قال هشام بن جمعة السناني مدير عام الرعاية والتطوير الرياضي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب عضو اللجنة الرئيسية المنظمة لـ «طواف عُمان 2024»: تعتبر هذه النسخة الثالثة عشرة من الطواف وعلى مدار السنوات الثانية عشرة الماضية حقق «طواف عُمان» العديد من المكاسب الرياضية والاقتصادية والثقافية، والترويج عن المقومات السياحية وإظهار التنوع الجغرافي الذي تتميز به محافظات سلطنة عمان من جبال وبحار وصحراء، ويولي الاتحاد الدولي للدرجات اهتماما واسعا لـ«طواف عُمان» واستطاع أن يحقق سمعة دولية جيدة، ونجح «طواف عُمان» في استقطاب الدراجين والمتسابقين من شتى بقاع الأرض، وطواف عمان من السباقات السنوية المعتمدة في روزنامة الاتحاد الدولي للدراجات، وكل نسخة من الطواف ظهرت بصورة مميزة في كافة الجوانب الفنية والإدارية، وتشير إحصائيات عدد المشاركين في النسخ السابقة من الطواف إلى تزايد مستمر في الفرق المشاركة، كما أن النتائج التي تحققها فئة الفرق وفئة الأفراد في الطواف تساهم في رفع التصنيف الدولي للدراجين المشاركين في الطواف، وفي النسخة الماضية من الطواف استطاع منتخبنا الوطني الحصول على تصنيف دولي جيد بعد منافسته للفرق الأخرى في الوصول إلى خط النهاية من الطواف، وللمشاركة في طواف هذا العام نفّذ منتخبنا الوطني للدراجات عدة معسكرات خارجية وآخرها معسكر فرنسا، وجميع هذه المعسكرات وبجانب المشاركة في بعض البطولات القارية والدولية ساهمت في تجويد أداء دراجي المنتخب ونتوقع أن يظهروا بصورة جيدة في مراحل الطواف، ومن أهم مكتسبات سلطنة عمان من هذا الطواف تطوير المنتخب الوطني للدراجات من خلال الاحتكاك بنخبة من دراجي دول العالم.

وتابع السناني: يتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب في تنظيم «طواف عُمان» شركة فرنسية تم تجديد الشراكة معها لسنوات قادمة، والشركة لديها أطقم وكوادر مؤهلة قادرة على إخراج الطواف بشكل احترافي، ومسارات مراحل «طواف عُمان 2024» تم اختيارها وتحديدها وفق معايير ومواصفات معينة وكل نسخة من الطواف تشهد مسارات مختلفة، والنسخة الثالثة عشرة من الطواف تضم مسارات متنوعة بين محافظتي مسقط والداخلية وجنوب الباطنة، والانطلاقة الأولى كانت من متحف عمان عبر الزمان لتسليط الضوء عليه إعلاميا والترويج عنه عبر مختلف وسائل الإعلام الدولية الحاضرة في الطواف، وبالطبع الترويج السياحي واحد من أبرز عوائد الطواف، وحفل العام الماضي تدشين العديد من المعالم السياحية الجديدة في سلطنة عمان ومتحف عمان عبر الزمان واحد منها، لذا ارتأت اللجنة المنظمة للطواف أنه من الجيد أن يكون المتحف خط البداية في المرحلة الأولى لـ «طواف عُمان 2024» الذي سينتهي أمام مركز عمان للمؤتمرات والمعارض، وبلا شك أن الطواف يمثل أداة مهمة للتعريف بالمواقع السياحية والجغرافية المتنوعة في سلطنة عمان، في الجانب الآخر استطاع «طواف عُمان 2024» أن يجذب اهتمام وسائل إعلامية من بعض دول العالم وتم عقد معها اتفاقية شراكة لإنتاج أفلام وثائقية خاصة بمراحل طواف عمان.

