بنسعيد لـRue20: رهانات كبرى تنتظر البام والمؤتمر سيقوي حضور الحزب داخل المشهد السياسي
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
زنقة 20 ا بوزنيقة
قال المهدي بنسعيد عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة و المعاصرة، إن “عقد المؤتمر الوطني الخامس في موعده يؤكد على أن مناضلات ومناضلي الحزب يسيرون في الطريق الصحيح”.
وأضاف بنسعيد في تصريح لموقع Rue20، مساء اليوم السبت، قبل إنطلاق الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر المنعقد بمدينة بوزنيقة، أن “المؤتمر سيمر في ظروف جيدة والمنتظر منه هو التجديد، مؤكدا أن ” الحزب تنتظره رهانات كبرى متعلقة بالوطن ويساهم في تنزيلها إيمانا منا بدورنا في بناء الوطن”.
وأشار بنسعيد إلى أن “أشغال المؤتمر عبر لجانه ستعرف نقاشا سينتج أفكارا جديدة ورؤى ستساهم في مواصلة تقوية حضور الحزب داخل المشهد السياسي المغربي”.
وفي رده على سؤال لموقع Rue20، حول وجود إقصاء بعض المناضلين في عدد من الأقاليم للحضور للمؤتمر، أكد بنسعيد، أنه “ليس هناك إقصاء لأي أحد بل هناك عمليات انتخاب قام بها الحزب في مختلف الأقاليم وجهات المملكة لانتداب المؤتمرين، وطبيعي أن تكون هناك طعون في بعضها”.
وشدد بنسعيد ، على أن الجميع “كان يطمح أن يحضر إلى المؤتمر كل مناضلي الحزب لكن توفقنا في حضور 3500 مؤتمر فقط، ورهاننا في المستقبل هو توقية حضور الحزب في الأقاليم والجهات من خلال فتح باب المسؤولية في وجه الجميع”.
وحول إمكانية ترشحه لمنصب الأمين العام للحزب خلفا للأمين العام المنتهية ولايته عبد اللطيف وهبي رفض القيادي المهدي بنسعيد الإجابة عن هذا السؤال، في المقابل أكد أن “المكتب السياسي الجديد سيعرف صعود وجوه شابة جديدة”.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
الانتخابات الأمريكية 2024.. ما موقف حركات الإسلام السياسي من فوز ترامب؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
من الطبيعي أن تتجه أنظار حركات الإسلام السياسي صوب الولايات المتحدة الأمريكية بصورة مستمرة، فالعلاقة بين الطرفين ممتدة وطويلة ومتشابكة ومعقدة في آن واحد، وبالتالي فإن حدثًا مثل انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجري منافساتها على أشدها حاليا، سوف يكون له صداه الطبيعي لديها، خاصة إذا كانت المنافسة على أشدها هكذا بين الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة، والتي تميل حركات الإسلام السياسي غالبًا إلى أحدهما وترى أنه أقل حدة في التعامل معها، وهو الحزب الديمقراطي، الذي ينتمي له الرئيس الحالي جو بايدن، مقابل الحزب الجمهوري الذي ينتمي له الرئيس السابق دونالد ترامب المرشح القوي للرئاسة، وسط مخاوف غير معلنة لديها من عودته مرة أخرى للبيت الأبيض، والذي أوشك قبل ذلك أن يضع جماعة الإخوان المسلمين على قائمة الإرهاب، لكنه فشل في ذلك بسبب الأصوات المعارضة له ومن بينها أصوات من داخل الحزب الجمهوري المنافس له.. فهل ينجح ترامب هذه المرة في تحقيق هذه الهدف؟ وماذا أيضا عن موقفه من الجماعات والحركات الإسلامية الأخرى غير في حال فوزه بالرئاسة؟
الموقف الرسمي
إلى هذه اللحظة لم يظهر موقف رسمي لا من جماعة الإخوان ولا من غيرها من حركات الإسلام السياسي حول الأحداث الأخيرة التي شهدها سباق الانتخابات الرئاسة الأمريكية، والتي أعلن فيها البيت الأبيض تنحي الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن عن سباق الرئاسة، الذي حظي بتعامل ودود من قبل حركات الإسلام السياسي، نظرًا لتعاطف حزبه مع الأقليات ورفعه شعارات مغايرة لما عليه الحزب الجمهوري الذي ينتمي له الرئيس السابق والمرشح الأبرز في انتخابات الرئاسة. رغم مسارعة جماعة الإخوان بصورة رسمية في تهنئة بايدن بمجرد وصوله للبيت الأبيض بعد فوزه بانتخابات الرئاسة.
