عربي21:
2025-02-08@19:39:50 GMT

لماذا يظل حديث نتنياهو عن النصر الشامل مجرد أوهام؟

تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT

لماذا يظل حديث نتنياهو عن النصر الشامل مجرد أوهام؟

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرا، أعده إيشان ثارور، تحدث فيه عن ما وصفها بـ"أوهام" رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بـ"النصر الشامل". 

وعلّق في تقريره، على "عودة أكبر دبلوماسي أمريكي من جولته الخامسة في الشرق الأوسط وعلى وجهه "صفعة افتراضية" من نتنياهو. وبعد جولة في العواصم العربية، حمل وزير الخارجية، أنطوني بلينكن، معه مجموعة من المقترحات تشمل هدنة محتملة بين إسرائيل وحماس والإفراج عن الأسرى في غزة".



وتابع: "كما وعبر بلينكن عن "قلقه العميق" من حصيلة القتل بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل ضد حماس، 27,700 معظمهم من الأطفال والنساء إلى جانب 67,708 جريحا. لكن نتنياهو الذي عبّر عن رفضه للخطة التي سوف يحملها إليه بلينكن طوال جولة الدبلوماسي الأمريكي ورفضها، يوم الأربعاء، ووصف مطالب حماس بـ "الواهمة" وتعهد بمواصلة الحرب في غزة". 

وأردف: "وأخبر بلينكن الصحافيين أن "هناك مساحة لمواصلة اتفاق وننوي متابعتها"، إلا أن نتنياهو أوضح أولوياته، وزعم أن "النصر الشامل" على حماس "بات قريبا". ووعد بنزع أبدي لأسلحة غزة. وعندما سأله صحافي لكي يوضح ما يعنيه بالنصر الشامل، استحضر نتنياهو مجازا مثير للقشعريرة، مستشهدا بشخص "يهشم الزجاج إلى قطع صغيرة ثم يواصل التهشيم إلى قطع أصغر وتواصل ضربهم".

ويعلق الكاتب أن "إسرائيل فعلت الكثير من التهشيم، فقد سوت الغارات الإسرائيلية والغزو البري معظم قطاع غزة، وحولت نسبة 90 في المئة من السكان لمشردين بدون مأوى، وخلقت أكبر كارثة إنسانية". فيما قال نائب رئيس الطوارئ في لجنة الإغاثة الدولية، بوب كيتشن: "لو لم يقتلوا المدنيون الفلسطينيون أثناء القتال، فإن النساء والأطفال سوف يكونوا عرضة خطر الموت بالجوع والمرض".

وأضاف: "لا توجد هناك ولا منطقة آمنة للفلسطينيين كي يذهبوا إليها حيث محيت بيوتهم وأسواقهم وخدماتهم الصحية". ويعلق الكاتب "ربما كان هذا مخططا له، فقد لاحظ الصحافي تي سيتفنسون في تحليل لاذع أن المسؤولين والسفراء الإسرائيليين قارنوا أنفسهم حملة القصف وحجم القتل، خارق وفاق أي تدمير لبنى تحتية. وتحصنت حماس في الأنفاق، وهي شبكة واسعة ومعقدة ولا يمكن لإسرائيل تدميرها بشكل كامل، في وقت تعرض فيه الخطط الإسرائيلية لضرب آخر مدينة في الجنوب، رفح، حياة أكثر من مليون فلسطيني للخطر". 


وأكد: "وكان بعض المسؤولين الإسرائيليين أكثر صراحة بتعقيدات العملية، ففي مقابلة تلفزيونية أجرتها قناة عبرية مع غادي إزينكوت، رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق، قال فيها إن قدرات حماس أضعفت في شمال غزة ولكنه قال إن "أي شخص يتحدث عن هزيمة مطلقة لحماس في لغزة، وقدرتها على الإضرار بإسرائيل لا يقول الحقيقة". 

وأردف: "كانت لذعة لنتنياهو الذي لا يكن حبا لإينزكوت مع أنه عضو في حكومة الحرب. وقتل ابن أزينكوت وابن أخيه في الحرب في غزة، واتهم نتنياهو هذا الأسبوع بتجاهل الحديث عن ترتيبات ما بعد الحرب في غزة". 

وبحسب صحيفة عبرية، فقد قال أزينكوت: "مع استمرار رئيس الوزراء في المماطلة وعدم اتخاذ قرارات في الموضوعات الهامة، تعيد حماس بعض قدراتها وتعود إلى شمال القطاع وتسيطر على المساعدات الإنسانية". 

ويقاتل نتيناهو من أجل مستقبله السياسي، ويميل نحو اليمين حيث رفض المقترح الأمريكي والعربي بشأن تسليم السلطة الوطنية إدارة غزة، حيث يطالب حلفاءه في اليمين بالتطهير العرقي غزة وإمكانية عودة الإستيطان إليها. 

وتنتشر التوقعات حول محاولات نتنياهو استخدام الحرب كوسيلة للبقاء في السلطة وحتى انتهاء الإنتخابات الرئاسية الأمريكية التي يأمل بأن تؤدي لهزيمة بايدن، وعودة صديقه دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض. وتتزايد الدعوات للإطاحة به من السلطة وعقد انتخابات جديدة. 