وأشار السناني إلى أن عوامل نجاح طواف عمان يقف خلفها تكاتف جهود مؤسسات القطاع المدني والقطاع الخاص، والنسخ الماضية من الطواف حصلت على رعاية كبيرة من بعض مؤسسات القطاع الخاص ولكن في هذا العام لاحظنا وجود عزوف واضح من القطاع الخاص في دعم ورعاية الطواف ولعل أسباب هذا العزوف يعود إلى الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها القطاع الخاص، ولكن لا زلنا نعوّل على دور مؤسسات القطاع الخاص في تقديم الرعاية للنسخ القادمة ولدينا توجه لوضع خطة تسويقية جديدة للطواف لجذب اهتمام الشركات للرعاية، في الجانب الآخر تقوم شرطة عمان السلطانية بدور جبار وملموس في طواف عمان من خلال الدعم اللوجستي وتنظيم حركة المرور في مسارات الطواف وكذلك من خلال التعاون الكبير في تخليص إجراءات الجمارك وتأشيرات المتسابقين، ولا ننسى بلدية مسقط التي تقوم بدور فعال في تقديم خدمات متنوعة في طواف عمان، كما تقوم وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بفحص الطرق والتأكد من سلامتها ومدى تطبيقها للمواصفات الدولية الخاصة بالطواف، وتوفير أقصى مستويات الحماية للمتسابقين في جميع المسارات، وبالطبع وزارة الثقافة والرياضة والشباب حرصية على إعداد كوادر شبابية عمانية للمشاركة والتطوع في تنظيم مثل هذه الأحداث الرياضية الضخمة، ويشارك في تنظيم طواف عمان عدد كبير من الشباب العماني، وقبل أسبوعين نجحت وزارة الثقافة والرياضة والشباب في استضافة الحدث العالمي بطولة كأس العالم لخماسيات الهوكي 2024، والذي حقق فيه منتخبنا الوطني المركز الثالث، وتعتبر الكوادر الشبابية العمانية من العوامل المهمة التي ساهمت في إنجاح البطولة، ولا يخفى على الجميع أن السياحة الرياضية واحدة من المرتكزات الأساسية في استراتيجية الرياضة العمانية والتي تعكف الوزارة على تحقيقها وهذا المرتكز بلا شك يتطلب وجود كوادر قادرة على التعامل مع مثل هذه الأحداث الرياضية العالمية وتنشيط السياحة الرياضية بجذب المزيد من البطولات والمسابقات الدولية.

وأضاف السناني: هناك مشاريع قادمة تسعى إليها سلطنة عمان وتهدف الوزارة إلى استضافة أحداث رياضة مهمة في مختلف الألعاب والرياضات، والتسارع الذي ظهرت به الوزارة في الاستضافات مؤشر جيد وواضح على الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها سلطنة عمان في القطاع الرياضي، وفي السنة الماضية نجحت الوزارة في تنظيم البطولة الدولية لكرة الطاولة للرواد، ومن الطبيعي أن يصاحب هذه الاستضافات بعض التحديات الفنية والتنظيمية والإدارية ومن هذا المنطلق حرصت وزارة الثقافة والرياضة والشباب على تدشين مركز عمان لتنظيم الفعاليات الرياضية، ويمثل هذا المركز الكيان التنفيذي للوزارة وداعما للاتحاد واللجان الرياضية لتنظيم البطولات القارية والدولية وتقديم ملفات مختلفة الاستضافات بجانب إدارة هذه الأحداث في كافة النواحي، والشباب العماني من خلال تجاربه السابقة جدير بتنظيم البطولات الرياضية الضخمة، كما أن المتطوعين الشباب لم يألوا جهدا في تقديم أي خدمة وواجب وطني في المحافل الرياضية، وفي الفعاليات الرياضية الماضية أثبت المتطوعون حضورهم لمساندة الوزارة والاتحادات في التنظيم وتقديم الخدمات بمختلف أنواعها للوفود والمنتخبات المشاركة، ومن من المؤكد أن مركز عمان لتنظيم الفعاليات الرياضية سيشكل المنظومة الأساسية في الاستضافات العالمية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وزارة الثقافة والریاضة والشباب القطاع الخاص سلطنة عمان طواف عمان من الطواف فی تنظیم عمان من من خلال مان من

