محلل: شراكات لرفع قدرات تأمين المناطق الليبية
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي عادل الخطاب: إن حكومة الوحدة الوطنية الليبية بدأت بتنفيذ خطة مع شركة غربية؛ لتعزيز قدرات التشكيلات المسلحة المتعددة في العاصمة الليبية طرابلس ومناطق غرب ليبيا، وتدريب الأفراد العاملة في هذه التشكيلات ورفع جاهزيتهم وكفائتهم لتوحيدهم في نهاية المطاف تحت راية واحدة وككيان واحد.
وأضاف أن الحكومة أصدرت مرسومًا يطالب فيه القوات بإخلاء مطار معيتيقة وميناء طرابلس وذلك تمهيدًا لتسليمه للشركة الأمريكية.
وأوضح بأنه من المتوقع وصول دفعة إضافية من المستشارين في الأسبوع القادم بعد تجهيز المقرات اللازمة لهم، مشيرا إلى أن هذه الخطة المشتركة من شأنها أن تعيد ترتيب موازين القوى في المنطقة، ورفع قدرات التشكيلات المسلحة في الغرب الليبي لتواجه معسكر الشرق الليبي، وهو ما تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية خاصة وأن واشنطن تتخذ استراتيجية جديدة في ليبيا من أجل تأمينها كمنطقة نفوذ تابعة لها، خصوصًا وأن محاور نفوذها في أنحاء العالم بدأت تنهار واحدة تلو الأخرى لصالح قوى إقليمية أخرى.
واستطرد المحلل السياسي، أن الولايات المتحدة الأمريكية اتخذت قرارًا بضرورة تأمين ليبيا كدولة تابعة لنفوذها في هذا الوقت العصيب الذي تمر به محاور نفوذها حول العالم، ولتحقيق ذلك يجب عليها القضاء على جميع المنافسين، والغرب الليبي هي الورقة الرابحة التي تحاول واشنطن رميها أمام نفوذ الآخرين، وأمام خطط البرلمان في تشكيل حكومة موحدة جديدة.
وأضاف أن قدرات الجيش الوطني تفوق قدرات هذه الميليشيات المفككة، والبرلمان يضغط بشدّة لحل الحكومتين وتشكيل حكومة ثالثة موحدة، يستبدل بها حليفة واشنطن في طرابلس، ولكن إذا ما استطاعت الحكومة المؤقتة توحيد جميع التشكيلات المسلحة وتقويتها، فهذا من شأنه أن يضمن بقائها في السلطة، وسيمنع أية تحركات لتنحيتها عن السلطة، بالإضافة إلى أنه سيصبح بمقدورها التغول نحو الشرق والسيطرة على منابع النفط والغاز التي يضغط من خلالها الأطراف الآخرين على الساحة السياسية.
وأوضح الخطاب، أن المسئولين في الحكومة المؤقتة كان قد كشفوا لأول مرة عن موقفهم من وضع الميليشيات المنتشرة في المنطقة الغربية، نهاية شهر يناير، مؤكدين أن بقاءهم عاملا مهما لضمان الأمن والاستقرار في البلاد.
وأشار إلى أن رئيس الحكومة المؤقتة تحدي عن الأطراف المرفوضة واعتبرهم أبناء وفلذات أكباد الليبيين الذين دافعوا عن أعراضهم ومقدساتهم في الشوارع من الذين يريدون تخريب ليبيا، مؤكدا أن شعار حكومة الوحدة الوطنية خدمة الشعب الليبي وكفى حكومات انتقالية جديدة للذهاب إلى الاستقرار بقوانين عادلة لا تستثنى أي شخص في ليبيا، ويكون كل الليبيين فيها سواسية.
وقال المحلل السياسي: إن تصريحات بعض المسئولين توضح الاعتراف بدور الأطراف المرفوضة وتمكينها من بسط نفوذها تحت غطاء شرعي وسياسي كقوى رديفة للمؤسسة العسكرية النظامية، خاصة مع دخولهم منذ سنتين في المجال العسكري والمجال الأمني، موضحا أنه ولا بد أن يرافق هذه المرحلة اختراقات من هنا وهناك، في محاولة لتبرير المواجهات التي أدت إلى سقوط عشرات من القتلى والجرحى بين الميليشيات في العاصمة طرابلس ومدن غريان والزاوية وورشفانة والعجيلات وغيرها.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية: الميليشيات الدرزية تهدد بتغيير وجه الشرق الأوسط
شددت صحيفة "معاريف" العبرية، على أن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن عدم تحمل "إسرائيل" لأي تهديد للسكان الدروز في جنوب سوريا، أدت إلى تطورات هامة في محافظة السويداء.
