الشهيدُ القائد.. مشروعُ تحرُّرٍ لإحياء الأمة
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
محمد عبد السلام – الناطق الرسمي لأنصار الله
للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، مآثرُ جليلةٌ وعظيمة؛ فهو من رسَّخَ في وِجدانِ الشعب اليمني قضيةَ فلسطين وأطلق؛ مِن أجلِها مشروعَ التحرُّرِ المستند إلى ثلاثة أمور متكاملة مع بعضها: “إحياء مفهوم الثقة بالله في أوساط الناس، التذكير بالقرآن الكريم كتاباً لا عِــــزَّ للأُمَّـة بدونه، التأكيد على مسؤولية كُـلّ فرد في حمل الأمانة”.
إثر ذلك وبعد أكثرَ من مِئة محاضرة دُوِّنَت فيما يُعْـــرَفُ باسم (الملازم) تفجَّرت لدى الناس روحُ الثورة على واقع المَهانة والاستكانة التي تعانيها الأُمَّــةُ؛ جراء أنظمة الاستبداد الخاضِعة بدورها لنظام الاستكبار العالمي.
وحينَها لم تستطع السلطةُ تحمُّلَ هذا الفكر التحرّري وواجهته بكل وسائل القمع، وُصُـولاً إلى شَنِّ الحرب؛ بهَدفِ إخماد روح الثورة، فكانت النتيجةُ عكسيةً بأن اشتعلت أكثرَ، ورغم أن الحربَ الأولى عام 2004م أَدَّت إلى استشهادِ السيد القائد نفسه إلا أن ذلك لم يزد في أنصاره إلا تمسُّكاً بنهجه ومسيرته، والتي تنامت واتسعت وعَظُمَ شأنُها، بفضل الله عز وجل، وحكمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي حفظ الأمانةَ وحمل رايةَ الثورة وواصل طريقَها على خُطَى الشهيد القائد حتى وصل اليمنُ إلى ما وصل إليه من قدرات تمكِّنُه أن يكونَ في موقع الإسناد الفاعلُ والمؤثِّرُ للقضية الفلسطينية.
وهذا هو أَسَاسُ ما يسعى إليه اليمن في دخولِه الواعي على خَطِّ النار بعملياته البحرية؛ دعماً وإسناداً لغزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي المدعوم كليًّا من قبل أمريكا وباقي المنظومة الغربية.
بالنسبةِ للشهيد القائد -سلام الله عليه- وبعد إطباق الحصار عليه في منطقة مران غربيَّ صعدة وقتله، عمدت السلطةُ حينها إلى إخفاءِ جُثمانِه الطاهر لتسع سنوات؛ ونتيجة تبدُّلِ ظروف البلاد السياسية تم الإفراجُ عن جثمانه عام 2013م، وأثار كشفُ المصير هذا عن جثمان قائد شهيد بحجم السيد حسين بدرالدين الحوثي، حالةً من الحزن ممزوجاً بالغضب، وتجدَّدت روحُ الثورة، وكان يومُ تشييعِه -بعد 9 سنوات من شهادتِه وإخفاءِ جُثمانِه- يوماً مشهوداً وغيرَ معهود من قبل.
لقد حضر عشراتُ الآلافِ من جميع المحافظات إلى صعدة؛ للمشاركة في التشييع، وكان ذلك بمثابةِ رسالةٍ شعبيّةٍ بالغةٍ الأهميّة والدلالة إلا أن مشروعَ الشهيد القائد صار له حضورُه الشعبي الواسع والكبير والمتنامي، وأن إخفاءَ الجُثمان ما زاد صاحِبَه إلا حضوراً وظهوراً.
#ذكرى الشهيد القائدالشهيد القائدمحمد عبدالسلامالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشهید القائد
إقرأ أيضاً:
زاد الروح في شهر التقوى
عدنان ناصر الشامي
في شهر رمضان المبارك، تتجلى أعظمُ الفرص لتغذية الروح وتهذيب النفس، فهو شهرُ التقوى والزكاة، وميدانُ السعي إلى الله بالأعمال الصالحة والجهاد في سبيله. وكما يحتاجُ الجسدُ إلى الغذاء ليستقيمَ، تحتاج الروحُ إلى زادٍ يحييها ويقويها، وهذا الزادُ هو التقوى والهدى.
وما أعظمَ أن يكونَ هذا الشهرُ كُلُّه غذاءً روحيًّا حين نستغل لياليَه وأيامه وأوقاته في التزود من تقوى الله، متقربين إليه بالإحسان والجهاد، مقبلين على أعمال البر والخير. ففي هذا الشهر تتفتح أبواب الرحمة، وتنسكب أنوار الهداية على من سعى إليها بقلب خاشع ونفس متعطشة للحق.
وفي هذا المسعى المبارك، تأتي محاضرات السيد القائد -يحفظه الله- لتكون منارًا يضيء طريق السائرين إلى الله. كلماتُه شفاءٌ للقلوب، وزكاةٌ للنفوس، تهدي الحائرَ وتثبت المؤمن، تحذر من الغفلة والتقصير، وتدعو إلى الاستمساك بعروة الله الوثقى. فطريق الله واضح، ودعوتُه بيِّنة، ومن سار في درب الهداية لن يضل ولن يشقى.
إنه القائد الذي يحرص على أن نتزوَّدَ من هدى الله، ويُبصرنا بأمور ديننا ودنيانا، ويقدم لنا الدواءَ الناجعَ لكل داء أصاب إيماننا أَو أخلاقنا أَو قيمنا.
في محاضراته نجدُ جُرعةً إيمانيةً كاملة، تعالجُ كُـلّ علة زرعها أعداءُ الله في نفوسنا، وتعيدنا إلى صفاء الفطرة ونقاء الإيمان، وتيسر لنا طريق النجاة، وتضع بين أيدينا الهدى الذي يُخرجنا من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان.
إنها دعوة للاستبصار، وتذكرة للمؤمنين بأن الحياة جهاد، وأن التقوى هي السلاحُ الأمضى في مواجهة الفتن ومزالق الطريق.
كلماتُه ليست مُجَـرّد خُطَبٍ تُلقى، بل مشاعل نورٍ تُضيء درب السائرين، وتبصرهم بحقائق الواقع.
إنها دعوة صادقة إلى الله، وتحذير من الإفراط والتفريط، وبصيرة تُرشِدُ النفوسَ إلى الصراط المستقيم.
هذا هو رمضان.. موسمُ الزاد والارتقاء، وساحةُ الجهاد في سبيل الله، والجهاد الأكبر في تهذيب النفس وتزكيتها.
فلنكن من أُولئك الذين يسيرون على نور الله، متمسكين بحبل هداه، عازمين على بلوغ مدارج الكمال، رافعين راية الحق، ومنطلقين في ميادين الجهاد بقلوب مخلصة ونفوس طاهرة.
فما أعظم أن يكون رمضان زادنا، وهدى الله دليلنا، وكلمات السيد القائد نبراس طريقنا!
وما أعظمَ أن نُقبِلَ على هذا الزاد، نستمع ونتفكر ونعمل بما نسمع. فَــإنَّها لحظة فاصلة بين حياةٍ في النور، وتيهٍ في الظلام.
فلنغتنم هذا الشهر، ولنُشعِلَ قناديلَ التقوى في قلوبنا، مستبصرين بكلمات القائد، ماضين على درب العزة والكرامة.
نسألُ اللهَ أن يجعلَنا من المتزودين من هدى هذا الشهر، وأن يثبِّتَنا على الحق، وينير قلوبنا بنور الإيمان. إنه سميع قريب مجيب الدعاء.