قصف مكثف لجيش الإحتلال على رفح .. والحصيلة تقترب من 28 ألف شهيد
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
قطاع غزة (الاراضي الفلسطينية) جنيف (وكالات": شنّت إسرائيل غارات مكثفة اليوم على رفح في أقصى جنوب قطاع غزة مع تلويحها بهجوم بري حذّرت واشنطن من تبعاته "الكارثية"، بينما اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن ردّ الدولة العبرية على هجوم حماس "مفرط".
وبعد أكثر من أربعة أشهر على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر، باتت رفح القريبة من الحدود مع مصر، والتي تؤوي أكثر من مليون نازح فرّوا من الدمار والمعارك في باقي مناطق القطاع المحاصر، محور الترقب بشأن المرحلة المقبلة.
في غضون ذلك، يبقى القلق على حاله من احتمال التصعيد إقليميا، خصوصا في شمال إسرائيل حيث سقطت صواريخ ليل الخميس بعد تأكيد الدولة العبرية استهداف مسؤول عسكري في حزب الله بضربة جوية في مدينة النبطية بجنوب لبنان، وفي اليمن حيث شنّ الجيش الأمريكي ضربات جديدة.
وحذّرت الولايات المتحدة، أبرز داعمي إسرائيل سياسيا وعسكريا في الحرب، من وقوع "كارثة" في رفح. وقال نائب المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل إنّ واشنطن "لم ترَ بعد أيّ دليل على تخطيط جاد لعملية كهذه"، محذّراً من أنّ "تنفيذ عملية مماثلة الآن، من دون تخطيط وبقليل من التفكير في منطقة" نزح إليها مليون شخص، "سيكون كارثة".
وبعد ساعات من ذلك، وجّه بايدن انتقادا ضمنيا نادرا الى إسرائيل. وقال بايدن خلال مؤتمر صحفي ردّاً على سؤال إن "الردّ في غزة... مفرط"، مؤكدا أنه بذل جهودا منذ بدء الحرب لتخفيف وطأتها على المدنيين.
من جهته عبر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عن "قلقه" ازاء مثل هذه العملية محذرا من "تداعيات إقليمية لا تحصى" للهجوم على رفح. ورأى أن "عملا مماثلا سيزيد في شكل هائل ما هو أصلا كابوس إنساني".
"لا مكان للذهاب اليه"
وأفاد شهود وكالة فرانس برس بتسجيل غارات جوية مكثفة ليل الخميس الجمعة في وسط القطاع وجنوبه.
وقال احد سكان رفح ويدعى جابر البرديني (60 عاما) "سمعنا دوي انفجار قوي قرب منزلنا، عثرنا على طفلين ميتين في الشارع".
وأضاف "اذا شنت (اسرائيل) هجوما (بريا) على رفح، سنموت في منازلنا. ليس لدينا خيار، ليس لدينا أي مكان للذهاب اليه".
وأوضح موظف في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) طلب عدم كشف اسمه "لاحظنا في الأيام الأخيرة أن النازحين يفضلون النزوح من المناطق الشرقية الجنوبية في رفح باتجاه المناطق الغربية... يعتقدون أن أي اجتياح سيبدأ من شرق رفح".
ودعا المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني مجددا الجمعة الى "وقف إطلاق نار إنساني".
"طفولة مسروقة"
وكتب على منصة اكس "أكثر من نصف مليون فتاة وفتى لم يعودوا يذهبون إلى المدارس في غزة .. لقد سُرقت منهم طفولتهم".
بموازاة المسار العسكري، تستمر الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب.
وغادر بلينكن المنطقة الخميس من دون إعلان التوصل الى هدنة طويلة، على رغم تأكيده وجود امكانية لتحقيق ذلك.
وبدأت في القاهرة الخميس مباحثات جديدة تقودها مصر وقطر سعيا للتوصل الى اتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل، بعد رفض الأخيرة مقترحات للحركة بشأن هذا الاتفاق في وقت سابق هذا الأسبوع.
