ملاحظات على هامش قداس مار مارون للسنة الثانية على الشغور الرئاسي
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
الى العظة العالية السقف التي القاها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في القداس الاحتفالي الذي ترأسه في كاتدرائية مار جرجس المارونية في بيروت، تمكن الذين شاركوا في القداس من تسجيل ملاحظات عدة ، لعل ابرزها الاتي:
- انه القداس الثاني الذي يقام للمناسبة في ظل الشغور الرئاسي ، وتبعاً لذلك لم تكن هناك دعوات رسمية كما كان يحصل عادة كل سنة ، بل دعوة عامة وجهت في الاعلام والابرشيات والرعايا ، وهذا ما جعل الحضور الشعبي حاشداً جداً للمرة الاولى منذ سنوات عديدة .
- غابت مشاهد كانت مألوفة في الاحتفالات المماثلة ، فلا حرس جمهوريا يحفظ الامن ويقدم السلاح للرؤساء ، ولا مراسم رئاسية تنظم الجلوس وفق الاصول المعتمدة، وحده المستشار الاعلامي رفيق شلالا حضر مثل غيره من المؤمنين للصلاة من دون اي مهمة اخرى اعتاد عليها في هذه المناسبات في حضور رئيس الجمهورية …
- غابت الحكومة رئيساً واعضاء ولاسيما الوزراء الموارنة عن القداس باستثناء وزير الاتصالات جوني القرم الذي وصل ولم يجد مقعدا له ، فتطوع احد الحضور واعطاه مقعده لكن تقدمته شخصيات امنية خلافاً للبروتوكول .
- الحضور النيابي الذي كان كثيفاً عادة في قداس العيد، خصوصاً في المواسم الانتخابية ، اقتصر على اربعة نواب لم يكن بينهم اي نائب عن بيروت . كذلك الحضور الحزبي لم يكن بارزاً لاسيما من الاحزاب المارونية التي غاب جميع قادتها عن القداس خلافاً لما كان يحصل ايضا ، واقتصر الحضور الحزبي على الصف الثاني او ما دون...
- حتى السلك الديبلوماسي الذي كان يتقاطر اركانه الى مار مارون في الجميزة ، لم يحضر منه الا السفير البابوي والسفير الفرنسي وزوجته والسفير المصري ، وقد حظي السفراء الثلاثة بترحيب خاص من البطريرك الراعي لاسيما وان الفرنسي والمصري من اعضاء " اللجنة الخماسية " التي تساعد اللبنانيين على ان يكون لهم رئيساً .
- في المقابل كان حضور قادة الاجهزة الامنية واضحا وقد حُجزت لهم ، كالعادة ، مقاعد في الصفوف الامامية وتقدموا على الجميع ، اذ حضر قائد الجيش والمدير العام للامن العام بالانابة ومدير المخابرات ، وعدد من الضباط الذين انتشروا في المقاعد لاسباب امنية ربما ليكتمل بهم الانتشار العسكري الكثيف وغير المسبوق خارج الكنيسة وفي مداخلها وعلى الطرق المحيطة بها . فيما غاب قادة قوى الامن الداخلي وامن الدولة …
- كان ضعيفاً جداً حضور القضاة وكبار الموظفين الذين كانوا " يتقاتلون" في مناسبات كهذه للحضور والحلوس في المقاعد الامامية .
- في المقابل كان الحضور الروحي كثيفاً جدا من بطاركة ومطارنة وكهنة ومن مختلف الطوائف ، الكاثوليكية والارثوذكسية والارمنية والاقباط والسريان والانجيليين والكلدان الخ … وحضر رئيس الرابطة المارونية ورئيس المجلس العام الماروني وعدد من الاعضاء حرص معظمهم على الجلوس في المقاعد الامامية الامر الذي استوجب الاستعانة بكراسي اضافية … وسجلت مغادرة شخصيات لم تجد امكنة لها في الكاتدرائية التي غصت شرفاتها الداخلية بالحضور .
