إجراءات الحماية الأخيرة ومشروعات الاستثمار العملاقة
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
حزمة إجراءات الحماية الأخيرة التى أصدرها الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى تصل قيمتها إلى حوالى مائتى مليار جنيه، لم تأت من فراغ أو عشوائية، لأن تكلفة هذه الحزمة ترهق ميزانية أي دولة، ورغم أن توقيت إصدارها جاء فى وقته وحينه إلا أنها كانت مدروسة وبعناية فائقة جداً فلم تصدر نتيجة تفكير وقتى فى يوم أو أسبوع أو شهر، إنما هى نتاج دراسات متأنية أعتقد أنها استمرت لشهور قبل إصدارها.
المرحلة الجديدة من تاريخ البلاد هى ما أعلن عنه يوم الخميس الماضى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء بوجود استثمارات ضخمة بمليارات الدولارات سيتم ضخها من خلال مشروعات عملاقة، ولولا البنية التحتية التى قامت مصر بتنفيذها خلال العشر سنوات الماضية ما فكرت كبرى الدول بالاستثمار فى مصر، من خلال مشروعات مختلفة، وبالتالى فإن جنى ثمار البنية التحتية سيتحقق خلال الفترة القادمة، ولذلك فإن حزمة الإجراءات التى اتخذها الرئيس السيسى لحماية المواطنين لم تأت من فراغ، لأن التكلفة ترهق ميزانية أى دولة، وبالتالى فإن الواجب الوطنى الذى دفع إلى إصدار هذه الحزمة من الإجراءات، معمول حسابه وفقاً لقواعد ودراسات محكمة. وأعلم يقيناً أن الفرص الاستثمارية العملاقة الواعدة التى ستحل على البلاد باتت فى حكم المؤكد فى مجالات كثيرة أبرزها على الإطلاق فى مجالى الصناعة والزراعة خاصة من الصين والهند، وهذه الاستثمارات ستوطن لصناعات كبرى لم تشهدها مصر من ذى قبل، ويخطئ من يظن أن الدولة المصرية تسير بعشوائية.
ولذلك فإن موارد الدولة التى تدر عليها العملات الصعبة، خاصة الدولار تتمثل فى السياحة وقناة السويس وتحويلات المصريين فى الخارج وتصدير بعض الحاصلات الزراعية، وبسبب التحديات البشعة التى تواجهها البلاد تأثرت هذه الحصيلة بشكل مرعب خلال الفترة الماضية، ولذلك كانت رؤية الدولة المصرية حريصة على تنويع مصادر الدخل منذ ثورة 30 يونيو 2013، بعد وضع المشروع الوطنى الذى يؤسس لدولة مدنية، وبالتالى فإن البنية التحتية التى تم إنشاؤها باتت جاهزة تماماً لاستقبال المشروعات الكبرى التى تعد جنباً إلى جنب مع مصادر الدخل الأخرى التقليدية للبلاد التى ذكرتها آنفاً. والمعروف أنه إذا تأثر مصدر دخل يوجد البديل له الذى يقاوم هذا التأثير الطارئ كما حدث مؤخرًا من خلال التحديات والأزمات البشعة التى تواجهها مصر، ولذلك لم يكن غريباً أبداً ما أعلنه الدكتور مصطفى مدبولى خلال اجتماع مجلس الوزراء مؤخراً عندما قال ندرس عروضاً لمشروعات مهمة تدر نقداً أجنبياً ضخماً، حيث بدأت لجنة قانونية وفنية مشكلة بمجلس الوزراء لدراسة عروض استثمار فى مشروعات مهمة. ومن المقرر أن تدر موارد ضخمة من النقد الأجنبى، وتمت الاستعانة بمكتب محاماة عالمى لإعداد الصياغات النهائية بشأن اتفاقات وعقود هذه المشروعات، نظراً لوجود تفاصيل مالية وقانونية وفنية كثيرة.