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان في عيون الخبراء..وجـهة عـالمية رائــدة للســــــياحة

أكد خبراء السياحة والتنمية الاقتصادية أن سلطنة عمان تحتل مكانة فريدة كوجهة سياحية واعدة، حيث تتجلى إمكانياتها الهائلة في تنوع معالمها السياحية الساحرة. يشير المتخصصون إلى أن التجول في أرجاء عُمان يكشف عن ثروات طبيعية وتاريخية تجعل منها وجهة مثالية للمغامرات والاكتشاف. ولتحقيق أقصى استفادة من هذه الكنوز، تبرز الحاجة الملحة لتطبيق استراتيجيات تسويقية مبتكرة، تشمل استغلال وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية لدعم الوعي بالثقافة العمانية الغنية. كما شدد الخبراء على ضرورة تعزيز تجربة الزائر من خلال تحسين البنية الأساسية وتقديم خدمات عالية الجودة، مما يسهم بشكل فعّال في استقطاب المزيد من السياح. إن استثمار هذه الجهود يمكن أن يرسخ عُمان كوجهة عالمية يستحقها كل من يسعى لتجربة ثقافية فريدة.

قال الدكتور علي بن سعيد عكعاك - الأكاديمي والباحث في الإدارة والتنمية السياحية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة: «إن التجول في سلطنة عمان يكشف عن تنوع مناطق الجذب السياحي التي تقدم تجارب فريدة. يُعتبر الجبل الأخضر وجبل شمس من أبرز الوجهات لمحبي الطبيعة والمغامرات الجبلية، حيث يتميزان بالأجواء المعتدلة في الصيف والمناظر البانورامية الخلابة، بالإضافة إلى ذلك، تُعد الأودية الرائعة مثل وادي شاب ووادي بني خالد محطات مثالية لممارسة رياضة السباحة والاستمتاع بمشاهد الشلالات والمياه النقية.

وأشار إلى أن محافظة ظفار تتمتع بشهرة عالمية خلال موسم الخريف، إذ تتحول إلى لوحة طبيعية فريدة تتميز بالأجواء الضبابية والأمطار الخفيفة. كما تشتهر عمان بكهوفها المدهشة، مثل كهف الجن، الذي يُعتبر من أكبر الكهوف الجوفية في العالم، مما يجعله وجهة مثالية لعشاق المغامرات. يمكن للزوار استكشاف هذه الكهوف الفريدة، ما يوفر لهم تجربة مميزة تجمع بين المغامرة والطبيعة، وفيما يتعلق بالمعالم التاريخية، لفت الدكتور علي الانتباه إلى القلاع والحصون العمانية مثل قلعة الميراني وقلعة نزوى وحصن جبرين، التي تحمل تاريخًا عريقًا وتصاميم معمارية مميزة.

