بوابة الوفد:
2025-04-17@22:14:55 GMT

إلى مجلس أمناء الحوار الوطنى

تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT

يعقد مجلس أمناء الحوار الوطنى اليوم السبت اجتماعاً لوضع جدول أعمال الدورة الثانية من جلسات الحوار، والاتفاق على الموضوعات التى ستجرى مناقشتها، ونوعية وعدد المدعوين إليها. ويأتى الاجتماع قبل نحو أربعة أسابيع من بدء شهر رمضان، ما قد يعنى أن استمرار جلساته فى الشهر الكريم غير متوقعة. كما يأتى استجابة لدعوة الرئيس السيسى فى خطابه فى عيد الشرطة إلى حوار وطنى اقتصادى أعمق وأشمل.

لكن دعوة الرئيس لحوار أكثر عمقاً وشمولية للأزمة الاقتصادية، لا تتوافق مع دعوة مجلس الأمناء لتلقى اقتراحات الأحزاب والسياسيين والخبراء من أجل إعلان الجدول الزمنى لجلسات محاوره الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ما يشى بأن كل القضايا ستكون مطروحة للنقاش مرة أخرى، بما لا يتيح فرصة حقيقية لمناقشة الأزمة الاقتصادية، أو حتى غيرها من الأزمات نقاشاً أكثر شمولاً وأكثرعمقاً.

كانت جلسات الحوار الوطنى قد أنهت دورة أعمالها الأولى على عتبات الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بعد نحو سبعة أشهر من النقاش حول محاورها. ومن المفترض أن يعلن المنسق العام للحوار الوطنى ضياء رشوان فى نهاية اليوم، وقبل بدء جلسات الدورة الجديدة، مصير التوصيات التى خرجت من الجولة الأولى وتم رفعها إلى الرئيس السيسى، وما تم تنفيذه منها، ونوع العوائق التى قد تكون اعترضت تحول بعضها إلى إجراءات تنفيذية.

والملاحظ من متابعة جلسات الدورة الأولى للحوار أن بعضاً من الخلل قد أصاب تنظيم النقاش. ومن بينه مثلاً أن المشاركين فى الحوار كانوا يفاجأون بالمحور المراد مناقشته، أو يعلمون به فى وقت لا يكفى الاستعداد لنقاشه، وربما حتى لم يشاركوا فى تحديده. ومن بينه أن منح كل متحدث أربع دقائق فقط لطرح فكرته، قد جعل الأمر كأنه بات منصة لتسجيل الحضور وليس لتقديم بدائل لسياسات قائمة كما هو المفترض من الحوار، بينما تم فتح المجال لأعضاء مجلس الأمناء للتحدث دون أية حدود زمنية. وهو وضع يعكس المعادلة الموضوعة للحوار، إذ إن مجلس الأمناء من واجبات عمله تنظيم النقاش بين المشاركين فى الحوار، وتلقى اقتراحاتهم بشكل مكتمل، وليس إلقاء محاضرات عليهم، لكى يطلق عليه من يراهنون على فشله، أنه مجرد مكلمة لا طائل من ورائها.

تعقد الدورة الثانية من جلسات الحوار الوطنى ومصر تحيط بها التحديات من كل جانب. ومخاطر تهدد الأمن القومى للبلاد على حدودها الجنوبية والشمالية والغربية. وأصبح جلياً التواطؤ الأمريكى مع إسرائيل لمواصلة حربها البرية فى رفح، لكيلا يجد الفلسطينيون ملاذاً آمناً سوى العبور إلى سيناء، ويصبح تهجيرهم أمراً واقعاً مفروضاً على الإدارة المصرية، ومتحدياً رفض هيئة الأمم المتحدة الإقدام على تلك الخطوة. وبدلاً من الجولات العبثية لوزير الخارجية الأمريكى التى تريد لنا أن نقتنع بخلافات بين واشنطن وتل أبيب، تستطيع إدارة بايدن لو أرادت، وقف شاحنات الذخائر والأسلحة والأموال التى بلغت حتى الآن 17 مليار دولار لإجبار نتنياهو على وقف حرب الإبادة الجماعية التى يشنها على الشعب الفلسطينى، ومنعه من الإقدام على تلك المخاطرة. لكنه توزيع الأدوار بين قوى الغرب الاستعمارى!

