من يشترى ملياراً بمائة مليار!
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
تختلف قروض صندوق النقد الدولى عن غيرها من القروض.. فى الشروط المسبقة التى يفرضها على الدول المقترضة.. والحديث هنا ليس عن أهداف تلك الشروط وما وراءها.. لكن عن ماهيتها.
بداية يروج الصندوق لاشتراطاته تحت عنوان «حزم إصلاح». . وهى تسمية كاذبة وخادعة.. إذ لا تستهدف إلا إحكام قبضته على المدين لضمان عودة الأموال المقترضة.
ولصندوق النقد تجارب سيئة السمعة فى مختلف القارات.. خاصة مع الدول النامية «إذ ترفض الدول المتقدمة والناضجة اقتصادياً القبول بشروطه».. فمن البرازيل إلى الأرجنتين وفنزويلا والمكسيك وأغلب دول أمريكا الجنوبية إلى الدول الإفريقية وشرق آسيا.. تتنوع مآسى الوقوع فى فخ ذلك الصندوق.. لكن خلاصة كل تلك التجارب تكمن فى سوء استخدام القروض.. مع الاستسلام لشروطها، التى انتقدها البنك الدولى نفسه واصفاً إياها بأنها تدفع بالدول للركود الاقتصادى كما جاء على لسان رئيس قسمه الاقتصادى جوزيف ستيجليتز.. بينما كان طوق النجاة دوماً فى الابتعاد عن تلك القروض أو مخالفة الاشتراطات المجحفة.. مع التوجه إلى القدرات المحلية والتصنيع والاستثمار فى التعليم.. وتجارب البرازيل وفنزويلا وماليزيا خير مثال.
وقد يظن البعض بنظرة سطحية أن تكلفة تلك القروض تتوقف عند حد خدمة الدين.. لكن الواقع يؤكد أن التكلفة تتخطى ما يمكن تخيله.. فمن أخطر اشتراطات الصندوق بجانب رفع الفائدة والضرائب، كارثة تخفيض العملة الوطنية.. لن أتحدث عن الأولين وأثرهما فى النشاط الاقتصادى.. لكن من أول مصائب تخفيض العملة.. فقدان المتعاملين «الثقة» فى التعامل بها واقتنائها.. ما يدفع بها إلى المزيد من الانخفاض مع كل إعلان رسمى عن خفضها.. يستتبع ذلك تآكل قيمة الناتج القومى عند تقييمه بالدولار.. فالناتج المقيم مثلاً بـ477 مليار دولار سيصبح 347 مليار دولار رغم الزيادة الفعلية فى ذلك الناتج مقوماً بالعملة المحلية!.. ويمتد التأثير إلى انخفاض القيمة الحقيقية لثروات المؤسسات والأفراد ودخولهم.. وهو ما يعنى ارتفاع نسب الفقر والحاجة وتراجع القوة الشرائية.. وتكون المحصلة أن أمام كل مليار اقترضته الدولة من الصندوق خسارة مئات المليارات من قيمة ثروتها.. وكأن لسان حال ذلك الصندوق يقول من يشترى ملياراً بمائة مليار لذا لا نستغرب من قول أستاذ الاقتصاد بجامعة كولومبيا جيفرى ساكس «عندما يكون الاقتصاد فى أزمة, الأمر الأول الذى يجب تذكره هو ألا تتصل بصندوق النقد الدولى». . والخلاصة أن مواجهة الأزمات الاقتصادية تكون بزيادة الإنتاج عبر الاعتماد على القدرات والميزات الوطنية.. وتقليل النفقات والرفاهيات والحد من الاستيراد قدر المستطاع.. أما القروض فليست كلها شراً مطلقاً إذا أحسنا التمييز بين العقيم منها والمثمر.. والأمثلة على ذلك كثيرة من ألمانيا لليابان لماليزيا لرواندا.
أما الدخول فى دوامة القروض العقيمة فلن يبنى اقتصاداً أو يحل أزمة بل سيزيد الأمر سوءاً.. ومن السذاجة أيضاً تصديق أكذوبة أن تخفيض قيمة العملة.. سيؤدى إلى زيادة الاستثمار وجذب السياحة.. فأعلى الدول حصة فى حركة السياحة العالمية «فرنسا وإسبانيا» تتمتع بواحدة من أقوى العملات «اليورو».. بينما أكثر الدول الجاذبة للاستثمار تتمتع بعملات واقتصاد قوى.. فالاستقرار والمناخ الصحى والسياسات الواضحة والشفافية وغياب الفساد والارتقاء بحياة المواطنين بشكل عام هى أهم عوامل جذب الاستثمار، والسياحة أيضاً.. ولا يمكن أن يحدث ذلك بإفقار المواطنين وتدمير العملة الوطنية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشافعى لوجه الله صندوق النقد الدولي القروض
إقرأ أيضاً:
غدا الحكم على يوتيوبر شهير لاتهامه بالاتجار في العملة
تصدر غدا المحكمة المختصة حكمها على اليوتيوبر أحمد ابو زيد في اتهامه بالاتجار بالعملة.
تصدر اليوتيوبر أحمد أبوزيد التريند خلال الأيام الماضية بعد القبض عليه فى نهاية الشهر الماضي.
وأعلنت الجهات الرسمية ووزارة الداخلية أنه تم القبض على اليوتيوبر أحمد أبو زيد فى 30 ديسمبر 2024 بسبب تعامله غير المشروع فى الاتجار بالنقد الأجنبي “تجارة العملة” خارج نطاق السوق المصرفية.
وكان معه وقت القبض عليه أكثر من 163 ألف دولار وهاتف محمول يتضمن رسائل تؤكد نشاطه فى العملات الأجنبية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله وقررت النيابة العامة إحالته للمحكمة الاقتصادية.
ويعد البلوجر أحمد أبوزيد من أشهر اليوتيوبرز ومقدمى المحتوى على السوشيال في ميديا حيث يركز على المحتوى التعليمي بطريقة مميزة جعلته يحصل على حوالى 8 مليون متابع.
وفى التقرير التالي نعرض لكم أهم المعلومات عن اليوتيوبر أحمد أبو زيد.
ولد أحمد أبوزيد فى شهر 9 عام 1992.. التحق بكلية الهندسة جامعة طنطا عام 2009 ولم يلتحق بهندسة البترول بسبب درجة واحدة ولم يلتحق بهندسة الكمبيوتر بسبب رغبة الأهل حينها حيث كان يتم التعامل مع هندسة مدنى أنها هى فقط كلية القمة.
بدايته فى عالم اليوتيوب كان فى 2012 ولاحظ أن المحتوى التعليمي باللغة العربية قليل ومن هنا جاءت الفكرة وبدأ كورس لشرح الفوتوشوب.
2015 بدأ العمل فى قناة اليوتيوب بشكل أكثر احترافية بجانب عمله كمهندس فى مرسى علم.
فى 2017 ترك الهندسة وتفرغ للعمل فى هوايته وهى اليوتيوب وتقديم المحتوى وبالفعل حقق شهرة كبيرة وكان مرشحا لمسابقة أفضل صانع محتوى فى الشرق الأوسط قبيل أزمة القبض عليه.