ومع عدم وجود موقف رسمي من الإسلاميين إلى الآن من إمكانية فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية وعودته مرة أخرى إلى البيت الأبيض، إلا ان المؤشرات الطبيعة حول هذه المسألة توضح أن المقارنة بين إدارة كل من ترامب وبايدن كانت تصب في صالح بايدن وحزبه الذي كان أكثر مرونة مع الإسلاميين، ربما كان ذلك بسبب انشغال إدارته في ملفات كانت لها الأولوية عن ذلك، أو ربما لميول حزبه الظاهرية باتجاه عدم الصدام معهم أو لأمور أخرى تكشفها المقارنة بين سلوكيات ترامب وبايدن وبين حزبيهما في التعامل مع حركات الإسلام السياسي.
الإخوان وبايدن
لم تستطع جماعة الإخوان المسلمين كتمان سعادتها بوصول جو بايدن إلى البيت الأبيض في انتخابات الرئاسة الأمريكية السابقة، وسارعت الجماعة بشكل رسمي إلى تهنئته في البيان الذي نشرته بعد الإعلان الرسمي بفوزهواصدرت بيانًا رسميًا ترحب فيه بهذه الفوز، على بوابة الحرية والعدالة المحظورة في نوفمبر 2020، أكد فيه إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان وقتها أنه:" قد آن الأوان للإدارة الأمريكية الجديدة مراجعة سياسات دعم ومساندة الديكتاتوريات، وما ترتكبه الأنظمة المستبدة حول العالم من جرائم وانتهاكات في حق الشعوب".
وأضاف البيان: "أي سياسات يتم فيها تجاهل الشعوب وخياراتها الحرة والاكتفاء ببناء علاقاتها مع مؤسسات الاستبداد الحاكمة، ستكون اختيارا في غير محله، ووقوفا على الجانب الخاطئ من التاريخ..
وأشار البيان إلى أن مشيرة إلى أن انتصار بايدن هو "الفوز الذي يبرهن على أن الشعب الأمريكي ما زال قادرا على فرض إرادته".
حزب بايدن
تميزت الفترة التي قضاها الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض بالهدوء النسبي ضد جماعات الإسلامي وعلى رأسها بالطبع جماعة الإخوان المسلمين، التي رحبت بفوزه في الانتخابات الرئاسية السابقة، مقابل التعامل الخشن من قبل الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب الذي كانت تربطه علاقات جيدة بالدول العربية التي حظرت جماعات الإخوان المسلمين، وحركات الإسلام السياسي الأخرى.
وقد رأت جماعة الإخوان في الحزب الديمقراطي الذي ينتمي له بايدن نوعًا من التعامل اللين في العديد من الملفات التي يمكن ان تتصور منها:
أولا: تصور الإخوان وحركات الإسلام السياسي أن هناك تعاطفًا من الحزب الديمقراطي معها. من خلال بعض المباديء التي يتبناها الحزب، وقد نتج هذا التصور عن وهم لديها بأن الحزب أكثر تسامحًا معها من منافسه، إذ يدعم الحزب حقوق الأقليات وله موقف إيجابي منها على عكس المعلن في الحزب الجمهوري الذي ينتمي له ترامب، كما فتح ذلك الباب أمام تعامل الحزب مع المنظمات الأمريكية المدافعة عن حقوق المسلمين والتي يتزعمها في الغالب أسماء لها علاقات مباشرة مع جماعة الإخوان المسلمين في العادة، سواء كانوا ينتمون لتلك الجماعة أو من الداعمين لها، وهو ما أعطى انطباعًا بأن هذه العلاقات وتلك الصلات تعبر عن تعاطف الحزب مع الجماعة ومع غيرها من الحركات الإسلامية.
