عربي21:
2024-09-19@02:09:29 GMT

لماذا يظل حديث نتنياهو عن النصر الشامل مجرد أوهام؟

تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT

لماذا يظل حديث نتنياهو عن النصر الشامل مجرد أوهام؟

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرا، أعده إيشان ثارور، تحدث فيه عن ما وصفها بـ"أوهام" رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بـ"النصر الشامل". 

وعلّق في تقريره، على "عودة أكبر دبلوماسي أمريكي من جولته الخامسة في الشرق الأوسط وعلى وجهه "صفعة افتراضية" من نتنياهو. وبعد جولة في العواصم العربية، حمل وزير الخارجية، أنطوني بلينكن، معه مجموعة من المقترحات تشمل هدنة محتملة بين إسرائيل وحماس والإفراج عن الأسرى في غزة".



وتابع: "كما وعبر بلينكن عن "قلقه العميق" من حصيلة القتل بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل ضد حماس، 27,700 معظمهم من الأطفال والنساء إلى جانب 67,708 جريحا. لكن نتنياهو الذي عبّر عن رفضه للخطة التي سوف يحملها إليه بلينكن طوال جولة الدبلوماسي الأمريكي ورفضها، يوم الأربعاء، ووصف مطالب حماس بـ "الواهمة" وتعهد بمواصلة الحرب في غزة". 

وأردف: "وأخبر بلينكن الصحافيين أن "هناك مساحة لمواصلة اتفاق وننوي متابعتها"، إلا أن نتنياهو أوضح أولوياته، وزعم أن "النصر الشامل" على حماس "بات قريبا". ووعد بنزع أبدي لأسلحة غزة. وعندما سأله صحافي لكي يوضح ما يعنيه بالنصر الشامل، استحضر نتنياهو مجازا مثير للقشعريرة، مستشهدا بشخص "يهشم الزجاج إلى قطع صغيرة ثم يواصل التهشيم إلى قطع أصغر وتواصل ضربهم".

ويعلق الكاتب أن "إسرائيل فعلت الكثير من التهشيم، فقد سوت الغارات الإسرائيلية والغزو البري معظم قطاع غزة، وحولت نسبة 90 في المئة من السكان لمشردين بدون مأوى، وخلقت أكبر كارثة إنسانية". فيما قال نائب رئيس الطوارئ في لجنة الإغاثة الدولية، بوب كيتشن: "لو لم يقتلوا المدنيون الفلسطينيون أثناء القتال، فإن النساء والأطفال سوف يكونوا عرضة خطر الموت بالجوع والمرض".

وأضاف: "لا توجد هناك ولا منطقة آمنة للفلسطينيين كي يذهبوا إليها حيث محيت بيوتهم وأسواقهم وخدماتهم الصحية". ويعلق الكاتب "ربما كان هذا مخططا له، فقد لاحظ الصحافي تي سيتفنسون في تحليل لاذع أن المسؤولين والسفراء الإسرائيليين قارنوا أنفسهم حملة القصف وحجم القتل، خارق وفاق أي تدمير لبنى تحتية. وتحصنت حماس في الأنفاق، وهي شبكة واسعة ومعقدة ولا يمكن لإسرائيل تدميرها بشكل كامل، في وقت تعرض فيه الخطط الإسرائيلية لضرب آخر مدينة في الجنوب، رفح، حياة أكثر من مليون فلسطيني للخطر". 


وأكد: "وكان بعض المسؤولين الإسرائيليين أكثر صراحة بتعقيدات العملية، ففي مقابلة تلفزيونية أجرتها قناة عبرية مع غادي إزينكوت، رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق، قال فيها إن قدرات حماس أضعفت في شمال غزة ولكنه قال إن "أي شخص يتحدث عن هزيمة مطلقة لحماس في لغزة، وقدرتها على الإضرار بإسرائيل لا يقول الحقيقة". 

وأردف: "كانت لذعة لنتنياهو الذي لا يكن حبا لإينزكوت مع أنه عضو في حكومة الحرب. وقتل ابن أزينكوت وابن أخيه في الحرب في غزة، واتهم نتنياهو هذا الأسبوع بتجاهل الحديث عن ترتيبات ما بعد الحرب في غزة". 

وبحسب صحيفة عبرية، فقد قال أزينكوت: "مع استمرار رئيس الوزراء في المماطلة وعدم اتخاذ قرارات في الموضوعات الهامة، تعيد حماس بعض قدراتها وتعود إلى شمال القطاع وتسيطر على المساعدات الإنسانية". 