- وكالعادة تكررت ظاهرة " حجز المقاعد" من قبل امنيين او سياسيين او رؤساء جمعيات او غيرهم ، والقاعدة المتبعة ان يجلس مرافق هذه الشخصية او تلك ( او عنصر امني ايضا) في المقعد الامامي طبعاً ويظل " صامداً ً"حتى يصل " معلمه" او "معلمته" لا فرق ، فيسلم المقعد الى الاصيل . واللافت في قداس مار مارون ان بعض هؤلاء كانوا يرفضون ان " يزيحوا " ولو بضعة سنتيمترات للافساح في المجال امام شخصية اخرى لتجلس .وقد تصرف الكشافة ولجنة الاستقبال في ابرشية بيروت بلطف وكياسة مع هؤلاء حتى يقتنعوا " بالتي هي احسن "!
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
*10 أسئلة و ملاحظات مهمة حول المواجهة الشرسة بين روسيا وبريطانيا في مجلس الامن، بخصوص السودان
*10 أسئلة و ملاحظات مهمة حول المواجهة الشرسة بين روسيا وبريطانيا في مجلس الامن، بخصوص السودان*
بقلم د. محمد عثمان عوض الله
حدثت مواجهة شرسة جدا، بين روسيا وبريطانيا في مجلس الامن الدولي بخصوص السودان. أهم ملامح هذه المواجهة:
1/ خرج وزير الخارجية البريطاني عن كل الاعراف الديبلوماسية وفقد اعصابه و وجه انتقادات حادة الى روسيا والى لرئيس الروسي شخصيا، كرر عبارة: عيب عليك يا بوتن أكثر من ستة مرات.
2/ رد المبعوث الروسي بان ما يقدمه الوزير البريطاني دليل على العقلية و المنهج الاستعماري القديم المتجدد.
3/ قدمت بريطانيا مشروع قرار عن السودان، و ذكر وزير خارجيتها أنه جاء ليشارك بنفسه من أجل أن يضغط على الدول لتصوت لصالح القرار، كما ذكر في رسالة منشورة صورة و صوت.
4/ رغم أن روسيا شاركت في اعادة صياغة مسودة القرار أربعة مرات، وعدلت كثير من فقراته، إلا أنها في النهاية أستخدمت حق الفيتو و منعت صدور القرار. وذلك يعتبر إهانة شخصية للوزير، و إذلال لبريطانيا في محفل دولي.
5/ اذا كانت بريطانيا تعرف سلفا باحتمالية استخدام روسيا للفيتو، إذاً لماذا عرضت وزير خارجيتها لكل هذه الإهانة والاحراج؟ الاجابة الوحيدة، والتبرير الوحيد، هو بسبب قبضهم الثمت من الأمارات. استنزاف بريطاني كبير لدولة الامارات، والتظاهر بأنهم يعملون من اجلها و يتعرضون للمواقف الصعبة، ويبررون بذلك حجم الاستنزاف الكبير. ملحوظة: بريطانيا تعاني من ضائقة مالية كبيرة.
6/ السؤال: هل فعلت روسيا كل ذلك، من أجل سواد عيون السودان؟ أم بسبب مصالحها فيه؟ أم تصفية حسابات في قضايا دولية أخرى مثل الحرب في اوكرانيا والصراع حول النفوذ؟
7/ مهما كانت الاجابة على السؤال أعلاه، كيف يمكن للسودان أن يستفيد من هذا الموقف الروسي؟ بمعني هل طلب السودان من روسيا أن تستخدم حق الفيتو؟ هل هنالك تنسيق مسبق بين البلدين؟ و هل سيتجه السودان الى بناء علاقة استراتيجية مع روسيا؟ بمافي ذلك منحها القاعدة البحرية التي طلبتها من السودان مرارا وتكرارا.
8/ لا أعتقد أن إدارة ترامب ستقف بنفس الحدة التي وقفتها الادارة الأمريكية السابقة، في وجه حدوث تقارب روسي سوداني. و قد كان التردد من الجانب السوداني، متذرع دوما بهذا السبب.
9/ أخيرا، وبعد أن رمت روسيا بثقلها كله مع السودان، ما علاقة ذلك على معركة الكرامة و أطرافها الاخرى؟ الامارات؟ المليشيا؟ قحت/تقدم؟ وهل ماتزال هنالك عقبات أمام تطور العلاقة السودانية الروسية؟
10/ هل الفيتو الروسي أسدل الستار على محاولات الغرب لإرسال قوات أممية؟ و هل ستواجه العلاقات السودانية الروسية معارك أخرى في ساحات أخرى؟ أم ستتوجه كل الطاقات لصالح حسم معركة الكرامة بالسرعة المطلوبة؟
إنضم لقناة النيلين على واتساب