غير أن حقيقة الأمر فإن هذا التوجه من الحزب، لا يتعلق بالمسلمين وحدهم أو بحركات الإسلام السياسي كما يفهم هؤلاء، بل هو توجه عام يشمل المسلمين وغير المسلمين خاصة الذين يكونون أكثر عرضة للتمييز العنصري أو العرقي أو الديني داخل الولايات المتحدة أو في بلدانهم، حتى في البلاد الإسلامية التي يواجه فيها بعض الطوائف نوعًأ من التمييز في بعض الدول كالبهائيين والإيزيديين وغيرهم.
فالحزب في كل الأحوال لا يحمل أفكارًا دينية تدعم جماعة الأخوان أو غيرها من الجماعات الإسلامية حيث يغلب عليه الطابع الليبرالي، المدافع عن الحريات بشكل عام، ومنها حرية النساء في العمل والتصرف في أجسادهن وغير ذلك، كما يدعم الحزب المثلية الجنسية الأمر الذي يتعارض تمامًا مع توجهات جميع حركات الإسلام السياسي بما فيها بالطبع جماعة الإخوان المسلمين.
ثانيًا: وجود اسماء إسلامية بالحزب
ومن الأمور الأخرى التي جعلت حركات الإسلام السياسي ترى أن حزب بادين أو الحزب الديمقراطي أفضل بالنسبة لهم هو وجود بعض الشخصيات الإسلامية أو ذات التوجه الإسلامي الداعم لها داخل الحزب من بينهم النائبة إلهان عمر التي فازت عن الحزب الجمهوري في انتخابات مجلس النواب عن ولاية مينيسوتا في عام 2018 لتصبح واحدة من أول امرأتين مسلمتين تُنتخبان لعضوية الكونجرس الأمريكي، مع الفلسطينة رشيدة طليب، وكان من بين أهم تصريحات إلهان خلال حملتها الانتخابية: " عندما يسألني الناس عمن هو أكبر منافس لي، لا أذكر أسماء، بل أقول لهم إنها الإسلاموفوبيا والعنصرية وكراهية الأجانب وكره النساء، لا يمكننا السماح لحاملي هذه الأفكار بالفوز".
ثالثًا: التعاطف الظاهر من الإدارات السابقة لترامب مع حركات الإسلام السياسي في الشرق الأوسط مع ما يسمى الربيع العربي خلال فترة بارك أوباما وتأييده لتحركات جماعة الإخوان وغيرها خلال الثورات التي شملت اندلعت في الدول العربية كمصر وسوريا وليبيا وتونس واليمن، وتعاطي إدارته مع تلك الأحداث بنوع من الإيجابية، ثم قبول الولايات المتحدة حينها بالأمر الواقع وتعاملها مع جماعة الإخوان المسلمين بعد وصولها إلى السلطة واستضافة شخصيات لها علاقات مشبوهة مع جماعة الإخوان في الولايات الأمريكية برعاية الحزب الجمهوري.
كل تلك الأحداث أعطت انطباعًا حينها أن الرئيس بارك اوباما الذي ينتمي للحزب الديمقراطي أيضا متعاطف مع الإسلاميين ويشجعهم.
غير أن كثيرًأ من المراقبين أيضًا كان لهم رأي أخر في هذه الوضع، واعتبروا ان الإدارة الأمريكية بزعامة الديمقراطي باراك اوباما وجدت نفسها أمام أمر واقع فتعاملت معه على ما هو عليه، لكن الحقيقة كانت غير ذلك بعد الفضائح التي كشفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2020 حول علاقة وطيدة بين إدارة أوباما وحزبه بجماعة الإخوان المسلمين خاصة في مصر بعد أن رفع السرية عن فضيحة البريد الإلكتروني الخاص بوزيرة الخارجية الأمريكية في إدارة أوباما، السيدة هيلاري كلينتون ليتضح الدور الذي لعبته الإداراة الامريكية في مساندة جماعة الإخوان وقتها للوصول إلى السلطة، وسنعود إلى تلك النقطة بعد قليل.
