خصال السياسى المحتال كما يراها مكيافيلى فى كتابه الأمير تتجسد فى بنيامين نتانياهو، فهذا الثعلب العجوز 73 عاماً فاسد حتى النخاع ومع ذلك كسر الرقم القياسى كأطول رئيس وزراء جلس على سدة الحكم، فهذه ولايته السادسة وهو مازال يداهن ويخدع الجميع ويرقص برشاقة على كل الأحبال، حنكته السياسية أقنعت شرذمة الأحزاب الدينية بالتوحد فى حزب الصهيونية الدينية وتمرس هندسته الانتخابية ضمنت عدم تشتت أصواتهم كما كان يحدث فى السابق ليحصل هذا التجمع الوليد على 14 مقعدًا ليصبح ثالث أكبر قوة فى الكنيست فى مفاجأة من العيار الثقيل قلبت موازين المشهد السياسى راساً على عقب.
تتمتع حكومة «الملك بيبي» بأغلبية مريحة 63 مقعداً من أصل 120 وصفتها هارتس بأنها أكثر ثيوقراطية عنصرية متطرفة فى تاريخ إسرائيل، فهى تضم عتاة الإجرام أمثال سموتريتش وآفى ماعوز وإيتمار بن غفير مما استفز 300 حاخام أمريكى وقعوا على رسالة تحذر من أن هذه الحكومة سوف تتسبب فى ضرر لا يمكن إصلاحه للعلاقات مع يهود الشتات، فهى لعنة على قيم الديمقراطية لأنها تخطط لتقويض حقوق النساء والمثليين وضم الضفة الغربية والجمع بين السلطات بجعل المحكمة العليا تابعة للبرلمان، وهذا تحديدا ما يريده نتنياهو للفرار من سيف الملاحقة القضائية بتهم الفساد، وهو ما يستغله بن غفير جيداً، تنحدر عائلة هذا الإرهابى من أكراد العراق بدأ فى سن مبكر نشاطه الإجرامى فى حركة «كاخ» التى أسسها مائير كاهانا. وهى بالمناسبة الحركة اليهودية الوحيدة فى قائمة المنظمات الإرهابية المحظورة فى الولايات المتحدة وإسرائيل. لا يخجل من أفكاره الشيطانيّة لذا يعلق فى منزله صورة باورخ جولدشتاين الذى قتل 29 فلسطينيا خلال صلاة الفجر فى الحرم الإبراهيمى 1994. قدمت ضده خمسون لائحة اتهام، ثمانية منها جنائية ومع كل هذا التاريخ المشين أصبح هذا المعتوه وزيراً للأمن القومي، حقاً إسرائيل واحة الديموقراطية فى صحراء الشرق الأوسط !!
شعبيته الكاسحة فى أوساط المتطرفين ترجع إلى صراحته الفجة الممزوجة بغباء نادر، فهو يعتقد أن إسرائيل ليست دولة طبيعية وإنما مملكة توراتية صهيونية استعمارية لذا يدعم بشدة عنف المستوطنين، بل يدعو بوضوح للطرد القسرى للفلسطينيين ويناهض تأسيس دولة لهم ولا يكترث للقلق الأمريكى الخجول، فهو الوحيد الذى يهاجم إدارة بايدن علانية وبقسوة « هل بدأوا إدارة دولة إسرائيل رسمياً أننا لن نصبح جمهورية موز ولن نصبح ماعزا تقييد الحسابات المصرفية للمستوطنين هو تجاوز لخط أحمر لا ينبغى السماح به. مما أثار حفيظة بايدن الذى يلوم نفسه الآن بعدما غامر بشعبيته فى سنة انتخابية حاسمة من أجل أولئك الجاحدين والنتيجة جزاء سنمار مما أحرج الطبقة السياسية التى عبر عنها يائير لبيد زعيم المعارضة بعدما خرج عن شعوره»بن غفير مهرج خطير، فهؤلاء الأشخاص غير مؤهلين لإدارة البلاد، ومن سمح له بأن يكون وزيرًا للأمن القومى فقد عقله»
لا شك أن نتنياهو فى موقف لا يحسد عليه لأن ائتلاف حكومته على وشك الانهيار، فهو عالق بين كماشة الضغوط الدولية وشروط حليفه فى مجلس الحرب بينى جانتس وسندان بن غفير الرافض لوقف إطلاق النار وعقد صفقة تبادل الأسرى مع يحيى السنوار هذه هى لعبة الساحر الأخيرة، فهل يستطيع الداهية إخراج حيلة جديدة من جراب الحاوى ينقذ بها نفسه من كآبة السجن، فساعة الحساب تدنو أكثر من ذى قبل، وستحصد كل الرؤوس الكبيرة لاسيما مع استمرار الفشل الميداني بسبب الصمود الأسطورى للمقاومة التى لا تفجر أرتال الميركافا فقط وانما تفجر معها الخلافات الداخلية وتعمق الانقسامات الحادة التى تحدث تدميراً ذاتياً لعصابات تل أبيب.
تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرقم القياسي رئيس وزراء الأحزاب الدينية بن غفیر
إقرأ أيضاً:
حولتها إلى دولة «منزوعة السلاح» بدعم الميليشيات.. لماذا احتلت إسرائيل جبل الشيخ والحدود العازلة مع سوريا؟!
بعد ساعات من سقوط سوريا في يد الميليشيات المسلحة والإرهابية، في الثامن من ديسمبر الجاري، سارع الجيش الإسرائيلي إلى تنفيذ عملية عسكرية غير مسبوقة، كان يخطط لها منذ عقود، وخلال 48 ساعة، فقط، نفذت إسرائيل 480 غارة جوية مكثفة، دمرت خلالها القدرات العسكرية السورية بشكل كامل، خاصة الدفاعات الجوية، الطائرات، المطارات، المدفعية، الآليات المدرعة، مخازن السلاح، والمرافق العسكرية المهمة.
استهدفت الغارات الإسرائيلية منظومة صواريخ «إس 300»، مما شل قدرة الدفاع الجوي تمامًا قبل تدمير 500 طائرة مقاتلة، 575 مدفعًا متحركًا، 2550 مدفعًا منقولًا، و750 راجمة صواريخ، و5370 آلية مدرعة، منها 2700 دبابة، إضافة إلى المخازن العسكرية التي كانت تضم أسلحة استراتيجية، وكذلك تدمير السفن والغواصات وكاسحات الألغام السورية بشكل يجعلها عاجزة عن الدفاع عن نفسها لسنوات طويلة.
ابتلاع الجولان وجبل الشيخبعد تدمير القدرات العسكرية السورية، بادرت إسرائيل باحتلال كامل أراضي الجولان، بما في ذلك جبل الشيخ، وشهدت المنطقة العازلة، التي أُنشئت بموجب اتفاقية هدنة عام 1974، خرقًا غير مسبوق تمثل في اقتحام الدبابات الإسرائيلية وفرض حظر تجول على التجمعات السكنية فيها، ما دفع المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إلى وصف ما تقوم به إسرائيل بأنه انتهاكًا لاتفاقية 1974.
تمثل هضبة الجولان أبعادًا عسكرية واستراتيجية حاسمة، وعبر ارتفاعها الذي يصل إلى 2800 متر، تمنح المرتفعات إسرائيل ميزة مراقبة واسعة تشمل جنوب سوريا والعاصمة دمشق التي تبعد نحو 60 كيلومترًا، ومنذ احتلال إسرائيل جزءًا من الجولان عام 1967، باتت المنطقة تضم نحو ثلاثين مستوطنة يسكنها حوالي 20 ألف مستوطن.
كما أن المنطقة العازلة في الجولان لها أهمية ميدانية كبيرة، فهي تمثل خط الدفاع الأمامي لإسرائيل ضد أي اختراق محتمل لأمنها. كما يوفر جبل الشيخ، الذي يُطل على مناطق واسعة من سوريا ولبنان، ميزة استراتيجية لإسرائيل تتيح لها جمع معلومات استخباراتية حيوية حول الأنشطة العسكرية في المنطقة.
