كشف تقرير لموقع "كالكاليست" الإسرائيلي الخميس أن جنود الاحتياط في الجيش اضطروا إلى بيع معداتهم العسكرية بحثاً عن المال، نتيجة لافتقارهم للموارد المالية الأساسية بسبب الحرب على قطاع غزة.

وأشار الموقع إلى نقص حاد في المعدات القتالية في السوق الإسرائيلية منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما دفع بجماعات تبرع خاصة وأصحاب فوائض من المعدات والأسلحة إلى بيعها عبر منصات الإنترنت.

وانتشرت الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي لعشرات الجنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي يعرضون معدات وأدوات قتالية مختلفة بأسعار منخفضة، بدءًا من خوذات عسكرية وصولًا إلى مناظير بنادق.

وأوضح الموقع أن بعض العسكريين الذين عادوا من غزة جلبوا معهم معدات قتالية لم تُستخدم، حيث احتفظ البعض بها وباعها البعض الآخر.

ويشير العدد الكبير من الإعلانات حول بيع الأسلحة إلى مشكلة خطيرة، وهي قضية تقصير الجيش في توفير المعدات القتالية الأساسية لجنود الاحتياط الذين أُرسلوا لمحاربة حماس وحزب الله، بحسب الموقع.

اقرأ أيضاً

بايدن يصدر مذكرة تشترط "ضمانات مكتوبة" لاستخدام إسرائيل للأسلحة الأمريكية

ورغم أن معظم الإعلانات تعرض معدات تبرعت بها جهات مانحة، فإن هناك عدداً من الإعلانات تعرض معدات مسروقة من الجيش الإسرائيلي.

ويُعد هذا الانتشار لإعلانات بيع المعدات القتالية حدثًا غير مألوف، وقد تزايدت هذه الحالة بعد عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر الماضي وتعبئة جنود الاحتياط.

وحصل العديد من الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في الحروب بغزة أو الحدود مع لبنان على معدات قديمة أو ناقصة أو غير ملائمة لمهامهم القتالية.

المصدر | يورو نيوز

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة حماس أسلحة

إقرأ أيضاً:

وكان الله بالسر عليمًا

 

د. سليمان بن خليفة المعمري

يُعدُ المال عصب الحياة وقوامها وحبه جبلة بشرية ﴿‌وَإِنَّهُ ‌لِحُبِّ ‌الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾، ونظرا لأهميته في قضاء احتياجات الإنسان ومساهمته في تنمية ورفاهية الحياة كان حفظه مقصدا إسلاميا وأحد الضروريات الخمس الكبرى، ولطالما كان المال محل تقدير واهتمام العلماء والمفكرين، يقول المستشار المالي ديف رامزي" يجب أن تتحكم في أموالك وإلا فسوف تتحكم بك قلة الأموال للأبد"، وينصحنا رجل الأعمال وارن بافيت بقوله "القاعدة رقم (1): لا تخسر المال أبدًا، القاعدة رقم (2): لا تنس القاعدة رقم (1) أبدًا؛ فالمال ضيف عليك أن تُقابله بالترحاب وعدم تبديده وتبذيره".

إنَّ الإسراف في المال وتبذيره فيما لا طائل منه كفيل بنقل الإنسان من حالة الغنى والكفاية إلى حالة الفقر والعوز والحرمان يقول بنجامين فرانكلين" احذر من النفقات الصغيرة، فالتسرب الصغير يُمكنه أن يغرق سفينة كبيرة"، لذا نجد أن القرآن الكريم يذم سلوك الإسراف في أكثر من(23) موضعًا ويمتدح سلوك الوسطية والاعتدال "وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا"، فعلى الإنسان العاقل أن يُحافظ على ماله ويدخره وينفقه بطريقة راشدة واعية لينعم بحياة كريمة هانئة، وليعلم أنَّ الله سائله عن ماله "ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ"، ولله در الشاعر حين قال:

