بقلم: هادي جلو مرعي ..
مزيج من الإعجاب والدهشة وربما الحذر والشعور بأمل مكبوت ينتاب مواطني بغداد وهم يرون تواصل الأعمال في عشرات المشاريع الخدمية التي يرقى بعضها الى وصف الإستراتيجي بالرغم من أن المشاريع الإستراتيجية عادة ماترتبط بقطاع كبير من الخدمات غير إن عدد تلك المشاريع وحجمها ومايمكن أن توفره للمواطنين من تخفيف معاناة وتلبية متطلبات وتحقيق رفاهية في العيش ترقى الى وصف المشاريع الإستراتيجية فأمانة بغداد تقوم يوميا بأعمال لايلاحظها الكثير من الناس كمد شبكات المجاري في الأحياء السكنية وشبكات المياه الصالحة للشرب وكذلك تصريف مياه الأمطار وتعبيد ملايين الأمتار من الطرق الداخلية والخدمية والرئيسية وزراعة ملايين الأشجار والنباتات المختلفة وعمل الحدائق والمتنزهات والتركيز على الشراكة مع وزارات الدولة لإنجاز المشاريع الكبرى خاصة المجسرات وفتح طرق جديدة وجسور على نهر دجلة.
فقد تم إفتتاح جسر الكريعات الذي طال إنتظاره والذي يربط جانب الرصافة بمدينة الكاظمية في جانب الكرخ حيث ملايين المواطنين العابرين بين الجانبين على مدار العام ومايزال العمل جاريا في جسر غزة الذي يربط مدينة الزعفرانية جنوب العاصمة بجانب الكرخ عدا عن الطريق الموازي لنهر دجلة ويربط الكرادة بالزعفرانية على غرار شارع أبي نواس الشهير والذي يشهد بدوره حملة تطوير كبرى تجعله قبلة سياحية بعد إهمال لسنوات بينما يتم في هذه الأثناء العمل على طريق موازي الى جانب شارع أبي نواس وهو طريق معلق يبدأ من جهة الجسر المعلق وصولا الى جسر الجمهورية في الباب الشرقي بينما تكاد معظم المجسرات العملاقة تكتمل رويدا لتفك الإختناقات المرورية هذا عدا بشرى بدء العمل بمشروع مترو بغداد الذي أكد رئيس الوزراء أنه لن يكون في وسط العاصمة وحسب بل سيتعداها الى الضواحي وسيكون مرتبطا بالمدن السكنية الجديدة التي تتم إقامتها في ضواحي بغداد كمدينة الجواهري وعلي الوردي ووهناك عديد المشاريع التي لم نتنبه لها ونحتاج الى وقت طويل للإطلاع عليها وتقام بإشراف رئيس الوزراء وجهد إستثنائي من وزير الإسكان بنكين ريكاني ومنها الطرق الحولية للعاصمة التي وضعت مخططاتها وحددت مساراتها.
وعلى مدى عقود كانت أمانة بغداد شبه معطلة وتقوم بأعمال محدودة مع ضعف الموارد والخبرات والإنشغالات السياسية ويبدو أن التفاهم والتلاقي في الرؤية تنتج عملا متميزا وفي حين كان أمين بغداد في عهود سابق لايغادر مكتبه كثيرا نرى المهندس عمار موسى كاظم أمين بغداد الحالي يواصل الليل بالنهار ويعمل في الميدان بعيدا عن مكتبه ويزيح ماعلق من غبار على صورة بغداد الجميلة ويركز الجهود على إنجاح معظم المشاريع خاصة وإن عديد تلك المشاريع حتى التي ليست من إختصاص الأمانة تحتاج الى جهودها ومشاركتها وتقديمها للعون والمشورة والمشاركة المباشرة خاصة التي تقع وسط العاصمة وتوفر الخدمات لملايين من المواطنين على جانبي الكرخ والرصافة.. وواضح تماما أن الجدية تطبع عمل المؤسسات المعنية التي تواصل الجهود وعلى مدار الساعة لتحقيق نسب إنجاز عالية والإنتهاء من الأعمال ليشعر المزيد من المواطنين بنتائج تلك الجهود وفك الإختناقات والإنسيابية العالية في حركة السير وكذلك مواجهة الزيادة في أعداد السيارات والمارة وكذلك شبكات تصريف مياه الأمطار والمتنزهات والأرصفة وكل مايتصل بحياة الناس العاديين الذين يطلبون مايخفف عنهم معاناتهم ويسهل وصولهم الى أعمالهم وإنجازها في وقت ملائم لايستهلك اليوم بكامله.
