بوابة الوفد:
2025-01-18@05:59:23 GMT

عندما تقصف «الرياض» كذبة التطبيع

تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT

إنها المرة الثانية، فى أقل من أسبوعين، ترد وزارة الخارجية السعودية، على الادعاءات التى يروجها مسئولون أمريكيون، عن المناقشات حول التطبيع بين المملكة وإسرائيل، حتى إن هذه الادعاءات، كما لو كانت آخر ما تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على إنجازها، وقد نفهم ذلك فى ضوء حاجة الرئيس جو بايدن، أن تكون فرصة تعويمه فى الانتخابات الرئاسية، فى شهر نوفمبر القادم، التى يعلم هو وإدارته وحزبه الديمقراطى، أنه سوف يخسرها لصالح المرشح «الجمهورى» دونالد ترامب، الرئيس الأمريكى السابق، والتى تشير الاستطلاعات ووسائل إعلام أمريكية، إلى أنه يحقق نتائج متقدمة، يعجز «بايدن» عن مجاراتها.

** السعوديون يفهمون ذلك جيداً، وبالتالى يتفادون «فخ» البيت الأبيض، لانتزاع اعتراف رسمى، يتحدث عن موافقة- ولو فى مربع الوعود- على استئناف المناقشات حول التطبيع، التى كانت الإدارة الأمريكية تقودها، قبل أن توقفها «الرياض»، فى أكتوبر الماضى، رداً على العدوان الإسرائيلى فى قطاع غزة، ومنذ هذا التاريخ، وحالة القلق تسيطر على المسئولين فى إدارة «بايدن»، الذى هو نفسه لا يتوقف عن «جعجعة التطبيع»، فى كل مكان يذهب إليه، ليتسول بها دعم المجتمع اليهودى فى الانتخابات، ومن بعده وزير الخارجية أنتونى بلينكن، وتلك «المومياء» المتكلمة، متحدث البيت الأبيض جون كيربى، الذى يتولى الترويج لهذه الكذبة.. كذبة التطبيع.

** وكما قلت إن سر الإلحاح الأمريكى، على تنشيط مفاوضات التطبيع هذه، يتعلق برغبة «بايدن» الشخصية، فى فترة رئاسية ثانية، حتى لو كانت تثير غضب الشعوب العربية، ولذلك يبدو أن «واشنطن» توجهت إلى الاتحاد الأوروبى، ليساعد فى ممارسة ضغوط موازية، صارت واقعاً فى خطة جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية، ومضمونها 10 نقاط للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما يتمحور هدفها الرئيسى، فى اتجاه التطبيع العربى مع إسرائيل، وهو ما يجرى على مسار الرغبة الأمريكية، فى أن تبدأه من المملكة العربية السعودية، الذى يشير الواقع إلى أنه مجرد خيال، مثلما الحال مع خطة «بوريل»، التى لا تحوز دعم كل دول الاتحاد.

** الأمريكيون يوغلون فى «الاستعباط»، ويتصورون وكأنهم يديرون القرار العربى، إلى الدرجة الحرجة، التى لم يستوعبوا فيها الرد القوى، لوزير الخارجية السعودى فيصل بن فرحان، وقد تحدث بوضوح منذ أسبوعين، عن موقف بلاده من التطبيع، الذى يشترط الدولة الفلسطينية المستقلة، على مقياس مبادرة السلام العربية، ثم كان بيان وزارة الخارجية القوى، الذى كذب- منذ أيام- متحدث البيت الأبيض، الذى ادعى أن السعودية أبلغت «واشنطن»، استعدادها لمواصلة مناقشات التطبيع مع إسرائيل، وهى ادعاءات تعكس حالة «غباء» فى فهم ما يقوله السعوديون، وكأن هناك إصراراً أمريكياً على إحراج «الرياض»، وتشتيت تركيزها على ما يجرى فى غزة.

** لم نعد فى حاجة للأكاذيب الأمريكية، طالما القادة فى «الرياض»، يشترطون مبادرة السلام العربية، خياراً عربياً استرتيجياً لإنهاء الصراع العربى- الإسرائيلى، ينتج دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، مقابل علاقات كاملة مع إسرائيل..نعلم أنها مبادرة طرحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز- وكان ولياً للعهد- أمام القمة العربية فى العاصمة اللبنانية «بيروت»، فى العام 2002، وقد حازت موافقة مجلس الجامعة العربية، وجرى تجديد الإجماع العربى على تفعيلها فى قمة «الرياض»ـ فى العام 2007، وبذلك صارت الأساس المطلق، لأى كلام عن السلام مع الكيان الصهيونى، لكن على الطريقة العربية..وليست الأمريكية.

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمــــد راغـــب المرة الثانية المملكة الولايات المتحدة

إقرأ أيضاً:

محللون فلسطينيون: اتفاق غزة خطوة مهمة تنهي المجازر بحق الأبرياء.. ويجب وقف الحرب

أكد عدد من المحللين السياسيين الفلسطينيين أهمية هذا الاتفاق فى الوقت الحالى وتأثيره على تطلعات الشعب الفلسطينى، فى ظل المعاناة المستمرة التى يعيشها قطاع غزة، مؤكدين ضرورة وقف الحرب المستمرة، رغم التحديات التى قد تواجه تنفيذه على أرض الواقع، مشيدين بالدور الحيوى الذى لعبته الأطراف الإقليمية والدولية، لا سيما مصر وقطر، فى الوساطة لإنجاز الصفقة.

