الجزيرة:
2025-02-21@10:59:55 GMT

غربان لا تأكل الموتى.. رواية ترثي الانتصار

تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT

غربان لا تأكل الموتى.. رواية ترثي الانتصار

صدرت مؤخرا رواية "غربان لا تأكل الموتى"، للكاتبة المصرية دعاء جمال البادي، وتسرد فصولها سيرة عائلة المنسي التي استقرت بمدينة السويس، خلال القرن الـ19، ومآل الحفيد الذي ولد إبان هزيمة يونيو/حزيران 1967.

تتناول الرواية -عبر 219 صفحة- تبعات الحروب على البشر سواء انتهت بالهزيمة أو الانتصار.

ولدى بطل "غربان لا تأكل الموتى" قناعات نحو الحروب والغربان تؤثر على مسيرته كلها، وتضطره خيبات متتالية إلى مغادرة مدينته، ليبدأ رحلة جديدة من المعاناة بمدن عدة؛ ومع تصاعد الأحداث يتكشف له الماضي تباعا؛ وهو ما يجعله أمام واقع حقيقي وآخر مختلق.

ودعاء البادي، صحفية مصرية، فازت بجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي عن رواية "زهرة الأندلس" عام 2019، وحاصلة على جائزة المجلس الأعلى للثقافة عن مسرحية "الرماد" عام 2023، صدر لها متتالية قصصية بعنوان "إنهم يثورون في دُرج الكومودينو" عام 2019.

وتقول البادي إن "هناك علاقة قوية بين الصحافة والأدب، فكلاهما يتكلم عن البشر ويستهدف البشر، وهناك أيضا اختلاف بينهما، فالكتابة الصحافية محكومة بقيود ما يمكن تسميته بـ"التقريرية"؛ حيث تكون اللغة جافة تجتهد نحو الحياد أما في الأدب فالكتابة حرة بلا قيود".

وتكمل: "وهناك كثير من الأدباء الذين عملوا بالصحافة أمثال غسان كنفاني وإحسان عبد القدوس ويوسف إدريس".

وتعتبر البادي أن القصة الصحفية تسعى نحو المعلومة وتغطية كافة أطراف القضية، أما القصة الروائية فتطرح مشاعر كاتبها فقط حيال الحدث، فضلا عن الاختلاف في طبيعة السرد، وتكمل: "الصحفي والروائي لا يصلحان للتأريخ، فالأول تحركه سياسات المؤسسة الصحفية التي يعمل بها، والروائي تقوده مشاعره".

وعن مكان الرواية ونقلاتها الزمنية تعتبر البادي أن الرواية تتناول أثر الحرب على الناس -سواء انتهت تلك الحرب بالهزيمة أو الانتصار- "ولا توجد مدينة مصرية تأثرت بالحروب، التي خاضتها مصر خلال القرن الماضي، كما السويس".

الروائية دعاء البادي فازت بجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي عن رواية "زهرة الأندلس" عام 2019 (الجزيرة)

وتعتبر الروائية المصرية أن التنقل بين الأزمة حدث من خلال البطل نفسه الذي حكى سيرة العائلة قبل أن يستطرد في حكي سيرته.

قصة حربين

وعن دافعها لكتابة الرواية تقول: "لدي قناعة أن المصريين لم يتجاوزوا حتى الآن هزيمة يونيو/حزيران 1967 رغم الانتصار بعد 6 سنوات في 1973، ورغم البعد الزمني للحربين. من ذلك انطلقت.. جميع أبطال الرواية يحملون هذه الهزيمة فوق أكتافهم ويسيرون مع الحياة، ويتأكد لهم مع كل حدث أنهم لم ينتصروا".

ومن نصوص الرواية التي تبدو كأنها أجزاء من قصيدة شعرية، تقول إحدى شخصياتها: "إنني أتعالى، والباقون مرضى بالأرض، يُعاهدون التراب ويمضغون أجسادهم، وهناك في البعيد ظلٌّ يُخمد أعواد كبريت ويتقلَّب فوق جمر المهزلة. ثمّ ها هم الشجعان أسرى كبقايا مقتلة! إنني أتجلّى، وهُم يسكبون الدماء على ثيابي، ويضحكون، من يُهدي العيدان المنتصبة الرماد، ومن يدفع إلى المحرقة؟!".

ويكمل النص: "ثم تصعد أصواتُهم المنجرحة بالهزيمة:

– انزل.
– ستموت.
وأزعق فيهم:

– أنتم جبناء وأنا كل الندم.
يتأسفون ويضربون كفوفهم، وأقول أيضا:
– إنني لن أعود.
لسبب ملتبس يتكورون حول نقطة غير مرئية، ويتأهبون للانفجار، في حين أنتظر مجيء الغربان لتحل المسألة".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

ذكرى رحيل الطيب صالح..عبقري الرواية العربية

تمر اليوم ذكرى رحيل الأديب والكاتب السوداني الطيب صالح، الذي توفي يوم 18 فبراير(شباط) 2009 في لندن، بعد رحلة علاج شاقة، أثر إصابته بفشل كلوي، تاركا للمكتبة العربية إرثا أدبيا راقيا، فقد ترجمت معظم أعماله إلى عدة لغات عالمية، كما أطلق عليه "عبقري الرواية العربية".