وَما المالُ وَالأَهلونَ إِلّا وَديعَةٌ

وَلا بُدَّ يَومًا أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ

إلّا أنه ورغم كل ما سبق ونظرا لأننا في عصر "الرغبات اللانهائية" فإنَّ أحد أهم التحديات الاجتماعية التي تُواجه الكثير من مجتمعات العصر الراهن هو تفشي النزعة الاستهلاكية والشره والإفراط في اقتناء ما هو ضروري وغير ضروري بطريقة تفوق إمكانات وقدرات الفرد المادية، حتى لقب إنسان هذا العصر بـ" الإنسان المستهلك"، إذ صار ينقاد بكل سهولة ويسر لكل موضة وصيحة من صيحات الموضات والإعلانات التي زادت من سعار الاستهلاك المحموم وأشعلت أواره وجعلت الكثيرين يندفعون للشراء العشوائي، بل ربطت هذه الإعلانات سعادة الإنسان ورفاهيته بمدى اقتنائه لهذا أو ذاك النوع من الكماليات، وأصبح هناك من يمارس الاستهلاك والشراء والتسوق كسلوك قهري يستفز لديه مسارات اللذة ويشعر بعده بتغيير الحالة النفسية والمزاجية، وهناك من يتلهى بالتسوق والاستهلاك لملء فراغ يومه ويشتري ما يحتاجه وما لا يحتاجه مطبقًا مقولة "أنا أشتري.. إذا أنا موجود".

وفي تجربة مُثيرة حول أثر الإعلانات في سلوك الاستهلاك لدى الأفراد، تم تقسيم مجموعة من الأطفال إلى مجموعتين، وتم عرض إعلانين تجاريين عن إحدى الألعاب للمجموعة الأولى، ولم يشاهد أفراد المجموعة الثانية أي إعلانات، ومن ثم تمَّ الطلب من المجموعتين اختيار أحد الخيارين التاليين: اللعب مع طفل لطيف هادئ، ولكن ليست لديه اللعبة التي تم عرضها في الإعلانين أو اللعب مع طفل مشاغبٍ مؤذٍ معه اللعبة، فاختار الأطفال الذين رأوا الإعلانين اللعب مع الطفل المشاغب لأنَّ معه اللعبة، مما يدلل على أننا ننساق وراء المغريات الإعلانية حتى وإن كانت ليست في مصلحتنا، فالواقع أن لهذه الإعلانات مفعول السحر في خداع الفرد وخلق عادة الاستهلاك لديه وجعله لا يكف عن اللهاث باحثاً عن اللذة والسعادة على عتبات المحال التجارية وصفحات التسوق على الإنترنت وهيهات له ذلك.

هذه المقالة ليست دعوة للشُح والبخل والتقتير على النفس ولكنها نداء لكل ذي لب للتعامل بحكمة ورشد مع الإمكانات المادية والسيولة المالية التي لديه لعله يصل إلى أجمل عاقبة وأحمد مآل، والحذر من الانجراف وراء سيل الإعلانات وعبثها العاري من كل حكمة، وعدم متابعة مروجي الإعلانات الذين ملأوا الأرجاء بدعايات خادعة براقة كفيلة بأن تجرف معها كل النعم والأموال التي جمعها المرء كحصاد العمر وتعب السنين.

إنها دعوة لأن تمر عليك المناسبات والأعياد فتستقبلها بفرح وسرور حينما تتحكم بمصاريفك ولا تتكلف من الإنفاق والاستهلاك فوق السعة والطاقة، بل تكتفي بما هو ضروري ومُهم فقط و"كان الله بالسر عليمًا".

مقالات مشابهة

  • مع تصاعد العجز المالي.. إسرائيل تلجأ لرواتب موظفيها
  • تمرد في جيش الاحتلال.. العشرات من جنود الاحتياط يرفضون العودة إلى غزة
  • وكان الله بالسر عليمًا
  • الإعلام العبري: الجيش الإسرائيلي يعاني نقص جنوده ويسعى لتشكيل فرقة جديدة
  • جيش الاحتلال يعاني نقص جنوده ويسعى لتشكيل فرقة جديدة
  • عشرات جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي أعلنوا رفضهم العودة إلى غزة
  • "ضميرنا لا يسمح لنا".. عشرات جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي أعلنوا رفضهم العودة إلى غزة
  • عشرات الجنود الإسرائيليين يرفضون الخدمة العسكرية بغزة
  • عشرات الجنود الإسرائيليين يرفضون العودة لغزة
  • أيام ثقيلة على الجيش الإسرائيلي.. مقترح قانون جديد لتمديد الخطة الاحتياطية في صفوفه