الـمترو يسع لنصف المتنقلين ببغداد يومياً.. هل يقنعهم بالتخلي عن عجلاتهم؟-عاجل
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
بغداد اليوم- بغداد
بعد إعلان الحكومة العراقية، أمس الخميس عن إطلاق الفرصة الاستثمارية لمشروع مترو بغداد الذي سيتسع لنقل ثلاثة ملايين شخص يومياً في العاصمة ينتظر البغداديون ولادة هذا المشروع الذي طال انتظاره لسنوات، فيما تطرح الأرقام المعلنة، تساؤلات هامة عن المشروع وتبعاته.
وبحسب ما أعلنته الحكومة فان الذين سيتنقلون عبر المترو يشكلون سيكون 3 ملايين شخص يوميًا، وهذا الرقم تقريبا يشكل 50% من اجمالي المتنقلين ببغداد يوميا في ساعات الدوام الرسمي، بحسب تحليل رقمي اجرته "بغداد اليوم".
اقبال ضعيف وتشغيل قليل لوسائل النقل العام
ومن مترو بغداد، تلقي "بغداد اليوم" نظرة عن واقع وسائل النقل العام في العراق، ولاسيما بغداد، وبحسب بيانات حكومية، هناك اكثر من ألف و200 حافلة للنقل العام التابعة لوزارة النقل في العراق لايعمل منها سوى 644 حافلة، أي بنسبة 53%، ويبلغ إجمالي عدد المقاعد أكثر من 68 ألف مقعد، لكن في عام 2022 بلغ عدد الركاب المتنقلين بهذه الحافلات داخل بغداد نحو 4 الآف و500 شخص فقط.
بالمقابل، تقدر مديرية المرور العامة انه خلال ساعات الدوام الرسمي تسير في بغداد اكثر من 3.5 مليون عجلة يوميا.
وبينما يبلغ عدد سكان بغداد وفق تقديرات وزارة التخطيط 9 ملايين نسمة من اصل 43 مليون نسمة، اي بنسبة 20%، فأن اسقاط هذه النسبة ايضا على عدد موظفي العراق البالغ 4.5 مليون موظف، سيكون هنالك 900 ألف موظف في بغداد لوحدها، وبذات الطريقة فأن هناك 2.6 مليون طالب يتنقلون في بغداد من اصل 13 مليون طالب في العراق حسب وزارة التربية، فضلا عن اكثر من 150 ألف طالب في الجامعات ببغداد.
هذا يعني ان هناك 3.6 مليون بين طالب وموظف يتنقلون في بغداد يوميًا فيما عدا بقية المراجعين للدوائر الحكومية والكسبة وموظفي القطاع الخاص، مايشير الى ان اكثر من 6 ملايين مواطن عراقي على الاقل يتنقل في بغداد يوميا.
لكن فقط اقل من 5 آلاف شخص قام بالتنقل عبر حافلات النقل العام الحكومية، أي مانسبته 0.8% من اجمالي المتنقلين.
هذا يطرح تساؤلات عما اذا كان مترو بغداد سينجح بخطف نصف المتنقلين اليوميين في بغداد، حيث ان قدرته تبلغ نقل 3 ملايين مواطن يوميا في بغداد، الامر الذي سيتطلب ان يتخلى الكثير عن عجلاتهم، والتوجه نحو التنقل بالمترو.
يشار إلى أن مشروع مترو بغداد يتكون من 7 خطوط، و 14 محطّة طرقية متوزعة بين مناطق؛ العلاوي، والشعب، وساحة الطيران، والبلديات، والكاظمية، ومطار بغداد، والدورة، وساحة ميسلون، والزعفرانية، وساحة عدن، والبياع، والقادسية، ويمر في مسارات متعددة، بطاقة نقل استيعابية تصل إلى ثلاثة ملايين راكب يومياً، ويغطي 85% من مساحة العاصمة بغداد، بحسب وزارة النقل.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: مترو بغداد فی العراق فی بغداد اکثر من
إقرأ أيضاً:
مناقشات عُمانية فرنسية لدراسة جدوى إنشاء "مترو مسقط"
مسقط- الرؤية
نظمت وكالة "بيزنس فرانس"، أمس فعالية "يوم السكك الحديدية والتنقل العُماني- الفرنسي 2025"، وذلك في ظل ما تشهده سلطنة عُمان من جهود متسارعة نحو بناء منظومة نقل مستدامة ومتكاملة، بجانب حرص فرنسا على تعزيز مكانتها كشريك استراتيجي فاعل.
