إطلاق المُسمَّى والهوية الجديدة لـ«مطار زايد الدولي» في أبوظبي
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
أبوظبي: «الخليج»
حضر الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة مطارات أبوظبي، حفل إطلاق المُسمَّى والهوية الجديدة لـ«مطار زايد الدولي»، تكريماً لذكرى الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، واحتفاءً بإرثه وتاريخه الحافل بالإنجازات الخالدة التي قدَّمت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى العالم في أبهى صورة.
وتشتمل الهُوية الجديدة على عناصر مُستلهَمة من الثقافة الإماراتية الغنية وتراثها العربي الأصيل.. وتم تصميم المطار الذي يحمل اسمه الجديد، لتوفير تجربة تُعَدُّ الأكثر ابتكاراً وسلاسة بين المطارات العالمية في هذا القطاع، كما أنه يتوافق مع أعلى معايير الجودة، ويتجاوز توقُّعات المسافرين.
وقال الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان:« نشعر بفخر كبير بإطلاق اسم مطار زايد الدولي على أكبر مطار في أبوظبي، تكريماً للوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، مؤكداً أن الإنجازات غير المسبوقة التي حقَّقها الوالد المؤسِّس في ربط دولتنا مع العالم، ألهمت التزامنا بضمان تعزيز مكانة أبوظبي مركزاً رائداً وعالمياً للسفر والتجارة».
وأضاف « بهذه المناسبة، أودُّ أن أعرب عن امتناني إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على ثقته بنا في المضي قُدُماً على خطى الوالد المؤسِّس، والمساعدة على إحياء ذكرى إرثه الذي لا يُنسى، والذي لا يزال أثره فينا حتى يومنا هذا، وسيبقى مصدر إلهام للأجيال المقبلة.
وأوضح الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان أن مطار زايد الدولي يفتح أبوابه على جميع أنحاء العالم، مُبشِّراً بعصرٍ جديدٍ في قطاع الطيران في أبوظبي، وتوفِّر البنية التحتية المتطوِّرة للمطار مستوى غير مسبوق من التواصل والابتكار والاستدامة؛ وذلك من أجل توفير تجربة مميَّزة للمسافرين، ما يدفع عجلة السياحة والتجارة الإقليمية إلى آفاق جديدة.
وكانت مطارات أبوظبي قد استضافت حفلاً للكشف عن الاسم الجديد لمطار زايد الدولي، بحضور عدد من ممثِّلي الأطراف والجهات المعنية.. ويتم أيضاً تنظيم مجموعة من الأنشطة للمسافرين في المطار طوال عطلة نهاية الأسبوع، ومن بينها العروض الحيّة التي يشارك فيها فنانون عالميون، فضلاً عن تنظيم العديد من العروض الرقمية، وتقديم هدايا السفر والعروض الترويجية من الشركاء.
من جانبها، قالت إيلينا سورليني، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمطارات أبوظبي:«يُعَدُّ مطار زايد الدولي بوابة استثنائية تُتيح لنا الترويج لأبوظبي، وعرض تراثها أمام العالم، وإبراز قيم التواصل والابتكار والاستدامة الموجودة فيها».
وأضافت:« بهذه المناسبة، ينبغي لنا الإشادة بالعمل الجاد الذي يبذله موظفونا وشركاؤنا وجميع المعنيين الذين أسهموا في تحقيق هذا الإنجاز الكبير.. لقد كان عام 2023 عاماً إيجابياً بالنسبة إلى مطارات أبوظبي.. ويسرُّني الإعراب عن اعتزازي تحديداً بالنجاح الهائل للعمليات في مبنى المسافرين « A ».
وقالت سورليني:«يضمن المطار حصول المسافرين على تجربة سفر مميَّزة وشاملة وسلسة، مُعزَّزة بأحدث التقنيات ونابعة من تراث الضيافة الإماراتي.. إنَّنا نشعر بحماسة شديدة إزاء ما سيُقدِّمه مطار زايد الدولي مع تدشين الفصل التالي من رحلته تحت اسم الوالد المؤسِّس لدولة الإمارات العربية المتحدة».
وتحتفي الهُوية الجديدة، التي تم الكشف عنها ضمن عملية إطلاق المسمى الجديد، بالعديد من السِّمات المميَّزة لإمارة أبوظبي، كما تشمل عناصر وأشكالاً مستوحاة من مناظرها الطبيعية وتاريخها، وتصميم المطار نفسه؛ حيث تم توظيف القارب الشراعي التقليدي، وشجرة النخيل، وشمس الصحراء، وقلعة قصر الحصن، ومبنى المسافرين «A» الجديد، لتكون ضمن المصادر الإبداعية للشعار الجديد، الذي يعرض هُوية أبوظبي الفريدة، ويدعو المسافرين إلى صياغة قصص تجاربهم في مختلف أرجاء ومرافق المطار.. وبالتزامن مع إطلاق الهُوية الجديدة لمطار زايد الدولي، عُرِضَ مقطع مصوَّر لعمل فني مميَّز شارك فيه أكثر من 1750 طائرة مسيَّرة، لتقديم عرض جوي على شكل الشعار الجديد للمطار.