ويقاتل نتيناهو من أجل مستقبله السياسي، ويميل نحو اليمين حيث رفض المقترح الأمريكي والعربي بشأن تسليم السلطة الوطنية إدارة غزة، حيث يطالب حلفاءه في اليمين بالتطهير العرقي غزة وإمكانية عودة الإستيطان إليها. 

وتنتشر التوقعات حول محاولات نتنياهو استخدام الحرب كوسيلة للبقاء في السلطة وحتى انتهاء الإنتخابات الرئاسية الأمريكية التي يأمل بأن تؤدي لهزيمة بايدن، وعودة صديقه دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض. وتتزايد الدعوات للإطاحة به من السلطة وعقد انتخابات جديدة. 

وتشير الاستطلاعات إلى أن نتنياهو سوف يحصل على نسبة 16 في المئة من الأصوات في أي انتخابات قادمة، ممّا يجعله وبشكل متزايدا تابعا لليمين المتطرف في حكومته. وقال وزير في حكومته لصحافي "هآرتس" أنشيل بيفر "يقرأ نتنياهو الاستطلاعات ويعرف أن غالبية الإسرائيليين تريد هزيمة حماس، وهو ملتزم بالعواطف العامة، ولكن مشكلته هي أنه يرفض قراءة أشياء أخرى واضحة في الاستطلاعات، وهي أن الرأي العام لا يريد السماع منه، مع أنه يقول الأمور التي يريدون سماعها".


وهناك أمور لا يريد الإسرائيليون من أنصار نتنياهو وأعداءه سماعها، فإن الأمريكيون وحلفاؤهم الأوروبيون والعرب يريدون رؤية عودة المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين ووسط الركام في غزة. وقضى نتنياهو مسيرته السياسية في محاولة لوأد حل الدولتين وأقنع الإسرائيليين وكذا محاوريه في الخارج أن النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني ستتم إدارته وللأبد. 

وظل الأمريكيون والأوروبيون وعلى مدى السنوات الماضية مجرد مراقبين لما يجري في المناطق، ولم يعترضوا على التوسع الإستيطاني، والنزاعات التي كانت تندلع بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس أو الجماعات الأخرى كانت قصيرة وإن بخسائر مدنية، وجزء من سياسة "قص العشب" الإسرائيلية التي تقوم بها من فترة لأخرى في القطاع. 

ولم تكن غياب الحقوق الفلسطينية حاجزا أمام تطبيع دول عربية العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وبرعاية من إدارة بايدن. وفي أيلول/ سبتمبر اعتبر نتنياهو التطبيع بأنه "الشرق الأوسط الجديد" وحمل معه خريطة إلى الأمم المتحدة بدون فلسطين عليها. لكن حل النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي والطريق لدولة فلسطينية عاد إلى رأس الأجندة حيث تقول الدول العربية، وبخاصة السعودية أن الطريق للدولة الفلسطينية هو شرط لأي تواصل في مرحلة ما بعد الحرب. 


ويوافق بعض المشرعين الأمريكيين على هذا، وهناك مقترحات داخل إدارة بايدن بأنها قد تعترف رسميا بدولة فلسطين، مع أنها ستكون نظرية. ومن الصعب تسويق هذا للإسرائيليين الذين يفضلون الوضع القائم على أي تنازلات للفلسطينيين. ولكن الوضع القائم لا يمكن استمراره كما يحذر بعض الإسرائيليين.
 
وكتب ألوف بن، المعلق الإسرائيلي في "فورين أفيرز" البريطانية، "بنتنياهو أو بدونه ستظل "إدارة النزاع" و"قص العشب" سياسة دولة، وتعني مزيدا من الاحتلال والاستيطان والتشريد، وقد تبدو هذه السياسة خيارا خطيرا، على الرأي العام الخائف من عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر والأصم لأي مقترحات، ولكنها ستقود إلى الكارثة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية العواصم العربية غزة قطاع غزة كارثة إنسانية غزة قطاع غزة كارثة إنسانية العواصم العربية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

كيف أقر القائد الإسرائيلي السابق لفرقة غزة بصدق السنوار؟.. الدويري يجيب

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن تصريحات القائد السابق لفرقة غزة في الجيش الإسرائيلي تؤكد ما تضمنته رسالة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار الأخيرة لزعيم جماعة أنصار الله (الحوثيون) عبد الملك الحوثي.

