منتدى التنمية الاجتماعية بقطر.. توصيات بتعزيز الحماية الاجتماعية ومكافحة الفقر
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
الدوحة- مواجهة التيارات غير السوية وتعزيز الحماية الاجتماعية ومواصلة الجهود لتنمية المجتمعات ومكافحة الفقر والبطالة والتمسك بالمبادئ والأعراف العربية، توصيات عدة خرج بها تعهد الدوحة في ختام أعمال المنتدى العربي الرفيع المستوى للتنمية الاجتماعية المتعددة الأبعاد الذي عقد بالدوحة على مدار يومين.
وتناولت جلسات المنتدى قضايا حيوية حول التنمية الاجتماعية، وسلطت الضوء على الحلول المستدامة لتحسين جودة حياة الأفراد والمجتمعات العربية، فيما عبر المنتدى عن التزامه بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الهادف إلى ضرورة توفير الحماية والمساعدة للأسرة على أوسع نطاق.
واعتبر المشاركون في المنتدى أن تعزيز العمل الاجتماعي التنموي العربي المشترك يعد من أبرز الحلول لتحقيق التنمية المستدامة، ومكافحة الفقر وإرساء السلام والأمان، وتحقيق الرفاه والعدالة الاجتماعية، مشيرين إلى أهمية تعهد الدوحة بشأن" تعزيز الحماية الاجتماعية المتكاملة، وترسيخ المبادئ والأعراف العربية ذات الصلة بالأسرة"، كونه يضع التوجهات العامة للسياسات والبرامج الناجحة، لاسيما فيما يتعلق بمسألتي مكافحة الفقر المتعدد الأبعاد، وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وشدد المشاركون على ضرورة مواصلة مسيرة تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030، ووضع تطلعات الشعوب العربية في الخطة التنموية العالمية، إضافة لمواصلة الجهود إلى الارتقاء بأوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة، وصولا لمبدأ المساواة في المواطنة بمختلف ظروفها وتحدياتها، وذلك عن طريق توفير تكافؤ الفرص ودمجهم في المجتمع بصورة كاملة.
منظومة الحماية الاجتماعيةوأوضحت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة بقطر مريم المسند أن منظور دولة قطر للحماية الاجتماعية ينبع بالأساس من جوهر حوكمة السياسات الوطنية التي تضع نصب أعينها إدراك رؤيتها الوطنية 2030 وما تتضمنه من إستراتيجيات متوائمة تترابط فيها مشاريعها وإستراتيجياتها مع أهداف التنمية العالمية المستدامة، متيحةً الفرصة لجميع المواطنين لممارسة حقوقهم المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية.
وقالت المسند -خلال كلمتها في الجلسة الختامية للمنتدى- إن دولة قطر تؤمن إيمانا راسخا من منطلقاتها الشرعية والدستورية والقانونية بأن منظومة الحماية الاجتماعية الوطنية تدور حول أركان مساحة جوهرية في المجتمع تمثلها الأسرة الراسخة.
وأضافت المسند أن وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة بادرت للتوجه نحو عناصر القيمة المضافة المساعدة في تعضيد أسس الأسرة وإعانتها على صد هجمات التغريب الآتية من كل الاتجاهات، لتفكيك نسيجها وإحلال قيم جديدة ترى فى الفردية حلولا تحت مختلف الشعارات تصطبغ بمناحي أيديولوجية هدامة ومنتجة لكل آفات المجتمعات.
مكافحة الفقربدوره، يوضح استشاري التعاون الدولي في وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة علي أحمد الخليفي أن المنتدى ناقش أهمية تطوير العمل الاجتماعي في الدول العربية، وخاصة في ما يخص ذوي الإعاقة، وكذلك تطوير ريادة الأعمال والأسر المنتجة في المنطقة ومكافحة الفقر والبطالة.
ويقول الخليفي للجزيرة نت إن محاربة الفقر من أسس التنمية الشاملة والمستدامة، حيث لا يمكن أن يكون هناك فقر وتنمية في نفس الوقت.
ويضيف أن المشاركين في المؤتمر ناقشوا هذا الموضوع خلال جلسات المؤتمر، وتوصلوا إلى اتخاذ بعض الإجراءات التي من شأنها أن تدعم الأسر المنتجة وتوفر فرص عمل في الدول العربية وكذلك القضاء على البطالة.