ويُعَدُّ مبنى المسافرين «A» أهم ما يمتاز به مطار زايد الدولي؛ حيث يُصنَّف أحد أكبر مباني المطارات في العالم، ويمكنه استقبال ما يصل إلى 45 مليون مسافر سنوياً، ويُمثِّل حقبة جديدة للبنية التحتية للنقل والطيران في أبوظبي تحديداً، وعلى مستوى دولة الإمارات عموماً.
وخلال الستين يوماً الأولى بعد افتتاح المبنى الجديد، وبدء عملياته التشغيلية بالكامل، استقبل مطار زايد الدولي نحو 4.48 مليون مسافر، منهم 1.21 مليون قادمين، و1.22 مليون مغادرين، ومليون شخص في رحلات التحويل، على متن أكثر من 24,000 رحلة طيران.
وقدَّم مطار زايد الدولي خدماته إلى 117 وجهة سفر في ديسمبر 2023، بزيادة قدرها 20 في المئة بعد أن كان يخدم 100 مدينة خلال 2022.. وتُعزى هذه الزيادة إلى شبكة الطيران سريعة النمو، التي تضمُّ 28 شركة طيران دولية.
ويضع مطار زايد الدولي تجربة المسافرين في صميم جميع عملياته، بفضل مرافقه الرائدة عالمياً، بما في ذلك التكنولوجيا البيومترية، لتبسيط عمليات الفحص والصعود إلى الطائرة، و35,000 متر مربع من المساحات التي تستضيف 163 منفذاً من محلات التجزئة والمطاعم والمقاهي والمرافق الترفيهية، لتوفَّر للمسافرين مجموعة واسعة من خيارات التسوُّق والاستمتاع بتناول المأكولات والمشروبات في أثناء وجودهم في مبنى المطار.
ومنذ افتتاحه في نوفمبر 2023، تمكَّن المبنى من تسجيل العديد من النجاحات التشغيلية الاستثنائية، ومن بينها تقديم مستوى متطوِّر من الخدمات للمسافرين، واستقطاب قائمة متزايدة من شركات الطيران العالمية.
وبشكل عام، تُظهر نتائج حركة المسافرين لمطارات أبوظبي خلال العام 2023 زيادة كبيرة في الطلب من الركاب، حيث سافر ما مجموعه 22,935,316 مسافراً عبر جميع المطارات التجارية الخمسة في إمارة أبوظبي خلال الفترة من الأول من يناير إلى 31 ديسمبر 2023، ما يُمثِّل زيادة في الطلب بنسبة 44.5 في المئة مقارنة بالعام 2022.
وشهد العام 2023 أيضاً نموَّاً في عمليات المطار الحيوية الأخرى، ومنها حركة السفر الجوي في المطارات الخمسة؛ حيث بلغ العدد الإجمالي للحركة التي تتضمَّن عمليات هبوط وإقلاع الطائرات، 226,362 عملية، لتتجاوز في ذلك الرقم المسجَّل للعام 2022 والبالغ 194,666 عملية، ما يُمثِّل زيادة بنسبة 16.3 في المئة سنوياً.
وخلال العام الجاري والأعوام اللاحقة، تتوقَّع مطارات أبوظبي المزيد من النموِّ في حركة المسافرين وأحجام البضائع؛ حيث تضطلع خدمات الطيران المتطوِّرة في مطار زايد الدولي بدور محوري في تحقيق هذه التوقُّعات الإيجابية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات أبوظبي مطار زاید الدولی مطارات أبوظبی الشیخ محمد بن الوالد المؤس فی أبوظبی آل نهیان
إقرأ أيضاً:
حوادث طريق المطار أول امتحان لهيبة العهد الجديد
ما "يقصّر" به جيش الاحتلال الإسرائيلي في البلدات والقرى الجنوبية المحتلة لضرب هيبة الدولة اللبنانية ووضع العصي في دواليب عربة العهد الجديد أكملته المظاهر غير المبررة على طريق المطار والاعتداء على آليات قوات "اليونيفل". ومن يقول عن هذه المظاهر بأنها غير مبررة له تبريراته المستندة إلى سوابق ليست ببعيدة عندما اجتاحت "الموتوسيكلات" الاستفزازية أحياء تُعتبر سياسيًا غير مؤيدة لما أطلقه راكبو هذه الدراجات النارية من هتافات تجييشية، أو لنقل إنها لم تكن في محلها الصحيح، ولا تخدم مسيرة العهد القائم أساسًا على فكرة قطع دابر الفتن المتنقلة، أيًّا كان نوعها وأيًّا كانت هوية القائمين بها أو الدافعين لها أو المخططين لها.