بدوره، يمثل جبل الشيخ موقعًا استراتيجيًا وعسكريًا مهمًا على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، حيث تلتقي عنده الحدود بين لبنان وسوريا وفلسطين. يبلغ ارتفاع أعلى قممه 2814 مترًا، ويطل على مناطق واسعة تمتد من بانياس إلى الجولان المحتل. وإلى جانب أهميته العسكرية، يحظى الجبل بمكانة دينية لدى المسيحيين واليهود والطائفة الدرزية.
لماذا احتلال أجزاء جديدة؟منذ بداية الأزمة السورية في 2011، أولت إسرائيل اهتمامًا كبيرًا لتطور الأوضاع في سوريا نظرًا لموقعها الجغرافي الاستراتيجي، ومع تراجع النظام السوري، زاد قلق إسرائيل من تزايد النفوذ الإيراني وحزب الله، خاصة مع زعمها تحول الأراضي السورية إلى قاعدة عسكرية إيرانية تهدد أمن إسرائيل!!
وتؤكد القدرة الإسرائيلية على شن ضربات جوية دقيقة في الأراضي السورية خلال السنوات الأخيرة أن هناك نية مبيتة لضمان السيطرة على المناطق الحيوية، ولا تنفصل الخطوات العسكرية التي أقدمت عليها إسرائيل عن خططها الأساسية والاحتياطية للتعامل مع قوى "وحدة الساحات" التي تقودها إيران.
وسبق أن نصحت إسرائيل حلفاءها في الولايات المتحدة وأوروبا بأن تقليص النفوذ الإيراني وحزب الله في سوريا مصلحة استراتيجية، قبل أن تستغل الوضع الميداني في تطوير تجهيزاتها العسكرية وتعزيز وجودها في مواقع حساسة بالجولان وسوريا.
تشير المعلومات إلى أن الجيش الإسرائيلي قام بتطوير دفاعات جوية متقدمة وعمل على تعزيز قدراته عبر معدات مراقبة ذكية وتكنولوجيا عسكرية، من أجل تمهيد الطريق لفرض واقع جديد على الأرض، خاصة أن الجولان تمثل أهمية اقتصادية كبيرة لإسرائيل، فهي مصدر رئيسي للمياه، حيث توفر ينابيع الجولان نحو ثلث المياه المستهلكة في البلاد، فضلا عن أهميتها الدينية والسياحية.
القانون الدولي يعارض الاحتلالوفقًا للقانون الدولي، يعتبر وجود القوات الإسرائيلية في الأراضي السورية غير شرعي. وتنص مبادئ الأمم المتحدة على عدم جواز الاحتلال دون مبررات قانونية واضحة، خاصة في ظل غياب قرار أممي يبرر هذا التواجد.
ورغم رفض المجتمع الدولي الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، إلا أن تل أبيب تستمر في فرض واقع جديد يخدم مصالحها الاستراتيجية، وقد تزيد الضغوط الدولية على إسرائيل، سواء من الاتحاد الأوروبي أو بعض الدول العربية التي تعتبر التوسع العسكري تهديدًا للاستقرار الإقليمي، لأن ما تقوم به يتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة الخاصة بالحدود وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.
المؤكد أن التحركات العسكرية الإسرائيلية في سوريا جزء من استراتيجية شاملة تزعم إسرائيل أنها لحماية مصالحها الأمنية والاقتصادية، خاصة في مواجهة التهديد الإيراني، ومع تدمير الجيش السوري بشكل كامل، أصبحت إسرائيل في وضع مهيمن على الأراضي السورية، حيث أصبحت دولة منزوعة السلاح، مما يعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة لصالحها، ويفتح المجال لمزيد من التحديات السياسية والقانونية على المستويين الدولي والإقليمي.
اقرأ أيضاًمحلل سياسي: إسرائيل تستغل الوضع في سوريا للتوسع من الناقورة إلى جبل الشيخ
بعد احتلال «جبل الشيخ».. خالد عكاشة: إسرائيل ستلعب دورًا في ترتيب مستقبل سوريا
لتعزيز الوعى ومكافحة الإدمان.. ورش عمل وجلسات علمية في برنامج "بداية قادة الجامعات" بشرم الشيخ