وأوضح أن المؤتمر خرج أيضا بحلول لتطوير عمل المعاقين عبر تقنيات وتكنولوجيا جديدة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة حتى يتمكنوا من تطوير عملهم، مما يصب في التنمية الاجتماعية والاقتصادية أيضا.
دور عربي فعالمن جانبه، اعتبر الدكتور نواف كبارة رئيس المنظمة العربية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة أن التنمية الاجتماعية تعد بمنزلة عنصر رئيسي في محاربة الفقر، لأنه كلما تعززت التنمية ضعف الفقر.
ويقول كبارة للجزيرة نت إنه يتعين على كل دولة عربية أن تقوم بواجبها في محاربة الفقر وتحقيق التنمية الاجتماعية لمواطنيها، وذلك عبر القيام بمجموعة من شبكات الحماية الاجتماعية التي من شأنها أن تعمل على محاربة الفقر ودعم الفقراء.
ويرى أن هذا المؤتمر يأتي تكملة لمجموعة من الخطوات التي اتخذت على مستوى الجامعة العربية فيما يتعلق بالإعاقة، أهمها العقد العربي الثاني للأشخاص ذوي الاعاقة، وورقة تصنيف الإعاقة التي أقرت في قطر العام الماضي، وأوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة في حالات الأزمة والأوبئة، والتي تعنينا كثيرا هذه الأيام خاصة في ظل ما يحدث في قطاع غزة.
ويشدد على أن هناك مجموعة من التدخلات والحلول التي أطلقتها مجموعة الدول العربية ودولة قطر، والتي تسير باتجاه دور عربي فعال بخصوص تعزيز التنمية والحماية الاجتماعية والتمسك بالمبادئ والأعراف العربية ومواجهة التيارات غير السوية وتعزيز الحماية الاجتماعية ومواصلة الجهود لتنمية المجتمعات.
ووقع وزراء التنمية الاجتماعية في الدول العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، على "تعهد الدوحة للأسرة العربية الراسخة"، والذي يأتي امتدادا لجهود دولة قطر لترسيخ مبادئ وهوية الأسرة العربية وحمايتها من المخاطر التي تهدد وحدتها وتماسكها، وذلك على هامش اليوم الختامي للمنتدى العربي الرفيع المستوى للتنمية الاجتماعية المتعددة الأبعاد.
مبادئ تعهد الدوحة التمسك بالمبادئ والأعراف العربية الراسخة ذات الصلة بالأسرة والعلاقات الاجتماعية الطبيعية، وعدم المساس بها. مواجهة التيارات غير السوية والمحاولات الرامية إلى تغيير المبادئ والأعراف الإنسانية الطبيعية. وضع الخطط والبرامج الرامية إلى تعزيز نسيج الأسرة العربية، والحفاظ على مؤسسة الزواج، والقضاء على التدخلات التي تهدد المجتمع الإنساني جميعه. مواصلة الجهود لتنمية المجتمعات، وإعادة النظر بالانتقال من النمط الفردي لصالح النمط الجماعي الاجتماعي الذي تمثله الأسرة. تعزيز الأنماط الجماعية والعمل على إيجاد التقارب والتكامل للتوافقات الإقليمية التي تعزز ممارسة الأسرة الطبيعية الراسخة قيميا و فطريا. صد كل المحاولات لتهديد مجتمعاتنا العربية وأجيالنا القادمة، بما يمكن من منعها من الانحراف وعودتها إلى جوهرية مؤسسة الأسرة. يعكس هذا الإعلان الموقف الإقليمي العربي الموحد، المبني على توجهات القادة العرب في العديد من قرارات القمم العربية، وكذلك قرارات مجلس وزراء الخارجية العرب، ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب. الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن، لذلك يجب الحفاظ عليها متماسكة قوية ملتزمة بالقيم الدينية والأخلاقية وتنشئة الأبناء على حب الوطن وخدمة المجتمع، ليصبحوا مساهمين في نهضته وتقدمه، محافظين على وحدته وتضامنه.المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الرياض تستضيف أول منتدى لحوار المدن العربية الأوروبية بمشاركة كبيرة من عمداء وأمناء المدن
المناطق_واس
تستضيف العاصمة الرياض النسخة الأولى من منتدى حوار المدن العربية الأوروبية تحت شعار “شراكات المدن لمستقبل أفضل” خلال الفترة من 11 إلى 13 مايو المقبل، فعالية دولية تنظمها أمانة منطقة الرياض، وتُعد الأولى من نوعها في المنطقة، وتشكل منصة إستراتيجية لتقوية الروابط بين المدن العربية والأوروبية، وتعزيز دبلوماسية المدن، ودعم توجهاتها نحو تنمية حضرية أكثر استدامة وشمولًا.