وأوضح أنه يمكن تسليط الضوء على هذه المعالم من خلال الاستفادة من المنصات الرقمية لتنظيم حملات تصوير احترافية، ودعوة المؤثرين ومدوّني السفر العالميين للإقامة في سلطنة عمان ومشاركة تجاربهم عبر صور وفيديوهات جذابة. كما أن تطوير تطبيقات تفاعلية تقدم معلومات تاريخية وثقافية ورحلات سياحية تفصيلية يسهم في نشر الوعي بهذه الأماكن الفريدة. وحول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال للترويج للسياحة في سلطنة عمان، أوضح الدكتور علي أن هذه الوسائل أصبحت أداة أساسية للوصول إلى شرائح متنوعة حول العالم. وللاستفادة القصوى منها، يُمكن إنتاج محتوى متجدد وعالي الجودة يعرض أبرز المعالم والثقافة العمانية بطريقة قصصية تفاعلية، مثل مقاطع قصيرة على «لينكد إن» و«إنستجرام» و«تيك توك» توثق الأنشطة السياحية اليومية. ولتعزيز الانتشار، ينبغي اعتماد وسوم رسمية مثل VisitOman أو ExploreOman لتجميع كافة المحتويات المتعلقة بالسياحة في عمان تحت مظلة واحدة، مما يسهل التصفح والبحث. كما يمكن للمؤسسات الحكومية مثل وزارة التراث والسياحة والجامعات تنظيم ورش عمل لأصحاب المشروعات السياحية الصغيرة والمتوسطة لتدريبهم على أساليب التسويق الرقمي وتطوير حضورهم الإلكتروني. وأكد الدكتور علي أن وزارة التراث والسياحة تؤدي دورًا محوريًا في تنمية القطاع السياحي، حيث تركز على تطوير البنية الأساسية مثل توسيع شبكة الطرق والمطارات الحديثة، وتوفير بيئة استثمارية ملائمة للمؤسسات الفندقية والسياحية.

ترويج دولي

كما تولي الوزارة اهتمامًا خاصًا للبرامج التدريبية وحلقات العمل لتأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة في مجالات الضيافة والإرشاد السياحي، مما يسهم في الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للزوار. وأشار إلى أهمية الترويج الدولي، حيث تحرص الجهات المعنية على المشاركة في المعارض السياحية العالمية مثل معرض سوق لندن للسياحة (WTM) ومعرض دبي للسياحة ومعرض ITB في برلين للتعريف بالتراث العماني الغني والمقومات البيئية والثقافية التي تتمتع بها سلطنة عمان، كما تدعم الحكومة مشروعات صغيرة ومتوسطة في قطاع السياحة، خاصة تلك التي تعزز التجارب الثقافية والبيئية، مما يسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي وإيجاد فرص عمل محلية. وتابع الدكتور علي حديثه قائلًا: «تكمن أهمية تجربة الزائر في مدى رضاه عن الخدمات والترتيبات المقدمة منذ لحظة وصوله وحتى مغادرته».

ولرفع جودة هذه التجربة، يجب توفير مرافق مناسبة في المناطق السياحية، بما في ذلك لوحات إرشادية واضحة بأكثر من لغة ومراكز معلومات متكاملة تقدم نبذة تاريخية عن المكان. كما أن توفير خيارات طعام متنوعة، خاصة المأكولات العمانية الأصيلة في مطاعم بتصاميم تراثية، يزيد من استمتاع الزائر بالثقافة المحلية. وعلى صعيد التكنولوجيا، يمكن اعتماد تطبيقات تفاعلية أو دليل إلكتروني يعرّف بأبرز المعلومات التاريخية والأنشطة المقترحة.

