3 تغييرات في نمط الحياة تحميك من الإصابة بالاكتئاب
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
يعد الاكتئاب أحد الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعا في كوكبنا "حيث يؤثر على أكثر من 300 مليون شخص على مستوى العالم"، وفق تقارير منظمة الصحة العالمية.
لكن، في الوقت الذي يصنف فيه الاكتئاب باعتباره السبب الرئيسي للإعاقة العالمية أصبح ينظر إلى بعض التغييرات في نمط الحياة -خصوصا ممارسة النشاط البدني- باعتبارها إستراتيجية للحد من الإصابة بالاكتئاب، وفقا لمجلة "ذا لانسيت".
لذلك، سنتناول 3 تغييرات حياتية بسيطة، ولكنها مدعومة بالأبحاث وقابلة للتنفيذ تماما، للمساعدة في التغلب على تهديد الاكتئاب بمعدل النصف تقريبا:
ساعة واحدة من النشاط البدنيفي أواخر عام 2017 أجريت دراسة واسعة النطاق في النرويج شملت أكثر من 33 ألف شخص على مدى 11 عاما، وخلص الباحثون إلى أن ممارسة الرياضة لمدة ساعة واحدة فقط على مدار الأسبوع تقلل الإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 44%.
وبحسب "مايو كلينك"، تتحسن أعراض الاكتئاب والقلق عند مزاولة الرياضة، وتوضح الأبحاث التي أجريت على الاكتئاب والتوتر أن الفوائد النفسية والبدنية للرياضة يمكن أن تساعد في تحسين الحالة المزاجية وتقلل الشعور بالقلق.
وأوضح الدكتور جوردان سمولر أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد -والذي قاد دراسة حول علاقة النشاط البدني بالمخاطر الجينية للإصابة بالاكتئاب ونُشرت عام 2019- أن للنشاط البدني بمختلف أنواعه تأثيرات مفيدة في تخفيف مخاطر الاكتئاب.
وهو ما أكدته دراسة نشرت في مجلة "ذا لانسيت" الطبية عام 2022 وشملت أكثر من 160 ألف مشارك تتراوح أعمارهم بين 38 و70 عاما، واتضح ارتباط مشاركتهم في أنشطة بدنية منخفضة الكثافة مثل المشي بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب مقارنة بعدم المشاركة في أي نشاط بدني.
وأشارت الدراسة إلى أن التشجيع على ممارسة الأنشطة البدنية المختلفة يمكن أن يقلل خطر الإصابة بالاكتئاب بدرجة أكبر.
كما ذكر موقع "هارفارد للنشر الصحي" التابع لكلية الطب بجامعة هارفارد أنه "قد تكون جرعات صغيرة من النشاط البدني كافية لدرء الاكتئاب"، وفقا لمراجعة 15 دراسة من جميع أنحاء العالم شملت ما يزيد على 191 ألف شخص ونشرت عام 2022.
ومقارنة بالأشخاص الذين لم يمارسوا الرياضة فإن الأشخاص الذين مارسوا تمارين معتدلة الشدة مثل المشي السريع لمدة 75 دقيقة أسبوعيا كانوا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 18%، وكانت الفوائد أقوى بين الذين مارسوا نشاطا متوسط الشدة لمدة 2.5 ساعة أسبوعيا، فقد كان لديهم خطر أقل للإصابة بالاكتئاب بنسبة 25%.
وفي تقريرها المنشور بصحيفة "نيويورك تايمز" أواخر عام 2019 قالت الكاتبة الأميركية المتخصصة في التمارين والصحة غريتشن رينولدز إن المشي أو الركض أو اليوغا أو أي نوع من التمارين الرياضية -سواء كان مكثفا أو خفيفا- قد يساعد في الوقاية من الاكتئاب حتى بالنسبة لمن لديهم استعداد وراثي للإصابة به.
ووفقا لدراسة تعد الأولى والتي أجراها باحثون من جامعة هارفارد عام 2019 بالاعتماد على بيانات السجلات الصحية لما يقارب 8 آلاف مشارك، فإن النشاط البدني يمكن أن يخفض خطر الإصابة بالاكتئاب "حتى لو كان من المحتمل حدوثه لأسباب وراثية".
