الذكرى الثانية لرحيل تهاني الجبالي .. صاحبة أعلى منصب قضائي في مصر
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
تهاني الجبالي وُلدت في محافظة الغربية ، وتربت في بيئة عائلية محافظة وملتزمة بالقيم والتقاليد. على الرغم من الظروف الصعبة التي قد تواجهها الفتيات في تلك المناطق، إلا أن تهاني استطاعت تحقيق النجاح في مسيرتها العلمية والمهنية.
بدأت رحلتها التعليمية بالحصول على المركز الخامس على مستوى مصر في شهادة الثانوية العامة، مما يدل على استثنائية قدراتها العقلية والتحصيلية.
بعد التخرج، بدأت تهاني الجبالي مسيرتها المهنية كمحامية وعملت في هذا المجال لمدة تصل إلى 30 عامًا، حيث اكتسبت خبرة واسعة في النظام القانوني المصري وكانت تمتلك سجلًا حافلاً من الانتصارات والتميز في مهنتها.
بعد أن عملت لمدة 30 عامًا كمحامية، شغلت تهاني الجبالي عدة مناصب بارزة في مجال المحاماة والقضاء، تم انتخابها كأول عضوة في المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، وهو مكتب عالي المستوى يمثل المحامين في العالم العربي. كما تولت رئاسة لجنة المرأة في الاتحاد نفسه، حيث كانت تسعى لتمثيل المرأة العربية في المجال القانوني. بالإضافة إلى ذلك، عملت كمحاضرة أساسية في مركز التدريب وتكنولوجيا المعلومات التابع لاتحاد المحامين العرب.
شغلت تهاني الجبالي أيضًا عدة مناصب قضائية وقانونية بارزة، مثل عضوية مجلس نقابة المحامين المصرية، وعملت كمستشارة قانونية للعديد من المؤسسات الاقتصادية. كما كانت تدرس القانون في بعض الجامعات وكانت عضوًا في اللجنة التشريعية والسياسية بالمجلس القومي للمرأة.
قرار تعيينها كقاضية في المحكمة الدستورية العليا أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الدينية والسياسية والقضائية، حيث اعتبره البعض تطورًا إيجابيًا نحو تعزيز دور المرأة في المجال القضائي، بينما اعتبره البعض الآخر جريئًا ومثيرًا للجدل.
شاركت تهاني الجبالي في العديد من الحوارات مع المعارضين لتعيينها، وتم اتهامها بأن تعيينها كقاضية لم يكن بسبب كفاءتها القانونية بل بسبب علاقتها بسوزان مبارك، زوجة الرئيس الاسبق حسني مبارك، وذلك وفقًا لبعض المعارضين لها.
صراع مع جماعة الإخوان الإرهابيةتهاني الجبالي استمرت في مسارها المهني والسياسي، إلا أنها واجهت تحديات كبيرة، بما في ذلك استبعادها من منصبها كنائب رئيس المحكمة الدستورية العليا. حيث تم استبعادها من هذا المنصب بناءً على قرار صادر عن الرئيس السابق محمد مرسي، الذي قلص عدد القضاة في المحكمة الدستورية من 19 إلى 11 عضوًا.
على الرغم من جهودها القانونية للعودة إلى منصبها السابق، إلا أن المحكمة الدستورية العليا رفضت طعنها وأكدت استبعادها، مما دفعها إلى مواصلة النضال لاستعادة حقوقها القانونية.
تعبر تهاني الجبالي عن مواقفها السياسية بوضوح، حيث عبرت عن اعتراضها على إدارة الدولة من قبل الرئيس السابق محمد مرسي، وطالبت بالانفصال التام عن جماعة الإخوان المسلمين وعدم السعي لـ«أخونة الدولة». كما هاجمت الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي في عام 2012، واعتبرته انقلابًا على مكتسبات ثورة 25 يناير.
على الرغم من تورطها في السياسة، إلا أن تهاني الجبالي تمتلك تأثيرًا كبيرًا في الساحة القانونية والسياسية المصرية. حيث شغلت مواقع مهمة في الاتحادات القانونية وتم تكريمها عدة مرات باختيارها كأكثر السيدات تأثيرًا في مصر.
بشكل عام، يمكن القول إن تهاني الجبالي تمثل صوتًا قويًا ومؤثرًا في المشهد السياسي والقانوني المصري، ورغم التحديات التي واجهتها، إلا أنها استمرت في النضال من أجل العدالة والمساواة في المجتمع.
