أصبح الاقتصاد اللبناني في وضع مأزوم، خلال الآونة الأخيرة مع استمرار الاشتباكات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أربعة أشهر، إلا أن الأزمة توشك على التفاقم بوتيرة أكبر وأسرع مع توسع رقعة الحرب ودخول حركة أمل على خط الصراع في الجنوب والقتال إلى جانب حزب الله.

وفي هذا السياق، نشر موقع "ذا كونفرسيشن" الأمريكي، تقريرا حول الحرب في لبنان، مؤكدا أن توسع رقعة الحرب في الجنوب مع دخول حركة أمل الحرب إلى جانب حزب الله، سوف يكون له آثار كارثية على اقتصاد البلاد التي تعيش أصعب أزمة مالية واقتصادية في تاريخها.

وأوضح "ذا كونفرسيشن" أن دخول حركة أمل الحرب إلى جانب حزب الله، وإعلان إرسال مقاتلين إلى الجبهة الأمامية، سيفاقم من الأزمة السيئة التي ابتليت بها البلاد على مدار السنوات الأربعة الماضية.

وفي الرابع من فبراير الجاري، أعلن رئيس حركة أمل نبيه بري أن حركته أمام حزب الله في الدفاع عن كل حبة تراب من لبنان وتقاوم ضمن إمكانياتها العسكرية، وجاءت تصريحات "بري" بعد نعي حركته سقوط ثلاثة قتلى من قوات الحركة وبعض المصابين جراء قصف إسرائيلي لأحد المنازل في بيت ليف، والذي سبقه أيضا مقتل اثنين آخرين على الجبهة الأمامية.

ويرى الموقع الأمريكي أن انخراط حركة أمل إلى الحرب يعد تورط خطير، لاسيما وأن رئيس الحركة وهو نبيه بري يرأس البرلمان اللبناني، مما يعطي صفة رسمية على الحرب الدائرة في جنوب لبنان بين حزب الله، وقوات الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي يهدد بإعلان حرب رسمية بين البلدين.

كما تأتي الحرب أيضا في ظل تناقض تصريحات نبيه بري، فهو من جهة، باعتباره رئيس للبرلمان اللبناني، يؤيد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي يدعو إلى الوقف الكامل للأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله، ومن جهة أخرى يعلن مشاركته في الحرب في الصفوف الأمامية.

يؤكد الموقع أن انخراط بري وحركة أمل في الحرب وإشعال الجبهة الجنوبية، قد يتسبب في عقوبات غربية على الدولة اللبناني، والبرلمان وهي خطوة قد تحد من الاستثمارات في البلاد، وتزيد من أوجاع الاقتصاد اللبناني.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اقتصاد لبنان حركة أمل حزب الله جيش الاحتلال الإسرائيلي حرکة أمل حزب الله

إقرأ أيضاً:

"رويترز": نازحو الجنوب اللبناني في قلب المعاناة.. ومخاوف من التصعيد

معاناة كبيرة يعيشها النازحون من جنوب لبنان جراء التصعيد بين حزب الله اللبناني والاحتلال الإسرائيلي، في ظل غياب المساعدات الإنسانية وبعد تدمير منازلهم وهروبهم إلى أماكن أخرى، لكن ما يثير مخاوف أكثر هو اندلاع حرب شاملة قد تخلف المزيد من القتلى وتدمر ما بقى لهم في الجنوب.
وذكرت وكالة “رويترز” في تغطية لها من جنوب لبنان، أن النازحين من الجنوب اللبناني يجدون أنفسهم في قلب المعاناة، فالمساعدات تكاد تكون معدومة.
ولفتت الوكالة إلى أن معظم البلدات الحدودية في جنوب لبنان باتت الآن مدمرة بنسبة 70٪، جراء الضربات الجوية والمدفعية الإسرائيلية، في ظل التصعيد الدائر بين حزب الله وإسرائيل، مشيرة إلى أن أكثر من 11 ألف وحدة سكنية باتت مدمرة وهذا يعني أن هذه القرى غير صالحة للسكن وتحتاج إلى سنوات لإعادة بنائها.
فعلى سبيل المثال، تظهر صور الأقمار الصناعية جزء كبير من قرية "عيتا الشعب" اللبنانية قد تحولت إلى أنقاض بعد أشهر من الغارات الجوية الإسرائيلية، وهذا يقدم لمحة عن حجم الأضرار في أحد معاقل حزب الله الرئيسية في جنوب لبنان.
وتقع "عيتا الشعب" في جنوب لبنان حيث يتمتع حزب الله بدعم قوي من الكثير من الشيعة وكانت عيتا الشعب خط جبهة في عام 2006 عندما نجح مقاتلوها في صد الهجمات الإسرائيلية خلال الحرب الشاملة التي استمرت 34 يوما.
لكن اليوم، باتت القرية غير موجودة، وهرب سكانها خارج المنطقة بحثا عن الآمان بعيدا عن الضربات الإسرائيلية، تاركين أراضيهم التي احترقت.
وأشارت الوكالة إلى أن إسرائيل تمطر الجنوب اللبناني بالفسفور الأبيض، وهو الذي تسبب في أمراض كثيرة وخطيرة للموجودين وحرائق واسعة في الأراضي والمنازل.
لكن بالنسبة للنازحين خارج الجنوب، فالوضع صعب للغاية، تكشف الأرقام أن نحو 100 ألف مواطن لبناني من الجنوب نزحوا جراء الأعمال العدائية، وفق المنظمة الدولية للهجرة، ومن منطقة الحدود بين إسرائيل ولبنان كان هناك أكثر من 60 ألف نازح.
وعلى عكس إسرائيل التي تمول إقامة في الفنادق للنازحين من الجنوب وتوفر لهم سكن مؤقت، إلا أن العائلات من لبنان لا يتلقون أي دعم تقريبا من الدولة.
ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، فإن أكثر من 80% من النازحين في لبنان يستضيفون أقاربهم أو أصدقائهم. ويؤجر 14% منهم منازل ويعيش الباقي في ملاجئ أو الشوارع.
سامر أبو دلة، من مواليد "قضاء يارين" قرب البيسارية عام 1979، نشأ ليصبح مدرسًا، وقام ببناء منزل في يارين مع زوجته وأطفاله الستة عام 2011، معتقدًا أن الحدود استقرت بعد حرب ضروس في 2006 في المنطقة، لكنه عاد ليكون نازحا من جديد تاركا منزله وعمله. يقول سامر، “لقد أصبحت مسألة النزوح أمرا دائما بالنسبة لنا.
يعيش سامر الآن مع والدته في منطقة آخرى ويضطر للنوم مع أربعة أشخاص داخل غرفة صغيرة، بينما باتت الشقة الصغيرة تستوعب 11 شخصا.
توضح الوكالة أن حتى الفنادق التي تفتقد للسياح في الوقت الحالي باتت ملاجئ للمواطنين، فندق مونتانا استقبل أكثر من 152 عائلة، كما تحول فندق الصنوبر إلى مركز إيواء للنازحين في منطقة العرقوب، وحاليا يضم 40 عائلة، وجميع غرفه ممتلئة باللاجئين وليس السياح.
تختتم الوكالة بالقول إن ما يقلق المواطنين والنازحين هو حدوث حرب شاملة تهدد وجودهم في الأساس، ولن يصبح هناك مكان آمن، إذ تهدد إسرائيل بإعادة لبنان إلى العصر الحجري.

مقالات مشابهة

  • المعارضة: ندعو إلى عقد جلسة مناقشة نيابية لموضوع الحرب الدائرة في الجنوب
  • رسالتان اساسيتان لزيارة ميقاتي الثانية الى الجنوب واستحقاقات انتخابية تؤثر على المشهد اللبناني
  • حرب الجنوب تدفع «حزب الله» إلى تحالفات جديدة
  • "رويترز": نازحو الجنوب اللبناني في قلب المعاناة.. ومخاوف من التصعيد
  • حزب الله يعلن مقتل عنصر ثالث في القصف الإسرائيلي على الجنوب اللبناني
  • كارثة بانتظار جيش الاحتلال لو اندلعت حرب شاملة مع حزب الله
  • كارثة استراتيجية بانتظار جيش الاحتلال فيما لو اندلعت حرب شاملة مع حزب الله 
  • نجيب ميقاتى في زيارته للجنوب: "لبنان يسعى للسلام والاستقرار" (فيديو)
  • القاهرة الإخبارية: حالة أشبه بالاستنفار الحكومي في الجنوب اللبناني اليوم
  • حزب الله يستهدف الأجهزة التجسسية في موقع إسرائيلي على الحدود الجنوبية