وأشارت الصحيفة إلى أن مجموعات عسكرية درزية أعلنت، بعد خطاب نتنياهو، انضمامها إلى "المجلس العسكري للسويداء "بقيادة طارق الشوفي.
وأضافت أن الشوفي علّق على تصريح نتنياهو بالقول "نحن نشكر كل من يدعم ويساعد في الدفاع عن الطائفة الدرزية"، موضحة أن هذه الفصائل نظمت مسيرة عسكرية في جنوب المحافظة، بالقرب من الحدود الأردنية.
وذكرت الصحيفة أن "المجلس العسكري للسويداء" أعلن أن أنشطته تتم بالتنسيق مع القيادة الروحية للطائفة، الشيخ حكمت الهجري، وبدعم من مؤسسات الطائفة والسكان المحليين.
وشدد الشوفي على أن هدف المجلس يتمثل في "إعادة إعمار المحافظة وضمان أمن المجتمعات الدرزية ضد تهديدات الإرهاب والجماعات المسلحة التي تعمل في المنطقة".
لكن الصحيفة لفتت إلى أن تصريحات الشوفي أثارت معارضة داخل المجتمع الدرزي، حيث ظهرت أصوات عديدة في السويداء تدعي أن المجلس "غير شرعي" وأن تصريحاته تمثل فقط أعضائه. كما أشارت إلى أن الشيخ حكمت الهجري نفى علنا دعمه للمجلس وأبدى معارضته للأفكار الانفصالية.
وفي ضوء هذه الانتقادات، شددت الصحيفة على أن المجلس أصدر بيانا آخر في 24 شباط /فبراير الماضي أكد فيه أنه لا يسعى إلى الانفصال، وأن هدفه الأسمى هو "وحدة الشعب السوري وضمان أمن الدروز في السويداء".
في الوقت ذاته، أضافت الصحيفة أن وفدا من الشخصيات الدرزية في السويداء التقى الرئيس السوري أحمد الشرع في دمشق، حيث ناقشوا خطاب نتنياهو والتطورات الأخيرة، إضافة إلى جهود دمج الجماعات المسلحة الدرزية ضمن هياكل الأمن الجديدة.
ولفتت الصحيفة إلى أن تصريحات نتنياهو حول نزع السلاح في جنوب سوريا والسكان الدروز أثارت موجة احتجاجات ضد الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في محافظتي درعا والقنيطرة.
وأوضحت أن زعيم كتلة "التجمع الحر جبل العرب" في السويداء، سليمان عبد الباقي، رفض تصريحات نتنياهو واعتبرها تدخلا في الشؤون الداخلية للسوريين.
كما أشارت الصحيفة إلى أن إحدى التظاهرات في خان أرنبة حملت لافتة مكتوبة بالعربية والإنجليزية والعبرية تقول: "إسرائيل تخدع نفسها وكأنها انتصرت… لكن التاريخ لا يرحم الغزاة".
وقالت الصحيفة إن هناك ادعاءات بشأن وجود صلات بين الدروز والأكراد السوريين، خصوصا مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مستشهدة بتشابه شعار "المجلس العسكري للسويداء" مع شعار "قسد".
لكنها أوضحت أن بعض الخبراء يرون أن المجلس ليس جزءا من تنظيم مشترك، بل مجموعة معارضة للنظام السوري الجديد، ما قد يخلق تحديات مستقبلية.
وفي سياق متصل، شددت الصحيفة على أن تصريحات نتنياهو بشأن نزع السلاح في جنوب سوريا تسلط الضوء على التحديات الأمنية لإسرائيل، خاصة في ظل محاولات الرئيس الجديد أحمد الشرع تقديم صورة لسوريا موحدة ومستقرة بهدف الحصول على دعم دولي ورفع العقوبات.
ولفتت إلى أن التوترات تتزايد على الأرض، حيث قد تُستخدم الجماعات المعارضة للنظام السوري الجديد لصالح قوى أجنبية مثل إيران وتركيا، مما يشكل تهديدا لإسرائيل. كما اعتبرت أن قدرة النظام الجديد على السيطرة على جنوب سوريا ومنع سيطرة الجماعات المسلحة على الحدود مع إسرائيل لا تزال موضع شك.
وأوضحت الصحيفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يراقب التهديدات في جنوب سوريا ويتدخل بانتظام لتدميرها، مشيرة إلى أنه في 25 شباط /فبراير نفذ ضربات جوية واسعة في محافظتي درعا والقنيطرة ضد أهداف عسكرية.
وفي الختام، اعتبرت الصحيفة أن الوضع في جنوب سوريا لا يزال غامضا، متسائلة ما إذا كانت سوريا الجديدة ستأخذ طابع "الجهادي" أبو محمد الجولاني، أم ستكون على صورة أحمد الشرع المتسامح.