ويُقام المنتدى بتنظيم مشترك بين المعهد العربي لإنماء المدن، ومنصة PLATFORMA التابعة لاتحاد البلديات والمناطق الأوروبية، والوكالة الدولية لاتحاد البلديات الهولندية، فيما يأتي اختيار الرياض كأول مدينة مستضيفة للمنتدى لتأكيد مكانتها المتقدمة في المشهد الحضري الإقليمي والدولي، ودورها المحوري في دعم المبادرات البلدية وتعزيز الشراكات العابرة للحدود.
أخبار قد تهمك جامعة الأمير سلطان تطلق “منارة الرياض الفضائية” لتدريب الطلبة على تقنيات الفضاء 15 أبريل 2025 - 7:21 مساءً وكيل إمارة الرياض يطّلع على خطط فرع وزارة التجارة بالمنطقة وجهوده الرقابية 15 أبريل 2025 - 3:22 مساءًويُشارك في المنتدى عدد من الأمناء والعمداء ورؤساء البلديات من مختلف المدن، إلى جانب حضور جهات دولية تضم منظمات حضرية، واتحادات بلدية، وصناديق ومؤسسات مانحة متخصصة في دعم المشروعات التنموية؛ مما يجعله نقطة التقاء لصنّاع القرار البلدي وممثلي التنمية من مختلف أنحاء العالم.
ويناقش المنتدى عبر جلساته ومحاوره المختارة مجموعة من القضايا المشتركة التي تواجه المدن، من أبرزها تحديات البنية التحتية، وتحسين جودة الخدمات البلدية، والتحول الرقمي، والتمويل المستدام، والتغير المناخي، إلى جانب التعاون متعدد المستويات بين المدن والجهات الفاعلة في المشهد الحضري.
وتتضمن أعمال المنتدى سلسلة من الجلسات التفاعلية والطاولات المستديرة، وملتقى الأمناء، وسوق الأفكار، وورش عمل تنظمها منظمات دولية متخصصة، إضافة إلى زيارات ميدانية تستعرض المشاريع الكبرى التي تشهدها مدينة الرياض، وفي مقدمتها مشاريع النقل العام والتحول البيئي؛ مما يمنح الوفود فرصة للتعرف من كثب على تجربة المدينة في التحول الحضري وربط التنمية بهويتها الثقافية والاجتماعية.
وتسهم هذه المبادرة في بلورة توصيات عملية تعزز قدرة المدن على الابتكار والتخطيط التشاركي، مع التركيز على بناء الشراكات العابرة للحدود في مجالات تمويل مشروعات البنية التحتية والخدمات الحضرية، كما يُمثّل المنتدى منصة عملية لربط المدن العربية والأوروبية بفرص تمويلية حقيقية من خلال التواصل المباشر مع المؤسسات المانحة والمستثمرين؛ مما يفتح آفاقًا جديدة نحو تفعيل المشاريع المحلية ضمن أطر تنموية متكاملة.
وتأتي هذه الاستضافة في ظل تحوّل الرياض المتسارع إلى مدينة عالمية تستند إلى بنية تحتية متقدمة ورؤية طموحة، تستهدف بناء نموذج حضري متكامل يوازن بين التنمية والبيئة وجودة الحياة، في انسجام مع مستهدفات الرؤية الوطنية الشاملة.
ويُجسّد المنتدى بشعاره “شراكات المدن لمستقبل أفضل” التزام المدن العربية والأوروبية بتعزيز العمل المشترك، وتبادل الخبرات، واستكشاف حلول مبتكرة للتحديات الحضرية، بما يعزز فرص بناء مدن أكثر تكاملًا وازدهارًا للأجيال القادمة.