النتيجة
على كل فإن المعطيات السابقة كانت ولاتزال ترجح كفة حزب بايدن الديمقراطي على حزب ترامب لدى الإسلاميين نظرًا لتلك العلاقات الظاهرة منها والخفية، ولذلك فإن الحزب الديمقراطي كان يحظى بقبول لدى دوائر واسعة لدى المسلمين في أمريكا خاصة الذين لهم علاقات بجماعات الإسلامي السياسي وجماعة الإخوان المسلمين، فقد كانت الكتلة التصويتية للمسلمين في الكثير من انتخابات الرئاسة الأمريكية من نصيب المرشح الديمقراطي رغم ما بين الطرفين من فروقات كبيرة في الناحية الأيديولوجية، فالحزب الديمقراطي يمكن أن تصفه بأنه حزب لاديني، ويدعم المثلية كما بينا، وهي من الأمور التي يرفضها الإسلاميون جميعهم، لكن المصالح هي التي تفرض نفسها على الطرفين للاستفادة من بعضهما البعض.
مخاوف من ترامب
أشرنا إلى أن الإسلاميين لم يظهروا أي ردة فعل رسمية بشأن انسحاب الرئيس الأمريكي بايدن من السباق الرئاسي، والذي يعطي دفعة قوية لمنافسه اللدود دونالد ترامب المعروف بميوله المعادية لهم، فتاريخه معهم لا يحمل سوى ذكريات ليست سعيدة لهم كما هو الحال مع إدارة خصمه جو بايدن الذي تعاملت إدارته بشيء من الليونة معهم على عكس خشونة ترامب وصراحته في كشف علاقات الولايات المتحدة مع تلك التيارات ودعمها لتحقيق الفوضى في البلاد العربية والإسلامية.
ومن أبرز تلك المخاوف:
أولًا: التضييق على الإسلامين بالولايات المتحدة
تميزت فترة إدارة ترامب للبيت الأبيض بالعداء الواضح لحركات الإسلام السياسي، والتضييق على تحركاتهم على عكس الانفتاح الذي كانوا يتمتعون به في ظل الإدارات التي سبقته، الأمر الذي انعكس في صورة كراهية شديدة من جانبهم له ولحزبه الجمهوري الذي يمثله بتوجهه المعادي للإسلاميين.
في يناير 2017م وقع الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي لرئاسة الولايات المتحدة قرارًا تنفيذيًا يحظر فيه دخول اللاجئين السوريين إلى الأراضي الأمريكية، وشمل القرار أيضًا منع إصدار تأشيرات الدخول لمواطني ست دول إسلامية أخرى، هي: إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن، وعلل ذلك بحماية الأمن القومي الأمريكي على خلفية احتمالية وجود تهديدات إرهابية من هذه الدول.
وقال ترمب عقب التوقيع أمس الجمعة، إن القرار يمنع دخول من وصفهم بإرهابيي الإسلام المتطرف، وأضاف "نريد فقط أن نقبل في بلادنا هؤلاء الذين يدعمون بلادنا ويحبون شعبنا بعمق".
ونص القرار الذي جاء تحت عنوان "حماية الأمة من دخول إرهابيين أجانب إلى الولايات المتحدة" على تعليق برنامج دخول اللاجئين بالكامل أربعة أشهر على الأقل، حتى يتم اتخاذ إجراءات تدقيق جديدة أكثر صرامة.
كما يمنع القرار اللاجئين السوريين تحديدا من دخول الولايات المتحدة إلى أجل غير مسمى، أو إلى أن يقرر الرئيس أنهم لم يعودوا يشكلون أي خطر، مستثنيا بذلك "الأقليات الدينية"، في إشارة إلى المسيحيين السوريين.
وأثار القرار وقتها موجة ضخمة من الاعتراضات داخل الولايات المتحدة وخارجها، واعترضت الكثير من الجماعات والشخصيات الحقوقية على قرار ترامب واعتبروا ان ذلك القرار يساوي بين ضحايا النزاعات في تلك البلدان مع الجماعات الإرهابية، واعتبر المدير التنفيذي للاتحاد الأمريكي للحريات المدنية أنتوني روميرو- وفقا للصحف الأمريكية وقتها- أن ذلك الإجراء ليس إلا تعبير عن التمييز ضد المسلمين، وهو ما يعد انتهاكًا للدستور الأمريكي الذي يحظر التمييز على أساس الدين.
