقل خبيرات التراث للأجيال شغفهن بالتراث ورسالتهن الرامية إلى تعزيز الموروث في نفوس الأبناء، عبر الورش التعليمية والمشاركة في المعارض والمهرجانات.
قالت أشواق التميمي التي تعمل على صنع «الإبراز لوّل»، إن مشاركة الحرفيات تتعدى إبراز ما كانت تقوم به الجدات من أعمال وحرف لتسهيل العيش، وإنما تنقل العادات والتقاليد والممارسات والطقوس الاجتماعية التي كانت ترافق هذه الحرف، حيث كانت تتم ضمن مجموعات، وكانت النساء تساعدن بعضهن بعضاً، ومن تتقن منهن حرفة معينة تعلم الأخريات، سواء في الأيام العادية، أو خلال الأعياد والمناسبات السعيدة، حيث كانت تسود كل معاني التعاون والتكافل، ورغم بساطة العيش كان الجميع ينعم بالسعادة والفرحة، حيث كانت الحياة الاجتماعية تُبنى على روح «الفريج»، موضحة أنها إلى جانب باقي الحرفيات يقدمن الحرفة للزوار، ويتحدثن أيضاً عن العادات والتقاليد الاجتماعية، ويرسخن ذلك خصوصاً عند الأطفال، لضمان ديمومتها وانتقالها إلى الأجيال بسلاسة. 
ورغم مما يتيحه المهرجان من فعاليات ترفيهية مبهجة، إلا أنه يضع التراث في صدر اهتماماته بكل ما يحتويه من فعاليات تبرز الموروث وتحث على الحفاظ عليه، باعتباره رمزاً من رموز الهوية الوطنية والاحتفاء به يعزز الارتباط بالأرض، كما يعدُّ الوصل بين الماضي والحاضر والمستقبل، رسالة حب يجب أن تصل إلى الأجيال للحفاظ عليها، عن طريق ممارسة الصناعات والمشاركات في المهرجان، كما يدعم هذه الممارسات بالقصص والصور والمشاهد الحيّة، عبر مختلف المؤثرات والأفكار الإبداعية والوسائط الذكية مثل «ليالي الواحة» التي توضح حياة الواحة، بحيث يغرس الشغف بالتراث والعمل على صونه ونقله إلى الأجيال، من خلال كل ما تتيحه «قرية ليوا» من فعاليات متنوعة، والتي قدمت رسالتها الناعمة في صون الموروث عبر مختلف الأنشطة والورش التعليمية والمشاريع الشبابية المستوحاة من الحرف التراثية الأصيلة، واتخذت من النخلة مصدراً لإلهامها أو البخور والعطور والأزياء، وغيرها من القصص الملهمة والأفكار الإبداعية. 

أخبار ذات صلة «الفارس الشهم 3» تغيث الأطفال النازحين في غزة 131 ألف مواطن يعملون بالقطاع الخاص بنهاية 2024

رحلة معرفية
ضمن فعالياته وأنشطته الرائعة، خاض الزوار رحلة مشوقة وسفراً في الماضي، حيث الكثير من الفعاليات التي تعزز الهوية الوطنية وتسرد حكايات الماضي وتربط الجيل بأسلافهم وتروي قصصهم باعتزاز، وكيف كانوا يطوعون الطبيعة، وصنع ما يحتاجونه ويعينهم على العيش، ليؤدي دوراً كبيراً في تعزيز الهوية الوطنية لأبناء الإمارات، لما يشمله من عادات وتقاليد وطقوس، عبر الحرف والصناعات، وعطور وبخور وحرف وجلسات وأطعمة شعبية، حيث تشكل ساحاته كرنفالاً احتفالياً تزين بألوان تراثية فريدة وفعاليات وأنشطة بهية، ضمن مختلف أركانه، ومنها «ملتقى الفنون» الذي يستهدف الأطفال الصغار، ويتضمن عدة ورش تراثية، منها الرسم على السيراميك، الرسم على سعف النخيل، الرسم بالرمل، الرسم على المدخن وصناعة لوحات مستوحاة من التراث يحملها الأطفال معهم تذكاراً جميلاً من «قرية ليوا»، وغيرها من الفعاليات.
وأشادت الأم لولوة المنصوري بالورش الفنية التراثية التي تقدم صورة توضيحية للأبناء عن الحرف التراثية، منسجمة مع ما يقدمه المهرجان ضمن المعرض الحي المفتوح.

ذكريات 
بدورها، قالت ابنة منطقة الظفرة عتيقة المنصوري، إنها فخورة بإقامة هذا المهرجان الذي يربطها بذكريات كثيرة، ونحتفل بثقافتنا الأصيلة ونتمسك بتراثنا العريق ونعتز بكل مكوناته، ونسعى لإبرازه دوماً في أبهى صورة، لاسيما أن المهرجان يشهد تفاعلاً استثنائياً، ولاحظنا مدى إقبال الزوار من مختلف دول العالم، خاصة من أبناء منطقة الخليج، الذين جاؤوا للاستمتاع بمختلف الأنشطة والفعاليات التراثية، وعلى رأسها الرياضات الصحراوية، إلى جانب بقية الفعاليات التراثية التي تتناول تاريخ الآباء والأجداد، إيماناً بدور أبناء الإمارات في الحفاظ على إرث الأوّلين، وتوصيل رسائله إلى الأجيال. 

«الحدث الأكبر» يستقبل آلاف الزوار
يستقبل الحدث الأكبر في المنطقة يومياً آلاف الزوار، واستمتع الجمهور ببرنامج ثري من الاحتفالات والأنشطة والعروض الترفيهية واللحظات الاستثنائية، حيث يوفر خيارات مدهشة لمختلف أفراد العائلة، من تسلية وترفيه وتسوق وتذوق ومعرفة، استمتعوا بالأجواء الاستثنائية التي ميزت المهرجان عن غيره، حيث يجمع بين الرياضات المشوقة والسياحة الصحراوية والفعاليات المجتمعية، وجمع عشاق الرياضة الصحراوية وأسرهم من مختلف الدول العربية والخليجية والأجنبية، وعرّفهم بتراث الإمارات وعاداتها وتقاليدها، وأسهم في إشعاع المنطقة، وما تحتويه من سياحة صحراوية وتاريخ عريق.

مقالات مشابهة

  • الهيئة العربية للمسرح تكشف تفاصيل فعاليات الدورة الـ 15 من مهرجان المسرح العربي
  • أمير منطقة حائل يرعى حفل انطلاق “مهرجان حرفة” للحرف اليدوية غدًا
  • انطلاق "مهرجان الجاليات" بولاية خصب
  • الإعلان عن أولى المشاريع الكبرى التي ستنفذها تركيا في سوريا
  • الإمارات..مهرجان فلج المعلا يدعم رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة
  • إقبال من الزوار على مهرجان نجران الشتوي
  • مهرجان ليوا الدولي.. «قوة ناعمة» تصون الموروث
  • مهرجان «المرموم: فيلم في الصحراء 4» ينطلق اليوم
  • برعاية منصور بن زايد.. انطلاق فعاليات الدورة الأولى من «مهرجان العين للتمور»
  • برعاية منصور بن زايد.. انطلاق فعاليات الدورة الأولى من "مهرجان العين للتمور"