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن القائد السابق لفرقة غزة قوله إن إسرائيل "تنتصر في مواجهات تكتيكية مع حماس لكنها تخسر الحرب" المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي تحليل للمشهد العسكري أوضح الدويري أن هذه التصريحات تندرج تحت عنوان "نصر تكتيكي وهزيمة إستراتيجية"، مع تحفظه على وصف ما يحدث بأنه نصر تكتيكي للاحتلال، مضيفا أن شواهد التاريخ تقدم أمثلة مشابهة لهذا الوضع.

واستشهد الدويري بمثالين تاريخيين لتوضيح وجهة نظره، الأول هو الحرب الأهلية الأميركية بين عامي 1863 و1865، إذ كسب الانفصاليون معظم المعارك على مدار عامين، لكنهم خسروا المعركة الأخيرة واستسلموا.

أما المثال الثاني الذي ذكره الدويري فهو حرب فيتنام، إذ انتصرت أميركا في معظم المعارك التكتيكية، ولكنها خرجت في النهاية مهزومة.

إسقاطات تاريخية

وأشار الدويري إلى أن هذه الإسقاطات التاريخية يمكن ملاحظتها في الوضع الحالي في غزة، مستدركا "لن نقول إن إسرائيل كسبت في كافة المعارك التكتيكية، لكنها استطاعت أن تدخل إلى غزة من أقصاها إلى أقصاها، ومع ذلك لم تستطع أن تسيطر بشكل كامل لأن طبيعة المعارك مختلفة".

وأكد الخبير العسكري أن المعارك الحالية في غزة غير متناظرة، وهي مزيج فريد من حرب العصابات وحرب الأنفاق وحرب المدن، مشيرا إلى أن "هذا الخليط لم يحدث في التاريخ".

وأضاف أن حديث المسؤول العسكري الإسرائيلي جاء ليؤكد ما تضمنته رسالة السنوار الأخيرة من التأكيد على أن المقاومة مستعدة لخوض حرب استنزاف طويلة الأمد تنتهي بهزيمة إستراتيجية أكيدة للاحتلال.

وكان المسؤول العسكري الإسرائيلي السابق قد صرح كذلك في حديثه للصحيفة الأميركية بأن حماس تستعيد المدن بعد ربع ساعة من انسحاب الجيش الإسرائيلي منها، مضيفا أن قدرة إسرائيل على الردع تتراجع إلى الصفر.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين حاليين وسابقين اعتقادهم بأنه "من غير المرجح أن تهزم حركة حماس في هذه الحرب".

معركة استنزاف

وكان السنوار قد أكد في رسالته للحوثي أمس الاثنين أن المقاومة بعد قرابة عام من الحرب المتواصلة لا تزال بخير، وأن "ما ينشره العدو من أخبار ومعلومات يأتي في إطار الحرب النفسية"، مؤكدا أنها تعد نفسها لمعركة استنزاف، و"ستكسر إرادة العدو السياسية كما كسرت إرادته العسكرية".

يشار إلى أن إسرائيل تشن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 135 ألف شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وتواصل إسرائيل حربها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.

مقالات مشابهة

  • الدويري .. القائد الإسرائيلي السابق لفرقة غزة يعترف بصدق السنوار
  • الزيارة رقم 10.. بلينكن يصل القاهرة لبحث وقف إطلاق النار بغزة
  • مسؤولون عسكريون إسرائيليون: نتنياهو يعطل الاتفاق ونخسر الحرب والأسرى
  • كيف أقر القائد الإسرائيلي السابق لفرقة غزة بصدق السنوار؟.. الدويري يجيب
  • خالد مشعل: الجيش الإسرائيلي في حالة استنزاف
  • عاجل | القائد السابق لفرقة غزة بالجيش الإسرائيلي: حماس تنتصر في هذه الحرب
  • بلينكن يزور مصر الثلاثاء لبحث جهود وقف إطلاق النار في غزة
  • جدل بإسرائيل حول التصعيد ضد حزب الله على وقع تصريحات نتنياهو
  • أستاذ علوم سياسية: نتنياهو تسبب في غليان الشارع الإسرائيلي
  • القضاء: حديث رئيس هيئة النزاهة في مؤتمر أربيل مجرد ادعاءات وسنتخذ الإجراءات القانونية بحقه- عاجل