وأكد رئيس الوزراء أنه قريباً وعقب الانتهاء من المفاوضات مع المستثمرين سيتم الإعلان عن كامل التفاصيل. وهذه المشروعات العملاقة تساهم فى تحقيق مستهدفات التنمية وتوفير مئات الآلاف من فرص العمل وتشغيل الشركات المصرية وانتعاش قطاع الصناعة من خلال توطين صناعات عملاقة، وهذه المشروعات تحقق طفرة غير مسبوقة بالبلاد تعود آثارها بالنفع على جموع المصريين بلا استثناء، ولذلك جاء واجب الدولة بحزمة الإجراءات الأخيرة لحماية المواطنين، من خلال خطط مدروسة وليست عشوائية، وعندما قلت من قبل إن القادم أفضل كنت على حق، فمصر رغم كل التحديات والصعاب الشديدة التى تواجهها مستمرة فى عمليات البناء والتنمية وحان الآن وقت جنى الثمار، وعلى خلاف ما يردده أهل الشر من شائعات وخلافه.. وبالتالى فإن ما تقوم به الدولة المصرية ستكون له آثاره الإيجابية على الوطن والمواطن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحماية الأخيرة الرئيس عبدالفتاح السيسي الإجراءات لحماية المواطنين القرارات الدولة المصریة من خلال
إقرأ أيضاً:
أفلام وفعاليات مهرجان القاهرة السينمائى 45 «كامل العدد»
عرض رابع لـ«أبوزعبل ٨٩» بعد نفاد التذاكر و«دخل الربيع يضحك» كومبليت الجداول وتداخل جهات التنظيم نقطة ضعف المهرجان لكن الدورة ناجحة«كامل العدد» أو «سولد أوت» هى الكلمة الأكثر استماعا فى أروقة الدورة الـ٤٥ لمهرجان القاهرة السينمائى، الذى شهد أكبر نسبة حضور سواء من الجمهور أو الإعلاميين والفنانين وكل محبى السينما.
سواء للأفلام فى أقسامها المختلفة، وحتى فى أغلب الندوات والجلسات النقاشية خلال فترة المهرجان الذى بدأ فى الرابع عشر من الشهر الحالى ويستمر حتى ٢٢ نوفمبر.
أسد الصحراء.. (ما وثقه العقاد فى ليبيا الأمس..يفضج الإبادة الجماعية فى غزة اليوم)اهتم مهرجان القاهرة السينمائى هذا العام بدعم القضية الفلسطينية، سواء خلال عرض الافتتاح الذى شهد عرض لفرقة وطن للفنون التى حضرت خصيصا من غزة لتشارك فى المهرجان، وحتى الدبوس الذى تم توزيعه على الحضور على شكل علم فلسطين، وتأكيد رئيس المهرجان حسين فهمى على دعم القضية، وبداية المهرجان بالفيلم الفلسطينى «أحلام عابرة» للمخرج رشيد مشهراوى.
لينطلق بعدها جدول من العروض الفلسطينية التى عبرت عن الحرب التى تشهدها فلسطين ليس فقط طوفان الأقصى منذ أكتوبر العام الماضى، لكن منذ بداية النكبة، ومنها الفيلم الوثائقى «إجازة فى غزة» و«غزة التى تطل على البحر» و«من المسافة صفر» الذى يمثل فلسطين فى الأوسكار.
النجم أنطونى كوين فى دور عمر المختارلكن الملفت للانتباه فيلم «أسد الصحراء» للمخرج الكبير العالمى الراحل مصطفى العقاد الذى وثق خلاله المجازر التى قامت بها إيطاليا فى ليبيا فى ثلاثينيات القرن الماضى من أجل إخماد المقاومة ورمزها «عمر المختار» الذى قام بدوره النجم العالمى أنطونى كوين الذى عرض ضمن برنامج كلاسيكيات بعد ترميمه هو الأكثر تعبيرا عما يحدث الآن فى غزة من خلال مشاهد المعارك والتعذيب التى قدمها العقاد فى تجربته عام ١٩٨١.