كما اعتبر الديمقراطيون أن القرار سيلطخ سمعة الولايات المتحدة بصفتها أرضا ترحب باللاجئين وأصدر السيناتور الديمقراطي ادوارد ماركي بيانا حول هذا الأمر مؤكدا ان الأمر التنفيذي الصادر من ترامب يعبر عن الخوف الشديد من الأجانب أكثر مما يتعلق بالفحص المشدد.
ومع كل هذه الاعتراضات فقد أيدت المحكمة العليا الاميريكية قرار ترامب بحظر دخول مواطني الدول الستة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وما يزيد مخاوف حركات الإسلام السياسي من ترامب هو عودة حديثه عن هذه النقطة مرة أخرى خلال حملته الانتخابية، فقد نشر موقع إنترسبت الإخباري مقالا في يوليو 2023 تحت عنوان "ترامب يحيي حظر المسلمين بينما يغازل الحزب الجمهوري الناخبين المسلمين قبل انتخابات 2024" وقد نقل الكاتب فيه تصريحات دونالد ترامب التي قال فيها: " عندما أعود إلى المنصب، سيعود حظر السفر أكبر وأقوى بكثير من ذي قبل... مضيفا: " لا نريد أن يفجر الناس مراكز التسوق عندنا، ولا نريد أن يفجروا مدننا".
ثانيًا: فضح الإسلاميين
تميزت أيضا فترة الرئيس السابق دونالد ترامب في البيت الأبيض بممارسة نوع آخر من الضغوط على الإسلاميين من خلال فضح علاقة الإدارات السابقة معهم وكشف مؤامراتهم على البلاد الإسلامية خاصة في فترة ما يسمى بالربيع العربي.
وفي 2020 اصدر ترامب قرارا برفع السرية عن جميع الوثائق الخاصة بفضيحة البريد الإلكتروني الخاصة بوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، والتي كانت تنافسه في سباق الانتخابات الأمريكية عام 2016، ليعيد إلى الأذهان مرة أخرى فضائح الإدارة الأمريكية ومساندتها لجماعة الإخوان المسلمين من أجل الوصول إلى السلطة في مصر.
وكان من أخطر تلك الوثائق التي تشرت بوجب قانون حماية المعلومات محادثات بين كل من هيلاري كلينتون ومحمد مرسي عرضت خلالها عليها مساعدات سرية لتحديث وإصلاح جهاز الشرطة المصرية بزعم خدمة الأسس والمعايير الديمقراطية تضمن الخطة إرسال فريق من الشرطة الأمريكية وخبراء من الأمن الامريكي لاختراق المنظومة الأمنية المصرية.
كما تناولت الوثائق أيضا تفاصيل عن مساندة الإدارة الأمريكية لجماعة الإخوان من أجل وصولها للسلطة وتثبت أركانها إلى الأبد.
ثالثا: علاقات ترامب بالدول العربية
شكل سقوط جماعة الإخوان المسلمين في مصر ضربة قوية للولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تحاول الإمساك بالعصا من المنتصف، بعد أن كانت تأمل في استمرار تلك الجماعة في السلطة إلى الأبد أو على الأقل عدم سقوطها السريع بتلك الصورة التي يبدو أن حساباتها لم تكن دقيقة حول رصيد الجماعة في الشارع المصري خاصة وفي الشارع العربي بصفة عامة.
وعندما وصل دونالد ترامب الى البيت الأبيض أقر بالأمر الواقع وسعى لتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية بعد أن اضطر إلى بناء علاقات جيدة في الشرق الأوسط خاصة مع البلدان التي بدأت تحقق نهضة وتحولات متعددة وتثبت قدرتها على مواجهة التحديات، خاصة مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، فكون ترامب علاقات جيدة مع كل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وقيادات كل من المملكة السعودية ودولة الأمارات.
ومع إصراره على إدراج جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب، نتيجة اقتناعه بالأثار السلبية للجماعة وخطورتها على الأمن القومي الأمريكي بعد امتداد تأثيرها على الدول العربية إلى الولايات المتحدة ما بعد سقوط الجماعة في مصر. إلا أن ترامب لم يتمكن من ذلك قبل مغادرته البيت الابيض نتيجة لممارسات جماعات الضغط من قبل المنظمات الداعمة والموالية للاخوان في امريكا والمخاوف من تأثيرات القرار على المصالح الأمريكية في الشرق الاوسط، كما أن هناك دولا إسلامية لا يزال الإخوان فيها يشكلون جزءا من المكون السياسي في المؤسسات الدستورية بها، كالأردن والمغرب والكويت.
