مفتي فلسطين: الأقصى غير قابل للمساومة أو المقايضة
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
القدس المحتلة- قال خطيب المسجد الأقصى، مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، خلال خطبة الجمعة في المسجد الأقصى، إنه جزء من عقيدة المسلمين ولا يخضع للمقايضة والمساومة، داعيا جموع المسلمين إلى تحمل مسؤولياتهم تجاهه.
وأضاف "الأقصى جزء من عقديتنا وعبادتنا، فلا نفرط بذرة تراب من ترابه الطاهر، ولا يكون بحال من الأحوال أي مساومة أو مقايضة عليه".
وتناول مفتي فلسطين ذكرى حادثة الإسراء والمعراج وعلاقة المسجد الأقصى بها، مضيفا أنها "ترتبط بعقيدة الأمة جمعاء".
وقال إن الله "وكّل هذا الشعب (الفلسطيني) أن يكون حارسا للقدس ومقدساتها ولأرض الإسراء والمعراج"، مشيرا إلى "ما يتعرض له أبناء هذا الشعب الصابر المرابط من عدوان غاشم هناك في غزة وهنا في القدس وفي كل مدينة وقرية ومخيم وريف".
وتابع أن إسلامية المسجد حددت من فوق سبع سماوات ليظل أمانة في عنق المسلمين، ودعاهم "حكاما ومحكومين، دولا وحركات وشعوبا، أن ينهضوا بأمانتهم وأن يحافظوا عليها وإلا كتبكم التاريخ في صفحاته السوداء".
ودعا الخطيب الله أن يمن على الشعب الفلسطيني "بالعزيمة والقوة والثبات على الرباط والصبر والتمسك بهذه الديار المقدسة المباركة مهما كانت التضحيات".
وشدد على أن "الأقصى للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه أحد". مضيفا "الله جعلنا في الطليعة المتقدمة لأمة المسلمين وأن نكون الخندق الأول للدفاع عن مقدساتها وكرامتها".
للمرة الأولى منذ السابع من أكتوبر 2023.. دائرة الأوقاف الإسلامية في الأقصى تفيد بتمكّن أكثر من 25 ألف مصلٍّ من أداء صلاة الجمعة في #المسجد_الأقصى_المبارك pic.twitter.com/DlUnLJFbfo
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) February 9, 2024
وبعد انتهاء صلاة الجمعة صلى الحاضرون صلاة الغائب على أرواح الشهداء.
ووفق معطيات دائرة الأوقاف والشؤون الدينية، أدى نحو 25 ألفا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وهو عدد غير مسبوق منذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث شدد الاحتلال إجراءاته في محيط المسجد وقيّد الوصول إليه.
والخميس، شارك آلاف الفلسطينيين في إحياء ذكرى الإسراء والمعراج في رحاب المسجد، ضمن برنامج وضعته دائرة الأوقاف الإسلامية.
والإسراء هو انتقال نبي الإسلام محمد -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس، أما المعراج فهو صعوده صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس إلى السماوات السبع، وكان ذلك قبل الهجرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
خطبة الجمعة من المسجد الحرام
ألقى الشيخ الدكتور عبدالله الجهني خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله ومراقبته سبحانه وتعالى، فإنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأن يتدبروا كتاب الله المجيد وما فيه من الوعد والوعيد { فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ}.
وقال فضيلته: كان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا- أفصح العرب لسانًا، وأوضحهم بيانًا، وأعذبهم نطقًا، وأسدهم لفظًا، وأبينهم لهجة، وأقومهم حجة، وأعرفهم بمواقع الخطاب، وأهداهم إلى طرق الصواب، تأييدًا ولطفًا إلهيًا، وعناية ربانية، ورعاية روحانية، ولم يكن فاحشًا متفحشًا، ولا لعانًا ولا طعانًا، فاللسان -رعاكم الله- عضو من أهم أعضاء الجسد، وهو من نعم الله تبارك وتعالى العظيمة على عباده، امتن به عليهم، فهو ترجمان الأفكار والقلوب، وبه يُعَبِّرُ الإنسانُ عن مَكنونِ نَفْسِه، ويُظهِرُ ما يَحويه قَلبه وعَقلُه ونَفسه من الخَير أو الشَّرّ، ومِن الإيمان والكُفرِ، وغَيرِ ذلك من دواخل الإنسانِ. وقد أُمِرنا بإمساكِ اللِّسانِ عنِ السُّوء والشَّرّ.