مالك العقاد: استغرقنا ٣ سنوات فى ترميم الفيلمقال مالك العقاد نجل المخرج السورى الراحل فى تصريحاته لفارايتى عن ترميم الفيلم بواسطة شركة Trancas International Films فى Deluxe فى لندن وPrivate Island Sound فى هوليوود، وهو الترميم الذى أعاد الحياة إلى المناظر الصحراوية ومشاهد المعارك الملحمية، بالإضافة إلى موسيقى موريس جار.
«لقد كان عملًا محببا بالنسبة لى. تضمنت العملية ثلاثة أفلام لوالدى - «الرسالة» و«الرسالة» و«أسد الصحراء» - وكل من هذه الأفلام يزيد طوله على ثلاث ساعات. كانت عملية طويلة جدًا استغرقت فى النهاية أكثر من ثلاث سنوات لإكمالها بالكامل. كان علينا مسح كل إطار، وتصحيح أى خدوش أو مشاكل، ثم تحسين تدرج الألوان، وأخيرًا، إعادة مزج الصوت. لقد كان الكثير من العمل ولكن النتيجة النهائية جعلت الأمر يستحق كل هذا العناء».
محمد رضا: يمكن وضع فلسطين بدلًا من ليبيا فى «أسد الصحراء»أما الناقد محمد رضا فقال: الفيلم يعبر عن الوطن العربى بشكل أشمل فيمكن استبدال فلسطين بدلا من ليبيا ليعبر الفيلم عما يحدث فيها وهو ما أراده العقاد فى ثانى تجاربه السينمائية فى أسد الصحراء بعد أن قدم أول أفلامه (الرسالة) الذى حاول من خلاله تصحيح نظرة الغرب عن الدين الإسلامى ونشأة الإسلام لكنه اختار فى أسد الصحراء أن يتطرق لقضية أشمل وهى النضال العربى.
الفيلم الذى تم إنتاجه فى أوائل الثمانينيات من القرن الماضى وصلت تكلفته ما يقرب من ٢٢ مليون دولار أمريكى فكل ما ظهر فى الفيلم من طائرات ودبابات صنعت خصيصا للفيلم أى ما يساوى اليوم من ١٥٠ إلى ٢٠٠ دولار أمريكى.
وتابع: إن (أسد الصحراء) قدم حقائق عن الصورة العربية وهو تأكيد على أهمية العلم وهو ما يظهر فى المشهد الأخير حين يمسك الطفل الصغير بالنظارة الخاصة بعمر المختار بعد إعدامه تأكيدا على استمرار ومواصلة المقاومة.
وكشف أن المخرج الراحل الذى جمعته به صداقة وطيدة عرض عليه تقديم أفلام عن زعماء ورؤساء عرب لكنه رفض الفكرة
فكان العقاد يأمل فى تقديم فيلم يوحد العرب عن الأندلس وهو الفيلم الذى يحاول نجله مالك العقاد إنتاجه خلال الفترة المقبلة خاصة أن السيناريو جاهز بالفعل لكن لا يزال يبحث عن التمويل فحتى الآن الفيلم لم يبدأ حيز التنفيذ.
وعلق رضا على الانتقادات التى طالت المخرج السورى الراحل لتقديمه عدة أفلام عن الهالويين وقال إنه كان يقدمها ليوفر المال اللازم لإنتاج أفلامه الهامة عن الوطن العربى.
وقال إن العقاد حينما هاجر من سوريا إلى الولايات المتحدة الأمريكية لم يكن يمتلك سوى مائتى دولار أمريكى فقط والقرآن الكريم ولأنه قدم أفلامًا عن الدين الإسلامى والقضايا العربية تم اغتياله فى عملية إرهابية.
