الزراعة: فرق إرشاد ريفية تجوب المحافظات للتوعية بترشيد استهلاك المياه
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
كتب - مصراوي:
قامت الفرق الإرشادية الريفية التى شكلها مركز البحوث الزراعية بالاشتراك مع قطاع الإرشاد الزراعى، ومديريات الزراعة بالمحافظات، بتنفيذ أنشطتها بكثافة على المحاصيل الشتوية والإنتاج الحيوانى فى عدد 22 محافظة ومديرية زراعة.
وبحسب بيان لوزرة الزراعة، الجمعة، نفذت الفرق أنشطتها في محافظات: "أسوان، والأقصر، وقنا، وسوهاج، وأسيوط، والمنيا، وبنى سويف، والفيوم، والوادى الجديد، والقليوبية، وكفرالشيخ، والغربية، والشرقية، والجيزة، والدقهلية، والمنوفية، والإسماعيلية، والبحيرة، ودمياط، والإسكندرية، ومرسى مطروح، ومديرية الزراعة بالنوبارية".
يأتي ذلك في ضوء توجيهات السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتحت إشراف الدكتور عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية.
وقال الدكتور ياسر الحيمري المنسق العام للأنشطة الإرشادية والتدريبية لمركز البحوث الزراعية، إن الأنشطة الإرشادية لهذه الفرق شملت المحاصيل التالية: القمح، الفول البلدى، والبصل، والثوم، والبطاطس، والبطاطا والطماطم، والخيار، والفاصوليا، والبسلة، وبنجر السكر، وقصب السكر، والفراولة، والنباتات الطبية والعطرية، ونخيل البلح، والموالح، بالإضافة إلى الإنتاج الحيوانى.
وأضاف أن الأنشطة الإرشادية لهذه الفرق تضمنت المرور والمعاينة الحقلية لمختلف هذه المحاصيل، إذ تم فحص النباتات والتأكد من وجود أى حشائش أو إصابات مرضية أو حشرية من عدمه.
وأشار إلى أنه تم توجيه التوصيات الفنية اللازمة للمزارعين فيما يتعلق بالعمليات الزراعية التى تجرى علي مختلف المحاصيل الحقلية والبستانية المستهدفة في هذا التوقيت.
وتابع أنه تم توعية المزارعين بالممارسات الزراعية الجيدة لمختلف المحاصيل المستهدفة للحصول على أعلى إنتاجية ممكنة، بالإضافة إلى التوعية بمخاطر استخدام المبيدات وكيفية الاستخدام الآمن لها، والبدائل المتاحة للمبيدات الكيميائية.
وأكد أنه تم توعية المزارعين بالتغيرات المناخية وآثارها السلبية على هذه المحاصيل وكيفية مواجهتها، بالإضافة إلى الآفات والأمراض التى تصيب المحاصيل المستهدفة وكيفية مكافحتها خاصة دودة الحشد في القمح، وسوسة النخيل الحمراء.
وأشار إلى أنه تم توعية المزارعين وتشجيعهم على زراعة قصب السكر باستخدام نظام الشتلات لزيادة الإنتاجية من وحدتى الأرض والمياه وأثره الإيجابى علي رفع مستوى معيشة المزارعين، بالإضافة إلى سهولة استخدام الميكنة الزراعية في زراعة وإنتاج هذا المحصول الاستراتيجي الهام.
وأوضح أن الأنشطة الإرشادية لهذه الفرق تناولت أهمية ترشيد استخدام المياه والطرق الزراعية الحديثة التى تقلل من استهلاك المياه وتعظم من إنتاجية كل من المحاصيل المستهدفة، بالإضافة إلى المكافحة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء.
وفي مجال الإنتاج الحيوانى، قامت الفرق تم توعية المربين بطرق التسمين، ومكونات الأعلاف اللازمة للتسمين ومعدل التحويل وكيفية إختيار حيوان اللحم.
