بوابة الوفد:
2025-04-01@19:08:41 GMT

العاملون فى القطاع الخاص مصريون

تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT

«إن فاتك الميرى إتمرغ فى ترابه»، مقولة مصرية خالصة حفظها المصريون عن ظهر قلب منذ القدم، فى دلالة واضحة على المنصب والجاه الذى كان يتمتع به الموظف الحكومى، فحرص الأجداد والأبناء لأجيال عديدة أن تتشبع ملابسهم بتراب الميرى الذى كان محملاً بكل الامتيازات، وما زال حتى الآن فى العديد من الوزارات والهيئات.

الموظفون فى الأرض قطاعان، «عام وخاص» وغيرهما يندرج فى عالم البطالة، مهما قدر دخله أو ثقلت تركته وميراثه، وكل يحيا وفقاً لمقدراته.

مع الانفتاح الذى حمله الرئيس أنور السادات إلينا ارتفع شأن القطاع الخاص لسنوات لتفوق نصاعته تراب الميرى وتزداد بريقاً عنه، وعرف العاملون فى هذا القطاع الطريق إلى الراتب بالدولار وغيره من العملات، وهذا بالطبع فى المؤسسات الأجنبية العاملة فى البلاد، وأطلق على هذا النوع «البريمو».

وهناك نوع آخر للقطاع الخاص فى بلادنا الذى أطلق عليه «الترسو» وهذا النوع غالباً ما يكون تابعاً للقطاع الخاص المحلى، لكنه منزوع الدسم والامتيازات، وغالباً أصحابه فاتهم الميرى وغباره ويحكمه قانون من نوع خاص – اسم على مسمى – وليس له ضوابط تحكمه سوى إرادة أصحابه.

هذا النوع الأخير هو أكثر المتضررين من الإصلاحات الاقتصادية، فأصحابه فى ظل كساد الأسواق وارتفاع أسعار عملية الإنتاج يتعرضون لنكبات اقتصادية وخسائر تفوق إمكانياتهم، وبالتالى يتأثر الدخل بصورة كبيرة وتتأثر الرواتب بصورة أكبر، وقد يتعرض بعضهم للفصل وتأخر الراتب وغيره من الأمور التعسفية، وقد تضطر بعض هذه الجهات لإعلان الإفلاس والإغلاق، ما يلحق الضرر البليغ بالعاملين بها.

ضحايا هذا النوع فى ربوع البلاد بالآلاف ما بين فاقد لوظيفته أو من يحيا على حد الكفاف وفى ظروف غير آدمية لتظهر مآسٍ وحكايات يندى لها الجبين وتقشعر من هولها الأبدان، ويعجز جهابذة الاقتصاد فى تصريف حياة هؤلاء اليومية بما يتقاضون من جنيهات هزيلة لا تسمن ولا تغنى من جوع.

يأتى دور الدولة التى تتدخل من حين لآخر لإنقاذ موظفيها بإقرار زيادات مادية للحماية الاجتماعية وعمل توازن حتى تزيد مقاومة الفئات المستهدفة لمواجهة أعباء الحياة فى ظل هذه الظروف بالغة القسوة، وإن كان سماسرة الأسواق ينتهزون هذه الفرص لزيادة الأسعار لتلتهم الزيادة فى غياب الأجهزة الرقابية.

ورغم الحد الأدنى للأجور الذى ترفعه الدولة من حين لآخر إلزامياً فى القطاع الحكومى، وشبه اختيارى فى القطاع الخاص الذى لا يلتزم به غالباً نظراً للظروف الاقتصادية وغيرها من العوامل، فبعض هذه القطاعات يجد صعوبة فى صرف الرواتب بحالتها الهزيلة، ما يجعل الزيادات مستحيلة فى الوقت الذى يكون فيه الحفاظ على الرواتب الحالية وديمومتها أقرب للعمل الخارق.

ومع قرارات الحماية الاجتماعية الأخيرة التى أصدرها الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى تعد التاسعة على مدار الأعوام السابقة، باتت الهوة فى الرواتب بين القطاعين العام والخاص كبيرة فى ظل عدم مقدرة غالبية القطاع الخاص على تطبيقها، الأمر الذى يزيد حياة الملايين جحيماً فى ظل ارتفاع الأسعار غير المسبوق.