وفيما يتعلق بالاستراتيجيات التسويقية لاستهداف السياح الدوليين، قال الدكتور علي: «يمتاز المنتج السياحي العماني بعناصر أصيلة تثير إعجاب الزوار من مختلف بقاع العالم». وللترويج دوليًا، يمكن العمل على إبراز الهوية الثقافية والتاريخية لسلطنة عمان من خلال حملات إعلانية مصورة تركز على التفاصيل التراثية والحياة التقليدية في الأرياف والأسواق القديمة. كما يُعد التعاون مع منظمي الرحلات العالميين وخطوط الطيران الدولية لاستحداث باقات سياحية خاصة بسلطنة عمان من العوامل الرئيسية لاستقطاب المزيد من السياح. وبفضل انتشار وسائل التواصل الرقمي، يمكن تنفيذ حملات تسويقية موجهة بدقة إلى أسواق معينة مثل السياحة الثقافية، والمغامرة، والرفاهية، مع توفير عروض مغرية وأسعار منافسة تخدم مختلف الميزانيات. وشدد الدكتور علي على أن دفع عجلة السياحة في أي بلد يتطلب تكاملًا بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص. وفي عُمان، يمكن توطيد هذا التعاون عبر إنشاء لجان وحلقات عمل دورية تضم ممثلين عن المؤسسات الحكومية والفنادق وشركات السياحة لتبادل البيانات حول معدلات الإشغال والمناطق الأكثر إقبالًا واحتياجات السياح. كما يسهم تقديم حوافز ضريبية وتسهيلات تمويلية لرواد الأعمال السياحيين في جذب استثمارات نوعية، مثل بناء منتجعات فاخرة أو تنظيم رحلات مغامرات متخصصة. وأكد أن تبني مبادرات المسؤولية الاجتماعية من قبل القطاع الخاص، كالمشاركة في رعاية المهرجانات المحلية أو الفعاليات الثقافية، يعزز صورة هذه المؤسسات ويضفي على المشهد السياحي مزيدًا من الحيوية والابتكار. علاوة على ذلك، يمكن للبرامج والمبادرات المشتركة بين القطاعين العام والخاص وأصحاب المصالح الآخرين، مثل الجمعيات الثقافية والبيئية، أن تسهم بشكل كبير في تطوير السياحة المستدامة، من خلال تصميم مشروعات مبتكرة تُعزز من التجربة السياحية، مثل تنظيم رحلات سياحية بيئية أو برامج تعليمية لرفع الوعي الثقافي بين الزوار.

منافسة إقليمية

يشير الدكتور علي إلى أنه رغم ازدياد الوعي بجمال سلطنة عمان وتنوع معالمها، إلا أن هناك تحديات تتطلب العمل الجاد، مثل المنافسة الإقليمية القوية من الوجهات القريبة، وارتفاع تكاليف الإقامة والتذاكر في بعض الأحيان، بالإضافة إلى محدودية الوعي في بعض الأسواق العالمية. وللتغلب على هذه التحديات، يجب التركيز على تقديم قيمة استثنائية مقابل الأسعار المعروضة، وتسهيل وصول السائحين من خلال فتح خطوط جوية مباشرة وتقديم عروض ترويجية جذابة. كما يُعتبر الاستثمار في الترويج الإعلامي الدولي واستقطاب وسائل الإعلام الكبرى جزءًا أساسيًّا في تعريف العالم بثقافة سلطنة عمان وتراثها، فضلًا عن دعم القطاع الخاص لإطلاق منتجات سياحية جديدة ومبتكرة.