أمّا الذين أضرموا النار في آليات "اليونيفل" على طريق المطار كما اعتدوا عليها في السابق في أكثر من منطقة جنوبية فلهم تبريراتهم أيضًا، وهي في ظاهرها احتجاجًا على منع السلطات اللبنانية طائرة إيرانية على متنها لبنانيون عائدون إلى بلادهم من أن تحط في مطار رفيق الحريري الدولي بعد زيارة حج للأراضي الإيرانية. في الظاهر يمكن فهم هذه التحركات لو كانت بريئة وعفوية وسلمية وغير مخطّط لها، وهو حق مشروع للتعبير عن رفض شعبي لتصرف ما يرى فيه هؤلاء المتظاهرون بأنه موجه ضدهم. أمّ أن تُقطع الطرقات، وبالأخص طريق المطار لما لها من رمزية ولما تشكّله من شريان حيوي سياحي واقتصادي باعتباره المدخل الطبيعي لكل من يزور لبنان، والاعتداء على القوى الأمنية التي حاولت ضبط فلتان الشارع، ومن ثم الاعتداء على قوات "اليونيفل"، فهو أمر غير مبرر وغير منطقي، ويرفضه كل عاقل، أيًّا كان انتماؤه الطائفي والحزبي والمناطقي.
وتأتي هذه المظاهر غير المبررة أقله في نظر المسؤولين عن البلاد وأمنها، الذين أعطوا أوامرهم الصارمة للقوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي بضرب بيد من حديد كل من يحاول العبث بالسلم الأهلي وبزعزعة الاستقرار العام، بعد سلسلة من الآمال التي عقدها جميع اللبنانيين تقريبًا بغد أفضل بعد انتخاب الرئيس العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية، وبعد تشكيل حكومة جديدة ستنال ثقة مجلس النواب في نهاية الأسبوع الطالع إذا لم يطرأ ما ليس في الحسبان، وبعد أكثر من تصريح صدر عن أكثر من جهة سياسية ودينية فيها الكثير من الإيجابية والتفاؤل، وكان آخرها ما أدلى به المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان قبل أيام بالنسبة إلى الحكومة الجديدة، وبالتحديد بالنسبة إلى ارتياح الجهة التي يمثلها ضمنًا لوجود "القوات اللبنانية" في هذه الحكومة، والذي كان يمكن اعتباره موقفًا متقدمًا لا بد من أن يُبنى على مقتضاه لو لم "تنسفه" المظاهر غير الطبيعية على طريق المطار.
إلاّ أن حوادث المطار وما يمكن أن ينتج عنها من مواقف سياسية متقابلة، خصوصًا عشية تشييع كل من الشهيدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين بعد أسبوع من الآن قد دفعت بالذين أرادوا إجراء مقارنة تفاؤلية بين المواقف السابقة للمفتي قبلان وموقفه الأخير الى تغيير رأيهم، خصوصًا أنهم كانوا يميلون إلى الاعتقاد بأن ثمة تغييرًا جوهريًا قد طرأ على خطابه السياسي، وكان يمكن اعتباره بمثابة خطوة أولى قد تليها خطوات أكثر تجذّرًا بالنسبة إلى "العودة الطبيعية والطوعية" إلى حضن الدولة. وقد جاء في تصريحه "أن ما نريده هو وحدة العائلة الوطنية ووصل ما انقطع والتأكيد على مشاريع حكومية تسع كل لبنان، ولا بد من التأسيس لإصلاحات اقتصادية وانتخابية واستعادة عافية لبنان ومكافحة الفساد وتأمين ميثاقية التنمية الوطنية". وهذه الإيجابية قرأها جيدًا الافرقاء السياسيون، الذين لم يكونوا على توافق تام مع أكثرية مواقفه السابقة، إضافة إلى مواقف أخرى من كتلة "التنمية والتحرير" بعد الكلام الذي يُعتبر متقدمًا للرئيس نبيه بري، تدعو الأجهزة الأمنية إلى ممارسة دورها والقيام بما تفرضه القوانين.
في المقابل فإن الجهة السياسية التي يمكن اعتبار المفتي قبلان أنه ينطق باسمها لن تتنازل عن حقها الطبيعي في مقاومة العدو الإسرائيلي بشتى الوسائل، خصوصًا إذا لم ينسحب بعد غد من آخر شبر أرض لا يزال محتلًا في العمق الجنوبي، حتى ولو لم يكن هذا الحق واردًا بصراحة ووضوح في البيان الوزاري، وذلك استنادًا إلى ما جاء في خطاب القسم لجهة أحقية حصر السلاح في يد القوى الأمنية الشرعية، وكما جاء في مقدمة بيان وقف النار الذي وافق عليه لبنان بشقيه الرسمي و"المقاوم".
المصدر: خاص "لبنان 24"