بغداد تستحق كل جهد يليق بتاريخها ووجودها وإسمها العظيم الذي تنحني له البشرية تقديرا وإحتراما فهي ليست عاصمة لبلد عظيم هو العراق بل ترقى لماهو أبعد من ذلك حيث كانت عاصمة الدولة العربية الإسلامية التي حكمت العالم وكانت قبلة الثقافة والعلوم والفنون المختلفة وفيها نشأت مدارس وجامعات عريقة ومنها خرج أشهر علماء الفلسفة والطب والرياضيات ولابد من عودة الروح لها والإستمرار في السهر على توفير متطلبات النجاح في المشاريع الكبرى لتكون مدينة السلام والمحبة كما هو شأنها أبدا..
هادي جلومرعي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
يونس ميكري للفجر الفني:" هذا ما جذبني لفيلم نوارة عشية ويكشف عن الصعوبات التي واجهها" (حوار)
فنان مغربي متعدد المواهب، اشتهر بأعماله في التمثيل والموسيقى. ينتمي إلى عائلة فنية بارزة في المغرب، حيث تركت بصمتها في الساحة الفنية عبر الأجيال، ليس فقط ممثلًا بارعًا، بل أيضًا موسيقي مبدع، وقد أسهم في إثراء المشهد الفني المغربي والعربي بأعماله المتنوعة. يتميز بحضوره القوي وقدرته على تجسيد الشخصيات بواقعية، مما أكسبه مكانة مميزة في السينما والمسرح. يسعى دائمًا إلى تقديم أعمال تجمع بين الثقافة والفن، محاولًا نقل رسالة هادفة إلى جمهوره حديثنا عن الفنان يونس مكري
التقى الفجر الفني بالفنان يونس مكري وتحدثنا معه عن مشاركته بفيلم نوارة عشية في مهرجان القاهرة السينمائي وعن مشاركته في الفيلم وأبرز التحديات التي واجهته والكثير من الأمور الأخرى وإليكم نص الحوار:-
ما رأيك في المشاركة في المهرجان؟
بالنسبة لي، كانت لدي فكرة رائعة عن المهرجان قبل أن أشارك فيه، وكان من الشرف الكبير لنا جميعًا كفريق أن نكون جزءًا من هذا الحدث. كانت لدي انطباعات إيجابية، وعندما حضرت، كانت التجربة أجمل وأروع مما توقعت.
في الحقيقة، لم تكن الفكرة من عندي، بل جاءت من المنتج. هو شخص عمل كمساعد مخرج معي قبل نحو 20 سنة في المغرب، وكنا نصور فيلمًا هناك. في إحدى الليالي بعد انتهاء التصوير، قال لي: "يونس، أريد أن أكتب لك قصة ونصورها في تونس." بعد 20 سنة، اتصل بي وقال: "الفيلم جاهز، هل يمكنك أن تأتي؟"
كان التحدي الأكبر هو اللغة، لأن اللهجة التونسية تختلف عن اللهجة المغربية. كان العمل صعبًا، واستعنت بمدرب لهجات، لكن الحمد لله، الأمور سارت على ما يرام.
في البداية، كنت متخوفًا، لأنني مغربي وألعب دورًا في فيلم تونسي. هذا الأمر قد يكون صعبًا بعض الشيء على التونسيين. لكن بعد الأسبوع الأول من التصوير، شعرت بأنني أصبحت تونسيًا مثل الجميع، وقبلني الفريق بكل ود.
الفيلم يحمل رسالة للشباب الذين يشعرون بأن مستقبلهم خارج بلادهم. يحثهم على التفكير في الفرص داخل بلدهم، حتى لو كان الطريق صعبًا. أحيانًا، الشباب يشعرون بأنهم بعيدون عن هدفهم، لكنهم يمكن أن يصلوا إليه يومًا ما. في نهاية المطاف، عليهم أن يبحثوا عن طريقهم الخاص، وليس دائمًا من خلال الهجرة.
حتى الآن، لم أشاهد الفيلم، وأرغب في مشاهدته مع الجمهور. لكن، من وجهة نظري، ليس هناك مشهد أود إعادته، لأنني أعتقد أن العمل يجب أن يُعرض كما هو، وأن ننتظر ردود أفعال الجمهور عليه.