وأكد مسؤول مقرب من حماس لوكالة فرانس برس أن الحركة ما زالت ترغب في مناقشة وقف إطلاق النار بعد رفض إسرائيل مقترحاتها الأولية.
وتوقع أن تكون "المفاوضات معقدة وصعبة للغاية لكن حماس منفتحة على النقاشات وحريصة على التوصل لوقف العدوان ووقف دائم لإطلاق النار وإعادة إعمار قطاع غزة".
الى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ حوالى 30 صاروخاً أُطلقت ليل الخميس الجمعة من لبنان باتجاه شمال الدولة العبرية بعيد ساعات على إصابة قيادي عسكري في حزب الله بجروح خطرة في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت سيارته في مدينة النبطية بجنوب لبنان.
وقال متحدث باسم الجيش "بوسعنا أن نؤكّد أنّ نحو 30 صاروخاً أطلقت من لبنان باتجاه منطقتي عين زيتيم ودالتون في شمال إسرائيل"، مؤكدا عدم تسجيل "إصابات بشرية".
الى ذلك، شدد وزراء خارجية السعودية وقطر والإمارات والأردن ومصر، على ضرورة اتخاذ خطوات "لا رجعة فيها" لإقامة دولة فلسطينية، خلال اجتماع عقدوه ليل الخميس في السعودية.
وأفاد وكالة فرانس برس مصدران دبلوماسيان مطلعان على التحضيرات للاجتماع، أن الهدف منه كان صياغة موقف عربي موحّد بشأن الحرب.
وأكد المجتمعون "ضرورة إنهاء الحرب على قطاع غزة والتوصل إلى وقف فوري وتام لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين وفقاً للقانون الإنساني الدولي، ورفع كافة القيود التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع"، وفق وكالة "واس" السعودية الرسمية.
"حمام دم"
قال موظفون في مجال الإغاثة الجمعة إن أي تقدم عسكري إسرائيلي في منطقة رفح بجنوب قطاع غزة قد يتسبب في سقوط أعداد كبيرة من القتلى بين أكثر من مليون فلسطيني محاصرين هناك، في الوقت الذي قد تتوقف فيه المساعدات الإنسانية تماما.
وهددت إسرائيل بالتقدم من خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب القطاع، إلى رفح، حيث زاد عدد السكان خمسة أضعاف مع فرار الفلسطينيين من القصف -غالبا بموجب أوامر إخلاء إسرائيلية- منذ أن بدأت إسرائيل هجومها على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تدير قطاع غزة.
ويعيش الآن نحو 1.5 مليون شخص في ملاجئ قذرة مكتظة أو في الشوارع في أرض تقع بين الأسيجة الحدودية مع كل من مصر وإسرائيل والبحر المتوسط إضافة إلى القوات الإسرائيلية.
ويكافح الأطباء وعمال الإغاثة لتوفير المساعدات الأساسية ووقف انتشار الأمراض.
وقال يان إيجلاند الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين "لا يمكن السماح بأي حرب في مخيم ضخم لللاجئين"، محذرا من "حمام دم" إذا امتدت العمليات الإسرائيلية إلى هناك.
وأضاف المجلس النرويجي للاجئين في بيان أن "توسيع الأعمال القتالية في رفح قد يؤدي إلى انهيار عمليات الإغاثة الإنسانية".
وصورت رويترز في الأيام القليلة الماضية عددا من جنازات لمدنيين قتلوا في غارات إسرائيلية.
وتقول إسرائيل إنها تتخذ خطوات لتجنب تعرض مدنيين للأذى وتتهم مسلحي حركة حماس بالاندساس بينهم حتى في الملاجئ وهو ما تنفيه الحركة.
ووفقا لوزارة الصحة في غزة، قتل نحو 28 ألف فلسطيني في الحرب التي اندلعت منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول عندما هاجم مسلحو حركة حماس جنوب إسرائيل وقتلوا 1200 شخص واحتجزوا 253 رهينة وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
ووصف طبيب غادر غزة الأسبوع الماضي رفح بأنها "سجن مغلق" حيث تنتشر الأوساخ والبراز في الشوارع المزدحمة لدرجة أنه لا توجد مساحة كافية لعبور سيارات المسعفين.