وجاءت القرارات الأخيرة التى أصدرها الرئيس السيسى لرفع جديد فى الحد الأدنى للأجور وزيادة المعاشات، لتخفف من حجم الضغوط المعيشية العاتية على معظم المواطنين. لكن تلك الزيادات تظل خطوة جزئية فى مسار معالجة جذرية لم تبدأ بعد، للأزمة الاقتصادية الراهنة. ولا بديل عن الاعتراف بأن التحايل الحكومى الدائم على أسبابها الداخلية قد فاقمها، فمعدلات التضخم ترتفع وتتجاوز نسبته 33% وقيمة الجنيه تواصل الانخفاض، فضلاً عن نقص فى العملة الصعبة، وفوضى لا مثيل لها فى الأسواق، وغلاء مسعور يلتهم كل زيادة فى الرواتب والأجور، واختفاء سلع أساسية كالسكر والأدوية، وفجور لا شبيه له من مافيا التجار والمستوردين الذين يحتكرون الأسواق، وغدوا يتحكمون فى رقاب الناس وحكومتهم!

تملك مصر جيشاً لا يستهان بقوته فى التصدى للمخاطر التى تهدد أمنها القومى. لكن استمرار الأزمة الاقتصادية دون علاج جذرى لأسبابها، يشكل بدوره تهديداً للأمن القومى والسلم الاجتماعى. ويغذى الإخفاق فى التوصل لنموذج تنموى صناعى وزراعى منتج حالات الانقسام الاجتماعى، ويزيد الفقراء فقراً، ويعزز تفاقم الأزمة الاقتصادية. ولكل تلك الأسباب ولغيرها، ربما يكون من الضرورى أن تقتصر الدورة الراهنة من الحوار الوطنى على مناقشة شاملة للأزمة الاقتصادية كما دعا الرئيس. وألا يدعى إليها سوى خبراء ومختصين من الاقتصاديين من مدارس فكرية متنوعة، ومن منفذى السياسات الاقتصادية القائمة، لكى يدركوا أنه ليس من المستحيل التوصل لمشتركات بينهم وبين معارضى تلك السياسات لأجل الصالح العام.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمينة النقاش إلى مجلس أمناء الحوار الوطنى على فكرة الحوار الوطني شهر رمضان الرئيس السيسي الحوار الوطنى

إقرأ أيضاً:

طلب إحاطة بشأن إجراءات الحماية والسلامة المهنية في أعمال تنظيف بيارات الصرف الصحي

تقدم النائب هشام حسين، أمين سر لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس النواب بطلب إحاطة إلي المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، موجه إلي وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة ووزير التنمية المحلية، بشأن إجراءات الحماية والسلامة المهنية، في أعمال تنظيف بيارات الصرف الصحي.

برلماني: قانون العمل الجديد نقلة نوعية في مسار التشريعات العماليةرئيس الشيوخ يؤكد على أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية والتشريعية مع سلوفينيابرلماني أردني: العالم يقف متفرجًا على تدمير غزة بدعم أمريكي مفتوح لإسرائيلرئيس الوفد لـ صدى البلد: لن تكون هناك انتخابات برلمانية بدون إشراف قضائي


وقال حسين في طلبه: شهدت الأيام الأخيرة، واقعة جديدة لسقوط عمال فى خزان مياه صرف صحى أثناء العمل  بمنطقة 6 مليون مدينة العاشر من رمضان، نتج عنها مصرع 3 أشقاء وإصابة آخرين.


وأضاف: تلك الواقعة، ليست الأولي من نوعها، بل سبق تكرارها، الأمر الذى يتطلب الوقوف إجراءات السلامة المهنية التى يتم إتباعها في تلك الأعمال الفنية الهامة، حفاظا علي أرواح وصحة العاملين.


وتابع عضو مجلس النواب، لذلك أتمنى من الحكومة، توضيح الإجراءات المتبعة في تلك الأعمال وما إذا كانت تم تطبيقها في تلك الوقائع من عدمه، وكذلك خطتها لتلافي تكرار مثل تلك الوقائع التى تهدد حياة العاملين.

مقالات مشابهة

  • الزمالك يكشف لـ ستاد المحور تفاصيل اجتماع مجلس الإدارة اليوم
  • مجلس أمناء جامعة اليرموك: صوت الحكمة وعنوان الإصلاح
  • 28 مايو.. أولى جلسات محاكمة المتهمين في قضية تطبيق «QF» للنصب الإلكتروني أمام جنايات طنطا الاقتصادية
  • تفاصيل افتتاح الدورة الأولى لملتقى القاهرة الدولي للحكي
  • تكريم سيد رجب وشريف الدسوقي في ملتقى القاهرة الدولي للحكي «صور»
  • بالصور.. افتتاح ملتقى القاهرة الحكي دورة حسن الجريتلى بالقومي
  • طلب إحاطة بشأن إجراءات الحماية والسلامة المهنية في أعمال تنظيف بيارات الصرف الصحي
  • إعادة هندسة الدورة الاقتصادية العُمانية
  • الرئيس اللبناني: القرار اتخذ بحصر السلاح بيد الدولة ويبقى تنفيذه عبر الحوار مع "حزب الله"
  • مباحثات مرتقبة بين اليابان وأميركا بشأن الرسوم الجمركية