وهو من مواليد الريف السوداني، فقد نشأ وسط أسرة تعمل بالزراعة، وعندما أنهى المرحلة الدراسية، التحق بالجامعة في الخرطوم ونال درجة البكالوريوس في العلوم، لكنه عقب ذلك سافر إلى لندن، وهناك درس العلوم السياسية.
بدأ الطيب صالح مسيرته في عالم الكتابة في خمسينات القرن العشرين، ولعب دورا كبيرا في نشر ثقافة وطنه السودان وآدابه على مستوى العالم، وقد عكست كتاباته سعة أفقه، وثقافته الواسعة، فقد كان مطلعا وملما في عدة مجالات معرفية، كالفلسفة والأدب، واللغة، والفقه، والإعلام، وكان عاشقا ومتذوقا للشعر، وطالما عبر عن إعجابه الشديد بقصائد المتنبي، وحكمه البليغة.
تناول صالح في نتاجه الأدبي عدة قضايا وظواهر، نبعت معظمها من بيئته ومجتمعه، وامتازت نصوصه بدقة الوصف، وبراعة الكاتب في التصوير، مستخدما أسلوبا سرديا مشوقا، ومن أشهر رواياته "موسم الهجرة إلى الشمال" التي ترجمت للغات عديدة، وحققت انتشارا كبيرا على مستوى الوطن العربي، والعالم، وبسبب هذه الرواية تحديدا أطلق النقاد على الطيب صالح لقب "عبقري الرواية العربية".
وتطرق الأديب السوداني الأشهر، أثناء كتاباته لمواضيع ثقافية مهمة، مثل الصدام بين الحضارات، وإشكالية التعددية الإثنية، وغيرها، من القضايا الثقافية التي كانت موضع نقاش، في المشهد الأدبي، وكان يعالج القضايا بطريقة إيحائية أدبية رفيعة المستوى، وبلغة آسرة قريبة من المتلقي، وقد امتلك الطيب صالح في كتابته، أسلوبا جمع فيه بين القدرة على الإقناع الفكري والعلمي، ثم التأثير الوجداني، فكان يعزف على وترين معا العقل والقلب، عبر أسلوب مميز، نادرا ما يجيده آخرون.
وفي مطلع حياته العملية اشتغل الطيب صالح في عدة مواقع مهنية، فأدار مدرسة في السودان، وعندما انتقل للإقامة في لندن عمل إعلاميا في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وترقى فيها عبر عدة مناصب حتى شغل فيها مديرا لقسم الدراما.
وعقب سنوات من إقامته في لندن، رجع إلى السودان واشتغل في الإذاعة السودانية، ثم انتقل إلى قطر وعمل في وزارة الإعلام بمنصب وكيل ومشرف على أجهزتها، ثم عمل مديرا إقليميا بمنظمة اليونيسكو في باريس، وعمل أيضا ممثلا لليونيسكو في الخليج العربي.
كتب عددا من الروايات، وأبرزها: "موسم الهجرة إلى الشمال"، و"عرس الزين"، و"مريود"، و"ضو البيت"، و"دومة ود حامد".
واعتبرت رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" من بين أفضل مائة رواية في العالم، حصلت على جوائز عديدة، وكان له أيضا كتابات صحفية وعمود أسبوعي في صحيفة "المجلة" ببريطانيا وغيرها.
وفاز بجوائز عديدة، منها إطلاق لقب "عبقري الأدب العربي" عليه، واعتبرت الأكاديمية العربية في دمشق روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" الرواية العربية الأفضل في القرن العشرين.
رحل الطيب صالح عن عالمنا يوم 18 فبراير(شباط) 2009 في لندن، حيث ظل مدة طويلة راقدا في مستشفياتها للعلاج بعد إصابته بفشل كلوي يستوجب عمليات غسيل للكلى ثلاث مرات في الأسبوع، وقد نُقِل جثمانه إلى السودان حيث دفن في 20 من الشهر نفسه.
وبالتزامن مع الذكرى السنوية لوفاته، تم إطلاق جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، ومن أشهر أعمال الطيب الصالح روايات وقصص من ضمنها "ضو البيت" و"عرس الزين" و"مريود" و"دومة ود حامد" و"منسى" و"بندر شاه"، وغيرها.

مقالات مشابهة

  • كتاب اسباب سقوط حكم الاسلاميين في السودان يونيو 1989 ابريل 2019
  • مناقشة رواية «ورق الذكريات» في «بحر الثقافة»
  • بلدي ربيانة: المحررون في المدينة وصلوا عن طريق المهربين، وهناك نحو 20 فردا مجهولو المصير
  • هل يعرف الموتى من زارهم الفوزان يجيب.. فيديو
  • ترشيح رواية عراقية للفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية
  • “كنت رئيسًا لمصر”.. مذكرات محمد نجيب بين الرواية والتاريخ
  • مصور رنا مطر يعلق على الانتقادات الموجهة إليها: تأكل أكثر من هذا وأنصدم.. فيديو
  • رحيل أنتونين ماييه.. الروائية الكندية التي رفعت صوت الأكادية الفرنسية للعالمية
  • إدارة ترامب: ملايين الموتى تلقوا مدفوعات الضمان الاجتماعي
  • ذكرى رحيل الطيب صالح..عبقري الرواية العربية