وقال الدكتور سانتوش كومار "إذا تم استخدام نفس القنابل المستخدمة في خان يونس في رفح، فسوف يتضاعف عدد الضحايا على الأقل إلى المثلين أو إلى ثلاثة أمثال بسبب الكثافة السكانية العالية".
وقالت مؤسسة أكشن إيد الخيرية إن بعض الناس يلجأون إلى أكل العشب. وجاء في بيانها أن "الجميع في غزة يعانون الآن من الجوع ولا يحصل الناس إلا على لتر ونصف أو لترين من المياه غير الصالحة للشرب يوميا لتلبية جميع احتياجاتهم".
وتقول وكالات الإغاثة إنها لا تستطيع نقل الناس إلى مناطق أكثر أمنا لأن القوات الإسرائيلية متمركزة في الشمال وإن المساعدات المسموح بدخولها إلى القطاع لا تكفي.
وذكرت جولييت توما المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) "جميع ملاجئنا مكتظة ولا يمكنها استيعاب المزيد من الأشخاص".
إرتفاع الحصيلة
أعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة، ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر إلى 27 ألفا و 947قتيلا، وذلك في أعقاب مقتل 107 فلسطينيين جراء هجمات إسرائيلية وقتال خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقالت السلطات الصحية التابعة لحركة "حماس" الجمعة، إن العدوان الإسرائيلي تسبب في إصابة 142 فلسطينيا خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما يرفع إجمالي عدد المصابين إلى 67 ألفا و 460
ولا يمكن حاليا التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، ولكن الأمم المتحدة تقول إن أرقام وزارة الصحة في غزة ذات مصداقية بشكل عام.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: لیل الخمیس قطاع غزة على رفح أکثر من فی غزة فی رفح
إقرأ أيضاً:
تقرير: إسرائيل أسقطت متفجرات على قطاع غزة أكثر مما ألقي خلال الحرب العالمية الثانية
أعلنت سلطة جودة البيئة الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي أسقط أكثر من 85 ألف طن من القنابل بما في ذلك قنابل الفوسفور الأبيض على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.
وأضافت سلطة جودة البيئة الفلسطينية في بيان تحصلت RT على نسخة منه، أن المتفجرات التي ألقاها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة يتجاوز ما تم إسقاطه خلال الحرب العالمية الثانية.
وفي بيانها بمناسبة اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية الذي يصادف 6 نوفمبر من كل عام بقرار من الأمم المتحدة، أفادت سلطة جودة البيئة الفلسطينية بأن "قصف الاحتلال المستمر أدى إلى تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وتلوث التربة بمواد كيميائية سامة تعيق الزراعة لعقود".
وأوضحت أن إسرائيل استخدمت جميع أنواع الأسلحة والقذائف أبرزها الفوسفور الأبيض المحظور دوليا حيث يستهدف مكونات البيئة مسببا أضرارا بيئية جسيمة تهدد حياة الإنسان والكائنات الحية.
ولفتت إلى أن "الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لمصادر المياه أدت إلى تسرب المياه الملوثة إلى الأحواض الجوفية ما ينذر بكارثة صحية وبيئية تهدد مئات الآلاف من السكان لعقود".
وفي الضفة الغربية، ذكر البيان أن "المستوطنات والتدريبات العسكرية لجيش الاحتلال تشكل خطرا كبيرا على البيئة، إذ تتعرض مساحات شاسعة من الأراضي للاستيلاء والتجريف واقتلاع الأشجار والرعي الجائر".
وأشارت السلطة إلى أن "المخلفات الناتجة عن تدريبات الجيش الإسرائيلي تلحق الضرر بمصادر المياه وتلوث الهواء، ما يؤدي إلى تفاقم التدهور البيئي، حيث تقدر المستعمرات بأنها تضخ نحو 40 مليون متر مكعب من المياه العادمة غير المعالجة سنويا في الأرض الفلسطينية".
ودعت سلطة جودة البيئة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان المستمر ومنع استغلال البيئة لأغراض عسكرية، وتطبيق القوانين الدولية.