حضور مصرى لافتفى السنوات الماضية اعتدنا على الحديث عن أزمة اختيار الفيلم الذى يمثل مصر سواء فى المسابقة الرسمية أو المسابقات والبرامج الأخرى، لكن شهدت الدورة الـ٤٥ تواجدًا مصريًا لافتًا، ففى المسابقة الرسمية مثلت المخرجة نهى عادل مصر بفيلمها «دخل الربيع يضحك» الذى تناولت خلاله ٤ حكايات مختلفة ومنفصلة لكنها متشابكة فى التعقيدات التى تحملها النفس البشرية، يحسب للمخرجة اعتمادها على وجوه غير محترفة أضافت للتجربة، وفى الوثائقى شارك فيلم «أبو زعبل ٨٩» للمخرج بسام مرتضى وهو الفيلم الذى أقيم له عرضًا رابعًا داخل المهرجان بسبب الإقبال الكبير على مشاهدة الفيلم الذى يوثق من خلاله بسام تجربة زيارته لوالدته محمود مرتضى السجين السياسى داخل سجن أبو زعبل وهو طفل صغير، ويتطرق إلى ما هو أبعد من ذلك من خلال علاقته بوالده ووالدته أيضا التى لعبت دورا كبيرا فى حياته.
إيجابيات وسلبيات..(كشف حساب)بدأ التفاعل مع المهرجان منذ اللحظات الأولى لانطلاقه، ويمكن القول قبلها أيضا، وتباينت ردود الفعل بين الهجوم اللاذع والحاد أو الدفاع المستميت، وكأى مهرجان أو فعالية سينمائية فى العالم فهناك بالتأكيد ماهو إيجابى وماهو سلبى بالطبع فلا يوجد مهرجان فى العالم يخلو من السلبيات.
لكن السؤال الذى يطرح نفسه ماذا يريد الجمهور من المهرجانات السينمائية؟ وهو ما يكشف إن كان المهرجان نجح بالفعل فى تحقيق ذلك أم لا؟.
إذا تحدثنا عن وجود أفلام قوية ومتنوعة لإرضاء جمهور مختلف ومتنوع فالمهرجان هذا العام شهد مجموعة كبيرة من الأفلام وصلت إلى ١٩٠ فيلما فى المسابقات المختلفة، ولا يمكن لفيلم أن يكون مرضيا لكل الأذواق لذلك لا يمكن اعتبار فشل فيلم فى إرضاء ذوق شخصى معين هو نقطة ضعف للمهرجان.
وإن كانت نقطة الضعف التى صعبت الوصول إلى الأفلام هو الجدول غير المفهوم الذى أضاع فرص مشاهدة الكثير من الأفلام الهامة.
يمكن الإشادة أيضا بفريق المهرجان فى التنظيم حتى وإن كانت هناك بعض المشاكل الاعتيادية فى دخول القاعات أو التأخر قليلا عن العرض لكنها ليس المشاكل الكارثية التى يمكن من خلالها وضع المهرجان تحت المقصلة فهو ظلم لأهم وأعرق مهرجان فى المنطقة العربية، وإن كان لا يمكن إنكار بعض الفوضى الذى تسبب فيها فراغ أحد الأدوار والمناصب الهامة من المهرجان، وهو ما تسبب فى تداخل التنظيم وفوضى فى بعض العروض. لكن المتواجد على أرض الواقع سيلحظ وجود «بعض» المبرمجين والعاملين فى المهرجان لحل المشاكل سريعا.
فى النهاية.. تعد الدورة الـ٤٥ من الدورات المميزة والمهمة فى مسيرة مهرجان القاهرة السينمائى على مستوى الأفلام والبرمجة والحضور والندوات والتنظيم، إلى جانب الدور المحترم والتأكيد على دعم مصر للقضية الفلسطينية، فشكرًا لكل القائمين على المهرجان من رئيس المهرجان وحتى أصغر المتعاونين.