حُـمَـيــنِـــيَّـة .. للشاعر الأستاذ / كريم الحنكي
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
بقلم الشاعر الأستاذ / كريم الحنكي
(١)
لَيتِ مَن شَدُّوا الرَّكايِبْ
لا عَــــدَن، مَــرُّوا عَـلَيَّهْ
وَانْــزَلــونـي لِلحبــايِبْ
في ســـواحلهـا شــوَيَّةْ
حَيثِ كان العمر طايِبْ
واللـيـــــالـي عبقـــريَّةْ
قبـلِ ما تِبدَى المعايِبْ
لي.. وتضنيني البَليَّةْ
**
بسَّ انا مهمـا دهـاني
من مكاره، يا زماني
قلت: عاد الليل داني
**
بالنهــــارُ وْبالـرغـايِبْ
والهــــوى كُـلَّهْ، صَلَيَّهْ.
لَيتِ مَن شَدُّوا امْركايِبْ
لا عَــــدَن، مَــــرُّوا عَلَيَّهْ.
(2)
ما لقلبي، حيـن حَـنَّـــا
ناح، واستبكَى الثواني
عن نوى الخـلان كَنَّى
بمــدامــع من معــاني
وَهْـوَ مَـن قد كان غَنَّى
ما حُسـام الا اليمــاني
مبتسم وسط النوايِبْ
صلب، والحــانهْ رخِيَّةْ
**
شَدَّت انغــام المعـالي
من سهــولهْ والجبـالِ
كُلّ مسمع حُـرّ سالي
**
واطربت حتى النجايِبْ
والحــوادي، في البَرِيَّةْ..
لَيتِ مَن شَدُّوا امْركايِبْ
لا عَــــدَن، مَــــرُّوا عَلَيَّهْ.
(3)
لا تسـلْـنــي عـن حُــوالي
عُـقْــبِ تـوديــــع الأحِبَّـةْ
وَايْش من شـــاغل ببـالي
ينـســـخ القُـبَّـــةْ بِحَـبَّـــةْ
مَن بـــدا لـهْ ما بـــدا لي
ضـلّ بعــد العـقـــل لُبَّـهْ
واصبحت حتى المصايِبْ
والنِّـعَـــم، عِنــده ســـوِيَّة
**
خَيَّـبَـت لَايَّـــــام ظَنَّهْ
والليـــــالـي، كُـلِّهِـنَّهْ
لا جـــزاهـا الله عَـنَّهْ
**
خَيــر ما دامـت خرايِبْ
في عيــــونهْ، منطـفِـيَّةْ..
لَيتِ مَن شَدُّوا امْركايِبْ
لا عَــــدَن، مَــــرُّوا عَلَيَّهْ.
صنعاء، ٢٢ يناير، ٢٠٢٤
المصدر: موقع حيروت الإخباري
إقرأ أيضاً:
كريم خالد عبد العزيز يكتب: الإنسان الروحي في عالم مادي
المال والمصلحة الشخصية هما المحركين الرئيسيين، يواجه الإنسان العاطفي الذي يبحث عن الحب الحقيقي معاناة كبيرة.... في عالم تسوده المادية والجفاء، أصبحت العواطف مجرد رفاهيات وسذاجة.... حتى الإنسان الروحي الذي يؤمن بالمعجزات وينتظرها، ويربط كل شيء بتدخلات الله، أصبح خياليًا وغير منطقي في عيون الناس البعيدة عن العواطف والجوانب الروحية.
يواجه هذا الإنسان العاطفي والروحي تحديات كبيرة في حياته، بسبب توازنه الذي يجعله يوازن بين قلبه وعقله، بعيدًا عن القوالب الجافة التي تفرضها المجتمعات الحديثة.... إلا أن هذه العاطفة العميقة والرؤية الروحية تصطدم كثيرًا بالواقع المادي القاسي، حيث يُنظر إليه على أنه ضعيف أو مفرط في حساسياته.... يُتهم أحيانًا بالانعزال أو الهروب من الواقع، لكن الحقيقة أنه ببساطته وعاطفته يسعى للبحث عن المعنى العميق الحقيقي في الحياة، بعيدًا عن القشور السطحية والمظاهر.
هذا الإنسان الذي يتطلع إلى السكينة الروحية، يشعر في بعض الأحيان بالعزلة من أجل التأمل والتحليل وينتظر معجزات إلهية تتماشى مع طبيعة العصر.... قد لا يتفهمه الكثيرون وقد ينتقدوه بشدة، خاصة لو كانوا ممن يقدسون الربح والمنافسة وينغمسون في المادية ولا يؤمنون إلا بالأشياء الملموسة العملية. ولكن رغم ذلك، يظل يسعى لتكون روحه الطيبة ومشاعره النبيلة أملًا في عالم يحتاج بشدة إلى المزيد من الإيمان والتعاطف.... هذا الإنسان يسعى للكمال والإصلاح دائمًا في أدق تفاصيل حياته رغم إيمانه بأن الحياة ليست كاملة. ويعي جيدًا أنه لن يستطيع إصلاح الجميع أو كل شيء لأنه يؤمن أنه لديه عيوب أيضًا.... لكنه يتمنى لو أن كل شيء مرتب ومنظم وجميل.
نحن كأشخاص عاطفيين وروحيين، نعيش وسط أشخاص لا يفهمون أو يتقبلون بسهولة تلك المشاعر العميقة التي نشعر بها.... نعيش بقلوبنا ونبحث عن المعنى العميق في كل تجربة وكل لحظة.... ندقق في الكلمات والتفاصيل الدقيقة مما يجعلنا أكثر حساسية تجاه ما يحدث حولنا.... كثيرًا ما نواجه عدم فهم وعدم تقدير من الآخرين، خاصة لو كانوا عمليين، وقد نتهم بالمبالغة في ردات أفعالنا بالغضب وعدم المرونة عندما ندافع عن أنفسنا.... يجد البعض في مشاعرنا الزائدة أو تفكيرنا الروحي شيئًا غريبًا وغير منطقي.... قد يعتبرنا البعض، خاصة الماديين، أشخاصًا مبالغين وهاربين من الواقع.
من أجل أن نعيش حياة هادئة ومتزنة تتوافق مع طبيعتنا العاطفية الحساسة والروحية، يجب أن نتجاهل تمامًا كل الانتقادات الهدامة من الأشخاص المختلفين عنا، من غير المقدرين لطبيعتنا.... علينا ألا نضيع الوقت والجهد في شرح وتبرير ما نفكر فيه وما نشعر به، خاصة مع عقول متحجرة ومحدودة بنظرة مقتصرة على المصالح الشخصية ومختصرة الحياة في الأشياء الملموسة.... لأنها ستعتبرنا أشخاصًا خياليين وساذجين بعيدين عن الواقع.... علينا أن نبحث عن من يشبهنا فيفهمنا ويشاركنا حياتنا بحب ودعم وانسجام وتوافق.... ما أجمل مشاعرنا العميقة التي تجعلنا أذكياء نقرأ الواقع ونفهم أنفسنا جيدًا ونميز طبيعتنا.