وأكد أنه شارك في تنفيذ أنشطة هذه الفرق الإرشادية 175 خبيرا فنيا من خبراء مركز البحوث الزراعية من معاهد: الإرشاد الزراعى، و المحاصيل الحقلية، ووقاية النبات، وأمراض النباتات، والبساتين، و المحاصيل السكرية، والإنتاج الحيوانى، والمعمل المركزى لبحوث الحشائش، والمعمل المركزى للنخيل، بالاشتراك مع الأخصائيين والمهندسين الزراعيين التابعين للإدارة المركزية للإرشاد الزراعى والإدارة المركزية لمكافحة الآفات، ومديريات الزراعة.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: سعر الفائدة كأس الأمم الإفريقية أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 ترشيد استهلاك المياه مركز البحوث الزراعية المحاصيل الشتوية طوفان الأقصى المزيد البحوث الزراعیة بالإضافة إلى أنه تم
إقرأ أيضاً:
من الريف إلى الينابيع الساخنة: قصة نجاح السياحة الزراعية في اليابان
على أحد التلال اليابانية الخضراء، تترامى الحقول كأمواج بحر هادئ، بين ضفتي مزرعة قديمة تحوّلت إلى وجهة سياحية فريدة. هنا، لا يأتي الزوار بحثًا عن فنادق فاخرة أو مراكز تسوق، بل يسعون وراء تجربة أصيلة تملأ أرواحهم بالدفء والهدوء. يحصدون الخضروات بأيديهم، يطهون الطعام بمكونات طازجة، ويجلسون حول موقد تقليدي يتبادلون الحكايات مع أصحاب المزرعة. إنها رحلة إلى عالم مختلف في تفاصيله، حيث لا يزال الإيقاع البطيء للحياة يحمل في طياته سحرًا لا يُقاوَم.
السياحة الزراعية هي نوع من السياحة يُتيح للزوار التعايش مع الحياة الريفية والمشاركة في الأنشطة الزراعية الحقيقية، مثل زراعة المحاصيل، وتربية الحيوانات، وإعداد المأكولات التقليدية من منتجات المزارع الطازجة. إنها تجربة تفاعلية، تعليمية، وثقافية تعزز الوعي بأساليب الزراعة المستدامة، وتُعمّق التواصل مع التراث المحلي والطبيعة.
يُعد استقبال الضيوف في منازل العائلات الريفية من أبرز أساليب السياحة الزراعية في اليابان. تتيح هذه التجربة للزائر التعرف على أسلوب الحياة التقليدي في الريف الياباني، حيث يُستقبل الضيوف بأذرع مفتوحة في بيوتٍ مبنية من الخشب والحجارة الطبيعية، وتكون تفاصيلها معبّرة عن التراث العريق.
من بين التجارب الفريدة التي تشتهر بها اليابان، يُذكر "منزل السين"، وهو بيت قديم تم تجديده بعناية ليجمع بين اللمسات التقليدية والعصرية. يقع هذا المنزل في منطقة هادئة، ويطل على مناظر طبيعية خلابة، ويضم حمامين ساخنين خارجيين يُعرفان بالينابيع الساخنة، وهي مصادر طبيعية للعلاج والاسترخاء. تمنح هذه الينابيع الساخنة الزائر إحساسًا بالراحة والانتعاش، إذ تُستخدم مياهها الطبيعية الدافئة لتدليك الجسم وتخفيف آلام اليوم الطويل.
هناك نموذج آخر رائع هو تجربة "بيت الضيافة الريفية"، الذي تحوَّل من منزل زراعي قديم إلى فندق صغير يقدم إقامة مميزة تجمع بين الراحة والتقاليد.يقدّم هذا البيت للضيوف وجبات متعددة الدورات تُعد باستخدام مكونات محلية طازجة، وتتميز بتركيزها على الأطباق التي تُبرز النكهات الأصيلة للمناطق الريفية. كما يتم تنظيم ورش عمل تعليمية لتعلُّم فنون الطبخ وصناعة الحرف اليدوية التقليدية، مثل صناعة الفخار والخزف، مما يتيح للزائر فرصة التعمق في الثقافة المحلية.