تتمتع عمان بتراث غني وتاريخ يمتد لقرون، مما يشكل ركيزة أساسية في الترويج السياحي. يمكن إحياء هذا الجانب عبر القصص والروايات التاريخية، سواء من خلال إنتاج أفلام وثائقية قصيرة أو تنظيم معارض متنقلة تسلط الضوء على حقب زمنية مختلفة. كما أن تنظيم مهرجانات تراثية يُعزز من تعريف الزوار بالحرف والأكلات التقليدية والفنون العمانية الأصيلة، مما يعمق ارتباطهم بسلطنة عمان ويحفزهم على استكشاف مواقع جديدة. وفيما يخص الأنشطة السياحية الجديدة التي يمكن تقديمها لجذب الزوار إلى سلطنة عمان، قال الدكتور علي: إنه رغم متعة الأنشطة السياحية التقليدية مثل زيارة القلاع ورحلات السفاري الصحراوية، إلا أن التنوع والابتكار يفتحان آفاقًا جديدة. وتعدّ سياحة المغامرات، مثل التخييم في الكهوف، والتسلق في جبال الحجر، وركوب الدراجات الجبلية، عوامل جذب مميزة لعشاق المغامرة. وعلى الصعيد البحري، لا تزال مواقع الغوص في جزر الديمانيات وسواحل مسندم غنية بالشعاب المرجانية، مما يمهد الطريق للسياحة البحرية المتخصصة. يمكن أيضًا استحداث برامج سياحة العافية في المناطق الجبلية ذات الطقس المعتدل، وتنظيم معسكرات فاخرة لمراقبة النجوم في الصحراء، وهي أنشطة تحظى باهتمام متزايد على المستوى العالمي. أضاف الدكتور علي أن المهرجانات المحلية والفعاليات الوطنية في عمان تؤدي دورًا مهمًا في إبراز الهوية العمانية وقدرتها على استقبال ضيوف من مختلف الثقافات. ومن بين هذه الفعاليات، يبرز مهرجان خريف صلالة ومهرجان مسقط، اللذان يجمعان بين الترفيه والفلكلور والثقافة. ولزيادة فعالية هذه المهرجانات في تنشيط السياحة، ينبغي وضع خطة تسويقية متكاملة تبدأ قبل الحدث بفترة كافية، تشمل إطلاق عروض خاصة مع مؤسسات الإقامة والنقل. كما يمكن توسيع رقعة هذه المهرجانات بإضافة حفلات فنية أو فعاليات رياضية عالمية لاستقطاب جمهور دولي أكبر، وكذلك دعوة الصحفيين العالميين لتجربة الأحداث ونقلها إلى متابعيهم. من خلال هذه الاستراتيجيات، يمكن أن تتحول الفعاليات المحلية إلى واجهة حقيقية تعكس تفرد عمان وتنوعها الثقافي، مما يُعزز مكانتها كمقصد سياحي دولي.

استراتيجيات تسويقية

وقال الدكتور قيس السابعي - خبير اقتصادي: «تعدّ السياحة أحد الأركان الاقتصادية الأساسية التي تعتمد عليها العديد من الدول في تنمية وتنويع قاعدتها الاقتصادية، ويُعد قطاع السياحة استثمارًا ناجحًا وواعدًا، حيث تبرز سلطنة عمان كوجهة سياحية متقدمة بفضل معالمها الطبيعية الخلابة، وتضاريسها الفريدة، وشواهدها التاريخية، وموقعها الجغرافي المتميز، ويمكن تعزيز الوعي بجمال عمان من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، التي تمثل منصة مثالية لتسليط الضوء على المعالم السياحية ونشر صورها. كما أن إنشاء منصة إعلامية سياحية رائدة سيسهم في التعريف بهذه المواقع القيمة». مؤكدا أن الحكومة العمانية تسعى إلى توسيع قاعدة التنويع الاقتصادي، وتعزيز قطاع السياحة. ومع ذلك، يجب أن يكون الدور الحكومي أكبر وأكثر شمولًا في تحسين وتنمية السياحة. هناك مبادرات قائمة، لكن ينبغي تعزيزها لتكون مستدامة، وليس مؤقتة. كما يتوجب تعزيز الحملات الترويجية في مختلف المحافظات، وتسهيل الإجراءات للسياح، مع التركيز على التعريف بالآداب والقيم العمانية لضمان تجربة ثقافية غنية.

وأوضح السابعي أنه من الضروري تطوير استراتيجيات تسويقية تتضمن كتيبات إرشادية سياحية، سواء كانت ورقية أو إلكترونية. يمكن أيضًا إنشاء موقع إلكتروني متخصص في الترويج للمعالم السياحية والشواهد التاريخية، مما يسهل دعوة السياح الدوليين للتعرف على سلطنة عمان وثقافتها. يجب أن يكون هناك تعاون فعّال بين القطاع الخاص ووزارة التراث والسياحة لمواجهة التحديات الحالية، وفي مجال التسويق، ينبغي بذل المزيد من الجهود لإطلاق قنوات تسويقية خاصة بكل محافظة، مع تشكيل فرق متخصصة لتوفير معلومات موثوقة ودقيقة للسياح. يتعين أن يشعر الزوار بالاطمئنان والثقة في المعلومات المقدمة لهم، ويجب أن يكون التاريخ العماني جزءًا أساسيًا من الترويج السياحي، مع تقديم أنشطة جديدة تعكس التراث الأصيل للسلطنة. ويمكن استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والإضاءات الحركية لابتكار عروض جديدة، مع الحفاظ على الأصالة المرتبطة بالتراث.