لكن يبقى هذا الهدف قائما في ذهب دونالد ترامب إلى الآن مع إمكانية تطبيقه في أي وقت مستقبلا في ظل المتغيرات السياسية التي طرأت على الساحة وما يستجد فيها من أحداث، وهو ما يزيد من مخاوف كل حركات الإسلام السياسي المرتبطة بجماعة الإخوان من هذه الخطوة.
رابعًا: موقفه من القضية الفلسطينية
وتحمل أجندة دونالد ترامب الكثير من التناقضات في تعامله مع قضايا الشرق الأوسط، فرغم علاقاته الجيدة مع الفاعلين الكبار في المنطقة إلا أن موقفه من القضية المركزية في المنطقة وهي القضية الفلسطينية، لا يتناسب مع تلك العلاقات، فقد كانت له قرارات شديدة في هذه الاتجاه منها على سبيل المثال:
إعلان ترامب في ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، والبدء في نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى القدس بدلا من تل أبيب، في محاولة منه لضرب حل الدولتين في مقتل.
فرغم إعلانه المستمر أنه يؤمن بقيم السلام والعدل ويعمل لإرسائهما في النظام الدولي. إلا أنه مع ذلك لايزال يضع إسرائيل في منزلة "القداسة ويصر على سلب حقوق الشعب الفلسطيني وأرضه، كل ذلك ينذر بأن عودته المحتملة إلى البيت الأبيض باتت تنذر بمزيد من شرعنة الإبادة الجماعية وتهجير الفلسطينيين ودعم اليمين المتطرف.
خامسًا: القاعدة وداعش وطالبان
ليس من المتوقع أن يحدث أي تغيير يذكر في حال تغيير إدارة البيت الأبيض سواء تسلمه ترامب أو أحد خصومه من الديمقراطيين، وبالتالي فموقف التنظيمين وحلفائهما المنتشرين في اسيا وافريقيا يبدو انه غير مهتم بهذه المسألة، حيث إن الولايات المتحدة لديها أولويات أخرى في هذه المرحلة ولا تولى اهتماما كبيرًا بهذا الملف نظرا لانشغالها في الحرب الروسية الأوكرانية، فقد انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان من أفغانستان في نهاية عهد ترامب بعد سلسلة طويلة من المفاوضات بين الإدارة الأمريكية وحركة طالبان، كما انسحبت الولايات المتحدة أيضًا من تحالف مواجهة الإرهاب في افريقيا بشكل تدريجي.
ويشكل وجود القوات الأمريكية في الشرق الاوسط خاصة في العراق وسوريا والبحر الأحمر ضمن التحالف الدولي لحماية الملاحة البحرية صورة من الصراع التقليدي بين الولايات المتحدة وبين إيران واذرعها المنتشرة في المنطقة.
كامالا هاريس أمل الإسلاميين
من خلال المقارنة بين كل من ترامب وبايدن وبين حزبيهما بات واضحًا أن هناك حالة من القلق غير المعلن ببين الإسلاميين خاصة جماعة الإخوان المسلمين التي رحبت بوصول بايدن إلى البيت الأبيض واعتبرت أن عهده عهد سلام مع حركات الإسلام السياسي، ويأتي القلق من إمكانية عودة دونالد ترامب مرة أخرى إلى البيت الأبيض، الأمر الذي يعيد إليهم ذكرياته معهم.
ولذلك فقد بات الأمل الوحيد أمامهم للتخلص من كابوس ترامب هو أن تصل كاملا هاريس نائب الرئيس الحالي بايدن إلى البيت الأبيض خلفًا للرئيس الذي اعلن الانسحاب من السباق الانتخابي، والتي تحظى بقبول كبير ودعم هائل من الجمهوريين الذين توالت تصريحاتهم المؤيدة لترشيحها لمنصب الرئيس ممثلة عن الحزب الجمهوري الذي ينظر إليه الإسلاميون على أنه أقل خطورة عليهم من الحزب الديمقراطي الذي يمثله دونالد ترامب.