رحيل تهاني الجباليتوفيت تهاني الجبالي في 20 يناير 2020 عن عمر يناهز الـ70 عامًا. كانت وفاتها خبرًا محزنًا للعديد من الناس في مصر وخارجها، خاصةً في الأوساط القانونية والسياسية التي كانت لها تأثيرًا كبيرًا فيها. استذكر الكثيرون مسيرتها المهنية الحافلة ودورها في دعم حقوق المرأة والعدالة في المجتمع.
رحيل تهاني الجبالي ترك فراغًا كبيرًا في المشهد السياسي والقانوني المصري، حيث كانت تُعَدُّ واحدة من الشخصيات البارزة التي كانت تتحدث بوضوح وتصدق في الدفاع عن القضايا التي كانت تعتقد أنها مهمة لتقدم المجتمع وتعزيز العدالة.
على الرغم من رحيلها، يبقى إرث تهاني الجبالي حيًا من خلال عملها وجهودها التي لن تُنسى، وتظل مساهماتها في مجالات القانون والسياسة وحقوق الإنسان محط إعجاب وتقدير الكثيرين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مجال القانون جامعة المنصورة المحكمة الدستورية العليا شهادة الثانوية العامة المحکمة الدستوریة على الرغم من إلا أن
إقرأ أيضاً:
مطعم إيطالي شهير يطرد إسرائيليين: لا نريد أموال قتلة الأطفال
طرد مطعم "تافيرنا سانتا كيارا" الشهير في مدينة نابولي الإيطالية زوجين إسرائيليين، وطلب منهما المغادرة، بعد أن قال المالكون بشكل علني: "أنتم إسرائيليون، لستم موضع ترحيب هنا".
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" يقول الزوجان إنهما كانا يتناقشان حول "إسرائيل" مع بعض مع رواد المطعم عندما طلب منهما صاحب مطعم في نابولي الانضمام إلى احتجاج مناهض لـ"إسرائيل"؛ وصفوها بمعاداة السامية، فطردتهم.
ووفقًا للتقارير، كان الزوجان يناقشان حول "إسرائيل"، مما دفع صاحبة المطعم، نيفيس موندا، إلى التدخل، وزُعم أنها دعتهم إلى دعم احتجاج ضد الفصل العنصري الإسرائيلي والإبادة الجماعية ضد قطا عغزة، وعندما رفضوا، طالبتهم بمغادرة المطعم.
«Get out of our restaurant! We don't want you!" Family from Israel kicked out of Naples because they are Israelis. Restaurant in question: "Taverna a Santa Chiara", Naples. pic.twitter.com/AAfqIvpFQd — RadioGenoa (@RadioGenoa) May 4, 2025
وقام الزوجان بالاعتداء على صاحبة المطعم لفظيا واتهماها بمعاداة السامية، ووجّها لها تهديدات.
في اللقطات المتداولة على الإنترنت، يُسمع الزوجان وهما يتهمان صاحب المطعم بمعاداة السامية ودعم "الإرهاب"، قائلين: "لقد عانينا من معاداة السامية بشكل مباشر لمجرد أننا يهود وإسرائيليون. لم نتخيل أبدًا أن يحدث هذا في نابولي، المدينة التي تُشجع الحرية".
أثارت الحادثة موجة من ردود الفعل في إيطاليا، حيث أعرب البعض عن دعمهم للزوجين وإدانة سلوك صاحب المطعم، بينما أعرب آخرون عن تضامنهم مع موقفها السياسي.
أصدر المطعم بيانًا ينفي فيه أي دوافع معادية للسامية، ويؤكد دعمه لحملة مساحات خالية من الفصل العنصري الإسرائيلي.
تأتي هذه الحادثة الأخيرة في ظل تصاعد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جميع أنحاء أوروبا عقب اندلاع الحرب ضد غزة.
وقالت صحيفة "معاريف" إن "المرأة الإسرائيلية صورت المواجهة الكلامية مع صاحبة المكان، وانتشر الفيديو الآن على كافة مواقع التواصل الاجتماعي".
وأضافت الصحيفة "في البداية قيل لهما إنهم سيرحلان لأن المطعم غير مهتم بخدمة الصهاينة، ولكن في الفيديو يمكن سماع الصراخ في وجه صاحبة المطعم: أنت معادية للسامية، وتكرهي اليهود، لتريد صاحبة المطعم: وأنا فخورة بذلك".
وأوضحت "في الوقت نفسه الذي دار فيه تبادل للكلمات، كان من الممكن رؤية صاحبة المطعم وهي تقوم بإخلاء الطاولة".
وقال المصور لصاحب المطعم أيضًا: "2000 عام يلاحقوننا، ونحن لسنا خائفين من مؤيدي الإرهاب مثلك، الأشخاص الذين يصلون لمريم وعيسى، اللذين كانا يهوديين". يرد صاحب المطعم: "أنا لا أهتم بأموالكم، يا قتلة الأطفال".