واختتم حديثه قائلا: «تعدّ السياحة من أبرز أساليب التنمية المستدامة، لذا ينبغي تقديم تسهيلات للمستثمرين، مثل الإعفاءات الضريبية والجمركية، مع توفير البنية الأساسية اللازمة. يجب أيضًا العناية الدائمة بصيانة الفنادق والمنتجعات لضمان جودة الخدمات، ويُعد القطاع السياحي عنصرًا حيويًّا في تعزيز الاقتصاد العماني» موضحا أنه يمكن الاستفادة من وجود السياح من خلال تنظيم أنشطة محلية وبرامج ثقافية توعوية، لتعريفهم بمعالم سلطنة عمان وتاريخها وإرثها الحضاري. كما يمكن إقامة حلقات تعارف بين السياح للحصول على معلومات واضحة ومقترحات بناءة، مما يعزز تجربة الزوار في سلطنة عمان.

تطبيقات ذكية

وأضاف مازن الشكيلي - خبير في مجال التسويق: «إن تحسين تجربة السياح في سلطنة عمان يتطلب توفر المعلومات بسهولة وسرعة، ويمكن استخدام التطبيقات الذكية والمواقع الإلكترونية لتقديم معلومات دقيقة حول المعالم السياحية، بما في ذلك ساعات العمل، كما يمكن إدخال تقنيات مثل الواقع المعزز لتوفير معلومات تفاعلية تعزز من تجربة الزوار. من المهم أيضًا ضمان وجود ممرات مريحة، ومرافق صحية، ومناطق استراحة مناسبة، علاوة على ذلك، يُستحسن تنظيم جولات خاصة يقودها مرشدون محليون يتحدثون لغات متعددة، يقدمون معلومات ثقافية وتاريخية غنية. كما يمكن إقامة فعاليات محلية تسلط الضوء على الحرف اليدوية، والمأكولات التقليدية، والموسيقى، لتعزيز التجربة الثقافية للزوار».

وفيما يتعلق بالاستراتيجيات التسويقية لاستهداف السياح الدوليين أوضح الشكيلي أنه من الممكن تحقيق ذلك من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات المدفوعة على الإنترنت للوصول إلى جمهور عالمي. من المهم إقامة شراكات مع وكالات السياحة الكبرى لتعزيز العروض السياحية، وإنشاء محتوى جذاب يتضمن مقاطع فيديو وصورا تستعرض جمال المعالم السياحية والثقافة المحلية، ويجب تحديد الأسواق ذات الاهتمام العالي بالسياحة وتكييف الرسائل التسويقية وفقًا لاحتياجاتها وتفضيلاتها. كما يمكن تقديم حزم سياحية جذابة تشمل خصومات أو مزايا إضافية لجذب السياح.

وأفاد مازن بأنه يمكن توفير تجارب سياحية مميزة من خلال تنظيم أنشطة مغامرات، مثل جولات في الصحراء تشمل ركوب الجمال، وتسلق الجبال، أو القيام برحلات بالدراجات الرباعية. كما يمكن تنظيم رحلات لمشاهدة الحياة البرية والطيور في المحميات الطبيعية والحدائق، وإقامة مهرجانات محلية تعكس الثقافة العمانية، مثل مهرجان الطعام أو الفنون. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تقديم رحلات بحرية لاستكشاف السواحل العمانية مع التركيز على الغوص والسباحة.