وشكَّل هذا الحدث البارز، منصة جمعت كبار مسؤولي القطاعين العام والخاص، من بينهم ممثلون عن شركة مواصلات، ومجموعة أسياد، وغرفة تجارة وصناعة عُمان، إلى جانب نخبة من أبرز الشركات الخاصة؛ بمشاركة وفد فرنسي مكوّن من 13 شركة رائدة في طليعة الابتكار في مجالات السكك الحديدية والتنقل الحضري.
وافتتح الحدث لوتشيانو ريسبولي المستشار الأول في السفارة الفرنسية بمسقط، مؤكدًا عمق الشراكة بين البلدين، ومشدّدًا على التزامهما المشترك بوضع خارطة طريق طموحة نحو مستقبل تنقل ذكي ومستدام في المنطقة.
وبالتوازي مع استثمارات تجاوزت 4 مليارات دولار مؤخرًا، تولي سلطنة عُمان أهمية كبرى لتطوير مشاريع السكك الحديدية، إلى جانب التحديثات الواسعة في البنية الأساسية للطرق والموانئ؛ مما يعزز مكانتها كمركز إقليمي رئيسي للخدمات اللوجستية والتنقل. وتأتي هذه الجهود ضمن الإستراتيجية الوطنية للنقل واللوجستيات (2021- 2025) ورؤية "عُمان 2040"، اللتين تهدفان إلى تنويع الاقتصاد، وتعزيز الترابط، وترسيخ دور السلطنة كقوة لوجستية إقليمية.
وتركَّزت المناقشات على مشاريع محورية تُشكّل حجر الأساس في تجسيد هذه الرؤية، من بينها مشروع سكة حديد حفيت، وهو مبادرة عابرة للحدود تربط سلطنة عُمان بدولة الإمارات العربية المتحدة، لتعزيز حركة الشحن والركاب عبر المناطق الاقتصادي الحيوية. إلى جانب مناقشة دراسة جدوى لإنشاء شبكة مترو بطول 50 كيلومترًا في مسقط، تشمل 36 محطة مخططة، وتهدف إلى تقليل الازدحام وتعزيز الترابط الحضري. علاوة على الجهود المستمرة لتحديث وسائل النقل العام من خلال تشغيل الحافلات الكهربائية وتطوير بنية أساسية مُتعددة الوسائط.
وشاركت الشركات الفرنسية خبراتها التقنية وقدّمت حلولًا مبتكرة مصممة خصيصًا لتتماشى مع أهداف سلطنة عُمان في قطاع النقل، مع التركيز على الاستدامة، والسلامة، ومواءمة البنية التحتية مع المتطلبات المحلية.
وشهد الحدث حضورًا لافتًا للخبرات الفرنسية، منها شركة "داسو سيستمز" التي استعرضت قدراتها المتقدمة في مجالات التصميم والمحاكاة الافتراضية المصممة خصيصًا لقطاع التنقل.
وشركة "فينشي كونستركشن جراند بروجكتس" (شركة فينشي للإنشاءات الكبرى)، الخبيرة في مشاريع البنية الأساسية لوسائل النقل واسعة النطاق، وشركة "آر إيه تي بي ديف" (هيئة تطوير النقل المستقلة في باريس)، اللاعب الرئيسي في تشغيل شبكات النقل العام والسكك الحديدية.
ونظمت هذه المبادرة وكالة "بيزنس فرانس"، بدعم من السفارة الفرنسية بمسقط، ومستشاري التجارة الخارجية الفرنسيين، وجمعية الصداقة العُمانية الفرنسية، في خطوة تعكس عمق الشراكة المتنامية بين البلدين، والحرص المشترك على بناء بنية تحتية أكثر ذكاءً واستدامة.