وتشير الاستطلاعات إلى أن نتنياهو سوف يحصل على نسبة 16 في المئة من الأصوات في أي انتخابات قادمة، ممّا يجعله وبشكل متزايدا تابعا لليمين المتطرف في حكومته. وقال وزير في حكومته لصحافي "هآرتس" أنشيل بيفر "يقرأ نتنياهو الاستطلاعات ويعرف أن غالبية الإسرائيليين تريد هزيمة حماس، وهو ملتزم بالعواطف العامة، ولكن مشكلته هي أنه يرفض قراءة أشياء أخرى واضحة في الاستطلاعات، وهي أن الرأي العام لا يريد السماع منه، مع أنه يقول الأمور التي يريدون سماعها".


وهناك أمور لا يريد الإسرائيليون من أنصار نتنياهو وأعداءه سماعها، فإن الأمريكيون وحلفاؤهم الأوروبيون والعرب يريدون رؤية عودة المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين ووسط الركام في غزة. وقضى نتنياهو مسيرته السياسية في محاولة لوأد حل الدولتين وأقنع الإسرائيليين وكذا محاوريه في الخارج أن النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني ستتم إدارته وللأبد. 

وظل الأمريكيون والأوروبيون وعلى مدى السنوات الماضية مجرد مراقبين لما يجري في المناطق، ولم يعترضوا على التوسع الإستيطاني، والنزاعات التي كانت تندلع بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس أو الجماعات الأخرى كانت قصيرة وإن بخسائر مدنية، وجزء من سياسة "قص العشب" الإسرائيلية التي تقوم بها من فترة لأخرى في القطاع. 

ولم تكن غياب الحقوق الفلسطينية حاجزا أمام تطبيع دول عربية العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وبرعاية من إدارة بايدن. وفي أيلول/ سبتمبر اعتبر نتنياهو التطبيع بأنه "الشرق الأوسط الجديد" وحمل معه خريطة إلى الأمم المتحدة بدون فلسطين عليها. لكن حل النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي والطريق لدولة فلسطينية عاد إلى رأس الأجندة حيث تقول الدول العربية، وبخاصة السعودية أن الطريق للدولة الفلسطينية هو شرط لأي تواصل في مرحلة ما بعد الحرب. 


ويوافق بعض المشرعين الأمريكيين على هذا، وهناك مقترحات داخل إدارة بايدن بأنها قد تعترف رسميا بدولة فلسطين، مع أنها ستكون نظرية. ومن الصعب تسويق هذا للإسرائيليين الذين يفضلون الوضع القائم على أي تنازلات للفلسطينيين. ولكن الوضع القائم لا يمكن استمراره كما يحذر بعض الإسرائيليين.
 
وكتب ألوف بن، المعلق الإسرائيلي في "فورين أفيرز" البريطانية، "بنتنياهو أو بدونه ستظل "إدارة النزاع" و"قص العشب" سياسة دولة، وتعني مزيدا من الاحتلال والاستيطان والتشريد، وقد تبدو هذه السياسة خيارا خطيرا، على الرأي العام الخائف من عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر والأصم لأي مقترحات، ولكنها ستقود إلى الكارثة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية العواصم العربية غزة قطاع غزة كارثة إنسانية غزة قطاع غزة كارثة إنسانية العواصم العربية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

تفاصيل خطة نتنياهو لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة

أفاد موقع واللا الإخباري العبري نقلاً عن مسؤولين أمريكيين كبار أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عرض على واشنطن هذا الأسبوع خطة لإنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح كبار سجناء الأمن الفلسطينيين مقابل نفي كبار قادة حماس من غزة.

وتسمح الخطة للأطراف بالانتقال إلى المرحلة الثانية من صفقة إطلاق سراح الرهائن، بحسب الموقع، مضيفاً أن حماس ستتخلى أيضاً عن السيطرة المدنية على القطاع.

وأضاف التقرير أن نتنياهو أبلغ المسؤولين الأمريكيين أنه يريد تمديد المرحلة الأولى من الصفقة، مضيفاً أن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن هذا قد يؤدي إلى إطلاق سراح 2 أو 3 رهائن إضافيين فقط.

ونفى المتحدث باسم نتنياهو التقرير قائلاً على منصة إكس "لم يحدث ذلك أبداً ولم يقدم رئيس الوزراء أي خطة للمرحلة الثانية".

مقالات مشابهة

  • عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة يوجهون مطالب إلى نتنياهو
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة: نتنياهو يفضل مجده الشخصي على حياة المحتجزين
  • حماس: النصر المطلق الذي يبحث عنه نتنياهو وجيشه مجرد أوهام
  • حماس: مشاهد تسليم المحتجزين الإسرائيليين "عظيمة"
  • تعليق غاضب من مكتب نتنياهو على مشاهد تسليم الأسرى الإسرائيليين في غزة
  • "نحن اليوم التالي" لافتة للقسام بموقع تسليم الأسرى الإسرائيليين ردا على نتنياهو
  • رسالة من الرهائن الإسرائيليين المفرج عنهم في غزة إلى نتنياهو
  • تفاصيل خطة نتنياهو لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة
  • لماذا اشتعل جدل النصر والهزيمة بعد وقف إطلاق النار في غزة؟
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)