مؤثرون سياحيون

من جهتها قالت أميمة بنت محمد المعولية: «إن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل أداة قوية للترويج للسياحة في سلطنة عمان، ويتطلب ذلك تطوير محتوى بصري متميز يتضمن صورًا ومقاطع فيديو عالية الجودة للمعالم السياحية، والأنشطة الثقافية، والطبيعة الخلابة. من الضروري التفاعل مع الجمهور من خلال الرد السريع والودود على التعليقات والرسائل، مما يعزز من ثقة الزوار المحتملين ويزيد من تفاعلهم مع المحتوى» مشيرة إلى أنه يمكن أيضًا التعاون مع مؤثرين سياحيين معروفين لتسليط الضوء على سلطنة عمان وتجاربهم الشخصية، مما يساعد في جذب جمهور جديد. وتنظيم مسابقات أو تحديات تشجع المستخدمين على مشاركة تجاربهم في عمان باستخدام هاشتاج معين يمكن أن يعزز من الوعي بالوجهة السياحية.

ومع ذلك، قد يواجه الوعي العام تحديات، مما يستدعي حملات تسويقية مركزة ومحتوى يبرز الجوانب الجذابة للوجهة. يجب أيضًا معالجة مشكلات التنقل والمواصلات من خلال تحسين البنية الأساسية للنقل وتقديم معلومات دقيقة حول خيارات السفر. وأفادت أنه من الضروري متابعة التوجهات الحديثة في صناعة السياحة، مثل السفر المستدام والسياحة الرقمية، وتكييف الاستراتيجيات التسويقية لتحقيق نجاح أكبر في جذب الزوار إلى سلطنة عمان.

وأكد الدكتور يعقوب البوسعيدي، صاحب وكالة ترجمان للسفر والسياحة أن أكثر ما يجذب السياح والزوار لسلطنة عمان هو الأمن والأمان، وهناك الكثير من الموارد الطبيعية البيئية سواء كانت محميات بحرية أو محميات جبلية أو صحراوية، وتحظى بجاذبية من محبي المغامرات والتسلق والغوص والتخييم، بالإضافة إلى الوديان التي تنتشر في جميع مناطق سلطنة عمان، وتعد من أفضل المواقع التي تجذب السياح، وهناك أيضا ما يسمى بالسياحة المتخصصة وهي التي تجذب السياح المختصون نظرا لما تتمتع به سلطنة عمان من المواقع الجيولوجية، والمعالم الأثرية والمعالم الثقافية، إلى جانب الحارات القديمة التي أصبحت من المناطق الأكثر جذبا للسياح من مختلف الجنسيات والأسواق التقليدية، مشيرا إلى أن تحسين تجربة السياح تبدأ قبل وصولهم إلى سلطنة عمان وذلك من خلال وكالات السفر والسياحة، إلى جانب تجهيز البرامج الثقافية، وضرورة وجود خطة إدارية واضحة وشاملة تتكون من أهداف معينة مرتبطة بالأماكن السياحية، مع مراعاة تحسين الخدمات وتوفير المرشدين المتمكنين وعمل أنشطة تفاعلية مع السياح، وتنويع الأنشطة السياحية لتشمل جميع الفئات وضرورة التنويع وتغيير الأنشطة من فترة إلى أخرى.

مقالات مشابهة

  • سلطنة عمان تؤكد موقفها الثابت الرافض لأي محاولات تهجير الفلسطينيين
  • بنك ظفار يفتتح فرعا جديدا في الغُبرة بمسقط
  • إغلاق جزئي للحركة المرورية في عدد من الطرق خلال "طواف عمان 2025"
  • سلطنة عمان في عيون الخبراء..وجـهة عـالمية رائــدة للســــــياحة
  • جمل يستمتع بمياه البحر على سواحل صلالة في سلطنة عمان.. فيديو
  • النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي يزور سلطنة عمان
  • مباحثات أمنية بين سلطنة عمان وتركيا
  • 18 فريقًا عالميًا تؤكد جاهزيتها لانطلاق «طواف عُمان الدولي»
  • بالفيديو | حاكم الشارقة يستقبل سفير سلطنة عمان
  • حاكم الشارقة يستقبل سفير سلطنة عمان