الأمر الذى يجعل الدولة مطالبة بدعم القطاع الخاص أيضاً، وهو يستحق تلك الحماية، فالعاملون فى القطاعين الخاص والعام أبناء شعب واحد، ويجب أن تقدم لهم نفس الامتيازات دون تفرقة.

باختصار.. العاملون فى القطاع الخاص مصريون أيضاً، ويستحقون الدعم، والدولة هى المسئول الأول عن توفير العدالة الاجتماعية للجميع، سواء ألزمت القطاع الخاص الذى يملك أو دعمت الذى لا يملك، فهذه مسئوليتها وهذا واجبها.. المهم أن يشعر الجميع على أرض الوطن بالمساواة، فمظلة الحماية يجب أن تتسع لجموع المصريين.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار دلالة واضحة القطاع الطريق الرئيس أنور السادات القطاع الخاص هذا النوع فى القطاع

إقرأ أيضاً:

مصريون ناجون يكشفون أهوال معتقلات الدعم السريع

على مدى ما يقارب من عامين، نُقل عماد معوض عدة مرات من مكان احتجاز إلى آخر في السودان، حيث اعتقلته قوات الدعم السريع مع عدد آخر من المصريين بتهمة التجسس، وكان يخشى في كل مرة أن يكون اليوم الذي يمر عليه هو الأخير في حياته.

أمضى التاجر المصري البالغ (44 عاما) سنوات في بيع الأجهزة المنزلية في السودان قبل أن يقتحم مقاتلون من قوات الدعم السريع منزله في الخرطوم في يونيو/حزيران 2023، ويعتقلوه مع 6 مصريين آخرين.

ويقول معوض من منزله في كفر أبو شنب، وهي قرية هادئة بمحافظة الفيوم المصرية جنوب غرب القاهرة "اتهمونا بأننا جواسيس"، ويتذكر كيف فتش العناصر، الذين اعتقلوه، هاتفه ومنزله، قائلا "كنّا مجرد تجار، لكن بالنسبة لهم، كل مصري كان موضع شك".

رغم عدم العثور على أي أمر مريب لديهم، عُصبت أعين أفراد المجموعة واقتيدوا في شاحنة إلى مركز احتجاز في الخرطوم.

كان قد مضى شهران على بدء الحرب، وكان مئات الآلاف من سكان السودان فروا إلى الحدود المصرية بحثا عن الأمان، لكن معوض لم يتمكن من ذلك قائلا "لم يكن ممكنا لي أن أسافر بسبب كمية البضائع التي كانت لدي والتي كان يمكن أن تسرق"، كما كانت هناك "ديون" يتعيّن سدادها، و"اضطررنا لحراسة بضاعتنا مهما كانت الظروف".

إعلان

وتتهم قوات الدعم السريع، التي تخوض نزاعا مدمّرا مع الجيش السوداني منذ أبريل/نيسان 2023، مصر بالتدخل في الحرب عبر دعم الجيش، الأمر الذي تنفيه القاهرة.

وفي مبنى جامعي حُول إلى سجن في حي الرياض بالعاصمة السودانية، احتُجز معوض مع 8 مصريين آخرين في زنزانة مساحتها 3 أمتار بـ3 أمتار من دون أي نوافذ.

ويوضح معوض أن الزنازين الأخرى كانت تضمّ ما بين 20 و50 معتقلا، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 6 سنوات، ورجال مسنّون، بعضهم في التسعينات من العمر.

معوض يتذكر كيف فتش عناصر الدعم السريع هاتفه ومنزله قبل أن يعتقلوه (الفرنسية) جوع ومرض

ويقول أحمد عزيز، وهو تاجر مصري آخر كان محتجزا مع معوض، إن الطعام الذي كان يقدّم للمعتقلين "لم يكن أكلا.. كانوا يُحضرون لنا ماء ساخنا ممزوجا بالدقيق، عبارة عن عجينة لا طعم لها".

وكانت المياه إما مالحة وملوثة من إحدى الآبار، أو مليئة بالرواسب من نهر النيل، مما أدى إلى تفشي الأمراض بين السجناء الذين لم يتمكن بعضهم من الصمود في هذه الظروف، فماتوا.

ويضيف عزيز أنه عندما كان يصاب سجين بالمرض، ما كان عليه سوى "انتظار الموت".