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين كانوا أكثر نشاطا بدنيا في الأساس أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب حتى بعد مراعاة العوامل الوراثية، وأن "المستويات الأعلى من النشاط البدني كانت تحمي الأشخاص الذين لديهم احتمالات وراثية أعلى للإصابة بالاكتئاب".
وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير بقوة إلى أنه "عندما يتعلق الأمر بالاكتئاب فإن الجينات الوراثية ليست قدرا محتوما، وأن النشاط البدني لديه القدرة على تحييد إصابات الاكتئاب المستقبلية لدى الأفراد المعرضين للخطر وراثيا".
ووجد الباحثون أن أشكال النشاط البدني -سواء عالية الكثافة أو منخفضة الكثافة، بما في ذلك اليوغا والتمدد- كانت مرتبطة بانخفاض احتمالات الإصابة بالاكتئاب.
الحصول على إجازة يقلل خطر الإصابة بالاكتئاب بشكل كبيريمكن أن تحقق الإجازة فوائد صحية جسدية وعقلية عديدة "تنتج عنها حالة من الرضا عن الحياة ربما تستمر لأشهر عدة بعدها، بالإضافة إلى دورها في تحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر عن طريق إبعاد الأشخاص عن الأنشطة والبيئات التي تسبب لهم التوتر والقلق"، وفقا لجمعية علم النفس الأميركية.
وقد سبق لدراسة كندية أجريت في عام 2009 على أكثر من 800 محام أن وجدت أن الإجازات تقلل الاكتئاب وتحمي من ضغوط العمل، وأنه حتى الإجازة القصيرة يمكن أن تقلل التوتر.
وفي عام 2104 أظهرت دراسة يابانية صغيرة أن "رحلة ترفيهية مدتها 3 أيام تخفض مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر)".
وفي عام 2018 كشف "مؤشر أليانز العالمي للمساعدة في الإجازات" في تقريره السنوي أن ما يقارب ثلث الأميركيين الذين يعتقدون أن الإجازة مهمة ولكنهم لا يحصلون عليها بالقدر الكافي "يعانون من أعراض الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط، في حين أن 12% يعانون من الاكتئاب المعتدل إلى الشديد".
وفقا لموقع "آي إن سي"، فإن الآثار الإيجابية لقضاء الوقت في الطبيعة على صحتنا العقلية موثقة تماما، حيث يظهر العلم أن العيش في حي مليء بالأشجار يمكن أن يكون له تأثير كبير في خفض خطر الإصابة بالاكتئاب.
كما تشير إحدى الدراسات التي أجريت في ألمانيا ونشرت في عام 2020 إلى أنه كلما زاد عدد الأشجار في الحي قل عدد الوصفات الطبية لمضادات الاكتئاب بين سكانه.
وقد قامت مجموعة من العلماء بزرع الأشجار في الأراضي الشاغرة في مدينة فيلادلفيا فأظهر الذين يعيشون بالقرب منها انخفاضا بنسبة 41.5% في أعراض الاكتئاب المبلّغ عنها ذاتيا.
وأكد العلماء أن "مجرد اختيار العيش في شارع أكثر اخضرارا أو قيامك بزرع شجرة في الشارع الذي تقيم فيه له تأثير كبير على خفض خطر إصابتك بالاكتئاب".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: خطر الإصابة بالاکتئاب للإصابة بالاکتئاب بالاکتئاب بنسبة الحالة المزاجیة النشاط البدنی الأشخاص الذین أکثر من یمکن أن إلى أن فی عام
إقرأ أيضاً:
ما العلاقة بين البراكين والتغير المناخي؟
تشير معظم الدراسات إلى أن تأثير الانفجارات البركانية على الانحباس الحراري ضئيل، وهو يختلف حسب نوع الانفجار ومدته وطبيعة المواد التي تطلقها تلك الانفجارات.
وحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، فإن النشاط البركاني يولّد ما بين 130 مليون طن و440 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، وهو مقدار ضئيل مقارنة بما تولده الأنشطة البشرية المختلفة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2دراسة: غرينلاند تفقد غطاءها الجليدي بأكبر من المتوقعlist 2 of 2بريطانيا تلجأ للصين لمواجهة سياسات ترامب المعادية للمناخend of listويولّد النشاط البشري نحو 35 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، أي 80 ضعفا عن الحد الأعلى للتقديرات الخاصة بالنشاط البركاني، و270 ضعفا عن الحد الأدنى للتقديرات.
ويتعلق الأمر هنا فقط بثاني أكسيد الكربون، لأن النشاط البشري يطلق غازات دفيئة أخرى في الغلاف الجوي -مثل الميثان- بكميات أكبر كثيرا من تلك التي تطلقها البراكين.
وكان أكبر ثوران بركاني في القرن الـ20 هو ثوران جبل "بيناتوبو" في الفلبين في عام 1991، وإذا حدث انفجار بهذا الحجم كل يوم -وفقا لحسابات وكالة ناسا- فإنه سوف يطلق نصف كمية ثاني أكسيد الكربون التي يطلقها النشاط البشري اليومي.
ويمكن أن يكون للبراكين أيضا تأثير تبريد قصير المدى عندما تطلق البراكين القوية انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت (إس أو2) إلى الغلاف الجوي مثل بركان "بيناتوبو" عام 1991م أو "كراكاتوا" في إندونيسيا عام 1883.
إعلانكما تُطلق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكبريت إلى "الستراتوسفير" (الطبقة العليا من الغلاف الجوي) فيتفاعل هذا الغاز مع الماء ليشكل ما تسمى هباءات كبريتات تعكس أشعة الشمس، مما يؤدي إلى تبريد مؤقت لسطح الأرض، وقد يستمر هذا التأثير من أشهر إلى بضع سنوات.
وعلى سبيل المثال، تسبب ثوران جبل "بيناتوبو" في الفلبين في انخفاض متوسط درجة الحرارة العالمية بنحو 0.5 درجة لمدة عامين.
أما على مستوى التأثير طويل المدى (على الاحترار المحتمل) فإن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (سي أو2) التي تطلقها البراكين تكون كمياتها ضئيلة مقارنة بانبعاثات البشر الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، وبالتالي يكون تأثيرها ضعيفا.
وحتى التبريد البركاني يكون مؤقتا، ولا يعادل تأثير الاحترار الناتج عن الأنشطة البشرية حيث يكون مستمرا ومتصاعدا بسبب تراكم غازات الدفيئة (مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان) بكميات تفوق بكثير ما تطلقه البراكين.
وفي فترات جيولوجية معينة قد تساهم النشاطات البركانية الهائلة والممتدة مثل انفجارات "المصاطب القاعدية" (كتلك التي شكلت "مصاطب ديكان" في الهند) في ارتفاع معدلات ثاني أكسيد الكربون على مدى آلاف السنين، مما قد يسهم في احترار طويل المدى، ولكن لا يوجد دليل على أن النشاط البركاني قد زاد على مدار المائتي عام الماضية.
وهناك تأثيرات أخرى للبراكين، من بينها تصاعد الرماد البركاني الذي قد يحجب أشعة الشمس مؤقتا، لكنه يترسب بسرعة ولا يؤثر على المناخ عالميا، لكن للانفجارات البركانية تفاعلات مع الأوزون، إذ يمكن أن تساهم "هباءات الكبريت" في التأثير طبقة الأوزون في المناطق القطبية.
وفي تقريرها لعام 2013 وجدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن التأثيرات المناخية للنشاط البركاني كانت "غير ذات أهمية" على نطاق قرن من الزمان.
إعلانوعموما، تؤثر البراكين على المناخ عبر التبريد المؤقت الناتج عن انبعاثات الكبريت، في حين يعد تأثيرها في الاحترار العالمي ضئيلا مقارنة بالأنشطة البشرية، ومع ذلك تبقى دراسة البراكين مهمة لفهم التقلبات المناخية الطبيعية وتأثيراتها على النظام البيئي.