وأضاف: وكَفّ اللسان وضبطه وحبسه هو أصل الخير كله، ومن ملك لسانه فقد ملك أمرَه وأحكمَه وضبَطَه، وما لم يستخدم العاقل لسانه فيما يرضي الله تعالى من الكلام كان وبالاً وحسرة على صاحبه يوم القيامة.
وأكد الشيخ عبدالله الجهني أن من أبلغ الوصايا وأقيمها وأجلها وأنفعها حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعًا، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: “إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا”.
وبين أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا الكلام الذي تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه. قال صلى عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت”.
وشدد فضيلته على أن من أعظم آفات اللسان العظيمة القول على الله بغير علم، والكذب والغيبة والنميمة والبهتان وقذف المحصنات الغافلات.. فزلة من زلات هذا العضو الصغير قد تؤدي بالإنسان إلى الهلاك والعطب؛ فليحذر العاقل مما يجري به لسانه من انتهاك حرمات المسلمين، وإساءة الظن، والطعن بالنيات، والخوض بالباطل فيهم. وعليه التعود على حفظ لسانه من الوقوع في القيل والقال، حينئذ سيعتاد عليه ويستقيم أمره، ويسهل عليه التحكم في لسانه، وينجو من شرّه. ولو أن عبدًا اختار لنفسه ما اختار شيئًا أفضل من الصمت. ورحم الله امرأ حفظ عن اللغو لسانه، وعن النظر المحرم أجفانه، وعن سماع الملاهي آذانه، وعمّر أوقاته بالطاعات، وساعاته بكتب الحسنات، وتدارك بالتوبة النصوح ما فات، قبل أن يصبح وجوده عدمًا، وصحته سقمًا، وعظامه رفاتًا، وحياته مماتًا في برزخ لا يبرح من نزله حتى يلحق آخر الخلق أوله، فحينئذ زلزلت الأرض زلزالها، وأخرجت الأرض أثقالها، وجوزيت الخلائق بأعمالها، ووفيت جزاء كسبها وأفعالها، فطوبى لعبد قال خيرًا فغنم، أو سكت عن الشر فسلم.
ولفت إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن من محاسن إسلام المسلم وتمام إيمانه ابتعاده عما لا يخصه ولا يهمه ولا يفيده وما لا يفيده من الأقوال والأفعال، وعدم تدخله في شؤون غيره، وعليه الحذر من المعاصي والفواحش ما ظهر منها وما بطن، فالعباد مجزيون بأعمالهم، ومحاسبون على أقوالهم وأفعالهم، وكفى بالله محصيًا أعمال عباده، ومجازيًا لهم عليها .
* وفي المسجد النبوي وأوصى الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ المسلمين بتقوى الله، فبها يعظم الأجر، ويصلح العمل قال تعالى {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا}.
وأوضح آل الشيخ أن استبصار أسباب الهدى والفلاح يؤدي إلى العزة والسعادة والصلاح .
وأكد فضيلته أن آية من كتاب الله متى أدرك مفهومها بوعي وإدراك تدل على سبل الهداية، وتنير للأمة مواطن السلامة ومقومات الأمن وعناصر النجاة، وترسم طريق الخلاص من أسباب الهلاك والشقاء، قال تعالى {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}.
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف أن خضوع الأمة الإسلامية للتوجيهات الإلهية وطاعتها لربها والعمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم تزكية للنفوس وتنقيح للأفكار والأخلاق بما حمله الإسلام مما يضمن لها عزها وصلاحها، مشيرًا إلى أن الإسلام في مصادره وأهدافه حدد الهدف الأسمى للإنسان ليحقق العبادة الشاملة لله.
وبيَّن فضيلته أن سنة الله في الخلق أنه لا يغير حال قوم إلا بسبب من أنفسهم، قال جل من قائل {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}، أي إن الله لا يغير ما بقوم من عافية ونعمة فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
ونوه بأن الواجب على المسلمين القيام وفق الإمكانيات لحفظ الأمن وسلامة المجتمع، وأن الجميع مسؤول أمام الله، كما أن الإدراك التام علاج لمشاكل الحياة والتغيير الهادف لسنن الحياة، والتوكل على الله والاعتصام بالله.
وبيَّن إمام وخطيب المسجد النبوي أن أعظم ما يجب على المسلمين أن يعيدوا النظر في أحوالهم، ويراقبوا الله في جميع الأمور وأحوالهم، والعودة إلى وحدة الصف واجتماع الكلمة، والحرص على أخوة الدين، والتعاون على حفظ الأوطان وسلامة المجتمع.