أما تجربة "المنزل الهادئ"، فهي مثال آخر على التجارب المميزة، حيث تحوَّل البيت الزراعي القديم إلى نُزُل فاخر يقدم تجربة سياحية متكاملة. يتيح هذا النُزُل للزائر المشاركة في الأنشطة الزراعية، مثل حصاد المحاصيل والعناية بالحيوانات، كما يُقدم جلسات تعريفية حول الزراعة العضوية وطرق الزراعة المستدامة. وتُضاف إلى ذلك جولات سيرًا على الأقدام لاستكشاف الطبيعة الخلابة المحيطة، وزيارات إلى أسواق القرى، حيث يُمكن التعرف على المنتجات التقليدية والحرف اليدوية المحلية.
وفي تجارب ناجحة أخرى، أظهرت دول أوروبية عدة نماذج تُبرز روح الاستدامة والابتكار في السياحة الزراعية. فقد نجحت النرويج في تحويل المزارع إلى وجهات سياحية تجمع بين الراحة والأنشطة الزراعية التقليدية. وقدمت العديد من المزارع النرويجية إقامة ريفية فاخرة، مع ورش عمل تعليمية حول الزراعة العضوية وإعداد الأطباق المحلية، مما يُعزز دخلا للمزارعين ويسهم في الحفاظ على البيئة.
وفي السويد، ظهر نهج مستدام في تطوير السياحة الزراعية، حيث أتيحت للمسافرين فرصة الإقامة في منازل المزارعين والمشاركة في الأنشطة الزراعية والتراثية. كما تُعقد ورش عمل وحلقات تعليمية تركز على الزراعة المستدامة والحرف اليدوية، مما يسهم في نقل المعرفة والتجارب بين الأجيال.
أما هولندا، فهي من الدول الرائدة في تقديم تجارب السياحة الزراعية، حيث تجمع بين جولات الدراجات بين المزارع، وزيارات للمزارع الحيوانية، وورش عمل لصناعة الجبن والمنتجات الحليبية. يعتمد النموذج الهولندي على استخدام التكنولوجيا الحديثة لتعزيز التواصل بين المزارعين والزوار، مما يضفي بُعدًا عصريًا على التجربة الريفية التقليدية.
وتؤكد التجارب الدولية الناجحة والرائدة في السياحة الزراعية أن هذا النوع من السياحة يُعد فرصة استثمارية واعدة لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة في المناطق الريفية، إذ يُساعد على توفير دخل إضافي للمزارعين، ودعم الصناعات المحلية. فمن خلال إقامة الزوار والمشاركة في الأنشطة الزراعية، يتم خلق فرص عمل جديدة وتحفيز النشاط الاقتصادي في القرى والمناطق النائية. كما تُسهم هذه التجارب في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية المحلية من خلال نقل القصص والعادات والتقاليد عبر الأجيال. إضافة إلى ذلك، تُعد السياحة الزراعية وسيلة لتعزيز الوعي البيئي، حيث يتعلم الزائرون أهمية الحفاظ على الطبيعة، وتبنّي أساليب الزراعة المستدامة التي تحافظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. إن تبنّي هذه النماذج يُشكل استثمارًا واعدًا في مستقبل السياحة المستدامة، مع فتح آفاق جديدة للتنمية الشاملة التي تُثري المجتمعات وتدعم الاقتصاد المحلي.
لقد أثبتت التجارب الدولية أن السياحة الزراعية ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل هي استثمار حقيقي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فالدول التي نجحت في تحويل مزارعها إلى وجهات سياحية مزدهرة استطاعت تحقيق فوائد اقتصادية مستدامة، ودعم المجتمعات الريفية. فلماذا لا نستفيد من هذه التجارب، ونوظّف مواردنا الطبيعية ومناخ بلادنا المتنوع لجذب السياح الباحثين عن تجارب أصيلة؟
إن السياحة الزراعية ليست فقط وسيلة لتعزيز الاقتصاد الريفي، بل هي أيضًا فرصة للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية المحلية، إلى جانب نشر الوعي بأهمية الزراعة المستدامة وحماية البيئة. فمع التخطيط السليم والاستثمار الذكي، يمكن أن يتحول الريف إلى وجهة سياحية نابضة بالحياة، تفتح آفاقًا جديدة للتنمية والازدهار.