 «الرقب»: الدور المصرى كان أساسياً فى الضغط على الأطراف لوقف الحرب

قال المحلل السياسى الفلسطينى، الدكتور أيمن الرقب، إن الاتفاق الذى جرى التوصل إليه يمثل خطوة مهمة رغم الثمن الكبير الذى دفعه الشعب الفلسطينى، حيث شهدت الحرب الأخيرة استشهاد وإصابة عشرات الآلاف، بالإضافة إلى المفقودين والدمار الكبير فى المنازل والممتلكات. وأضاف «الرقب»، لـ«الوطن»، أن وقف إطلاق النار الذى تم التوصل إليه يعد إنجازاً مهماً ويشكل خطوة نحو إنهاء المعاناة المستمرة.

أما بشأن الدور الإقليمى والدولى فى التوصل إلى الاتفاق، فأشاد «الرقب» بالدور الكبير الذى لعبته مصر، التى لم تتوقف عن الوساطة رغم التحديات، مؤكداً أن الدور المصرى كان أساسياً فى إبقاء الضغط على الأطراف للوصول إلى حل. وأشار إلى أن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ يوم الأحد المقبل، حيث سيتم التصويت على القرار فى الكنيست الإسرائيلى، وبعد التصويت، سيجرى ترتيب لقاءات مع الفصائل الفلسطينية لمناقشة كيفية إدارة المرحلة التالية.

«الحرازين»: نحتاج ضمانات حقيقية من الاحتلال لتنفيذ بنود الصفقة

وقال المحلل السياسى الفلسطينى، جهاد الحرازين، إن الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار يمثل إنجازاً كبيراً لأنه جاء نتيجة للبحث المستمر لوقف المذبحة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى، وهو يعكس حماية للدم الفلسطينى وإنهاء للمعاناة المستمرة التى يعيشها الفلسطينيون بعد حرب دامت 15 شهراً. وأضاف أن الشعب الفلسطينى دفع ثمناً كبيراً من الأرواح والممتلكات والمعاناة، وهو ما لا يمكن لهذا الاتفاق أن يعوّضه.

وأشار إلى أن قطاع غزة، قبل حرب الاحتلال، كان يتمتع بحالة من الازدهار والنهضة، إلا أن ما تعرض له الشعب الفلسطينى من دمار، سواء فى الأرواح أو فى البنية التحتية، يجعل هذا الاتفاق غير كافٍ لتلبية تطلعات الشعب الفلسطينى، مضيفاً أن الاتفاق لا يلبى سوى وقف المذبحة والجرائم الإسرائيلية، بينما يظل الشعب الفلسطينى يعانى من المجاعة والحصار والأمراض. واعتبر أن إعلان الاتفاق يمثل نوعاً من الأمل لدى الفلسطينيين الذين نجوا من الموت، حيث احتفلوا بالنجاة من المذبحة التى كانت تهددهم يومياً.

مؤكداً ضرورة وجود ضمانات حقيقية من قبل الاحتلال الإسرائيلى لتنفيذ بنود الاتفاق، محذراً من أن أى تراجع من قبل «نتنياهو» فى المستقبل قد يؤدى إلى انهيار الاتفاق.

وقال الدكتور ماهر صافى، المحلل السياسى الفلسطينى، إن الاتفاق الذى جرى التوصل إليه يعد خطوة مهمة لوقف المقتلة المستمرة فى غزة منذ السابع من أكتوبر، حيث دفع الشعب الفلسطينى ثمناً باهظاً من أبنائه. وأضاف أن هذا الاتفاق كان من المفترض أن يتم التوصل إليه منذ مايو الماضى، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فشل فى تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية، وعلى رأسها القضاء على حركة حماس، مشيراً إلى أن المقاومة الفلسطينية برهنت على قدرتها على الصمود رغم الهجمات الإسرائيلية التى أسفرت عن دمار كبير فى غزة.

وأوضح «صافى» أن الاحتلال الإسرائيلى، بالرغم من تحقيقه لدمار واسع فى غزة، فشل فى تحقيق أهدافه العسكرية، مما جعله مضطراً للجلوس مع حركة حماس وفتح باب المفاوضات، وهو ما يعد هزيمة واضحة لـ«نتنياهو». وأكد أن هذه الحرب كشفت عن فشل الاحتلال فى القضاء على المقاومة، بل على العكس فقد ثبتت المقاومة وحاضنتها الشعبية على موقفها فى الدفاع عن القدس والأراضى الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • هالة صدقى: انتظرونى فى الماراثون الرمضانى 2025
  •  محمد مغربي يكتب: ما الفرق بين ChatGPT وDeepseek V3 الصيني؟
  • محللون فلسطينيون: اتفاق غزة خطوة مهمة تنهي المجازر بحق الأبرياء.. ويجب وقف الحرب
  • المسئولية والجزاء.. وضوابطهما القانونية
  • نور محمود: حنان مطاوع لها فضل كبير عليَّ .. وهذا سبب حبي لـ أحمد زكي | حوار
  • بعد تصريحات ترامب.. الخارجية الأمريكية: اتفاق وقف إطلاق النار نتاج إدارة بايدن
  • بريئة ومدانة!
  • وقف النار المرتقب!
  • عندما غنت أم كلثوم في باريس
  • «حماس» و«حزب الله» نقطة ضعف فى الموقف العربى