ووفقا لمعوض، "بدأت أجسام المساجين تفقد مناعتها، وأصبحوا مجرد هياكل"، مشيرا إلى أن 5 مساجين "أحيانا أكثر وأحيانا أقل بقليل، كانوا يموتون يوميا"، وكانت تترك الجثث غالبا لتتعفن في الزنازين لأيام، بينما يرقد المعتقلون بجانبها.

ويروي معوض "لم يكونوا يغسّلون الجثث"، وكان عناصر قوات الدعم السريع "يلفونها ويلقون بها في الصحراء".

ويصف عزيز، الذي احتُجز في سجن سوبا لمدة شهر، كابوسا حقيقيا عاشه في هذا المعتقل، قائلا "لم تكن هناك مراحيض، مجرد دلاء داخل الزنزانة تترك هناك طوال اليوم".

ويضيف "لا يُمكن أن يمرّ أسبوعان من دون أن تُصاب بالمرض"، وقد انتشرت الحمى على نطاق واسع بين السجناء، مما أثار مخاوف من انتشار الكوليرا والملاريا "ليلا، كانت أسراب الحشرات تزحف على السجناء.. لم يكن هناك ما يجعلك تشعر بأنك إنسان".

وتقول الأمم المتحدة إن سجن سوبا التابع لقوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم، ربما كان يضم أكثر من 6 آلاف معتقل بحلول منتصف عام 2024.

محمد شعبان: حراس الدعم السريع في سجن سوبا اعتادوا إهانة السجناء وضربهم بالخراطيم والعصي والسياط (الفرنسية) إهانة وضرب

ويوضح محمد شعبان، وهو تاجر مصري آخر، أن حراس قوات الدعم السريع في سجن سوبا اعتادوا إهانة السجناء وضربهم بالخراطيم والعصي والسياط.

إعلان

ويقول شعبان البالغ (43 عاما) إنهم "كانوا يجردوننا من ملابسنا.. ثم يُمعنون بالسجناء ضربا وإهانة وشتما".

رغم محنتهم، كان معوض وعزيز وشعبان من بين المحظوظين، إذ أُطلق سراحهم بعد 20 شهرا من الأسر نتيجة ما يعتقدون أنها عملية استخباراتية مشتركة بين مصر والسلطات السودانية الموالية للجيش.

وعادوا إلى ديارهم في مصر، وهم يكافحون للتعافي جسديا ونفسيا "لكن علينا أن نحاول طي الصفحة والمضي قدما"، بحسب شعبان الذي يقول "علينا أن نحاول أن ننسى".

ووفق الأمم المتحدة، اعتقل عشرات الآلاف في السودان في سجون قوات الدعم السريع أو الجيش السوداني، وفق تقرير صدر في وقت سابق من هذا الشهر.

ومنذ بدء الحرب قبل سنتين، وثق النشطاء عمليات اعتقال وتعذيب طالت عمال إغاثة في الخطوط الأمامية أو ناشطين حقوقيين أو مدنيين بصورة عشوائية.

مقالات مشابهة

  • النقل تدعو القطاع الخاص للاستثمار في النقل النهري بالتزامن مع تنفيذ خطة شاملة للتطوير
  • وزارة البيئة تبحث تعزيز التعاون مع القطاع الخاص الصيني للاستثمار في إدارة المخلفات
  • كيف يؤثر تشكيل الحكومة الجديدة على اقتصاد سوريا؟
  • ترامب: ماسك سيعود إلى القطاع الخاص في وقت ما
  • ترامب: إيلون ماسك سيعود إلى القطاع الخاص في وقت ما
  • مصريون ناجون يكشفون أهوال معتقلات الدعم السريع
  • اليوم.. البيئة تعلن رفع حالة الطوارئ بالمحميات البرية والبحرية بمختلف المحافظات
  • القابضة للأدوية: نتواصل مع القطاع الخاص لجذب استثمارات لتصنيع الأدوية البيولوجية
  • اعرف حقك بعد رؤية الهلال.. كم عدد أيام إجازة القطاع الخاص بمناسبة عيد الفطر 2025؟
  • تحالف استراتيجي بين القطاع الخاص والأكاديمي لتوطين صناعة الذكاء الاصطناعي